دين آل سعود.. إباحة العري والخمور وإعدام الأطفال
[جمال حسن]
* جمال حسن
في ظاهرة غير مسبوقة وخطيرة جداً تنم عن مدى وقاحة وحقد وكراهية وعداء آل سعود للأمة خاصة شعب نجد والحجاز، أعطى محمد بن سلمان الضور الأخضر لعدة إجراءات تستهدف بكل جرأة الدين الإسلامي الحنيف ورسوله نبي الرحمة والمودة ومعتقدات أهلنا الدينية والتراثية.
الأمر الذي دفع بالكثير من المغردين بالدعوة الى وقف مخططات الإسلاموفوبيا وما يجري من انحلال أخلاقي وتدهور خطير في سلوك أفراد المجتمع كباراً وصغاراً في بلاد الحرمين الشريفين التي باتت مرتعا للتجاوزات الدينية والأخلاقية، تحت طائلة الانفتاح الذي تمارسه "هيئة الترفيه" ومشاريعها التفسيقية والتحليلية التي تساهم في انفلات المجتمع.
حيث تشهد بلاد الوحي والتنزيل اختلاط للجنسين في المراقص وصالات الرياضة ومسارح الحفلات وحتى في الشوارع لا تخلو من معاكسات للنساء، والمجاهرة بالمعاصي والمنكرات دون رقيب أو حسيب، والتفسخ الخلقي والديني يستشري بشكل كبير في الوسط السعودي بذريعة التطور والتحضر والحداثة التي يرفع شعارها "بن سلمان".
في هذا الإطار كتبت شبكة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير لها عن التغييرات الجذرية الكبيرة التي أحدثها "بن سلمان" في البلاد والتي أثمرت عن تفشي حالات الفسق والفجور والتعري غير متصورة ما دفع المواطنين للتساؤل عما إذا كانوا لا يزالون يعيشون بدولة إسلامية.
وشددت “بلومبيرغ” نقلاً عن مراقبين ميدانيين بإن ولي العهد السعودي يقوم باستبدال سلطة التطرف الديني بسلطة الاستبداد السياسي، ويقود المجتمع نحو التفسخ والتحلل الخلقي بإيعازه الى ما تسمى "هيئة الترفيه" الى إقامة حفلات الغناء والرقص المختلط الماجن في المملكة.
في هذا الإطار كتب تركي الحمد الكاتب المقرب من ولي العهد محمد بن سلمان وأحد أذرع ذبابه الإلكتروني بكل وقاحة وصلافة في تغريدات له عبر حسابه على تويتر، “قد يكون هنالك أمر محرم دينًا لكنه غير محرم قانونًا، كشرب وبيع وشراء المشروبات الروحية مثلًا، وأن الفيصل والمرجع في الدولة الحديثة ما نص عليه قانون الدولة، وليس الشرع".
والدعوة هذه مسبوقة بسابق حيث هزت فضيحة بلاد الحرمين الشريفين جراء حالات عديدة من التحرش الجنسي والرقص الماجن وشرب للخمور لكلا الجنسين بمشاركة أعمار صغيرة شهدها موسم الرياض في أكتوبر الماضي، والتي أثارت حالات إستياء وغضب شديدين لدى الشارع المحافظ.
كما أثارت حالة الفسق والفجور السلمانية موجة من السخط في الوسط السعودي الناشط مع انتشار مقاطع فيديو لحوادث تحرش بين الفتيات والشباب وشرب خمور على مواقع التواصل الاجتماعي، وعبروا عن غضبهم عبر هاشتاج #متحرشوشمالرياض، متهمين محمد بن سلمان بالمسؤولية عما وصلت إليه بلاد الوحي والتنزيل من انحراف أخلاقي وقيمي.
فما دعا إليه "الحمد" هو امتداد لقرارات "بن سلمان" لجمارك البلاد، السماح لكل سائح بإدخال عدد 5 زجاجات من الخمور الى المملكة الى جانب السماح بتصوير فتيات يرتدين البكيني ويشاركن بحفلات راقصة مع شبان، في إطار تمهيد الرأي العام لإحداث تغيير جذري في بلاد قبلة المسلمين!!.
من جانبها كشفت منظمات أممية وأوروبية في مجال حقوق الإنسان أن كل ذلك يتم من أجل التضليل على إجرام محمد بن سلمان بحق الانسان خاصة في الداخل السعودي واليمن الشقيق، وكذا في منطقة الشرق الأوسط برمتها عبر قراراته الديكتاتورية وحروب الوكالة ودعمه للجماعات الإرهابية المسلحة.
فقد نشرت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان تقريرا مطولا تفضح فيه استمرار السلطات السعودية في إعدام الأطفال رغم الوعود المتكررة بوقف هذا الإجراء التعسفي، حيث تم إعدام حوالي 15 قاصراً بينهم من ذوي الاحتياجات خلال الفترة من كانون الثاني/يناير 2016 إلى 31 تشرين الأول/أكتوبر 2021، بتهمة المشاركة في مسيرات سلمية مطالبة بالعدالة والمساواة.
