الحصاد الأمريكي للبلطجة" الأمريكية البريطانية في البحرين الأحمر والعربي حماية للكيان الصهيوني!
[عبد العزيز المكي]
الحصاد الأمريكي للبلطجة" الأمريكية البريطانية في البحرين
الأحمر والعربي حماية للكيان الصهيوني!
لعل أغلب المتابعين يتذكرون تصريحات وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن قبل شهرين تقريباً، والتي أدلى بها خلال زيارته للمنطقة واعلن فيها عن ما اسماه «تحالف الازدهار ) لحماية الملاحة البحرية في البحرين الأحمر والعربي والذي لم يلتحق وينضم اليه فعلاً سوى بريطانيا، ففي هذه التصريحات اكد اوستن تعهد بلاده بحماية الملاحة في هذين البحرين وباب المندب، وستنتهي تهديدات أنصار الله لهذه الملاحة بحسب قوله!! ولهذه المهمة جلبت أمريكا وبريطانيا المزيد من حاملات الطائرات ومن المدمرات البحرية والزوارق الحربية وما اليها .. وتمت عسكرة المياه هناك بشكل مرعب ومخيف، ظناً من أمريكا وبريطانيا ان ذلك سوف يرهب ويخيف أنصار الله ويمنعهم من مواصلة استهداف السفن الصهيونية وتلك التي تنقل البضائع للعدو من الخارج وتستخدم البحر الأحمر ونظيره العربي كخط ملاحي وتجاري يوصل بالموانئ الصهيونية، غير ان النتائج جاءت معكوسة تمامًا فلقد زادت ضربات أنصار الله، وزادت خططهم في احكام الحصار الاقتصادي والبحري على العدو الصهيوني.. الأمر الذي دفع أمريكا وبريطانيا إلى التدخل مباشرة في الحرب، والقيام بعدوان جوي متكرر على اليمن، استهدف قصف عدد من المحافظات الشمالية منها صعدة وصنعاء وحجة وغيرها .. وبعد هذا العداون المتكرر والغادر والمنتهك للسيادة والقانون الدولي أعلن الأميركان وعلى لسان اكثر من مسؤول عسكري ميداني ومسؤول سياسي ان الضربات الأمريكية البريطانية" لليمن اي العدوان الأمريكي البريطاني، حيدت ثلث قدرات أنصار الله !! ومن ثم ادعى الأميركان أنهم حيدوا أغلب تلك القدرات، بسبب قصفهم مخزونات الصواريخ والمسيرات الحوثية !! بينما الحقيقة ان كل ما يصرح به الامير كان هو مجرد ادعاء ووهم محض وأكاذيب يسوقها هؤلاء للتغطية على فشلهم وإخفاقهم، إذ أن الحوثيين بعد هذه العدوانات أصبحوا اكثر شراسة واكبر قوة نارية، واضافوا لأهدافهم السفن التجارية والحربية الامريكية والبريطانية، وحصلت اشتباكات عديدة بينهم وبين القوة البحرية الأمريكية و البريطانية، المتمركزة هناك قرب السواحل اليمنية .. لدرجة ان الجنود والضباط الأمريكيين فوجئوا بالأساليب والتكتيكات الحربية التي يستخدمها أنصار الله، أو قوتهم البحرية في المواجهة مع القوات الأمريكية والبريطانية البحرية في هذا السياق نقلت شبكة البي بي سي البريطانية شهادات لطيارين يعملون على متن البارجة الأمريكية يو أس أس باتان » اكدوا خلالها أنه لا ينبغي الاستهانة بقوة الحوثيين، وانهم لم يتوقعوا أن يواجهوا عمليات كهذه. ونقلت الشبكة البريطانية عن الكابتن طيار إيرل إبرهارت قوله ، ان طاقم السفينة يو أس أس باتان وجدوا أنفسهم مضطرين إلى التكيف مع القتال الجوي، فأرسلوا طائرات لمحاولة اسقاط طائرات الحوثيين .. مؤكداً .. لم أتخيل ابدا انني سافعل هذا عندما انطلقنا و اوضح هذا الكابتن الطيار قائلا :- كان الحوثيون يطلقون الكثير من الطائرات الانتحارية بدون طيار، مؤكداً ، ان الحوثين قوة قوية وقادرة محذراً من انه لا ينبغي الاستهانة بهم واضاف" لقد أخذنا طائرة من طراز هارير وقمنا بتعديلها لاستخدامها في الدفاع الجوي .... "لقد زودناها بالصواريخ وتمكنا بهذه الطريقة من الرد على هجماتهم بطائرات بدون طيار"! واشار إير هارت إلى معاناة الطيارين الأمريكان والى المخاطر الجدية التي يتعرضون لها بشكل جدي و قال " انه اعترض بطائرته المقاتلة سبع طائرات بدون طيار تابعة للحوثيين بطائرته ولكن عند التحليق بالقرب من هذه العبوات الناسفة، فأن كل اعتراض لها ينطوي على مخاطر كبيرة ، وتابع: " إنهم يطلقون النار علينا طوال الوقت، لذلك نحن بحاجة إلى أن نكون اكثر تركيزاً . يحب أن تكون انظمتنا جاهزة حتى نتمكن من البقاء آمنين..."!
