بعد انكشاف الأجندات الإماراتية....ماذا ينتظر التحالف السعودي الإماراتي!؟ التفكك والافتراق أم الاستمرار؟!
[عبد العزيز المكي]
الانفجارات التي شهدها مطار عدن في 30/12/2020، والتي تزامنت مع هبوط طائرة حكومة ما يسمى بالشرعية، التي تشكلت بعد مخاض عسير في الرياض وبرعاية سعودية، على أساس اتفاق الرياض... هذه الانفجارات التي قيل إن المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات يقف وراءها لإرهاب الحكومة الجديدة التي نصفها من الانتقالي ، أو من المحسوبين عليه، والنصف الآخر من جماعة هادي، حلفاء السعودية...نقول هذه الانفجارات وما تلاها من اتهامات متبادلة من كل من مرتزقة الإمارات ومرتزقة السعودية لبعضهما البعض بأنه المسؤول عنها، أثارت مجدداً الحديث والجدل أيضاً حول " التحالف السعودي الإماراتي"، ومثلما كان في كل مرة تُثار فيها هذه الأحاديث، ذهبت التحليلات والتعليقات بعيداً في القراءات والتخمينات حول مستقبل التحالف السعودي، فالبعض من المحللين اعتبر ما يجري بين مرتزقة السعودية اليمنيين ونظرائهم مرتزقة الإمارات من حرب كلامية ومواجهات عسكرية دامية في أحيان كثيرة واغتيالات متبادلة تطال رموز كليهما، إنما هو انعكاس لتفاقم الخلاف بين السعوديين، والإماراتيين، بينما ذهب البعض الآخر من المحللين إلى أن هناك اتفاق بين الطرفين على توزيع الادوار لأحكام قبضتهما على الوضع في اليمن!!
على أن القمة الأخيرة التي عقدت في مدينة العلا في المدينة المنورة وحضرها أمير قطر، والتي أعلنت فيها المصالحة السعودية القطرية، بحضور العّراب الأمريكي اليهودي صهر ترامب جاريد كوشنر، عزز الأحاديث المشار إليها حول وجود تباين واختلاف بين السعودية والأمارات، يتنامى باستمرار، بات من الصعب احتواءه أو التكتم عليه، كما يحصل في كل مرة، من خلال مسارعة أنور قرقاش، وعبد الخالق عبد الله مستشار بن زايد، إلى نفي هذه التحليلات والتأكيد على أن التعاون السعودي الإماراتي استراتيجي ولا يمكن أن يتفكك أو تعتريه الخلافات، أو تهدده تصريحات وانتقادات من جماعة هادي أو حزب الإصلاح ضد الأمارات، كما يقول قرقاش وعبد الله، وحتى رئيس شرطة أبو ظبي السابق ضاحي خلفان، أو يقوله بعض المسؤولين السعوديين أو من ينوب عنهم في الحديث من إعلاميين أو وكلاء أو غيرهم!!
فهذه المرة رغم محاولات الطرفين السعودي والإماراتي لملمة الجدل والحديث المتواتر حول وجود تباعد بين السعوديين والإماراتيين، مثلما يحصل في كل مرة، إلا انه في هذه المرة بات من الصعب عليهما التكتم أو المناورة، أو الإيعاز إلى بعض الإعلاميين من المحسوبين عليهما، ليضلل بأن هناك مناورة أو تقسيم ادوار أو ما شابه ذلك، ذلك لأن النتيجة الحتمية لهذا التحالف هو التصادم والتفكك والانهيار، ليس لتضارب واختلاف أو حتى تصادم أجنداتهما في اليمن وفي ملفات أخرى وحسب، وإنما لأسباب بنيوية وتاريخية، شكلت أساسات راسخة حكمت العلاقة بين الطرفين، وظلت هذه العلاقة محكومة بهذه الأساسات، تعبر عن نفسها بين الحين والآخر، رغم التضليل والتظاهر بغير الحقيقة كما أشرنا قبل قليل، وحتى نفهم هذه المعادلة؟ ومن ثم نجيب على الأسئلة المطروحة من المحللين ومن المتابعين حول مستقبل هذا التحالف هل سيدوم أو سيكون مصيره إلى التفكك والانهيار، أو حتى الصدام العسكري؟ وحتى نفهم ونجيب على ذلك كله نعود إلى أساسات البنى الفكرية والتاريخية التي حكمت أو التي أقيمت عليها هذه الكيانات السعودية والإماراتية وغيرهما، وسنركز على هذين الأولين تحديداً..