ويذكر أن الرياض كانت قد ادعت في 2018 بأنها قد ألغت عقوبة الإعدام بحقهم، لكنها أعادته بعد عام واحد، حيث نفذت في 23 أبريل 2019، المملكة العربية السعودية الاعدام في 37 شخصا بينهم ستة قاصرين. أدينوا بارتكاب جرائم سياسية (المشاركة في مسيرات الربيع العربي عام 201)، تيتي تيتي مثل ما رحتي رديتي.
ولا يميز قانون القضاء السعودي غير المدون بين المراهقين والبالغين؛ ويعامل الأطفال الذين تظهر عليهم أول علامات البلوغ على أنهم بالغين في النظام القبلي الأسري القمعي الحاكم في البلاد، حيث يعتبر الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن 12 أهدافا قابلة لتطبيق عقوبة الإعدام، بحلة الاحكام الاسلامية المزيفة التي تعطي للحكام فسحة واسعة لتعريف القانون كما يراه، خارج الفئات المحددة في القرآن الكريم والحديث النبوي.
وفي هذا المجال كشفت وثائق المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان، أن هناك العديد من الأطفال القصر يواجهون عقوبة الإعدام بتهم سياسية واهية منهم "جلال اللباد وسجاد ياسين ويوسف المناسف وحسن زكي الفرج"، وسط إنعدام الشفافية لعدم معرفة العدد الفعلي للقاصرين الذين لا يزالون عرضة لهذا الخطر القاتل جراء استمرار ترهيب الأسر وتجريم الاتصال بمنظمات حقوق الإنسان.
وقبل ايام أصدر 120 نائباً من أعضاء البرلمان الأوروبي بياناً كشفوا فيه عن محاولات محمد بن سلمان لتلميع صورته عبر الترويج لإقامة حفلات رقص وغناء وتعري والسماح بشرب الخمور فيما الإضطهاد الطائفي واستهداف النشطاء من كلا الجنسين يستعر يوماً بعد آخر في المملكة.
وكرر المشرعون الأوروبيون في رسالة مشتركة موقعة باليوم العالمي للمدافعات عن حقوق الإنسان، دعوتهم السلطات السعودية “للإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع النساء المستهدفات بسبب نشاطهن الحقوقي"؛ وشجبوا القيود الشديدة والحد من الحقوق الأساسية التي تتعرض لها الطوائف الدينية والنشطاء المطلق سراحهم من كلا الجنسين.
هذا وكشف موقع "إسرائيل ديفينس" الصهيوني عن عقد "مؤتمر حماية السايبر الدولي" في الرياض قبل أيام بمشاركة شركات رائدة في مجال السايبر مثل: "مايكروسوفت"، "سيسكو"، "غوغل" و"IBM"، وشركات إسرائيلية مثل "سنتينل"، "إمبريفا"، "بالو ألتو"، و"سايبر آرك"، لعرض أهداف الحداثة الطموحة لمحمد بن سلمان بغية غسل أدمغة الجيل السعودي الصاعد وإبعاده عن تراثه الاجتماعي والعقائدي، وفق مشاركين في المؤتمر.
وكان "بن سلمان" قد سمح العام الماضي لأحد أذرعه الأكاديمية الحقودة بمهاجمة الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه المنتجبين واعتباره عدوا للسامية وعدوانيا ضد اليهود الذين كانوا يعيشون في المدينة والجزيرة العربية، من خلال مقال نشره في جريدة "أخبار اسرائيل" تحت عنوان “يهود جزيرة العرب و اضطهاد محمد لهم".
فقد كتب محمد الغبان عميد كلية الدين المقارن في جامعة بن سعود وهي أكبر واهم جامعة إسلامية حكومية في المملكة يقول وبكل وقاحة وسفالة "أن يهود جزيرة العرب عاشوا آلاف السنين بسلام بين كل قبائل وحواضر العرب منذ انبعاث الديانة الإبراهيمية واليهودية الى ما قبل بعث الإسلام .. الى أن أتى النبي الطموح والقاتل محمد وأعلن الحرب عليهم وقتل ذكورهم وسبى نساءهم وأولادهم وهجرهم ودمر حواضرهم .." متجاهلاً بكل وقاحة دور يهود الجزيرة العربية في الحروب ضد الإسلام والمسلمين ونفاقهم وخططهم العدائية.
وقد اعتبرت مراكز القوى السياسية والفكرية والدينية الصهيونية ان نشر هذا المقال يعد أهم انتصار معنوي للوبي الصهيوني دون إطلاقهم حتى رصاصة واحدة في القرن الأخير، ويعد في أهميته التاريخية كوعد بلفور الذي صدر عام ١٩١٧لأنه صدر من أحد أكبر ممثلي السلطة السعودية، وهو بداية لاحتلال اليهود لبلاد الحجاز ونجد كما احتلوا فلسطين.
وما يثير للإعجاب أكثر أن غالبية الشارع السعودي ومفكريه والجامعيين والعلماء والدعاة الذين لا ينفلتوا عن التصريح بكل شاردة وواردة، أنهم يلتزمون الصمت المطبق لمثل كل هذه الانتهاكات الخطيرة القائمة في مجتمعنا دينياً وأخلاقياً وأبسط الحقوق الاجتماعية.
ارسال التعليق