من جهته قال العقيد دينيس سامبسون قائد البارجة يو أس أس باتان، طبقاً لما نقلته الشبكة البريطانية المذكورة : «إننا نعيش الآن في بيئة عمل معقدة وغير مؤكدة ... متفقاً مع بقية الجنود والضباط على متن البارجة من ناحية خوفهم و شعورهم بالهلاك في أية لحظة، وبقاؤهم متوترو الاعصاب طيلة الوقت ما يعني ذلك شراسة الحوثيين في مواجهتهم للقوات البحرية الأمريكية والبريطانية في البحرين الاحمر والعربي، ولذلك فهم كبدوا القوات البحرية الأمريكية والبريطانية خسائر فادحة طبقاً للمعلومات القليلة التي تسربها بعض القنوات الأمريكية والبريطانية الإعلامية عن تلك الخسائر لأن ثمة تعتيم متعمد على تلكم الخسائر خوفاً من انهيار معنويات القوات البحرية الامريكية والبريطانية، ومن اتساع رقعة التأييد الجماهيري في المنطقة لانصار الله. فعلى سبيل المثال ان وزارة الدفاع الأمريكية اعلنت عن فقدان عدد من بحارتها في البحر الأحمر، وحينها قيل عن شهود عیان حصلت معركة حامية الوطيس بين القوات البحرية اليمنية، والقوات البحرية الأمريكية على متن احدى البوارج الامريكية الأمر الذي ادى الى هلاك بعض أفراد القوة الامريكية. هذا وكانت شركة أمبري» البريطانية تعلن عن استهدافات الحوثيين للسفن الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية " وتصف تلك الضربات بالدقيقة والمدمرة ، وقد اعترفت صحيفة الاندبندت البريطانية ان المدمرة اتش ام اس دايموند تعرضت لثلاث هجمات منفصلة من اليمن وجرى استبدالها بفرقاطة أخرى واضافت الصحيفة أن الفرقاطة « اتش ام اى ريتشموند) سوف تتولى المهمة في البحر الأحمر بدلاً عن المدمرة ديمون التي تعرضت لثلاث هجمات خلال وجودها في المنطقة، يذكر انه في ٢٨ من يناير الماضي زعمت البحرية البريطانية احباط عملية استهداف من اليمن في البحر الأحمر كان يستهدف مدمرتها "آتش ام اس دایموند" وزعمت وزارة الدفاع البريطانية ان المدمرة لم تصب باذى فيما أسقطت طائرة مسيرة حوثية، ما يعني ان البريطانيين والأمر يكيين ينقلون أخبار كاذبة ومزيفة عن الهجمات الحوثية التي تستهدف سفنهم الحربية، في محاولة بائسة لتضليل الرأي العام والتقليل من أهمية المواجهة التي يخوضها أنصار الله مع هؤلاء الغزاة أكثر فضيحة من ذلك أن صحيفة تليغراف البريطانية قالت ان السفن الحربية البريطانية من مدمرات وفرقاطات التابعة للبحرية الملكية لا تملك القدرة على ضرب أهداف على الأرض اليمنية الأمر الذي اعتبره بعض قادة دفاع سابقون بأنه فضيحة!! وعلى أساس هذه الخلفية اعتبرت صحيفة التايم الأمريكية أن هزيمة الحوثيين في البحرين الاحمر و العربي، عملية مستحيلة. وذكر تحليل نشرته المجلة الامريكية " ان الحملة الطويلة من الضربات البحرية والاعتراضات ضد الحوثيين، كما تطرحها الآن إدارة بايدن وخبراء خارجيون، هي بالتأكيد أسوء رد فعل على الاطلاق وذلك لأنه يعني استمرار البحرية الأمريكية في الغرق في رمال الشرق الاوسط لتحقيق هدف بعيد المنال، بينما تخسر الأرض في منطقة المحيط الهادي الاكثر أهمية بكثير .... وتحدثت المجلة الامريكية باسهاب عن الأرهاق الذي باتت تعانية القوات البحرية الامريكية في المنطقة، والاستنزاف النفسي واستنزاف السلاح أيضاً في معركة خاسرة مع أنصار الله، وقالت انه في المواجهة الأولى مع أنصار الله استخدمت امریکا ۸۰ صاروخاً من نوع توماهوك أي ما يعادل نصف انتاجها السنوي من هذه الصواريخ، واعتبرت المجلة ان تدني مستوى الانتاج سوف يجرد القوات البحرية الامريكية مستقبلا من هذا السلاح في مواجهة الصين ويجعل من الصعوبة بمكان على أمريكا مواجهة القوة الصينية المتصاعدة. ولذلك بات التساؤل المعروف، وهو ماذا حققت أمريكا وبريطانيا في عسكرتهما البحرين الأحمر والعربي ودخولهما الحرب المباشرة مع أنصار الله !؟ بات مطروحا بين الأوساط الأمريكية وحتى غير الأمريكية، وانبرى البعض من الخبراء الامريكان للاجابة عليه ولو في أطر تضليلية، ويمكن أن نشير بدورنا إلى بعض مما حصدته أمريكا وبريطانيا من هذه العسكرة والمشاركة المباشرة في العدوان على لمين، بالنقاط السريعة التالية
فشلت أمريكا لحد الآن في تأمين ممر آمن للسفن الصهيونية في البحرين الأحمر والعربي ، وللسفن المتجهة إلى موانئ العدو، بالاضافة الى السفن الأمريكية والبريطانية ،وهذا ما اعترفت به الأوساط الامريكية والبريطانية نفسها .. ففي هذا السياق اكدت صحيفة النجمة الصباحية البريطانية The morning star في عددها ليوم 7/2/2024 أن عملية التحالف الأمريكي البريطاني في البحر الأحمر "حارس الازدهار" فشلت"! و ذكرت الصحيفة بما حصل "للتحالف السعودي"، مؤكدة ان النتيجة التي سيحصدها تحالف أمريكا هي نفسها التي حصدها تحالف السعودية وقالت في ختام مقالها (( أن جماعة انصار الله اليمنية نجحت في اجبار القوات السعودية والأماراتية المدججة بالسلاح على السعي لتحقيق السلام من خلال مهاجمة منشآت تكرير النفط والتابعة لشركة أرامكو وغيرها من البني التحتية داخل الأراضي السعودية وتهديدهم لدبي الإماراتية مضيفة: «لقد فاجأت قوتهم وقدرتهم على تجنب الدفاعات الجوية الأمريكية الباهضة الثمن القوتين الخليجيتين، وبالتالي فأن لدى أنصار الله تاريخاً حافلاً في ارباك العدوان المدعوم من الغرب. ومن الجدير بالذكر ان اليمن أخرج البريطانيين من عدن عام 1967، ولهذا قالت المجلة أن أنصار الله منعوا اكثر من ٣٠ سفينة صهيونية من العبور في البحر الأحمر ، واضطرت الى الذهاب والدوران حول افريقيا !! الأمر الذي ادى الى ارتفاع التكاليف بشكل كبير.. وهذا ما اكدته السفارة الأمريكية في اليمن في بيانها في ٢٠٢٤/٢/٣ حيث قالت فيه أن هجمات الحوثيين على السفن في البحر الاحمر وخليج عدن ادت إلى زيادة التكاليف على الشركات واضافت .." يمكن أن يضيف إلمسار الأطول مليون دولار الى تكاليف الوقود لسفينة متجهة الى شمال أوربا عبررأس الرجاء