المملكة السعودية..من المفاهيم والمنظومات التي بُنيت عليها مسألة تأسيس المملكة وقامت عليها السياسة السعودية حتى يومنا هذا نذكر ما يلي:
1- مفهوم الأخ الأكبر، وهو مفهوم مأخوذ من الموروث القبلي والعادات العشائرية في تلك المنطقة بل وعموم المنطقة العربية، ويعني هذا المفهوم، أن الكلمة الفصل للأخ الأكبر في العائلة أو الأسرة، أما بقية الأخوة الصغار، فلابد لهم من الطاعة لهذا الأخ الأكبر، وليس لهم حق الاعتراض حتى لو كان قراره خاطئاً! هذا المفهوم الذي يعتبر أساساً من أساسات التكوين الفكري والمفاهيمي للأسرة العربية في تلك المنطقة، تجسد في السياسة السعودية لآل سعود بعد تكوين كيانهم ونشوئه بواسطة البريطانيين، وبواسطة الدعم الأمريكي فيما بعد، بعد انسحاب البريطانيين كقوة عظمى.. وعلى هذا الأساس ظل هذا المكنون الفكري جزءاً لا يتجزأ من البنية العقلية لآل سعود، فلا أحد من مكونات مجلس التعاون الخليجي يمكن ان يجاهر برأي مخالف للأخ الأكبر السعودي، حتى يعتبره الأخير متمرداً ولابد من تأديبه والأمثلة كثيرة، ومنها الأزمة القطرية الحالية، ومنها الصدامات العسكرية السعودية التي تقع بين الحين الآخر مع الكويت أو مع الأمارات أو حتى مع قطر، صحيح أن هناك خلافات حدودية بين السعودية وجاراتها الخليجات، تقصد المستعمر البريطاني زرعها بين هذه الكيانات كألغام متفجرة، يفجرها في الوقت المناسب كلما أراد لخدمة مصالحه، إلا أن النظام السعودي استخدمها في الضغط على هذه الدول الصغيرة أو لتأديبها كلما خرجت عن الطاعة...
2- المفهوم الآخر الذي يحكم أو تستند إليه السياسة السعودية، هو أيضاً مأخوذ من الموروث القبلي في الجزيرة العربية، ويتمثل في أن القبيلة القوية تغير على ممتلكات وأراضي القبائل الصغيرة، وهذه قضية معروفة في العلاقات القبلية وفي التكوين الاجتماعي لمجتمع شبه الجزيرة العربية، وآل سعود أيضاً ترجموا هذا الموروث عند ما أسسوا وأقاموا كيانهم في بداية القرن المنصرم، وفي نهاية الذي سبقه، والى الآن يحكم هذا المفهوم عقلية آل سعود، فرغم مساحة كيانهم الكبيرة، إلا أن التوسع وقضم أراضي الكيانات ظلّ سياسة ثابتة في سياسات وعلاقات النظام السعودي مع جيرانه، ولهذا السبب، فأن النظام السعودي قضم من اليمن محافظات نجران وجيزان وعسير حيث تعادل مساحتها مساحة لبنان، وما يزال يطمح في اقتطاع أجزاء من المحافظات الشمالية من جهة صعدة، أو من المحافظات الجنوبية، من جهة المهرة وحضرموت! فيما اقتطع من الإمارات منطقة الشيبة بحقولها النفطية، ويتنازع مع الكويت على ما يسمى المنطقة المحايدة، ومع قطر، وهكذا، فرغم أن الكيان السعودي أصبح دولة، وفيها حكومة، ولها حدود جغرافية، إلا أن النظام السعودي لم يغادر مبدأ التوسع على حساب الآخرين، فظل هذا المبدأ يحكم سياساته الآن، يعبرّ عنه كلما سنحت له الفرصة المناسبة.
