الله يمهل ولا يهمل.. أليس الصبح بقريب يا "سفّاح الدرعية"؟!
[حسن العمري]
* حسن العمري
ونحن نقترب من أربعينية مجرزة السبت الدامية التي ذهب ضحيتها أكثر من 80 مواطناً وما تلاها من إعدامات اخرى بلغت حوالي المئة، غالبية العظمى من الأبرياء لا ذنب لهم سوى المطالبة بالعدالة وحرية التعبير وتقرير المصير، والسلطات السلمانية تواصل احتجاز جثامين من أعدمتهم بحد السيف لا يعرف مصيرها هل تم دفنها أم لا تزال محتجزة في ثلاجات بيع الأعضاء البشرية تلك التجارة المربحة التي ولج فيها آل سعود الى النخاع كما حالهم في تجارة المخدرات وخيانة قضايا الأمة والإجرام الإقليمي والإرهاب التكفيري والعدوان على دول الجوار.. كل ذلك والحكومات المتشدقة بحقوق الإنسان ووسائل اعلامها تلتزم الصمت المريب وتتباكى على ما يجري في أوكرانيا فقط وكأن المواطن السعودي ليس بإنسان!!.
لا زالت قصة التنكيل والاضطهاد والقمع والقبضة الحديدية وتنشير وتقطيع المعارض والمخالف لرأي السلطة الحاكمة، وزج الناشطين من مختلف قطاعات المجتمع وحتى القاصرون منهم في زنازين الرعب والتعذيب الجسدي المبرح والاعتداءات الجنسية الى جانب تشريد وتدمير الأحياء السكنية لعوائلهم، ومن ثم قطع رؤوسهم بسيف الحرابة وفق أحكام قضاء مسيس غير عادل؛ وأسلوب التصفيات الجسدية للنشطاء ولكل من يطالب بالحقوق أو يشارك في المسيرات السلمية، وتغطية ذلك ببيانات أمنية مفبركة تلي عمليات الاغتيال الدموية.. لا تزال تسرد على مسامع المواطنين في مملكة القتل والظلام، وعلى الرأي العام العالمي في خارجها دون مبالاة لردود الفعل إزائها حيث تعود حكامها شراء الذمم والضمائر الميتة بدولارات البترول المنهوب من لقمة عيشنا.
لا ضير أن أطلقنا على السلطات السعودية بأنها الشجرة الخبيثة، وقرن الشيطان، وحانة الفساد، ومنبت الرذيلة، ونظام الخيانة، والكيان الخبيث، والجاهليّة الحديثة، ومعقل النفاق، وحظيرة الوحوش وسفاحون أكثر من ستالين وهتلر.. فكل تلك التسميات في الواقع هي "مدائح" لآل سعود إذا ما قيست بقذارة ورذالة ونذالة وإجرام ما يقومون به آل سعود خاصة على العهد الحالي من قبل سلمان ونجله "سفاح الدرعية" وكما يقول المثل الولد على سر أبيه وجده عبد العزيز الذي سالت على عهده انهار من دماء الأبرياء في شبه الجزيرة العربية حتى احتلها وسيطر عليها وأقام نظامهم الماكر الخادع المنافق والإجرامي الدموي.. وانتهاج سياسة الإستهزاء بالقيم والأعراف السماوية والأخلاق الانسانية والقوانين الدولية، حتى بعدم احترام حقوق الأموات والاستهتار بمشاعر ذويهم، عبر احتجاز جثامين الضحايا أو تأخير تسليمها أو دفنها في أماكن مجهولة إن تم ذلك وهو أمر لا يصدق.
إجراءات محمد بن سلمان في ارتهان وإحتجاز جثامين من تم إعدامهم من المواطنين الأبرياء، تضاهي كثيراً ما تقوم به السلطات الاسرائيلية بحق المعتقلين الفلسطينيين وتسير في النهج ذاته، ومصادر صهيونية وغربية كشفت عن اتفاقية بتجارة الأعضاء البشرية بين النظام السعودي والكيان الصهيوني تقوم بموجبه طائرات خاصة بنقل أعضاء من يتم إعدامهم وقطع رؤوسهم في بلاد الرعب والدم والفرعنة الى تل أبيب وهو ما تم مشاهدته بعد يوم واحد من يوم السبت الدموي في بلاد الحجاز، حيث نشطت العمليات الجراحي لزرع تلك الأعضاء للمرضى في المستشفيات الاسرائيلية خاصة العسكرية منها بشكل ملحوظ، وذلك بإشراف تام من قبل ولي عهد سلمان وفق الكونيل الاسرائيلي في الاستخبارات "يوني بن مناحيم".
