ثلاثي أضواء الروزنامة السياسية الى الهاوية
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري
الخداع والتزوير السياسي جريمة لا تغتفر ..نتائجها قتل شعب ووجود وبشر.. ويخلفا ظلماً وجوراً وإجراماً ،وما أكثرهما في عصرنا الحاضر حيث يتوسل بهما حكام الطيش والتوريث وعدم الكفاءة حفاظاً على عروشهم وسطوتهم على رقاب الشعوب، وسط شعارات قومية ووطنية يرفعونها لإلهاء الشارع فيما الحقيقة عكس الاتجاه بعقد صفقات خيانة ونهب أموال وقمع وقتل وخيانة للقيم الانسانية؛ والله سبحانه وتعالى يقول "اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ ۚ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ ۚ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ ۚ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا" – سورة فاطر الآية: (43).
ولي العهد السعودي أبن سلمان الذي يواجه حملة دولية واسعة بمحاكمته وعزله لانتهاكاته الكبيرة لحقوق الانسان، يسعى منذ شهرين لعقد قمة مع رئيس الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب راعي البقرة الحلوب في شرم الشيخ ليكتمل ثلاثي أضواء الروزنامة السياسية الإجرامية التي تعاني منها شعوب العالم خاصة منطقتنا التي تعيش ويلات الحروب والدمار بأموال شعب الحجاز المنهوبة.
مصادر مصرية رفيعة المستوى كشفت إن عدة لقاءات سرية جرت خلال الشهر الماضي بين مسؤولين رفيعي المستوى "مصريين وسعوديين وإسرائيليين وأمريكيين" تمهيداً لعقد القمة الثلاثية خلال شهر فبراير/شباط أو مارس/آذار المقبلين على أبعد تقدير، في محاولة للتفاهم ووضع الخطوط العريضة للخطوة المقبلة التي تنوي الرياض اتخاذها، وستكون الأولى في تاريخ علاقاتها مع الكيان الاسرائيلي المحتل لفتح باب العلاقات السياسية والعلنية لأوسع حد ممكن ومتوقع تفاجئ الجميع، وستكون بمنزلة تعبيد طريق لباقي دول ما يسى بالاعتدال العربي التي تسعى لتطوير وتوطيد علاقاتها مع تل أبيب؛ وهي لاتزال ترفع شعار الدفاع عن القضية الفلسطينية وحل الدولتين كذباً وخداعاً ومكراً.
الكذب والخداع والمكر ملازمة للطبيعة البشرية لكنها لم تكن بهذا الحجم والتطور الكبيريين في التاريخ البشري كما هو الآن، وبهذا النحو السفيه والنسقي الإجرامي الخداعي وهو آخذ نحو تطور كبير كماً وكيفاً لخداع العامة، والذي أضحى شمولياً عولمياً بفضل تقنيات الصورة ومواقع التواصل الاجتماعي والإشهار والدعاية المعاصرة، حيث الكذب والمكر خاصة السياسي منه منهاج وسيرة السلطة الديكتاتورية المتفرعنة، عندما نسمح للسلطة بتقسيم المجتمع لحاكم ومحكوم، وللكذب والمكر والخداع بالتسرب بين شقوق هذه القسمة؛ ونسمح له بأن يقدم لنا الوعود الخيالية الكاذبة، ويخفي الحقيقة أو يزيفها ويظهرها بمظهر آخر غير الذي هي عليه، لكي يكسب مغنماً أو قوة وشرفاً بين شعبه.
صحيفة "وول ستريت جورنال"، كتبت: إنها "لن تكون مفاجأةً مشاهدةُ بنيامين نتنياهو وهو يحطّ رحاله في السعودية للقاء بن سلمان"، مشيرة الى أن لقاء من هذا النوع سيكون له مغزى كبير.. بعد أن قال أبن سلمان إن للإسرائيليين الحق في العيش بسلام على أرضهم، في مقابلته مع مجلة "ذا أتلانتيك" الأمريكية. في الوقت الذي فتحت فيه السعودية مجالها الجوي للمرة الأولى لرحلة الخطوط الجوية الاسرايئلية في مارس/أذار الماضي، وهو ما أشاد به الكثير من المسؤولين الإسرائيلين، ووصفوه بأنه تطور تاريخي بعد عقود من الجهود.
