أشلاء اطفال اليمن ستلاحق المحمدين ".. التنحية باتت حاجة أم ضرورة؟!
[ادارة الموقع]
جاءت المجزرة التي ارتكبها العدوان السعودي الاماراتي في مدينة ضحيان في اليمن والتي راح ضحيتها عشرات الاشخاص غالبيتهم من الاطفال، لتفتح من جديد الباب على مسألة الانتهاكات الانسانية الفادحة التي ترتكب هناك من قبل السعودية ومن معها من الدول المشاركة بالعدوان، سواء التي تشارك بشكل مباشر او تلك التي تؤمن الغطاء السياسي والتسليحي والاستخباراتي للمعتدين.
واللافت ان هذه المجزرة التي ارتكبها آل سعود بحق الأطفال والانسانية في اليمن، جاءت بالتزامن مع الانتقاد الذي وجهته كندا بواسطة وزارة خارجيتها الى النظام الحاكم في الرياض حول الانتهاكات التي تطال المجال الحقوقي واعتقال النشطاء وأصحاب الرأي داخل السعودية، ما يؤكد ان آل سعود لا يحترمون قانونا ولا حقا ولا حرية في الداخل او في الخارج، وان موضوع الحريات والحقوق هو امر محسوم بسحقه وتصفيته من قبل الحاكمين في مملكة آل سعود منذ عشرات السنين وحتى اليوم.
جرائم مفضوحة..
بل ان اليوم بات الامر مفضوحا اكثر نتيجة عوامل كثيرة منها سرعة انتشار الاخبار لفضح المجرمين من أمثال آل سعود، وعدم قدرة النظام السعودي على كم الافواه بشكل مطلق وتأمين الغطاء الدولي والحقوقي له سواء من قبل بعض الدول او المنظمات العاملة في هذا المجال، وايضا ما عاد النظام السعودي قادرا على خداع الرأي العام في الداخل والخارج انه ليس نظاما ارهابيا ومجرما وإبعاد التهم الاكيدة عنه في هذا الاطار، فهو اليوم في اليمن ينفذ بشكل مباشر عدوانه وجرائمه بينما في بعض الساحات كان يرسل جماعاته التكفيرية والاجرامية لتنفذ ما يريد من جرائم لاسخدامها وفقا لمصالحه السياسية.
امام كل ذلك تطرح تساؤلات كيف سيعمل النظام السعودي على لملمة الموضوع بعد سلسلة طويلة من الجرائم التي ارتكبت منذ بدء العدوان على اليمن منذ ما يزيد عن الـ3 سنوات، هل سيعمد هذا النظام الى استخدام المال من جديد لتعمية بصر العالم وبالتحديد الدول الغربية والاوروبية التي تدعي نصرة الحريات وحقوق الانسان ام ان الامر بات خارج السيطرة خاصة بعد الازمة السياسية مع كندا؟ وهل سنرى ملاحقات قضائية وقانونية بحق المسؤولين السعوديين لا سيما من رأس هذا النظام المتمثل بالملك سلمان وايضا من يملك السلطة الفعلية بشكل كبير ولي العهد محمد بن سلمان؟
الاكيد ان النظام السعودي سيحاول تعمية الرأي العام عن صورة المشهد المأساوي الذي رسمه ويرسمه في اليمن عبر القتل الفظيع وغير المبرر لمختلف فئات وشرائح الشعب اليمني، فحتى الاطفال باتوا محلا للاستهداف اليومي من قبل طائرات العداون السعودي الاماراتي الاميركي بعد الفشل في تحقيق انتصارات عسكرية او ميدانية على ارض الواقع امام المقاتلين من الجيش واللجان الشعبية وبعد فشل تحقيق اي انتصار يدلل على امكانية فرض شروط او تحقيق الاهداف التي أعلن عنها عند بدء الحرب المكلفة والجائرة على اليمن.
محاولات التعمية.. والتغيير الحتمي
وبالسياق، قالت مصادر متابعة إن "النظام السعودي طالما لجأ الى المال لاخفاء جرائمه وطالما دفع رشاوى بكل الاتجاهات للسكوت عنه"، ولفت الى ان "الرشاوى السعودية تدفع للانظمة والمسؤولين الغربيين وحتى لوسائل الاعلام، فآل سعود يسعون لشراء كل شيء حتى الاشخاص القابلين لبيع اخلاقهم ومبادئهم"، وأشارت الى ان "هذا الاسلوب اثبت عجزه بشكل جزئي في الوقت الحاضر مع عدم القدرة على إخفاء جرائم العدوان على اليمن".
ولفتت المصادر الى ان "الامر اذا ما استمر بشكله الحالي فإن المسألة تتطلب تغييرا سعوديا داخليا ولو كان شكليا او صوريا لإبعاد كل المتورطين والمسؤولين عن الجرائم ضد الانسانية وجرائم الحرب في اليمن"، وتابعت "على رأس هؤلاء الملك سلمان ونجله ولي العهد محمد بن سلمان رافع لواء الحرب على اليمن منذ اللحظة الاولى"، واضافت "لا يمكن اقناع الرأي العام العالمي ان محمد بن سلمان سيصبح ملكا لعشرات السنوات بينما يداه ملطختان بهذه الشكل المريع بدماء الشعب اليمني"، واكدت ان "صور أشلاء اطفال اليمن سواء في ضيحان او غيرها ستبقى تلاحقه ولا يمكن محو هذه الجرائم من ذاكرة الانسانية".
والحقيقة ان السعودية حاولت اليوم اتباع أسلوب جديد بالرد على منتقديها برفع السقف ضدهم كما فعلت مع كندا والاستمرار باستخدام سياسة الابتزاز والضغط المالي ووقف الاستثمارات وغيرها من السبل المادية في اعتقاد ان ذلك سيحصنها ضد النقد والملاحقة والمحاسبة، لذلك على محمد بن سلمان البحث عن سبيل للنزول عن الشجرة بنفسه قبل ان يتم إنزاله عنها، وهذا الامر كما يصح على المسؤولين في السعودية يصح ايضا على المتورطين بالحرب اليمينية في الامارات، وعلى رأسهم ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد.
وهنا المسألة قد تكون شبيهة بما حصل في قطر عند فشل القيادة السابقة في تحقيق ما تريد في الحرب السورية والاطاحة بالنظام القائم هناك، ما تطلب تغييرا سريعا بالوجوه فتم تنحية "الحمدين" والمجيء بوجوه جديدة لاخفاء صورة الفشل والهزيمة والجريمة في سوريا، واليوم قد يتطلب الامر تغييرا في السعودية والامارات وتنحية "المحمدين" ومن معهما من مستشارين، والاتيان ايضا بوجوه جديدة لاخفاء العار الذي سيلتصق بمملكة آل سعود والامارات وكل من عاونهما في قتل أطفال اليمن ورسم المعاناة الانسانية هناك.
ارسال التعليق