بن سلمان يعايد السعوديين في شهر رمضان ويفتح لهم أبواب السجون
[ادارة الموقع]
فايز مكي
في 20 سبتمبر أيلول الماضي قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية بالعنوان العريض : السعودية تحوّلت إلى سجن كبير في عهد ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وذلك بعد أيام فقط من قيام الأمير الشاب بشن حملته الأولى ضد (الفساد) والتي طالت عدداً كبيراً من أولاد عمه وأصحاب السلطة والجاه والنفوذ والمال وبعض نشطاء الحقوق والصحفيين، حيث قالت الصحيفة ان ظاهر هذه الاصلاحات حرب على جبهتي الفساد والإرهاب، وباطنها رغبة في التخلص والانتقام من خصوم حقيقيين أو محتملين. وبعد أشهر على هذه العمليات، ولان مملكة الخير تحب مواطنيها وخصوصاً في شهر الخير والبركة، شهر رمضان المبارك فاضت عليهم بالبركات والخيرات وقامت بفتح ابوب زنزاناتها مجدداً لاعتقال عدد من المواطنين وهذه المرة تحت عناوين عديدة كمحاربة الإرهاب والعملاء للدول الخارجية.
وبطريقة عشوائية توزع السلطات السعودية تهم الخيانة وتجاوز الثوابت الوطنية، والخروج على ولي الأمر، وإثارة الفتنة والتحريض، وإنشاء جمعية غير مرخص لها، وخرق قانون مكافحة جرائم المعلوماتية، حيث كان ضحية هذه التهم اشخاص بارزين عرف من بينهم إيمان النفجان ولجين الهذلول وعزيزة اليوسف وعائشة المانع وإبراهيم المديميغ ومحمد الربيعة، وينشط هؤلاء بشكل خاص في مجال حقوق المرأة، وذلك بحسب السلطات الأمنية السعودية خلقوا مناخات لحرب ناعمة تتعرض لها مملكة الخير التي يرى اسيادها انها تقع في عين الرياح او في عين العاصفة.
ويرى بن سلمان والمسؤولين السعوديين ان المملكة تتعرض لحرب داحس والغبراء او لحرب عالمية ثالثة، وكل هذا لان الأمير الشاب قد أرسى كل دعائم الحكم العادل، فهذه المملكة لم تقم على فعل الخير والمساعدات ولأنها كذلك ربما مستهدفة، والاستهداف ليس من الخارج فحسب وليس من حرب نسميها حرب عصرية او الكترونية بل بالعكس هناك من يعمل في داخل المملكة على زرع تيارات داخلية لها اجندات اجنبية او تتعامل مع الخارج لزعزعة الامن والاستقرار في بلاد الحرمين الشريفين.
مجموعة قليلة من الاشخاص عرّضوا امن المملكة للزعزعة وعدم الاستقرار، يتعاطون مع جهات اجنبية مشبوهة، يقلّبون عناصر المجتمع السعودي بعضهم على بعض، ويحاولون اثارة المجتمع، هؤلاء لابد لهم ان يكون لهم نزعات وخلفيات وأيديولوجيات تساهم في اثارة المجتمع من الداخل من اجل افشال اكبر عمليات "اصلاح" تقوم بها السعودية في تاريخها وتاريخ المنطقة، لكنه بفضل الأجهزة الأمنية الساهرة على امن المواطن في السعودية، وجهاز الامن السيبيري الذي يوزع في كل انحاء المملكة شبكات الأمان استطاعت السعودية ان تقبض على هذه الشبكة العالمية الخطيرة واودعتهم السجن لتريح المملكة من شر افعالهم.
فسعود القحطاني، المهووس ربما بملاحقة كل من يشوش على ولي نعمته محمد بن سلمان، اتقن ويتقن عمله بامتياز فالمستهدفون هم أصحاب رأي وليس لهم علاقة بجهات أجنبية مشبوهة، أو ما شاكل ذلك، او ان هؤلاء لم يعملوا في تاريخهم على تشكيل أحزاب والأحزاب ممنوعة في السعودية، او تشكيل تيارات والتي هي ايضاً ممنوعة في المملكة، كل ذلك لأن هؤلاء كان لهم رأي بسيط في بعض ما يجري في الداخل السعودي.
وفي جنح الليل ينفذ بن سلمان هجماته، فلا أحد يعلم مصير هؤلاء، يؤخذون في الليل ولا تعرف أسماؤهم وهوياتهم الا من خلال أسرهم وأصدقائهم الذين يعتقلون ايضاً كنوع من الضغط على المعتقلين، فمن هم هؤلاء وما هي هذه الحرب الضروس التي تواجهها السعودية في الداخل حتى تتخذ هكذا إجراءات؟ وهنا يجيب محللون على هذا السؤال متهكمين قائلين ان هناك عدة أسباب لهذا السلوك العنيف من قبل القيادة السعودية ضد مواطنيها وهي مطالبة قيادة المرأة للسيارات، المطالبة بحقوق المرأة، او انتقاد المواطن لوزير خارجيه او ولي عهده، او انتقاده لعمليات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، او أي شيء اخر من هذا القبيل.
فمن يقول ان إسرائيل هي العدو، فهذا يخوض حرباً ضروسا ضد السعودية، والذي يطالب بحقوق المرأة وغيرها فهو ايضاً يخوض حرباً ضد السعودية، والذين يقومون بانتقاد تصنيف حماس وحزب الله على قائمة الإرهاب فهذا ايضاً عميل خارجي يهدد الأمن القومي السعودي، اما الذين يخرجون من السعوديين علناً وجهاراً ويعلنون التطبيع مع الكيان الإسرائيلي لم ترهم عين الأمن السيبيري ولا عين القحطاني بل صفقت لهم من خلف الستار وشدت على أيديهم لأنهم يخدمون مصالح الأمير الشاب واصلاحاته وتطلعاته.
خلاصة القول، ان إصلاحات الأمير الشاب قد أخطأت مرة أخرى وعوضاً ان تفتح أبواب العدل والمساوات بين جميع أطياف الشعب السعودي، فتحت أبواب السجون، لأنه يرى ان اصلاح المجتمع يبدأ بإصلاح السجون وذلك عبر ضخ دم جديد لمنتقديه داخلها، فالأمير وعد بالإصلاحات وهو يفي بها وسيقدم جميع أنواع الخدمات للسعوديين وعلى طبق من فضة في الأيام المقبلة.
ارسال التعليق