اشكالية الحكم في المملكة بين التنازل وعدمه!!!
[ادارة الموقع]
وصول محمد بن سلمان إلى ولاية العهد وعزل محمد بن نايف من هذا المنصب، شكّل الثغرة الأولى في مسار الحكم وأصبحت البلاد تدور في حلقة مفرغة حاول بن سلمان ملأها بحزمة من التغييرات والعزل والاعتقال والقمع لكن نتائج ذلك زادت الطين بلة ووسعت الحلقة، ما أدى إلى تهديد هوية المملكة السياسية والاجتماعية وأصبحنا أمام تساؤل واحد: هل يصل بن سلمان إلى الحكم ام لا وفي حال وصل إلى أين ستتجه الأمور؟!. الملك والأمير الوضع الصحي للملك السعودي سلمان بن عبد العزيز ليس على ما يرام هذه الأيام، فقد كشف موقع "تاكتيكال ريبورت"، نقلا عن مصادر بالقصر الملكي السعودي، إن الملك سلمان خضع لفحوصات طبية سريعة في قصره بمدينة جدة، غربي المملكة، نهاية الأسبوع الماضي، إثر وعكة صحية ألمت به، وتلقى نصيحة طبية بأخذ راحة أسبوعين على الأقل. ويعاني الملك سلمان من إعياء وضيق في التنفس بحسب نتائج الفحوصات، ومع ذلك لم يتخذ بعد قراره بشأن موعد تسليم السلطة لابنه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وأنه لا يرى ضرورة لذلك رغم اتخاذه كل الإجراءات والترتيبات اللازمة لتنصيب الأخير ملكا حال حصول مكروه له أو تدهور حالته الصحية، بحسب تصريحات الملك نفسه في احدى الاجتماعات الخاصة، وهذا يدفعنا للتساؤل إن كان كل شيء على ما يرام والملك كل قرارته السابقة صبت في مسار ايصال نجله إلى كرسي العرش، مالذي تغير الآن، هل شعر الملك سلمان بالندم وبأنه تسرع في إيصال ابنه إلى هذا المكان ولم يعد يعلم ماذا يفعل؟!.
التحليلات تقول بان الأمور خرجت عن سيطرة العاهل السعودي، إذ أصبح الأمير محمد بن سلمان يقبض على مفاصل النظام السعودي بعد مسير طويل قطعه العام الماضي تمكن من خلاله من قطع جميع الخيوط والتشابكات داخل العائلة الحاكمة التي كان من الممكن أن تهدد وصوله الى العرش، ومع ذلك لا زالت تصرفاته حتى اللحظة توحي بأنه يخشى عدم الوصول إلى كرسي الملك. في هذا السياق يقول المعارض السعودي سلطان العبدلي الغامدي، في تصريحات لـ "عربي21": "محمد بن سلمان سيخلع والده، كما فعل مع ابن عمه الأمير محمد بن نايف، ولكنه يمهد الأجواء داخل العائلة الحاكمة للتوقيت المناسب"، مضيفا: "الملك سلمان أصبح الآن عاجزا تماما أمام ممارسات نجله في السيطرة على القصر الملكي، وتغيير حراساته القديمة، ووضع حراسات جديدة موالية له". بن سلمان يستغل الظروف تشير الوقائع إلى أن ولي العهد يستغل ضعف والده وضعف قدرته الصحية والجسدية والعقلية على إدراك ما يجري حوله، ففي أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، قالت جريدة "ديلي ميرور" البريطانية في تقرير موسع لها عن آخر التطورات التي تشهدها السعودية إن الملك سلمان بن عبد العزيز يعاني من "مرض عقلي" ولا يقوى على التركيز أو استيعاب ما يدور حوله لمدد طويلة. ولكون الملك يعاني من ظرف صحي صعب بسبب تقدمه في العمر، وجد بن سلمان الظروف تخدمه للتخلص من كل من يعترض طريقه حتى لو كانت والدته التي يضعها حتى اللحظة رهن الإقامة الجبرية فكيف بأبناء عمه ورجال الدين والدعاة وحتى الذين يشاركوه فكره السياسي "الليبرالي". في المحصلة من يريد أن يراقب مسار سياسة بن سلمان سيجدها تصب بمجملها في "مصلحة الفرد" والذي هو "محمد بن سلمان" الذي يهوى التمجيد من قبل الأخرين، وهذا ما يعمل عليه، فقد أوهم بن سلمان شعب المملكة بأن المستقبل سيكون بيد الشباب لذلك توجه إليهم في جمع خطاباته وقراراته ولكنها كانت على مقاسه وليس بما تقتضيه ظروف المرحلة، لذلك وجدناه يبالغ في بعض القرارات ومن ثم يلتف عليها، كما التف على النشطاء والدعاة المعتدلين واعتقلهم ليفهم الجميع بأن الاصلاح مرهون بتطلعات شخص بن سلمان وليس بتطلعات المملكة أو الشعب. ومن هنا رأينا بن سلمان يمارس ازدواجية مفرطة في التعاطي مع حقوق المرأة، فمن جهة يرفع الحظر على قيادة النساء للمركبات، ومن جهة أخرى يعتقل من يطالب منهن بمزيد من الحريات، وهل تتلخص حرية المرأة في قيادة السيارة، أوليس لديها حقوق أخرى محرومة منها منذ عقود طويلة؟! ونختم مع كلام عبد الله العودة نجل الداعية المعتقل سلمان العودة لصحيفة واشنطن بوست الأميركية ، حيث لخص العودة رؤيته للمسار الحالي بأنه في الوقت الذي حازت فيه الإدارة السعودية الحالية على بعض الإشادة في ما يتعلق بخططها للرخاء فإن الواقع يشهد بأن السعودية تعود إلى الماضي، وأنه بتخليه عن الوعد بالديمقراطية فإن ولي العهد الحالي ربما بصدد إعادة المملكة إلى العصور الوسطى.
ارسال التعليق