الحراك السياسي الأخير في منطقة الخليج...هل يؤسس لمرحلة جديدة
[عبد العزيز المكي]
شهدت المنطقة الخليجية في الأيام الأخيرة حراكاً سياسياً ودبلوماسياً لم تشهدهُ في الفترات الماضية، وصف بأنه الأهم والاخطر في تاريخ المنطقة، فولي العهد السعودي قام بجولة دامت خمسة أيام جال فيها على عواصم دول مجلس التعاون الخليجي، وقعت السعودية خلالها اتفاقات اقتصادية مع بعض تلك الدول، وكان الرئيس الفرنسي ماكرون قبل تلك الجولة ضيفاً على بن سلمان في الرياض، كما حل الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ضيفاً على الدوحة في زيارة استغرقت يومين بالتزامن مع جولة بن سلمان، وتزامن وجودهما أيضاً في العاصمة القطرية حيث روجت وسائل الأعلام الخليجية والتركية أو بعضها إلى احتمال لقاء بن سلمان واردوغان في العاصمة القطرية على خلفية وساطة سعت إليها القيادة القطرية.. وتزامن مع كل هذا الحراك أيضاً زيارة مستشار الأمن القومي الاماراتي طحنون بن زايد الى طهران ولقاءه نظيره الإيراني الجنرال شمخاني، رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي، عبر خلالها طحنون بأن أولوية بلاده الأمارات تحسين العلاقات مع الجارة إيران، ذلك بعد الموقف الإعلامي الإماراتي المعروف من إيران والذي يصفه البعض بالهجومي والعدائي!! ما يعني استدارة كاملة للإمارات في التأسيس لمرحلة ما سماه بعض المحللين الاستراتيجيين، صفر مشاكل، لأن الأمارات أيضاً قامت بخطوة مماثلة قبل ذلك تجاه تركيا، حيث كسرت حواجز العداء والتحرك المعادي لتركيا محاولة- أي الأمارات- فتح صفحة جديدة مع الدولة التركية..
أتفق مع بعض أو عدد من المحللين الاستراتيجيين في المنطقة وفي الساحة الغربية والأمريكية في ان هذا الحراك السياسي والدبلوماسي، إذ يعبر عن خوف وقلق لدى أنظمة دول الخليج العربية من المستقبل، فأنه يعتبر تحركا استراتيجياً يؤسس لمرحلة جديدة، فرضت ولوجوها عليها قناعات وتصورات أنتجتها بل وكرستها تطورات الأحداث في المنطقة والعالم، نشير إلى بعض منها بما يلي:-
1- ثمة قناعة تبلورت عند أنظمة دول مجلس التعاون الخليجي، ومنذ عهد ترامب أن الولايات المتحدة الأمريكية غير مستعدة لحماية تلك الأنظمة في مواجهة أخطار خارجية وحتى داخلية، وبالتاالي فأن الرهان على تلك الحماية أمر بات مشكوك فيه، أكثر من ذلك أن هذه الأنظمة أصيبت بخيبة أمل وإحباط خصوصاً أنظمة الأمارات والسعودية والبحرين، عند ما رفض ترامب الدفاع وحماية السعوديين من هجمات أنصار الله واللجان الشعبية بالصواريخ المجنحة والطائرات المسّيرة والملغمة، بعد الضربة العنيفة في بقيق وخريص وإيقاف نصف إنتاج السعودية من البترول، اي ما مقداره 6مليون برميل يومياً، فحينها أعلن ترامب انه غير مستعد لإراقة دماء الجنود الأمريكيين دفاعاً عن النفط السعودي وتدفقه للغرب لأن أمريكا باتت في وضع لم تكن بتلك الحاجة الملحة والاستراتيجية لهذا النفط السعودي كما كان في السابق!! ذلك رغم ان ترامب كرر مراراً انه يقدم الحماية للنظام السعودي وانظمة مجلس التعاون الخليجي مقابل المال، وعلى اساس هذه المعادلة تقاضى باعترافه مئات المليارات من الدولارات من كل من السعودية والأمارات والبحرين. و...!!
و في الحقيقة ان الولايات المتحدة بدأت تتخلى عن هذه الحماية، أو تعبر عن ذلك صراحة منذ عهد اوباما عند ما اعلن الأخير ان امريكا لاتدافع عن تلك الانظمة وغير مستعدة لذلك، واذا كانت لديها مشاكل مع ايران فلتذهب وتحلها معها بالطرق الدبلوماسية، مؤكداً ان الأخطار التي تتهددها ليس من ايران وانما من الداخل أي من شعوبها!! ثم جاء ترامب الذي راهنت عليه هذه الانظمة كما هو معروف ليعزز هذه القناعة، وعززها اكثر بايدن بقرارين في غاية الأهمية هما، اولاً سحب انظمة الباتريوت والثاد من السعودية في الوقت الذي فيه الأخيرة بامس الحاجة اليه، نظراً لتعرضها لمزيد من الضربات بالطائرات المسيرة والصواريخ البالستية المجنحة لانصار الله، وثانياً: إنسحابه من افغانستان وتركه حلفاء أميركا فريسة لطالبان بعد تسليم البلد لهم، وكانت مشاهد حلفاء أمريكا وفرارهم وتخلي أمريكا عنهم مرعبة ومخيفة لعملاء أمريكا الآخرين، الذين تركت هذه التطورات في نفوسهم آثاراً مدمرة بالتأكيد.