الصحفي المخضرم وكاتب العمود "يوجين روبنسون" كتب في صحيفة "واشنطن بوست" مؤخراً: إن هناك الكثير من الأخبار القانونية السيئة للرئيس دونالد ترامب، وأن سقوطاً مدوياً بإنتظاره حيث الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد آخر وأكاذيبه لاتتوقف وجرائمه وعمليات الإحتيال والنصب متواصلة وهو يمشي على حبل بهلواني نسجه من الكذب طيلة حياته، ما سيعرضه الى المحاكمة والعزل من منصبه؛ وهو ما كشف عنه النائب الديمقراطي آدم شيف ايضاً بقوله: “هناك إمكانية حقيقية بأن يعزل ترامب من منصبه، إذا أتهمته وزارة العدل رسمياً بدفع رشى، وسيكون حينها أول رئيس يواجه إمكانية السجن"؛ شأنه شأن رئيس وزراء الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو المهدد بالمحاكمة والسجن للعديد من قضايا إحتيال وسوء إستغلاله وزوجته للسلطة وتلقيهما الرشاوي حيث تزداد الملفات القضائية ضدهما يوماً بعد آخر - وفق شبكة (سي إن إن) الأمريكية.
يضيف "روبنسون"، أن ملفات قضايا إحتيال ترامب على القانون عبر الحلقة الضيقة التي تدور من حوله كثيرة حيث كبير مستشاريه مايكل كوهين ومدير حملته الانتخابية السابق بول مانافورت و(AMI) المتورطون بجرائم وقضايا إحتيال لتمويل حملته الانتخابية حسبما كشف عنه محاسب ترامب "ألين ويزلبيرغ".. وقبل أيام أتهمت زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس الأمريكي نانسي بيلوسي بأن ترامب يعوق الجهود الهامة للحفاظ على سلامة الأمريكيين، منها تفعيله الإغلاق الحكومي، والتوترات القائمة بين ترامب والمجلس الاحتياطي الاتحادي الفيدرالي الأمريكي، وكذا إستمراره في دعم ولي العهد السعودي الغارق في انتهاكات حقوق الانسان كالحرب على اليمن وقضية خاشقجي؛ مهددة أنه إذا لم يتوقف ترامب والحزب الجمهوري عن احتجاز أمريكا رهينة لسياساتهما الراديكالية، فإن الأغلبية الديمقراطية ستتصرف بسرعة لإعادة فتح الحكومة ومكانة أميركا العالمية.
خبراء أمريكيون أدرجوا إمكانية عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قائمة المخاطر المحتملة في مجال الأعمال لعام 2019، وفق ما أفادت به قناة "سي إن بي سي" الأمريكية نقلاً عن كبير مستشاري شركة "McLarty Associates" ستيف أوكون، والذي قال إنه حتى في حال عدم إطلاق عملية العزل، فإن مناقشة مثل هذا الاحتمال في الدوائر السياسية تشكل خطرا على مجال الأعمال.. فالأمر لم يعد يتعلّق في شأنٍ داخلي واحد، أو في كيفية إدارة السياسة الخارجية، بل بجملة من القضايا التي جعلت العديد من أعضاء الكونغرس يطالبون بحث أهلية ترامب ليكون رئيساً_ وفق ما أوشى به السناتور الجمهوري بوب كوركر رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ.. ما دفع بالبيت الأبيض الى إرسال رسالة سرية وعبر أحد مستشاري ترامب أوصل رسالة الى بيلوسي مفادها أن ترامب سيعلن قرارات هامة لصالح الاقتصاد الأمريكي المنهار إن يتم غلق ملف مساءلته وعزله من السلطة.
صحيفة "يني شفق" التركية سلطت في تقرير مطول لها الضوء على الخطر المحدق بأموال دول مجلس التعاون وفي مقدمتها السعودية لدى البنوك الأمريكية، حيث تودع هذه الدول أكثر من 4 تريليونات دولار، يسعى ترامب لمصادرتها سعياً منه لإنقاذ نفسه مما يحوم حول عنقه، عن طريق اختلاقه لبعض الحجج المختلفة حيث يمكنه الاستفادة من قانون جاستا الذي صوت عليه الكونغرس قبل شهرين لمحاسبة السعودية بخصوص أحداث 11 سبتمبر الارهابية. ووزير خارجية أميركا السابق ريكس تيلرسون يقول في مداخلة مباشرة على محطةCNN، "إن سياسة الرئيس الأميركي ترامب لا علاقة لها بسياسة ومستوى رئيس دولة الولايات المتحدة فرئيس الدولة لا يجب أن تكون عقليته عقلية مقاول بل يجب ان يعرف كيف يقود أكبر قوة في العالم. كاشفاً أن الرئيس الأميركي ترامب ويقول "أن جهده وعلاقته مع ولي العهد السعودي وصهره جاؤوا بـ 3000 مليار الى الولايات المتحدة!!.
ارسال التعليق