البقرة الحلوب من معادلة ترامب إلى معادلة نتنياهو
[عبد العزيز المكي]
بقلم: عبد العزيز المكيمما بات معروفاً أن الكيان السعودي بقيادة آل سعود، أو جدته السلطات البريطانية في بداية القرن المنصرم، ليكون ظهيراً للكيان اللقيط الآخر، الكيان الصهيوني، الذي زرعته هذه السلطات في جسم الأمة الإسلامية، وهذا ما أعترف به مؤخراً الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، ففي هذا السياق قال 23/11/2018 " أن إسرائيل "..وأضاف ترامب قائلاً.." إن إضعاف السعودية يعني زوال "إسرائيل"، هل تريدون تدمير "إسرائيل"؟، لكن طالما لدينا حليف قوي مثل السعودية في المنطقة فأن هذا الأمر لن يتحقق أبداً ".
الصهاينة على مستوى المسؤولين، وعلى مستوى الصحافة والمؤسسات البحثية والاستراتيجية والأمنية لا ينكرون هذه الحقيقة بل يؤكدونها بصورة وبأخرى بين الحين والآخر، ففي هذا السياق كشف جاكي حوكي معلق الشؤون العربية في صحيفة معاريف في مقال له في 10/12/2018 عن أن استنفار تل أبيب لصالح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وحرص رئيس الحكومة "الإسرائيلية" بنيامين نتنياهو على التدخل لمحاولة إنقاذه من تبعات اغتيال الكاتب الصحافي جمال خاشقجي، يرجع إلى أدركها حقيقة أن السعودية في عهده باتت تمثل ذخراً استراتيجياً لكيان الاحتلال، وقال جاكي حوكي المعلق الصهيوني المشار إليه، انه " لم يكن صدفة أن يبادر نتنياهو إلى الاتصال بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالباً منه عدم التخلي عن بن سلمان في أعقاب تفجر قضية خاشقجي".
وأضاف حوكي قائلاً " تل أبيب بحاجة إلى بن سلمان وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في مواجهة إيران وحزب الله، على اعتبار أن المساس بهاتين القوتين يمثل مصلحة مشتركة لإسرائيل وهذه الدول".
في السياق ذاته أشارت دراسة أصدرها مركز أبحاث الأمن القومي "الاسرائيلي"، في 24/12/2018 بالجهود الدبلوماسية والدعائية التي بذلها رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، من أجل منع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من اتخاذ إجراءات جدية ضد ولي العهد السعودي على خلفية اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بمدينة إسطنبول في أكتوبر الماضي، وبحسب هذه الدراسة، فإن نتنياهو اعتبر أن هذه الإجراءات لو اتخذت فأن من شأنها أن تمس استقرار نظام الحكم في المملكة، والذي بدوره قد ينعكس على المصالح القومية الإسرائيلية"، حيث حققت الرياض توازناً إقليميا مريحاً لتل أبيب، إلى جانب دورها في مواجهة ما أسماه نتنياهو الخطر الإيراني.
وهناك العشرات من الشهادات والتصريحات الصهيونية التي تؤكد الدور الذي يقوم به النظام السعودي لحماية ودعم وبقاء الكيان الصهيوني، لأن ثمة ترابط جدلي بين الكيانين، وبالتالي فان السياق الطبيعي لهذه العلاقة، هو أن النظام السعودي هو الذي يجب أن يطلب الدفع من الكيان الصهيوني لقاء تلك الحماية والدعم والمساعدة على البقاء، مثلما يفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع النظام السعودي نفسه، فترامب فرض عليه معادلة الدفع المالي لقاء الحماية الأمريكية، بينما يتصرف النظام الصهيوني خلاف هذه القاعدة، فبدلاً من مكافئة النظام السعودي على حمايته ودعمه له باعترافه، يتقصد ابتزاز هذا النظام وإجباره على التسليم والاستجابة لما يطلبه منه، بل النظام السعودي يستجيب ويرحب برحابة صدر، وينفذ بأمانة، المهام والأدوار التي يطلبها منه هذا الكيان!! ولو تتبعنا محطات الدفع السعودي للعدو منذ مجيء الملك سلمان وابنه ولي العهد للحكم في المملكة نجد أنها تتجلى بما يلي:-
1ـ تظهير التطبيع بين الطرفين من السر إلى العلن، وتسويق هذا التطبيع عربياً وإسلامياً، ولقد لاحظنا وتابعنا زيارات ولقاءات المسؤولين السعوديين والمسؤولين الصهاينة وأحاديثهم عن التطبيع، وعن التعاون الأمني والعسكري بين الطرفين، وان العدو لا يشكل تهديداً للنظام السعودي، بل على العكس يتحدث السعوديون عن تعاون على الصعد الاقتصادية والتكنولوجية بينهما، وما إلى ذلك... وهو كثير، فالاعلام السعودي يروج له بشكل يومي الى الآن، ففي هذا السياق، وفي حديثة لقناة 24 نيوز الصهيونية في 21/12/2018، قال الكاتب والصحفي السعودي عبد الحميد الغبين "إسرائيل لا تشكل خطراً علينا وسنقوم بالتطبيع معها والاعتراف بالقدس الغربية عاصمة لها سيؤدي إلى سلام، والقضية الفلسطينية لم تعد مهمة لنا ولا يعنينا من يحكم القدس، وتوقع الغبين أن تقوم بلاده بالتطبيع معها_مع إسرائيل_ في غضون عامين..هذا وقد اكتظت الصحف الغربية والأمريكية والعبرية، وحتى بعض الصحف العربية يومياً، منذ بدء عجلة التطبيع السعودي تتحرك بسرعة نحو العدو، وحتى هذا الوقت بالمقالات وبالتحليلات حول تعزز آفاق التطبيع والدور الذي يقوم به النظام السعودي في تسويق العدو في المنطقة، وكيف يدفع بحلفائه مثل النظام البحريني إلى القيام بخطوات جريئة وعلنية، وفيها تحدي لمشاعر الأمة ومقدساتها، في الدفاع عن النظام الصهيوني، وفي الاشادة بجرائمه ضد الشعب الفلسطيني أو ضد سوريا، وإرسال الوفود العلنية له، وأيضاً إرسال الفرق الرياضية للمشاركة في مسابقات دولية تقام في هذا الكيان الغاصب.
2ـ لم يكتف العدو بهذا الجهد بل طلب من النظام السعودي الاعتراف به علناً، وبفتح الأجواء لطائراته المدينة، وحتى لطائراته العسكرية، وهذا ما تجلى في تصريحات بن سلمان ولي العهد، حيث قال في حديث له لمجلة اتلانتيك الأمريكية " أن للإسرائيليين الحق في العيش على أرضهم في فلسطين" على حد زعمه وقوله، وتجلى أيضاً في السماح لطائرات المدينة الصهيونية في استخدام أجواء المملكة في رحلاتها إلى الهند وبالعكس، أما التعاون الأمني والعسكري والاقتصادي بين الطرفين، فالصهاينة يتحدثون عنه بشكل مسهب ويشيدون به في تصريحاتهم وصحفهم وما إلى ذلك، فهذا أوفير جند لمان المتحدث باسم نتنياهو، نقل عن الأخير في 6 أيلول الماضي، قوله: "ما يحدث بعلاقاتنا مع الدول العربية غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل"، وكان رئيس الوزراء الصهيوني قد تباهي أكثر من مرة بتطور العلاقات وأشكال التعاون مع النظام السعودي ومع أنظمة الخليج العربية الأخرى، وقال ذات مرة، " أن إسرائيل لم تكن تحلم بهذه الصداقة مع دول عربية" في إشارة إلى السعودية. في الإطار ذاته يقول المختص في الشأن الإسرائيلي، سعيد بشارات، أن العلاقات الإسرائيلية- السعودية تشهد في هذه الفترة جرأة وتقدماً واسعاً من حيث التعاون الأمني والاقتصادي، وتبادل الزيارات لعدد من الشخصيات، وفتح الجمال الجوي السعودي أمام الطيران "الإسرائيلي". ويقول بشارات: "أن الإسرائيليين" أنفسهم لم يتوقعوا درجة الانفتاح الكبيرة من قبل السعوديين تجاه "إسرائيل"، حيث عززت السعودية هذا الانفتاح بتبادل استخباراتي، وعقد صفقات اقتصادية وعسكرية".