و أخيراً وليس آخراً، ماعزز تلك القناعة عند تلك الانظمة هو تراجع الاهتمام الامريكي بالمنطقة وبعدم رغبتها في اشعال حرب فيها، نظراً لتراجع قدراتها العسكرية والاقتصادية، ولمحاولة التفرغ للصين وروسيا.
2- و على خلفية تلك القناعة اندفعت انظمة مجلس التعاون أو اكثرها، اندفعت للاتكاء على حماية العدو الصهيوني كبديل عن الحماية الامريكية، وقد لقيت تشجيعاً من امريكا أيضاً في هذا التوجه، وشهدت عمليات التطبيع تسارعاً وراح قادة العدو يطرون ويشيدون بالعهد الجديد ويمنون أنفسهم " بالازدهار الاقتصادي" وبالتعاون العسكري والسياسي والأمني مع هذه الانظمة، وتجاوز طموحهم وأملهم أبعد من ذلك في إقامة حلف عسكري ضد ايران ومحور المقاومة، يتكون هذا الحلف من الكيان الصهيوني وانظمة مجلس التعاون الخليجي ومصر، ويضم حتى السودان والأردن!! بل ان امريكا كانت تواقه لاقامة هذا الحلف ليكون بديلاً عنها في ملأ الفراغ الذي يتركه إنسحابها من المنطقة وليتسيّد فيه الكيان الصهيوني، وتتخلص من عبئه الاقتصادي والمالي بعدما تتولى الانظمة النفطية المطبعة، مدّه بالأموال وتمكينه من ثرواتها..
ويبدو لي، انه منذ الاندفاعة او الهرولة نحو الارتماء في أحضان العدو وحتى كتابه هذه السطور حصلت تطورات وإحداث أمنية وعسكرية وسياسية لا مجال لذكرها تسببت في سريان الشكوك عند هذه الأنظمة، مفادها ان العدو نفسه لا يمكن أن يقدم لها الحماية، بل هو غير قادر على حماية نفسه بتأكيد خبرائه العسكريين والأمنيين أيضاً والتي تطل ترجمات مقالاتهم وتصريحاتهم بين الحين والآخر من خلال وسائل الأعلام، حول عجز هذا الكيان عن حماية نفسه، بل وبات مهدداً في ظل التطورات المتلاحقة في المنطقة،وجودياً، وتتفاقم أزمته على هذا الصعيد هكذا يؤكد هؤلاء الخبراء، ولذلك يحاول قادة هذا الكيان توظيف هذه الانظمة لخدمة وجوده وحماية أمنه وتسخير كل امكانياتها في هذا الإطار، أي انه يجعل منها محرقة من أجل الحفاظ على وجوده!! وهو ما باتت هذه الانظمة ترفضه وتتوجس منه خيفة، بعد ما كانت تبدي حماساً له! ولعل في التصريحات التي أدلى بها المستشار السابق لولي العهد الإماراتي، والمحلل السياسي عبد الخالق عبد الله، على هامش زيارة رئيس الوزراء الصهيوني بينيت الأخيرة للإمارات، مايؤشر الى هذا الرفض والى تغيّر القناعات السابقة اذ قال.." إذا جاء بينيت إلى هنا ليطلب من الأمارات الانضمام إليهم في عمل عسكري، فهو في المكان الخطأ ".
3- إخفاق وخيبة أمل في كل من الرياض وأبو ظبي من أمريكا وبريطانيا وباقي الدول الغربية، بعد تجاهل تلك الدول لمطالبهما المباشرة وغير المباشرة وكذلك دعواتهما لها بالتدخل في مواجهة أنصار الله والجيش اليمني في الحرب المستعرة، بعد ما باتت كفتها ترجح لصالح صنعاء، وبعد ما باتت ضربات الأخيرة في العمق السعودية باهظة ومكلفة عسكرياً واقتصادياً وسمعة وحتى بشرياً، بل ان النظام السعودي طالب مؤخراً بإمداده بصواريخ الباتريوت لنضوب مخازن أنظمة دفاعه الجوي من صواريخها!! ولم يلب أحد تلك المطالب، فبدأ النظامان السعودي والإماراتي يدركان ان المستنقع اليمني الذي ورطتهما واشنطن فيه بات يهدد وجودهما واستقرارهما اذا لم يجدا سبيلاً يحفظ لهما ما تبقى لهما من ماء الوجه، ويخرجا منه بسلام! فلقد أيقن هذان النظامان في ظل تطورات العدوان ولصالح أنصار الله، أنهما لا يمكنهما بل بات من المستحيل عليهما تحقيق أي انتصار في هذا العدوان بل حتى معادلة لا غالب ولا مغلوب باتت من الماضي، والأسباب كثيرة وباتت معروفة للقاصي والداني.
