بن سلمان يدعم السلام في سوريا والعراق واليمن!
[ادارة الموقع]
خرج وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو منذ يومين ليشكر ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على مساهمته الفعالة في نشر السلام ومحاربته الإرهاب في كل من سوريا والعراق. هذا التصريحات دفعت القارئ العربي والعالمي للتساؤل حول المغزى الحقيقي من ورائها خاصة أن النظام السعودي يعد الداعم الأبرز للإرهاب الذي عصف ويعصف في منطقة الشرق الأوسط والعالم. فالعالم كله يعرف الحقائق المثارة منذ سنوات عن الدور السعودي الأبرز في تنشئة الإرهاب ودعمه مالياً، مرورًا بالتأطير النظري لأيديولوجيا جماعات الإرهاب (الإسلامي) التي تُفضّل نسبةَ نفسها إلى جُملة أفكار الوهابية، نهاية بتصدير العدد الأكبر من رُوّاد الجماعات الإرهابية المسلحة، ومن بين أخطرها تنظيم داعش الارهابي، الابن الشرعي لتنظيم القاعدة، الذي أُنشئ على عين السعودية وبمالها وفتاوى شيوخها.
دعم الإرهابيين في سوريا
في عام 2011 بدأت الأزمة السورية، حيث اعتبرتها السعودية فرصة للإجهاز على النظام السوري الذي كانت تراه الحليف الاقرب لعدوها إيران في المنطقة، غير ان الامر تحول الى حرب عبثية أزهقت حياة آلاف الأبرياء من السوريين. خلال هذه الحرب لا يمكن التغافل عن دور السعودية في امداد الجماعات الارهابية في سوريا بالسلاح والعتاد والاموال السائلة ، حيث كشف متحدث من احدى المنظمات البريطانية البحثية وهي منظمة "Conflict Armament Research" لمكافحة التسلح أن فريقا من المنظمة تتبع مصادر الأسلحة التي تواجدت في المناطق التي كانت تقاتل فيها قوات داعش الارهابي وان فريق المنظمة عبر تصويره للأسلحة تمكن من الوصول الى مصدر هذه الأسلحة وهو مصنع لتصنيع صواريخ في بلغاريا واسمه "ارسينال" وعبر لقاء القائمين على هذا المصنع عرف منه فريق المنظمة البريطانية ان الاسلحة قد بيعت للسعودية وبدورها قامت بشحنها مباشرة الى الجماعات الارهابية في سوريا، وهذا ما اكده احد شهود العيان، الذي قال انه شاهد بنفسه صناديق الاسلحة التي كانت تصل الى مناطق الحرب محملة بالسلاح والعتاد وملايين الدولارات، وذكر أنه رأى ما بين 60 و70 صاروخ من طراز " جراد" تدخل عبر الحدود ليلا لتصل إلى الجماعات الارهابية في سوريا مؤكدا أنها مرات عديدة وليست مرة او اثنتين فقط التي تم فيها نقل السلاح والعتاد والأموال ايضا إلى الداخل السوري كي تصل إلى هذه الجماعات.
مستنقع اليمن
تشن السعودية منذ أربع سنوات حرباً غير متكافئة على جارتها اليمن، تحت ذريعة إعادة الشرعية الى أصحابها الحقيقيين ومحاربة الارهاب. ووفقاً لإحصائيات الأمم المتحدة فان بن سلمان مسؤول عن فقدان حياة أكثر من 10 آلاف يمني وتشريد ما يقرب من 11 مليون شخص. ناهيك عن المجازر البشعة التي ارتكبتها طائراته بحق الشعب اليمني كمجزرة الصالة الكبرى في صنعاء والتي ذهب ضحيتها أكثر من 200 شهيد والاف الجرحى. ووفقاً لمنظمة اليونيسف المسؤولة عن حماية حقوق الأطفال فان بن سلمان مسؤول بشكل مباشر عن مقتل أكثر من 1200 طفل يمني خلال هذه الأعوام الأربعة.
ولا يمكننا التغافل أيضاً عن المجزرة الأخيرة التي ارتكبتها في محافظة صعدة باستهدافها حافلة تقل أطفالاً استشهد على إثرها 65 طفل وجرح المئات. هذه الجرائم ارتكبتها السعودية بيدها ناهيك عن دعم الجماعات الإرهابية في اليمن، وخاصة القاعدة حيث تشير التقارير أنه لا تزال أموال المؤسسات السعودية الخاصة تتدفق حتى الآن على الجمعيات الخيرية التي تمول الجماعات المتشددة في كثير من دول العالم، حيث لا يمكن ان يتم فصل النظام السعودي عن الأيديولوجية التي تضمن له البقاء.
العراق وداعش
عانى العراق خلال السنوات الماضية من سيطرة تنظيم داعش الإرهابي على مساحات كبيرة من أراضيه، وذلك بسبب الدعم الكبير الذي كان يتلقاه التنظيم من بعض الدول الخليجية وخاصة السعودية التي كانت تعتبر العراق واحداً من محور المقاومة الأساسيين. هذا الدعم للتنظيم الارهابي كشفه أحد المسؤولين البارزين في السعودية الذي قال إن بلاده هي واحدة من أبرز الدول التي تدعم داعش، كما أن العراق يتهم السعودية بدعم الارهاب الذي يستهدفه منذ عام 2003 وأسفر عن مصرع نحو 100 ألف مدني عراقي اضافة الى أكثر من 70 ألف عسكري. إضافة الى نتائج المحاكمات التي اجراها القضاء العراقي مع بعض عناصر تنظيم داعش الإرهابي، حيث أكد الإرهابيون السعوديين ان مؤسسات رسمية في السعودية تتولى ادارة الدعم الذي يرسل الى الجماعات الارهابية في العراق.
ختاماً، على ما يبدو أن وزير الخارجية الأمريكي يحاول انقاذ بن سلمان من الحملات الاعلامية التي يتعرض لها من قبل المجتمع الدولي إثر الاعتقالات التي ينفذها بحق الكثير من النشطاء وعلماء الدين الذين ينتقدونه باستمرار، فاختار بوابة محاربة الإرهاب، الا أنه لا يعي جيداً انه اختار البوابة الخطاء، فالأمير غاطس الى رأسه في ملف دعم الإرهابيين في سوريا والعراق واليمن.
ارسال التعليق