فرصة ثمينة استغلها "سفاح الدرعية" لبث الرعب والخوف والفزع في صفوف المعارضين له بقطع رؤوس الأبرياء بعضهم قاصرين، لأنه وقف على عدم وجود أي رادع أمام سفكه لتلك الدماء البريئة حيث العالم منشغل بأحداث الحرب الروسية على أوكرانيا وتبعاتها ولا أحد يفكر في محاسبته بعدم مراعاته أبسط القوانين الدولية ولا الأعراف والمبادئ الإنسانية، فمارس البطش والظلم والاستبداد بلا وازع ولا حد ولا قيد، ومع استبعاد سبل المحاسبة الدولية بسبب العلاقات السياسية والحمائية الدولية وشراء الذمم من قبل الأنظمة العميلة والحكومات الغربية التي لا يهمها سوى مصالحها لطالما بن سلمان بقرتها الحلوب فالصمت خير وسيلة أمام إجراءاته القمعية ضد شعبه
الجنون الدموي السعودي قائم منذ سنوات بعيدة أي منذ سطوة عبد العزيز على شبه الجزيرة العربية، والنظام الأسري الذي أقامه على الجماجم والدماء البريئة اعتاد كلّما حوصر في المنطقة أو في العالم أن يُنفّس عن ذلك بالداخل، كونه الخاصرة الضعيفة، والكلّ يعرف أن محمد بن سلمان مرفوض دولياً وداخلياً؛ وجنونه الأخيرة هو ترجمةٌ ارتباكه وخوفه وفزعه من أيّة حركة اعتراضية لشعب الحجاز فيؤدي لخلخلة وضعه الداخلي وزحزحة عرشه.. لذا اعتاد أن يقوم كل ثلاث سنوات بمجزرة جديدة ضد أبناء الحجاز بسبب أو دون سبب المهم إراقة دماء العشرات بقطع الرؤوس بسيف الحرابة.
ذرائع واهية ساخرة واتهامات باطلة مسيسة فاضحة لا يفقه "بن سلمان" وحتى القضاء الـ 13 الذين اصدروا الاحكام معناها مثل "الإرهاب والتخابر" مع جهات خارجية لتنفيذ "عمليات تخريب" بالمملكة، تلك التهم التي تكررت مع المجازر الثلاث ايضاً، عندما نُفّذ الإعدام الجماعي بحق 47 شخصًا بقطع الرأس في يناير/كانون الثاني 2016 وتكرر السيناريو نفسه مع 37 محكوم آخر في أبريل/نيسان 2019. ولم تعلن السلطات السعودية عن كيفية تنفيذ الإعدامات ولا مكانها ولا ما فعلته بعد ذلك بجثامين المعدومين، وأبقت إرتهانها بالجثامين خوفاً من انقلاب الوضع الداخلي عليها في تشييعها أو إقامة مراسم العزاء عليها والتي منعت ذويهم من القيام به، كما منعتهم من أن يحظوا بنظرة وداع أو وصيّة أخيرة لأبنائهم، ودون أن يعرفوا كيف حصل الإعدام ولا متى ولا أين دفنوا ولا بأية طريقة تمّ اذا ما كان في قبر جماعي أو إذا ما غسّلوا وصُلّي عليهم.
"سفاح الدرعية" جاهل كل الجهل بتاريخ من سبقه من الحكام الفراعنة والمستبدين والسفاحين من فرعون ذلك الذي على وطغى وذبح الآلاف من الأطفال الأبرياء خوفاً من أن يأتي موسى، لكن مشيئة الله سبحانه وتعالى كانت عندما ولد موسى أخذه وربّاه فرعون فى بيته وهذا درس وعبرة للجميع.. وكذا بالنسبة لهتلر الذي قتل على يد أقرب المقربين له، ثم ستالين سفاح العهد الشيوعي حيث خاتمته كان أكثر بشاعة ممن سبقوه.. فلحكم بالقبضة الحديدية والقهر والاضطهاد والتنكيل واللوعة، التي تخط فصول القهر المتأصل في جذور نظام آل سعود، ونظامهم القائم على حد السيف وسفك الدماء البريئة وإفراز جل الحقد على أساس همجي عدواني طائفي وهابي، ليس بطريق نحو العرش.
مظلومية شعبنا المغلوب على أمره تتمدّد يوماً بعد آخر دون رادع دولي، وسياسة احتجاز جثامين الأبرياء المعدومين التي تعد انتهاك صارخ لأبسط حقوق الانسان، تصعيد خطير تواصله سلطات آل سعود بهدف منع خروج المواطنين الغاضبين والساخطين والناقمين على سياسة الفلتان والأجرام الدموي المقيت التي ينتهجوها، في مسيرات سلمية ضخمة لتشييع الضحايا والمطالبة بالعدالة والحقوق المسلوبة ورفع شعارات مناوئة للعائلة الحاكمة, كما حدث خلال تشييع جميع الذين قتلوا واغتيلوا من قبل قوات أمن العهد السلماني خلال السنوات الأخيرة الماضية، الى جانب سياسة الاستيلاء على الأرض وخيراتها وانتهاك حقوق شعبها، يتم اغتيال أو إبادة كل من يقف أمامها دون وازع دولي أو اقليمي أو داخلي ينم عن مدى اجرام القائمين على السلطة ودمويتهم البربرية... ولكن، أليس الصبح بقريب.
ارسال التعليق