4- التعاطي الأمريكي مع مشكلة الاتفاق النووي مع ايران، بالطرق الدبلوماسية، اذ يؤكد وزير الخارجية بلينكن بين الحين والآخر، وكذلك مسؤولون آخرون على الدبلوماسية لحل التوتر مع ايران، ومحاولة استبعاد الخيار العسكري، بل ذكرت بعض وسائل الاعلام الصهيونية، ان ادارة بايدن رفضت الضغوط الصهيونية على تلك الادارة باستخدام البديل العسكري، ودعم العدو عسكرياً في اللجوء الى هذا البديل في حال فشلت الجهود الدبلوماسية، اولاً، لأن أمريكا لا تشترك في حرب لا تعرف نتيجتها، وثانيا: ان اي حرب مع ايران سوف تشعل المنطقة برمتها ويمكن أن تقضي على الكيان الصهيوني نفسه، وثالثا: كما اشرنا ان أمريكا لا تريد ان تشغل نفسها بحرب جديدة في المنطقة وهي التي خرجت للتو مهزومة من أفغانستان، لأن اي حرب سوف تنهكها وسوف تستزفها وتضعفها وتوفر الفرصة الذهبية للصين وروسيا في التفوق عليها وبالتالي الأجهاز عليها والقضاء على نفوذها.
5- بروز النظام التركي كلاعب كبير في المنطقة بدعم امريكي واضح، صحيح انه يحاول التظاهر بالاستقلالية وحتى بالندية لأمريكا، لكن التنسيق والتعاون بين هذا النظام وامريكا نم جهة وبينه وبين الكيان الصهيوني لم يتوقف بل يزداد ويتنامى يوماً بعد آخر، ولذلك ظل هذا النظام ومايزال يسوّق بأنه القوي والحامي الاساسي لحلفاء أمريكا والكيان الصهيوني وتجلّى ذلك في دوره الواضح في احداث آذربيجان في الحرب الأخيرة مع ارمينيا، وفي احداث الساحة الليبية، وفي دعم السعودية في حرب اليمن وابدائه الاستعداد في الانخراط عسكرياً في هذه الحرب، فواضح ان النظام كان وما يزال حريص على تقديم نفسه بأنه الند لروسيا والمعادل لقوة ايران، مبدياً الاستعداد أيضاً لاحتضان الأنظمة الخليجية والدفاع عنها كبديل للكيان الصهيوني في تقديم تلك الحماية!! ولا أستبعد دور واشنطن في الاشارة على الامارات ودول مجلس التعاون الأخرى في التصالح مع النظام التركي وطي خلافات الماضي لمنحه- اي النظام التركي- عمقاً استراتيجياً وجغرافياً يعزز دوره الاقليمي والسياسي وحتى العسكري والأمني في المنطقة الى جانب دعمه إقتصادياً.
وللإشارة، ان النظام التركي، ورئيسه أردوغان بالذات يتطلع الى زعامة الدول الحليفة للولايات المتحدة تحت أي عنوان لايهم، ولذلك استقبل خطوات التصالح والتقرب التي أقدمت عليها بعض تلك الانظمة مثل النظام الاماراتي ونظيره السعودي، برحابة صدر وباستجابة سريعة طاوياً أوراق المناكفات والمراشقات الاعلامية السابقة بينه وبين بعض تلك الانظمة، ومحاولاً البدء بصفحة جديدة من التعاون والتنسيق معها في أغلب المجالات!
على أساس هذه القناعات والمواقف، يمكن تفسير الحركة الدبلوماسية الاخيرة التي شهدتها المنطقة الخليجية، التي أشرنا اليها في بداية الحديث، فهذه التحركات بنظري تؤسس لمرحلة جديدة سوف تشهدها المنطقة، تُسارع فيها هذه الأنظمة الى تحصين نفسها وضمان مستقبلها من خلال الخطوات التالية:-
1- التقليل من الاندفاعة والتهور في معاداة ايران خاصة، وتركيا بنسبة أقل، وذلك إنسياقاً مع التصعيد الأمريكي الغربي الصهيوني مع إيران، وبالتالي تهدئة التوتر مع الجارة ايران خصوصاً والتراجع عن حالة العداء السابقة، والتي قلنا ان العدو يريد خندقة هذه الانظمة عسكرياً ضد إيران.. فالأمارات سارعت الى التواصل مع تركيا ورطبت الأجواء معها تمهيداً لاعادة التواصل الى سابق عهده، خصوصاً وان ليس ثمة ما يعيق هذا التواصل بعد تراجع " خطورة الاخوان المسلمين" التي يستشعرها النظام الإماراتي ومارس دوراً عدائياً ضد هذه الجماعة على خلفية هذا الاستشعار بالخطورة، وذلك بعد تعرض الجماعة الى ضربات ساحقة في مصر واليمن وليبيا وفي سوريا واخيراً وليس آخراً في تونس.كما تواصلت كما اشرنا الأمارات مع ايران، واعلنت ان الاولوية لها هي تحسين العلاقات مع جارتها ايران، وهو ما أقلق الكيان الصهيوني الذي سارع الى الاعلان انه لايمكن للإمارات الجمع بين علاقات جيدة مع الكيان ومع خصمه ايران. بل جاء رئيس الوزراء الصهيوني مسرعاً الى الامارات كما اشرنا من أجل ايقاف هذا التوجه لكن دون جدوى على ما يبدو، طبقاً لما صرح به المستشار السابق لولي عهد أبو ظبي عبد الخالق عبد الله والذي اشرنا اليه في ثنايا الحديث. واللافت ان الأمارات في كلا الحالتين اي التواصل مع تركيا ومع ايران استخدمت أو اتبعت أساليب تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي باعتبارها الاكثر ثباتا والاكثر ايجابية وآثاراً في تمتين هذه الأواصر..
2- يحاول كل من النظامين الإماراتي والسعودي، من خلال محاولاتهما تهدئة التوتر وايقاف تصعيده مع ايران، تلمس طريقاً آمناً، أمر أقل تكلفة للخروج من المأزق اليمني، فهما باتا يدركان ان لاخلاص لهما من هذا المأزق، والمستنقع الّا بسلوك هذا الطريق، بعد ما تخلّى عنهما الأميركان، صحيح ان الأمريكيين يقدمون لهم السلاح والدعم اللوجستي ويشارك42 طيار صهيوني في قصف المدن اليمنية، وارتكابهم المذابح الوحشية بحق المدنيين العزل، غير ان ما تريده الرياض وابوظبي، هو المشاركة العسكرية البرية لإنقاذهما من هذه الورطة التي باتت تهدد استقرارهما ووجودهما حتى كما ذكرنا فيما مضى من الأسطر.
3- محاولة كل من بن سلمان وبن زايد تحسين صورتيهما في المنطقة وفي المجتمع الدولي بعد ما اهتزتا الى حد بعيد بسبب جرائمهما التي إرتكبوها في اليمن، وبسبب قمعهما للمعارضة في بلديهما وقتلهم المعارضين بالمناشير كما حصل لجمال خاشقجي من قبل فريق بن سلمان الإجرامي، وبسبب تدخلاتهما المتهورة في شؤون لبنان والعراق وليبيا والسودان، وبسبب هزائمهما السياسية والعسكرية والأخطاء الفظيعة التي ارتكبوها في بلدانهم.. فكل هذه الأمور وغيرها حطت من قدرهما وتحولت الى عوائق كأداة أمام طموحاتهم، سيما أمام طموحات بن سلمان الذي بات ملاحقاً من المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، والذي يتربص به أبناء عمومته من آل سعود لرفضهم توليه العرش بعد أبيه، ولذا تصب جولة بن سلمان الخليجية في سياق هذه المحاولة ( اعادة التأهيل) وتأكيد القيادية السعودية- اذا جاز التعبير- لمجلس التعاون الخليجي، إضافة الى محاولة تكليف عُمان بالتوسط بين السعودية وايران، رغم وجود اتصالات بين الطرفين تجري في الأردن، ومحادثات وحوارات أمنية أيضاً..
وفيما سعت قطر الى تعزيز الحضور التركي فيها فأنها أرادت في الوقت نفسه ايجاد نوع من التفاهم والتنسيق بين الطرفين السعودي والتركي، من خلال جمع بن سلمان واردوغان في الدوحة في زيارتيهما الأخيرتين للدوحة، وقيل ان الوساطة فشلت في عقد هذا اللقاء، ويبدو ان المساعي اصطدمت بالتنافس بين الطرفين فكل منها يريد ان يكون صاحب اليد العليا في المنطقة، والزعامة لها، الأمر الذي حال دون توافقهما وتعذر اللقاء بينهما، ولكن بشكل عام فأن المنطقة مقبلة على تحولات كبيرة في ضوء هذه التغييرات في المواقف وفي السياسات، التي باتت تجري ورائها بعض دول مجلس التعاون الخليجي.
عبدا لعزيز المكي
ارسال التعليق