باليستي مكة للحوثي يدك أسفين قصر اليمامة
[حسن العمري]
مسلسل صعقات كهربائية بفولتية عالية وجهها الحوثيين للرياض وحكامها خلال أسبوع واحد تسببت بفلتان وقلق واضطراب وفزع شديد انتاب القصور الملكية، ودفع بسكان اليمامة إلى عقد اجتماع سري سريع ضم أبو منشار ووالده المصاب بالزهايمر وعدد من المقربين في الحلقة الأولى لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة لبحث سبل الرد على باليستي الحوثي الذي أصاب الطغاة في قلب مكة، ثم استهداف المسيرات اليمنية وبدقة عالية بعض الأهداف العسكرية في العاصمة الرياض وقاعدة الملك خالد في خميس مشيط يتبعها مجريات الحرب على أطراف مأرب حيث جماعة الحوثي تدخل أحيائها، ليخلط أوراق اللعبة ويضيق الخناق على قيادة التحالف البربري ومرتزقته .
يوم السبت الماضي ووسط ذهول سلطة آل سعود واعلامها وذباب الأرعن الإلكتروني، شيعت اليمن الضابط السعودي شهيد مكة المكرمة "عبد العزيز يوسف" والذي استشهد بتاريخ 22 مارس الحالي، في معركة "النفس الطويل" دفاعاً عن شعب اليمن الجار المظلوم المسالم، في سابقة غير مسبوقة تكشف عن وجود خلل كبير في أوساط جيش "الكبسة" السعودي حيث لجوء العشرات من أفراده الى الحوثيين في اليمن والالتحاق بصفوفهم للحرب ضد قوات آل سعود الغزاة، في وقت تعلن فيه القوات المسلحة السعودية عن فقدان هؤلاء الأشخاص أو مقتلهم في جبهات الحرب دون تسليم جثامينهم الى أهليهم بذرائع عديدة بات أهالي أفراد الجيش السعودي يبحثون عن قتلاهم في ممرات دوائر السلطة الجائرة.
القيادة العسكرية السعودية العليا سرعان ما التأمت بحضور "بن سلمان" لبحث هذا التطور الخطير الذي سيسبب الى التحاق العديد من أفراد الجيش السعودي الى صفوف المقاتلين في اليمن، وربما سيؤدي ذلك الى توغل هؤلاء مرة اخرى في صفوف القوات المسلحة السعودية وشق الصف ودفع الكثير منهم نحو العصيان ضد سلطة الرياض أو العمل السري نحو انقلاب عسكري مفاجئ كانت بعض أجهز الاستخبارات الأمريكية والغربية قد حذرت منه قبل عام بسبب سوء سياسة ولي العهد وقمعه المفرط ضد المعارضين ثم عزل الكثير من كبار القادة العسكريين السعوديين خوفاً من ولائهم لمحمد بن نايف أو عمه الأمير أحمد بن عبدالعزيز، وتقديم البعض منهم الى المحاكمة بتهمة الفساد.
مصادر ميدانية تابعة لتحالف الشر أقرت بأن قوات الحوثيين قد أحدثوا خرقا كبيراً من الجهة الغربية بمأرب حيث وصلت مجاميعهم إلى أول ضواحي المدينة وسط انهيارات متسارعة في صفوف القوات السعودية والمرتزقة بالمئات من ساحة المعارك الأهم طيلة السنوات الست الماضية من العدوان الغاشم، سبقه استهداف بطيران مسير على أهداف عسكرية وأخرى حساسة في العاصمة الرياض تلاه إنجاز جديد للدرون اليمني على قاعدة الملك خالد الجوية ذات الأهمية القصوى في العدوان البربري، ألحق بها خسائر ملحوظة الهدف منها إخراجها من مسيرة الخدمة في قصف مناطق اليمن خاصة تلك الآهلة بالسكان.
حكم "بن سلمان" آيل نحو الاقتتال الداخلي، جراء ارتدادات العدوان على اليمن، حيث يغوص في مستنقع لا يستطيع التقدم فيه ولا التراجع عنه لان الغرق مصيره في كلا الحالتين، خاصة في ظل تقدم الحوثيين على الأرض في جبهة مأرب وحسم كل الحرب لصالحهم؛ ثم تدافع القوى القبلية والأجنحة الأميرية للأسرة الحاكمة المرتبطة بأجنحة المتروبول الأمريكي والابريطاني، لأخذ مواقعها في حرب تنافسية على حذف نجل سلمان الذي بدأ يأفل نجمه داخل العائلة بشكل خطير، من أشد علاماته اجتماعات مستمرة بين بندر بن سلطان ومحمد بن نايف وعمه أحمد برعاية امريكية.
