أين آل سعود وآل زايد مما يحصل في فلسطين؟
[-----------------------]
الاصطفاف السعودي_الاماراتي خارج دائرة المدافعين عن القضية الفلسطينية، وهذا الأمر ليس بالجديد، حيث ظهرت معالم الانقلاب على القضية الفلسطينية بشكل اوضح منذ وصول ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى السلطة وتولي منصب ولي العهد في العام 2017 بعد رشوة قدمها والده الملك سلمان بن عبد العزيز للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإزاحة محمد بن نايف، بلغت الرشوة حينها حوالي نصف تريليون دولار، ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن لا تزال السعودية تقدم خدمات بالمجان للاسرائيليين والأمريكيين على حساب الفلسطينيين ودون اي مقابل، ربما المقابل فقط ايصال محمد بن سلمان إلى كرسي العرش، ولا أحد يعلم إن كان سيصل ام لا في حال ذهب ترامب، لأن النصف تريليون ستذهب معه لامحالة.
الامارات لم تكن أحسن حالاً من السعودية، حيث أقدمت على عدة خطوات أظهرت مدى ابتعادهم عن القضية الفلسطينية واقترابهم من التطبيع مع كيان العدو الصهيوني، وما هبوط طائرتين اماراتيين في مطار تل ابيب بحجة تقديم مساعدات طبية للفلسطينيين، إلا خير دليل على ذلك، بالرغم من اعتراض الفلسطينيين على ذلك وتصريحهم بأن الطائراتين وصلتا بدون التنسيق مع السلطة الفلسطينية وبدون علمها بالأمر.
كان من المفترض أن تكون السعودية والامارات إلى جانب فلسطين في المحنة التي تعيشها هذه الأيام، بعد القرار الاسرائيلي بضم اجزاء من الضفة الغربية، وولكن كالعادة كان الصمت سيد الموقف، ولم يكن الإنسان العربي اغلى من النفط كما قال الامير زايد آل نهيان يوما ما.
في الحقيقة تساهم الامارات والسعودية في تصفية لقضية الفلسطينية، حيث كانت الدولتان من أولى الدول التي رحبت بقرار الولايات المتحدة الأمريكية "صفقة القرن"، حيث أعلنت الخارجية السعودية عن "تقديرها" لجهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن "صفقة القرن" المزعومة، داعيةً إلى بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مجددة دعمها "كافة الجهود الرامية للوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية"، وأضافت إن المملكة تقدر الجهود التي تقوم بها إدارة الرئيس ترامب لتطوير خطة شاملة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
ودعت وزارة الخارجية السعودية، في بيان لها في 29 يناير 2020، إلى بدء مفاوضات مباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "واس".
وأردفت: "كما تشجع بدء مفاوضات مباشرة للسلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي تحت رعاية الولايات المتحدة، ومعالجة أي خلافات بخصوص الخطة عبر المفاوضات".
ويعزز ذلك موقف ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من القضية، إذ قال لدى مقابلته وفدا من زعماء يهود في نيويورك إن القضية الفلسطينية ليست من أولويات الحكومة السعودية وإن الفلسطينيين ظلوا على مدى 40 عاما يرفضون ما يقدم لهم والآن إما أن يقبلوا ما يعرض عليهم وإلا فليصمتوا".
أما الامارات فلم تكن أحسن حالا من السعودية، حيث استقبلت هذه الدولة الخليجية عدد كبير من المسؤولين الاسرائيليين على اراضيها، وبدأت تطبيعها من خلال الثقافة والرياضة وصولا إلى السياسية، وقبل اسابيع حطت طائراتها في مطار بن غوريون، ليصف القيادي في حركة حماس محمود الزهار في حديث لقناة "الميادين"، المساعدات الطبية القادمة من أبوظبي بأنها "رشوة حقيرة" وأنها مدخل أبوظبي للوصول إلى السلطة الفلسطينية.
هناك رضوخ واضح من قبل معظم الدول الخليجية للإدارة الامريكية والتفاف على قضايا الامة العربية والاسلامية، وذلك لمصالح شخصية آنية لن تدوم طويلا، ولا نعلم لماذا لا يقتنع هؤلاء الزعماء أن أبناء الارض هم الباقون وان التفريط بالأراضي العربية بهذه الطريقة سيكون له تبعات سلبية عليهم في القادم من الايام.
السعودية تعلم جيداً ان "صفقة القرن" نسفت "المبادرة العربية للسلام" والتي خرجت بها السعودية، والتي كانت تهدف إلى انشاء دولة فلسطينية معترف بها على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وتنص المبادرة على حل للاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194، والانسحاب من كامل الأراضي التي احتلتها "إسرائيل" بعد حزيران 1967، ومن ضمنها الجولان السوري المحتل، والأراضي التي ما زالت محتلة في جنوب لبنان.
ولكن السعودية ضربت مبادرتها بعرض الحائط وأدارت ظهرها لها، وكل ذلك لمصلحة بقاء شخص محمد بن سلمان في السلطة فقط لاغير دون الاكتراث بمشاعر السعوديين الذين يرفضون بغالبيتهم ما تقوم به السلطات السعودية ولكن هل يمكن لأحد منهم التعبير عن رأيه في دولة تعتقل كل من يقول الحق أو يطالب بالعدالة واعتقال أصحاب الرأي والدعاة وحتى الأمراء وملاحقتهم في الداخل والخارج خير دليل على ذلك.
ارسال التعليق