3- وإلى جانب مبدأ الاستقواء في تكوين عقلية آل سعود وفي تركيب شخصيتهم، هناك مبدأ الاستعلاء أيضاً، حيث يتجسد هذا المدأ في تفكير حتى الصغار والنساء من عائلة آل سعود وهذا ما عبر عنه صراحة طلال بن عبدالعزيز حيث قال إن المملكة عبارة عن شركة نحن آل سعود نشكل إدارة الشركة وعقلها والناس عبارة عن عمال يتقاضون الأجر فيها، أي هم يستحقون الحياة والوجود على ارض المملكة ماداموا يعملون مخلصين في شركة آل سعود، وطبيعي أن التفكير الذي يعتبر الشعب في داخل المملكة مجرد أجراء، كيف يعتبر الآخرين من خارج المملكة!؟ بدون شك ينظر إليهم بدونية هي أكثر بكثير مما ينظر بها إلى شعب المملكة، ولو رجعنا إلى سياسات آل سعود مع جيرانهم من أمراء وملوك (( المقاطعات)) الخليجية نجد أن الازدراء والاحتقار السعوديين دائماً هو الحاكم لهذه السياسات تجاه هؤلاء!!
وعلى أساس هذه المفاهيم الموروثة والتي تجسدت في التكوين التأريخي والنشأة للكيان السعودي، صاغ النظام السعودي استراتيجيته الحديثة، والتي ترتكز إلى أسس عدة نشير إلى بعضها بما يلي:-
إن تظل المملكة السعودية قائدة الدول العربية الخليجية، وحدها التي تقرر مصيرها وبوصلتها، وهذا ما تجسد في مجلس التعاون الخليجي، فالنظام السعودي بل وحتى الراعيين الأمريكي والبريطاني لهذه الأنظمة، حينما أوعزا لهذه الأنظمة بتأسيس مجلس التعاون الخليجي، كانا قد وضعا في حسابهما منح النظام السعودي ثقلا ووزناً خليجياً وعمقاً جغرافياً وبالتالي إستراتيجياً، لمواجهة إيران الثورة الإسلامية، وهنا النظام السعودي الذي انسجم هذا التوجه مع توجهاته وأفكاره جعل من المجلس طوقاً ومحدداً للأعضاء الآخرين في المجلس وعدم السماح لهم بالخروج عن الدائرة السعودية، أو معارضة سياسة النظام السعودي حتى وان أضرت هذه السياسة بمصالح هؤلاء الأعضاء.2- أن يكون النظام السعودي رأس الحربة في الاستراتيجية الأمريكية، فلا بد أن يظل هو المرجع وهو الذي يقرر للآخرين من أعضاء المجلس الأدوار التي يقومون بها في إطار تلك الاستراتيجية، وقد تسبب هذا المبدأ في تنامي التململ بل والتمرد من جانب أعضاء المجلس على تلك السياسة ومنهم قطر، وحتى الأمارات نفسها، والكويت في بعض الأحيان، حيث أدت مثل هذه التمردات إلى حصول أزمات صامته أو علنية بين السعودية وهؤلاء الأعضاء أو بعضهم!
لأن المملكة تحتضن الحرمين الشريفين فلا بد أن ينظر لها باحترام وبأنها قائدة العالم الإسلامي((السني)) تحديداً، وظلت تؤكد على هذا المفهوم سيما بعد ما دفع بها الأمريكيون والبريطانيون إلى الواجهة كمثل للنموذج الإسلامي " المعتدل " بحسب التعبير الغربي، في مواجهة " النموذج الإسلامي الراديكالي" الذي تمثله إيران الثورة الإسلامية، وقوى المقاومة، بحسب التصنيف الأمريكي الغربي.. صحيح أن هذا المفهوم يعتبر جزءاً لا يتجزأ من منظومة المكونات الفكرية للنظام السعودي لإضفاء القدسية والشرعية على نفسه ولضمان بقائه وولاء الناس له، لكن النظام وظف التوجه الأمريكي البريطاني الآنف، للدفع به كبديل عن الإسلام الأصيل المقاوم، في دفع ليس أعضاء مجلس التعاون الخليجي وحسب، بل وكل البلدان الإسلامية ذات الأغلبية السنية للوقوف ورائه وتأييد سياساته التي كانت تتخذ باسم الدفاع عن الأمة لكنها في الحقيقة تلبي مصالح النظام بالذات وأسياده الأميركان والبريطانيين!. الإمارات: بالنسبة للإمارات، كما لبقية الأمارات الخليجية فأن الموروث القبلي والتاريخي أيضاً ساهم مساهمة فاعلة في كينونة الشخصية الإماراتية، وهنا المقصود بالذات، العائلة الحاكمة (آل نهيان)، وإذا أردنا أن نحدد بعض ملامح العقلية لدى آل نهيان، والتي صاغت السياسات والاستراتيجيات القديمة واللاحقة والحالية، يمكن أن نؤشر إلى ما يلي:1- التظاهر بالتوادد والوئام مع الأخ الأكبر السعودي، إنما هو حالة طارئة ومؤقته فرضها الضعف وقوة الآخر وسطوته في المنطقة الخليجية، وفرضتها سطوة المستعمر البريطاني ومن بعده وريثه الأمريكي، فهذه السطوة كانت تملي على هؤلاء الصغار الانقياد والتسليم للنظام السعودي، بمقتضى المصلحة الاستعمارية.
2- و بناء على ما تقدم فأن المبدأ الأساسي عند آل نهيان، وبقية العائلات الخليجية الحاكمة، هو التطلع إلى الفرصة المناسبة للانعتاق من هذه السطوة السعودية القاتلة والتخلص من تبعاتها والاستقلال عنها، بل والعمل على إضعافها -ان سنحت الفرصة- هذا الأخ الكبير واسترجاع الحقوق المهضومة منه.
3- العمل على تقوية الذات ما أمكن، إما بالاتكاء على القوى الأخرى، أو ببناء القوتين العسكرية والاقتصادية، إيمانا من الحكام الإماراتيين أن ذلك من شأنه أن يوفر للأمارات خلق الفرص المناسبة للانعتاق من هيمنة السعودية والتخلص من سطوتها والى الأبد.
و بدون شك وكما أسلفنا وأشرنا أن ذلك لم يكن تفكيراً فرضه التكتيك أو حالة طارئة، إنما نؤكد مرة أخرى إنه ينطلق من الكينونة ومن التكوين الفكري والتاريخي لشخصية الحاكم الإماراتي، وبالتالي من السهل علينا تحليل التحالف الإماراتي السعودي الحالي، والتنبوء بمستقبله وبالعوامل التي ستؤدي به إلى التفكك والانهيار، بل انه فعلاً يعيش هذه المرحلة، مرحلة التفكك والانهيار، وبدأت تظهر عليه ملامح الافتراق، لماذا؟
لأن الأمارات، في تحالفها مع السعودية أرادت تحقيق أمرين هما:
أولاً: الاستفادة من ثقل السعودية ومن الدعم الذي تحظى به والتأييد على مستوى المنطقتين العربية والإسلامية، لتحقيق ما لم تستطيعه لوحدها لأنها لا تتمتع بهذا الثقل على الصعيدين العربي والدولي، أي أن هذا التحالف ومن منطلق منظومة المفاهيم المشار إليها التي ساهمت في صياغة عقيلة الحاكم الإماراتي، الهدف منه جعل السعودية مظلة للوصول إلى الهدف!
و ثانياً: توظيف هذا التحالف، لانجاز محاولات إضعاف الطرف السعودي، بوضع المعول في جدار هذا الطرف، وبالتالي منعه أو عرقله محاولاته توظيف التحالف مع الأمارات من تحقيق الاستقواء وبالتالي تسهيل عملية تحقيق الأهداف التي يريد الوصول إليها، على العكس من ذلك تماماً كما أشرنا قبل قليل..
و اليوم تتجلّى هذه الأبعاد بوضوح في كل الملفات المشتركة الخاصة بالمنطقة وببعض القضايا الساخنة وبغيرها، وتتضح الصورة أكثر بالإشارة إلى ما يلي:
1- الملف الداخلي... كل التحليلات، وكل المعطيات، أو أغلبها حول العلاقات السعودية الإماراتية، أشارت من قريب أو من بعيد، وحتى أحيانا بصورة مباشرة، إلى أن صداقة بن زايد مع بن سلمان لم تكن بنفع السعودية بل على العكس أنها ضارة للسعودية، إذ جلبت لها الكثير من الخسائر الأخلاقية والمادية ونالت من سمعتها وثقلها في العالمين العربي والإسلامي، حتى أن أكثر من أمير سعودي معارض نشروا بيانات تندد بدور بن زايد في أضعاف السعودية، وفي العمل نحو تفكيكها، من خلال توظيف صداقته مع بن سلمان وتوجيه هذا الأخير، أو التأثير على سياساته ومواقفه بالشكل الذي يخدم المصالح الإماراتية بالدرجة الرئيسية! وللإشارة فأن عدداً من الكتاب البارزين في الصحف والمواقع الالكترونية البريطانية مثل ديفيد هيرست، قالوا إن بن سلمان إذا ظل مطية بن زايد فأن المصير الذي سينتظر السعودية سيكون التفكك والانهيار، وأشاروا إلى أن عمليات الزج بالأمراء في سجن ريتز كارلتون والسيطرة على ممتلكات بعضهم وتعذيب البعض الآخر حتى وفاته كان من تخطيط بن زايد واملاءات الأخير على بن سلمان! ذلك أن بن زايد يرى في ضعف المملكة وانهيارها فرصة للتوسع على حسابها، باسترجاع مناطق الشيبة ومخزوناتها النفطية، فضلاً عن انتزاع الإمارات الريادة والقيادة للمنطقة العربية في الخليج، لأن بن زايد يدرك جيداً أن بقاء السعودية قوية متماسكة، يعيق تحقيق طموحاته المشار إليها. وعلى هذا الأساس يرى البعض من المراقبين، أن دفع بن زايد بن سلمان لتوتيتر علاقات السعودية، مع قطر، ومع الكويت في عدد من المقاطع الزمنية ومع عمان، محاولة لتحجيم الدور السعودي وتحجيم قيادتها للدول الخليجية ومحاولة دفع الأطراف المشار إليها إلى التمرد، والحصيلة بروز دور إماراتي يقرر مصير تلك المنطقة، وهو ما تجلى واضحاً في تفاصيل وتداعيات الأزمة القطرية، وفي ملفات أخرى.
2- الملف الإيراني، فبينما اتخذ النظام السعودي الموقف المعادي والمحرض على ايران والمتوعد بنقل المعركة السعودية مع إيران إلى الداخل الإيراني، اتخذ النظام الإماراتي موقفا ملتبساً ومتناقضاً في الظاهر، فهو إعلاميا وسياسياً يقف مع النظام السعودي ويشجعه على تلك السياسة الخاطئة، بينما هو في الواقع يعزز أواصره التجارية والاقتصادية مع إيران ويتودد إليها سياسياً سراً! ما أضعف ذلك الموقف السعودي وقلل من تأثيره وآثاره، بل وساهم في عزلة النظام السعودي، بعكس النظام الإماراتي الذي بدى أكثر حنكة من نظيره السعودي، في التمتع بمرونة سياسية جنبته الكثير من الانعكاسات السلبية، التي تركت بصماتها على الحليف السعودي، ونحن هنا لا ندافع عن أي من الموقفين فكلاهما خاطئ، إنما نقارن لمجرد التوضيح والإشارة إلى اختلاف الأجندات الإماراتية عن تلك السعودية.
3- الملف اليمني، وفي الحقيقة يتجلى الصراع الإماراتي مع السعودية بأوضح صوره في الملف اليمني، ولقد انبرى وزراء حكومة ما يسمى (( بالشرعية)) مراراً وتكرار باتهام الأمارات بأنها تريد تحقيق أهدافها في السيطرة على الموانئ وعلى الممرات وعلى الثروات اليمنية في الجنوب على حساب حليفتها السعودية وعلى حساب مصالح اليمنيين، في الجنوب خاصة! وقد كتب الكثير حول هذا الأمر، وفسرت كل المعارك والصدامات العسكرية الدامية بين مرتزقة الإمارات ومرتزقة السعودية اليمنيين في إطار هذا الصراع، ومنها ما حصل مؤخراً من إنفجارات في عدن كما أشرنا في بداية الحديث!
4- ملف التطبيع.. كتب الكثير من الكتاب المحللين، ومنهم من الصهاينة، أن النظام الإماراتي يسعى من هرولته نحو التطبيع إلى الاستقواء، والى قيادة المنطقة، كما كتب الصهاينة عن أن الأمارات لديها أجندات خاصة بها تتعارض وحتى تتصادم مع الأجندات السعودية في كل ملفات المنطقة ومنها الملف اليمني، هذا وفضلاً عما كتب ويكتب عن الأهداف الإماراتية من وراء التطبيع مع العدو والتمايز عن النظام السعودي في هذا الملف.
كل ذلك يؤشر إلى أن هذا الحلف الإماراتي السعودي، سيكون مصيره التفكك والانهيار ولعل بن سلمان بدأ يدرك أن الانقياد وراء بن زايد سوف يؤدي إلى نتائج كارثية أو هكذا يقولون!
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق