أقلام المطبعين المرتهنين تتطاول على سيد المرسلين وتزيّف رسالته
[حسن العمري]
"ذباب أبن سلمان" الالكتروني لم يتوقف هذه المرة عند تشويه صورة الدين الاسلامي عبر الدعوة للتطبيع مع العدو الصهيوني ونشر مسلسلات (أم هارون) و (المخرج 7) على الفضائيات السعودية، وكذا تبادل الوفود بين الرياض وتل أبيب على المستويات الأمنية والعسكرية والثقافي؛ بل تعدى الأمر أكثر بكثير من ذلك حتى بلغ المطاف بالمطبعين المرتهنين الى الإساءة الى خيرة البشرية وسيدها وأفضلها خلقاً وخُلقاً الحبيب المصطفى محمد (ص)، بتدليس وتزييف وتزوير القيمة السماوية السامية التي جاء بها، وسط صمت كاهن المملكة العام الشيخ عبد العزيز آل الشيخ ومؤسسته الدينية الطويلة والعريضة التي تنبري لكل صغيرة وتافهة بإصدار البيانات والخطابات من على منابر الجمعة والجماعة.
أكاديميو العهد السلماني دخلوا معترك الهرولة السريعة للتطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب دعماً لرغبة هبلهم ولي العهد، ليقوموا بالدور المنوط اليهم مستغلين سذاجة الشارع السعودي والعربي والإسلامي عبر نشر مقالات في صحف العدو أو التحدث مع فضائياته وإعلامه، في مرحلة جاءت بعد قيام البعض منهم بزيارة للأراضي الفلسطينية المحتلة وضم المجرم والمحتل في الأحضان، كما فعل من قبلهم رائد مسيرة الخبث التطبيعي العقيد أنور عشقي حيث زار القدس المحتلة والتقى بمدير عام وزارة الخارجية الاسرائيلية «دوري غولد»، ومع مسؤول التنسيق الأمني في الضفة الغربية المحتلّة الجنرال «يوآف مردخاي»، في فندق «الملك داود» في المدينة.
نشرت مجلة "كيشر" الصهيونية الصادرة عن قسم الدراسات الدولية والإقليمية في جامعة تل أبيب للدكتور محمد الغبان باحث سعودي ومسؤول الدراسات العبرية بجامعة الملك سعود بالرياض، تحت عنوان “المساهمة في تحسين صورة النبي محمد في عيون الجمهور الإسرائيلي: عهود ومراسلات محمد مع يهود شبه الجزيرة العربية”، ادعى فيها أن "أنّ النبي محمد كان له علاقات طيبة مع اليهود واشتبك معهم على خلفية سياسية بحتة وليس دينية" متعمداً عدم ذكر السلام والصلاة على خير البشرية وتزوير أسباب الرسالة السماوية السمحاء التي جاء بها خاتم المرسلين (ص).
سرعان ما عزفت وسائل الاعلام الصهيوني سمفونية الرقص السعودي الإسرائيلي مبتهلة بهذا المقال الكاذب والمفتري على طبيعة رسالة الاسلام، لينبري موقع "أروتز شيفا" التابع لصحيفة "إسرائيل ناشيونال نيوز" الصهيونية التي تصدر عن القناة السابعة الإسرائيلية، بنشر عبارة اخرى للسعودي محمد الغبان الحاصل على شهادتي الماجستير والدكتوراه في الفلسفة من كلية الآداب - قسم لغات الشرق الأدنى وثقافاته بجامعة إنديانا في بلومنغتون الأمريكيّة، وهو يقول " كان لليهود تاريخ طويل في شبه الجزيرة العربية قبل ولادة محمد. وكان قريبًا منهم - حتى قتلهم"!!.
حتى كتابة هذه السطور لم يصدر أي ردّ فعل من قبل المنبطح الغبان أو المؤسسة الدينية في بلاد الحرمين الشريفين التي اعتادت على التزام الصمت في مثل هذه الأمور خدمة للسيد الكبير صاحب المال والسلطة منذ اتفاقية الدرعية وحتى يومنا هذا، وهي تابعة للسلطة السياسية، وغير قادرة على اتخاذ أي موقف مغاير لسياسات الأسرة الحاكمة، تصدر فتاوى استباحة دماء المسلمين والتعرض لنواميسهم ومقدساتهم وتكفيرهم في إطار مباركة وتأييد وإعطاء شرعية دينية لسياسات الأسرة النكرة المتسلطة على رقابنا؛ وتقوم بتكفير وتجريم أي صوت ينتقد النظام السعودي الحاكم خاصة خلال العهد السلماني الحاضر الذي يعد من أسوأ وأقبح حقبة في دويلة آل سعود الثالثة.
المستشرق الصهيوني جاكي خوجي محرر الشؤون العربية بإذاعة الجيش الإسرائيلي، كشف عن حقيقة النظام السعودي وسوء استغلال للدين في تمرير مخططاته المشؤومة على الأمة وذلك في مقال له بصحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحت عنوان: "السعوديون يستخدمون النبي محمد لشرعنة التطبيع"، قال فيه: "السعودية تسعى الى "تجنيد النبي محمد" للاتصال بالدولة الإسرائيلية، عبر تسويق خبراء ورجال دين من الرياض للرسالة الواحدة تلو الأخرى، ومفادها أن "النبي محمد كان طيبا مع اليهود". مشيراً بذلك الى مقال أحد جند بن سلمان المتصهينين "محمد الغبان" مؤخراً في مجلة جامعة تل أبيب والتي تفضح المستور من استمرار الاتصالات بين الأكاديميين الإسرائيليين ونظرائهم في دول مجلس التعاون وفي مقدمتهم السعودية.
وقاحة جيش تطبيع محمد بن سلمان بلغت ذروتها مستخدمة اسم النبي محمد عليه الصلاة والسلام في صراعها المحموم للظفر بلقب الأكثر تطبيعًا مع الكيان الصهيوني، ليخطو هذه المرة خطوة رسمية كبل ما للكلمة من معنى ينقل من خلالها "الذباب الأكاديمي" هذه المرة التطبيع الى عمق أبعد، لتتولى جامعة الملك سعود الجامعة الحكومية الأولى في المملكة قيادة الهرولة نحو المحتل الصهيوني وضمه في الأحضان دون خجل أو وجل، بتدليس أكاديمي وبضع كلمات مزيفة مزورة تنسب الى تاريخ الاسلام ورسوله الصادق الأمين وأسباب العداء بينه وبين يهود بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير ويهود خيبر الذين عاثوا الفساد في الجزيرة العربية وفعلوا الافاعيل من فتن ومحاولات اغتيال طالت نبي الرحمة وتحالفات مع أعداء الاسلام وخاتم المرسلين لإطفاء نور الهداية الربانية الذي جاء به للبشرية جمعاء.
الكاتب السعودي البارز في جيش "ذباب بن سلمان" الأكاديمي تركي الحمد، دعا الحكومة السعودية السماح للإسرائيليين المستوطنين في فلسطين المحتلة بزيارة قبور أجدادهم المدفونين في أراضي المملكة، وذلك في مؤشر آخر يظهر تصاعد مظاهر التطبيع الوقح بين الرياض و"تل أبيب". فيما نقلت صحيفة "إسرائيل اليوم" عن البروفيسور الصهيوني المتطرف "رعنان رين" من معهد "روزنفيلد" بجامعة تل أبيب، قوله: إن "أهمية المقال (مقال محمد الغبان) تنبع وقبل كل شيء، من أنها المرّة الأولى التي يختار فيها باحث سعودي بارز نشر مقال أكاديمي في مجلة أكاديمية إسرائيلية، بهدف إزالة الحواجز بين الشعبين !!".
ممارسة احتيال وتدليس وتزييف لتبرير التطبيع مع الاحتلال الصهيوني المقيت، وسط تجاهل المرتهنين وفي مقدمتهم "الغبان" من أن يهود الجزيرة العربية لم يكونوا محتلين كما هو الحال في فلسطين العزيزة حيث قدموا من قارات بعيدة واحتلوا الأراضي وقتلوا سكانها الأصليين من مسلمين ومسيحيين وغيرهم ولم يرحموا حتى الأطفال الرضع والنساء الحوامل، بل كانوا ضمن النسيج الاجتماعي للجزيرة العربية، وهو ما يعرفه حتى طلاب الإبتدائية لكنه يسعى تزييف وتحريف الحقيقة لكسب ودّ سيده ولي عهد سلمان الحاقد الجاهل المتماهي نحو أبناء عمومته بني صهيون في تعزيز سياسة "الإسلاموفوبيا"، فهو أمر بديهي وليس بجديد على آل سعود وساعدهم الديني الوهابي التكفيري الذي زور الدين لينهبوا معاً خيرات بلاد الحرمين و تسلطوا على رقاب شعبه.
المستشرق الصهيوني "خوجي" شدد على ضرورة إستغلال تواصل الأكاديميين السعوديين مع نظرائهم الإسرائيلين خاصة وأن الكبار منهم بدأ يركز على وصف العلاقات بين (النبي) محمد (صلوات الله وسلامه عليه) واليهود في شبه الجزيرة العربية، وبالتالي فإن الدراسة تسعى للقول إن "التحالف مع اليهود ليس مسموحا فحسب، بل واجباً"!!. معتبراً نشر المقال بحد ذاته رسالة تأسيسية ذات أهمية عملية وأن الإسرائيليين والسعوديين، يميلون للتحدث مع بعضهم البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي والصحافة، مشيراً ايضاُ الى مقال عالم الثقافة السعودي عبد الرزاق القوسي قبل شهرين في صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
ارسال التعليق