3ـ التحرك نحو تصفية القضية الفلسطينية ومحاربة قوى المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية، من خلال التحرك العسكري والأمني والمالي لضرب هذه القوى، وفي اليمن شن النظام وبأوامر أمريكية وصهيونية حرباً ضروس على الشعب اليمني، بذريعة قمع الحوثيين والحديث عن هذا التحرك يطول وبات من أوضح الواضحات، أما على صعيد تصفية القضية الفلسطينية فالصهاينة قبل غيرهم يشهدون لهذا النظام بهذا الجهد، لدرجة أن صحيفة الشرق القطرية نقلت عن بسام أبو شريف مستشار الرئيس الراحل ياسر عرفات، حيث كشف أبو شريف عن امتلاكه محضر اجتماع يؤكد أن قرار اغتيال عرفات تم بموافقة النظام السعودي حليف أمريكا. وقال أبو شريف في حديث خاص لوكالة "شهاب" الفلسطينية: " أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش تحدث مع النظام السعودي عقب اجتماع برئيس الوزراء "الإسرائيلي" الأسبق ارئيل شارون وتم فيه مناقشة تصفية عرفات، وقد وافق النظام السعودي على الأمر". ومنذ ذلك الوقت وحتى اليوم يتحرك هذا النظام لتصفية القضية الفلسطينية ورموزها، حيث تكثف هذا التحرك ومنذ مجيء الملك سلمان وابنه ولي العهد وبشكل لافت، وتمحور حول الأمور التالية:
*فصل التطبيع عن عملية التسوية، فكانت الأنظمة العربية المؤيدة للتسوية مع العدو تشترط التقدم عملية التسوية مع الفلسطينيين، للتطبيع مع العدو،وظل هذا الأخير يضغط لكسر هذا الشرط، ويصر على أن التطبيع هو مفتاح التسوية بحسب زعمه، بينما يدرك الصهاينة أن التطبيع قبل انجاز التسوية من شأنه أن يضعف موقف السلطة الفلسطينية، ويعزز موقع الكيان الغاصب الرافض للمطالب الفلسطينية، وجاء آل سلمان ليحققوا للعدو هذا الهدف..وقد عبر رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو عن غبطته لهذا التطور، وقال يوم 17/12/2018 أن عملية تطبيع تجري مع العالم العربي، دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين..وتابع نتنياهو حديثه حول هذا الأمر قائلاً: "ما يحدث في الوقت الحالي هو أننا في عملية تطبيع مع العالم العربي دون تحقيق تقدم في العملية الدبلوماسية مع الفلسطينيين".وأضاف.."اليوم نحن نمضي إلى هناك (التطبيع) دون تدخل الفلسطينيين، وهو أقوى بكثير لأنه لا يعتمد على نزواتهم، الدول العربية تبحث عن روابط مع الأقوياء، نقاط القوة في الزراعة تعطينا قوة دبلوماسية" على حد زعمه وقوله.في السياق ذاته، كشف الجنرال احتياط في جيش الاحتلال، عاموس جلعاد، رئيس الهيئة السياسية والأمنية سابقاً في وزارة الدفاع " الإسرائيلية" كشف النقاب عن أن الزعيم العربي الوحيد الذي اتخذ صورة من يبدي الاستعداد للخروج عن الصف العربي والضغط على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان!! وهذا الأخير كما هو معروف مارس ضغوطاً مكثفة على محمود عباس من أجل حمله واقناعه بما يسمى (صفقة القرن) وحينها رفض عباس ذلك، رغم أن بن سلمان عرض 10 ملايين دولار كرشوة لاغراءه بالموافقة..والقصة معروفة. أما فيما يخص قضية القدس فأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كشف عن انه عندما قرر نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس نسق مع السعوديين، وهؤلاء أيدوا نقل السفارة، واعتبروا القرار قراراً صائباً !! وما أكد كلام ترامب هو تعليقات الكتاب والمحللين السعوديين حول تأييد هذا القطور، وقد سبق الإشارة الى أحد هؤلاء الكتاب بخصوص التأييد السعودي لقرار ترامب.
أكثر من ذلك، أن الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست، كشف في مقال له في 14/12/2018 عن أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، تلقى نصيحة من فريق العمل الخاص به، تتضمن تقديم نفسه كصانع سلام في المنطقة،وصنع السلام، بحسب النصيحة، يكون من خلال تغيير قواعد اللعبة مع (إسرائيل) ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وعقد جولة مفاوضات برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. وأضاف هيرست قائلاً: أنها تشمل أيضاً، مصافحة تاريخية بين سلمان ونتنياهو، على غار تلك التي حدثت عام 1978بين أنور السادات، رئيس مصر وقتذاك، ومفاهيم بيغن، رئيس الوزراء (الإسرائيلي) في حينها ".ويختم الكاتب البريطاني مقاله موضحاً أن "بن سلمان لا يشعر بأنه يحمل عباء قضية فلسطين على أكتافه، فهو من جيل جديد، وقد أظهر ذلك مراراً، كما عبر عن ذلك في لقاءات خاصة".
*تقديم الدعم الاقتصادي والمالي للعدو الصهيوني من خلال صفقات شراء الأسلحة، أو من خلال المشاريع الاقتصادية الكبرى، كمشروع المدينة السياحية (ينوم) التي مكلفتها 500مليار دولار، وكمشروع شبكة السلك الحديدية، وغيرها، هذا فضلاً عن صفقات شراء الأسلحة، فالصهاينة اعترفوا أن ثلث الصفقة العسكرية التي عقدها بن سلمان مع ترامب لشراء الأسلحة، هو لشراء أسلحة صهيونية للسعودية!! وهناك مشاريع أخرى تحدث عنها الصهاينة وتحدث عنها الإعلام العربي والغربي، ومنها شراء القبة الحديدية الصهيونية المضادة للصواريخ وشراء برامج وأجهزة تجسس صهيونية متطورة للتجسس على المعارضين، في الخارج والداخل، والتي يقول بعض الخبراء أنها مكنت النظام السعودي من متابعة واستدراج ومن ثم قتل الكاتب الصحفي جمال خاشقجي، هذا فضلاً عن تمويل النظام السعودي للمشاريع الأمريكية والصهيونية المضادة للأمة في العراق وسوريا وفي اليمن وليبيا وتونس وما إليها.
مقابل ذلك، يحاول النظام السعودي وبكل ما لديه من نفوذ وقوة مالية إضعاف الموقف الفلسطيني، وبث اليأس والإحباط في نفوس الفلسطينيين وهذا ما اعترف به العدو الصهيوني، وللإشارة فأن بعض رموز الشريحة الفلسطينية في مناطق الثمانية والأربعين اتهمت النظام السعودي بالتعاون مع العدو لإخراج هذه الشريحة من أراضيها وتحويلها إلى لاجئين، تحقيقاً للمشروع الصهيوني الحالي الذي يتحرك بهذا الاتجاه.
*تحويل قضية مواجهة المسلمين للكيان الصهيوني، إلى قضية خلافات إسلامية داخلية، والى تشويه الأهداف الحقيقية لهذه المواجهة، فالمتبع للأعلام السعودي يلاحظ انه يروج لأوهام وأكاذيب مفادها أن " إيران تدعم الفلسطينيين من أجل توسيع نفوذها!!" أو انه يروج لمقولة ما يسميه هذا الإعلام (التمدد الشيعي)، وما إلى ذلك كثير من هذه المقولات والأكاذيب التي يخدم المشروع الصهيوني ضرب المشروع المقاوم في المنطقة، والأخطر من ذلك أن الكيان الصهيوني وأمريكا طالباً بن سلمان بتجنيد وخندقة الدول الإسلامية في مواجهة إيران، باعتبارها "التهديد الجدي" للدول "السنية"!! ومازال يواصل هذا الجهد في الإطار، تحريضاً وإثارة للفتن الطائفية، ومعاداة علنية..وما الى ذلك!!
على ان الملاحظ، أن العدو الصهيوني وكعادته، يحاول ابتزاز الأنظمة المطبعة معه، حتى العظم، كما يفعل ترامب، فكل ما يقوم به النظام السعودي لم يقتنع به العدو، بل يطالبه بالمزيد، كما جاء ذلك على لسان الخبير الصهيوني والكاتب في موقع القناة السابقة التابع للمستوطنين، إيتمارتسور، حيث قال " إن السلام "الإسرائيلي" مع السعودية ممكن، لكن لدينا شروط لابد من توفرها، في ظل أن الأجواء القادمة من شبه الجزيرة العربية تبشر بالسلام،لكن الرابحين الكبار من السلام البارد، في حال حصل هم السعوديون، ولذلك يجب وصنع شروط أمامهم كي يتحقق السلام الجاد معهم..".وحاول إيتماز التقليل من أهمية التطبيع مع السعودية من أجل ابتزازها وإرغامها على دفع المزيد، بالادعاء بأن " الانجاز "الإسرائيلي" الوحيد الذي سيعود على إسرائيل" من أي اتفاق مع السعودية هو إبرام سلسلة عقود تجارية وصفقات اقتصادية مع شركات سعودية، من تحت الطاولة أو فوقها، وافتتاح خطوط الطيران من "إسرائيل" إلى شرق آسيا من فوق أجواء السعودية، هذا ليس كثيراً، لكنه ما سيحقق بصورة أو بأخرى، في حين أن السعوديين سيحققون الكثير من الانجازات والمكاسب من أي اتفاق سلام مع "إسرائيل". وهذه عادةالصهاينة، بل هو منهج واستراتيجية دأب عليها الصهاينة في ابتزاز الدول المهرولة نحوه، فهذا الخبير يحاول تضخيم "الانجازات" السعودية بحسب تسميته من التطبيع مع العدو مقابل الازدراء بما يحصل عليه الأخير، من أجل أن يحصل على المزيد وهكذا..اذ يقول " إن السعودية سوف تستفيد من التكنولوجيا "الإسرائيلية" لتحسين اقتصاديات المياه في شبه الجزيرة، أو فتح حدودهم لتطوير السياحة الإسلامية القادمة من "إسرائيل" باتجاه مدينتي مكة والمدينة، ولذلك لا داعي لأن تعيش "إسرائيل" أجواء من الفرحة الغامرة من الروح السائدة في العائلة المالكة السعودية تجاهها".
بعد ذلك يشير هذا الخبير إلى الشرط أو جملة الشروط التي يرى أن العدو لابد أن يضعها للسعودية لإقامة التطبيع معها!! بالقول " أن "إسرائيل" مطالبة بوضع جملة شروط واضحة أمام السعوديين قبيل توقيع أي اتفاق سلام معهم، أولها وأهمها موافقة السعودية على استيعاب عدة ملايين من اللاجئين الفلسطينيين المقيمين حالياً في لبنان وسوريا والعراق، ما سيساهم في حل هذه المشكلة مرة واحدة والى الأبد، والتي تمنع إيجاد تسوية تاريخية بين الفلسطينيين والإسرائيليين".ثم يكشف هذا الخبير عن التكفير الصهيوني، وعن الخباثة الصهيونية، في توظيف كل شيء في إطار أومن أجل الوصول إلى أهدافهم. إذ يؤكد أن " السعودية في شمالها يوجد العراق الذي يقوده الشيعة، وفي شمالها الشرقي حدود معادية مع إيران، وكذلك حدود معادية في جنوبها من خلال الحوثيين في اليمن.فضلاً عن وجود أقلية شيعية داخل المملكة ذاتها، ومنذ بداية2011 بدأوا يرفعون رؤوسهم ضد الدولة السعودية وبالتالي فإن استيعاب اللاجئين الفلسطينيين السنة، سيقوى من الأغلبية السنية داخل السعودية، وبذلك تستطيع أن تقطف ثمار اتفاق السلام مع "إسرائيل" )).وختم هذا الخبير مقالته بالقول إن " مثل هذا السيناريو ربما يكون صعب التحقيق، لكن "إسرائيل" مطالبة بوضع هذا الشرط لإقامة أي اتفاق سلام محتمل مع الدولة السعودية، أو أي دولة عربية في الشرق الأوسط تتطلع لإقامة علاقات دبلوماسية معنا ".وبدون شك أن هذا الخبير لا يعبر عن رأيه إنما عن رأي المؤسسة الصهيونية، ولعل مقالته رسالة من قيادة الكيان للنظام السعودي، ويبدو أن بن سلمان للتخلص من تبعات قتل وتقطيع خاشقجي، ومن أجل ضمان وصوله إلى العرش السعودي، على استعداد لتلبية كل المطالب الصهيونية وذلك ما يدركهُ الصهاينة أنفسهم.
ارسال التعليق