باليستي الحوثي الذي ضرب حي السليمانية في مكة المكرمة أحدث انفجار اجتماعي رهيب كشف عن اضطراب كبير في الشارع السعودي وزيف ادعاءات السلطة الحاكمة ومنابر المزيفة، ولم يعد العدوان على اليمن الجار الشقيق الفقير المسالم حرب دينية كما ادعاها مهرج الحرم المكي "عبدالرحمن السديس" في بداية انطلاق عملية ما تسمى بـ "عاصفة الحزم" انها حرب على ايران وكل الشيعة في العالم من بوابة اليمن.. لا أدري ما دخل اليمن وشعبه الفقير المسالم بحرب آل سعود ودعاة بلاطهم عبدة الهللة والريال بالحرب على الشيعة في العالم؟!.
الأمين العام لحزب التجمع الوطني "يحيى عسيري" كشف النقاب من إن سلطات "بن سلمان" قامت خلال الفترة القصيرة الماضية بفصل ما يزيد على الألف من خطباء الجمعة وأئمة المساجد، من عملهم لأسباب مختلفة. موضحاً أن الأسباب تعود في جلها إلى تغريدات، أو "مخالفة تشدد المدرسة السعودية، أو رفض خطبة الإخوان! أو التجسس عليهم في واتساب وفي مجالسهم!"؛ ترى فيها المؤسسة الأمنية لولي العهد سبباً كبيراً في قضية هروب أعداد كبيرة من الجيش السعودي الى مناطق مجهولة أو التحاق البعض منهم الى صفوف الحوثي في اليمن لضرب الساعد العسكري لآل سعود واسقاطهم من السلطة وتحرير بلاد الحرمين.
الكاتب والصحفي المصري الشهير "محمد حسنين" هيكل كان قد كتب قبل وفاته "ان السعودية ستحارب اليمن وستغرق السعودية في اليمن وينتصر اليمن وان لم يحصل هذا اخرجوا جثتي من القبر واحرقوها واحرقوا مؤلفاتي".. الآن وبعد ست سنوات من الحرب الضروس على اليمن الفقير حدث ما كان قد تحقق ما تنبأ به هيكل عن مصير السعودية التي حاربت اليمن ضمن سياق أجندة صهيوأمريكية لارجاع ما أسمته "الشرعية" والتي تعني بحقيقتها إرجاع ثروات ونفط اليمن الى الجيب الأمريكي والقبضة الامريكية، ولضعفها لجأت الى تشغيل مرتزقة من دول شتى واشركت بلدانا عديدة في تحالف عدوانها تجاوز ست سنوات دون تحقيق أي تقدم يذكر، وباتت الرياض تواصل تقهقرها أمام اليمنيين الحفاة يوما بعد آخر وغرقت بلاد سبأ بهلاك جنودها ومرتزقتها، كما قالها هيكل.. فهل يا ترى سيتعظ أبو منشار ويسحب قواته ويعتذر لابناء اليمن قبل ان تلفظ الأسرة السعودية الحاكمة أنفاسها الأخيرة ويحل الانقلاب العسكري؟!
الأكاديمي والمعارض "سعيد بن ناصر الغامدي" هو الآخر نشر قوائم لأكثر من 50 خطيبا فصلوا أو أوقفوا عن عملهم في منطقة "مكة المكرمة" لوحدها والذي جاء استجابة لتوصيات تقدم بها أمير منطقة مكة "خالد الفيصل". الأمر الذي دفع بوزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد "عبداللطيف آل الشيخ" الاعتراف بأن وزارته أقدمت على فصل أكثر من 100 إمام وخطيب في مكة والقصيم، بسبب تجاهلهم التعميم الصادر بالتحذير من قبل السلطات الحكومية بعدم التعرض لبعض الأمور خلال خطبهم، وضرورة الإلتزام بالكراس الذي يوزع عليهم كل أسبوع. مضيفاً: إن أي خطيب صاحب فكر لن يسمح له الاستمرار باستهداف فكر الناس"!!.
الخوف والفزع من تطور الأحداث الميدانية في الحرب على اليمن وخروج سلمان ونجله مخذولان صفري اليدين من بلاد سبأ يحملان على أكتافهما الهرمة الخزي والعار والفشل والخذلان، دفع بالرياض الالتماس مجدداً بحشيشة "التطبيع"، حيث انبرى وزير خارجيتها "فيصل بن فرحان" وفي مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأمريكية بقوله: إن التطبيع مع "إسرائيل" فوائده هائلة لنا على جميع الأصعدة وتحديداً الأمنية منه، كما وسيكون مفيدا للغاية من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية!!.. وإذا استطعنا المضي سريعاً في هذا الطريق فإنه سيمكننا رؤية منطقة أكثر أماناً بحد كبير وأكثر ازدهاراً، حيث يمكن للجميع المساهمة في ازدهارها بما في ذلك "إسرائيل".. والغريق يتشبث بكل حشيشة!.
ارسال التعليق