الصالح، وهي التكاليف التي سيتحملها المستهلكون بشكل عام "... هذا واقرت وزارة الدفاع الامريكية " البنتاغون" بفشل الهجمات على اليمن بالقضاء على قدرات الحوثيين في مهاجمة السفن، جاء ذلك على لسان نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينج في التصريحات التي ادلت بها يوم 2024/٢/١٤ .. تتعرض القوات الامريكية والبريطانية البحرية في البحرين العربي والاحمر الى حالة من الاستنزاف العسكري والمادي والنفسي، وقد اشرنا في النقطة الماضية إلى بعض مظاهر هذا الاستنزاف، ونكتفى بالاشارة الى الدخول الأمريكي البريطاني في الحرب ضد أنصار الله، إلى تحفيز أبناء المقاومة في المنطقة برمتها ودفعهم الى جعل الوجودات والقواعد الأمريكية أهدافاً مشروعة لهم، ففي العراق تضاعفت عمليات استهداف القواعد الأمريكية وفي سوريا وفي كل مكان تضامنا مع غزة واليمنيين! احتمالية توسع نطاق الحرب لتشمل الأقليم برمته، بل ان بعض الخبراء قالوا ان الحرب توسعت فعلاً بعد انضمام امريكا وبريطانيا الى الحلف الصهيوني بالعدوان على اليمن واذا ما أنفلتت الأمور نتيجة هذا الانضمام ، فأن الحرب سوف لا تكنس الوجودين الأمريكي والبريطاني في المنطقة وحسب، بل وتقلع العدو الصهيوني من الجذور بحسب تصور الكثير من الخبراء، ومن بينهم الخبراء الأمريكان أو بعضهم.الأهم في ذلك كله، هو ان عسكرة أمريكا وبريطانيا للبحرين الاحمر و العربي ثم المشاركة في الهجوم على اليمن، كشفت الضعف الأمريكي العسكري البحرى المروع، وأهان الأخفاق الامريكي في منع الهجمات الحوثية المتواصلة أيما أهانة وكسر هيبتها امام القوى المتربصة بها مثل الصين وروسيا وإيران، ولذلك تحدثت التايم التي اشرنا اليها فيما مر من الحديث ، بمرارة وغصة عن هذه النقطة، فبعد شرح طويل لحيثيات الموضوع انتهت إلى نتيجة حاسمة وهي ان امريكا اذا استمرت في عدوانها على اليمن فسوف تنتهي إلى قوة هزيلة ضعيفة في مواجهة الصين!اضافة الى ذلك كانت امريكا تريد من تشجيع العدو على إبادة أهالي غرة ثم دخولها الحرب المباشرة على اليمن ارهاب واضافة شعوب وانظمة المنطقة ومحور المقاومة الذي اتضح انه مهدداً حقيقياً لوجود الكيان الصهيوني.. لكن لحد الآن النتائج جاءت عكسية تماماً، فأبناء المقاومة زادت قناعتهم بعد تصدي ابناء اليمن لجعجعة امریکا و بريطانيا في المنطقة ان هذه القوة باتت لا تخيف أحد وانها رغم تقدم اسلحتها يمكن الحاق الهزيمة المنكرة بها، وإخراجها في المنطقة وتطهيرها منها ، فهذه القناعة ترسخت حتى عند أبناء شعوب المنطقة، و ليس عند ابناء المقاومة فحسب، و هو مايثير الجدل يوماً بعد آخر لدى الاوساط الأمريكية حول مايسمونه تآكل الردع الأمريكي و الهيبة الأمريكية...و بالتأكيد ان هناك الكثير من مظاهر الحصاد الامريكي من هذه السياسة الامريكية لا تغيب عن ذهن المتابع لتطورات و احداث المنطقة.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق