بن سلمان ينقلب على نفسه؛ من يضع حد لهذه الشيزوفرينيا؟!
[ادارة الموقع]
كلما اقترب ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من كرسي العرش كلما زادت الضغوط واتضح ما كان يجري في الخفاء أكثر وأكثر، وعندما تقترب الصورة من أن تنقشع ويظهر الخيط الأبيض من الخيط الأسود لا نعلم أين سيكون بن سلمان؛ جالسا على كرسي العرش أم على كرسي التحقيق.
تشهد البلاد هذه الأيام ترقبا وحذرا غير مسبوق في ظل تصاعد الخطر القادم من أبناء العائلة الحاكمة من جهة وتصرفات بن سلمان من جهة أخرى، هذه التصرفات التي لم تعد تطاق حتى من قبل من كان يدافع عنه، وكأن الأمير الشاب حاليا يمارس انقلابا جديدا على نفسه؛ ربما اعتقال النشاطات في حقوق الانسان منذ عدة أيام خير مثال على ذلك.
تكلم عن هذا الاعتقال الصحفي والكاتب السعودي المعروف، جمال خاشفجي مفتتحا مقالة جديدة له في صحيفة" واشنطن بوست" بالقول "إنه من المروع أن نرى أيقونات ستين أو سبعين عاما من الإصلاح على الصفحات الأولى من الصحف السعودية تصفهم بالخونة"، مضيفا أن نساءً ورجالا ممن تزعموا الدعوة للحريات الاجتماعية نفسها –بما فيها حرية قيادة المرأة للسيارة- التي يقدمها الآن ولي العهد محمد بن سلمان؛ قد ألقي القبض عليهم الأسبوع الماضي. إن هذه الحملة القمعية صدمت حتى أشد المدافعين عن الحكومة.
وكانت واضحة رسالة خاشقجي في كلامه عن الاعتقالات، ففي المملكة إما أن تصمت أو ان يكون مصيرك السجن، وبالتالي لا يمكن لأي صوت معارض أو مستقل أن يصل إلى الضوء في ظل سياسة الظلام والظلم التي يمارسها بن سلمان على جميع الناشطين والمعارضين، ويمكن إيصال رسالة مفادها أن الأمير الشاب هو من يقرر كل شيء وهو من يسمح أو لا يسمح وعلى كل المؤسسات الحكومية والشعب من خلفها أن يطيع أوامر ولي العهد وإلا لا تسأل عن مكانه إذا عارض ذلك، وما حصل مع الأمراء والدعاة ربما كان كفيلا بإيضاح السياسة التي يريد بن سلمان أن تسير على أساسها المملكة.
وحول هذا يقول خاشقجي:"إن التعصب الديني الذي شوه صورة السعودية لعقود قد استبدل بتعصب آخر جديد وربما أكثر خبثا وهلاكا: دين من الولاء الأعمى لقائدنا. إن هذه صفقة فوستية لن أقوم بها. إنني أشك أن لجين وزملائها قد يكونوا اختبروا شعورًا مماثلًا".
النقطة الثانية تتمثل بالخطر الذي يحيط بولي العهد فهناك احتمالات بدأت تتزايد نسبتها بأن يحدث انقلاب من داخل العائلة يطيح بالأمير الشاب قبل أن تلمس يداه كرسي العرش، وليل أمس دعا الأمير "خالد بن فرحان آل سعود" أعمامه الأميران "أحمد بن عبدالعزيز" و"مقرن بن عبدالعزيز"، لخلع الملك سلمان وولي عهده محمد بن سلمان عن حكم البلاد معتبرا ان تصرفات سلمان وولده ستؤدي الى انهيار المملكة وخسارة أل سعود حكم البلاد.
وأكد الامير خالد بن فرحان آل سعود في مقابلة مع صحيفة "ميدل إيست آي" البريطانية إنه لو اجتمع الأميران "أحمد" و"مقرن" ووحدا صفوفهما فإن "99% من أعضاء العائلة الملكية الحاكمة وعناصر الأجهزة الأمنية والجيش ستقف مساندة لهما، مشيرا الى رسائل عديدة تصله من داخل السعودية تؤكد أن أغلب عناصر الجيش والشرطة ستؤيد الأميران أحمد ومقرن اذا قررا التحرك".
هذا السيناريو ونتائجه يتحمل مسؤوليتها ابن سلمان نفسه، لكونه تعمد مواجهة المقربين من عائلته وعاملهم بطريقة مهينة حتى بعد أن أطلق سراحهم من فندق ريتز كارلتون، فالأمير خالد يقول بأنهم اليوم قاعدون في بيوتهم. أولاً، يحظر عليهم السفر إلى خارج المملكة العربية السعودية. ويتم رصدهم ومراقبتهم بصرامة داخل السعودية، لدرجة أن معظمهم وضعت على سيقانهم أجهزة رصد لإعلام السلطات إلكترونياً عن المناطق التي يتحركون فيها. والسلطات تسجل محادثاتهم سواء عبر الهاتف أو بشكل شخصي ومباشر. إذن، هم خاضعون لرقابة شخصية مشددة ومهينة داخل المملكة ولا يسمح لهم بمغادرتها إلى الخارج.
في الختام؛ الجميع يعتقد بأن ما حدث في حي الخزامي الشهر الفائت لم يكن بريئا ولا عفويا وإن لم يكن انقلابا على بن سلمان فهو احتجاج عالي اللهجة على سياسته، التي ستقسم البلاد لكونها مرتبطة بالمزاجية ولأغراض شخصية فقط، يضاف إلى ذلك التركيبة الخاصة للمجتمع بين مثقفين ومنفتحين ووهابيين يترصدون أي لحظة ضعف لبث سمومهم من جديد، فضلا عن التركيبة القبلية ومعاملة الأقليات بطريقة مستفزة وغير عادلة، هذه الأسباب وغيرها ستجعل المملكة على شفا انفجار قادم لن يسلم منه أحد حتى أوروبا وامريكا التي تدعم ما يجري خدمة لمصالحها.
ارسال التعليق