رغم امتناعه عن الإعلان الرسمي..النظام السعودي أكثر الأنظمة المطبعة التزاماً بالتطبيع مع العدو!!
[عبد العزيز المكي]
على عكس النظام الإماراتي الذي أعلن بشكل رسمي إقامة علاقات وتعاون على كل الأصعدة مع العدو الصهيوني، وتسخير كل إمكانات الإمارات في خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، فأن النظام السعودي مازال يمتنع عن الإعلان الرسمي لإقامة العلاقات والتطبيع مع العدو، ويوحي للآخرين بأن " الملك سلمان" يعارض التطبيع مع العدو، بينما الأمور وراء الكواليس تجري بشكل مغاير تماماً للإيحاءات السعودية بأن النظام مازال يعارض التطبيع مع العدو! فالإعلام العربي والغربي يضخ لنا وبشكل متواتر ومتواصل، معطيات جديدة حول التواصل الصهيوني السعودي، والتي تؤكد بما لا يقبل الشك والتردد، أن النظام السعودي يفوق في تنفيذ ما يترتب على عملية التطبيع مع العدو، ما يقوم به النظام الإماراتي، بعيداً عن الرصد الاعلامي، وبعيداً عن الضوء، من أجل تمرير التضليل الذي يمارسهُ النظام السعودي حول " رفضه الوهمي" للتطبيع مع العدو. فلو تتبعنا نشاطات النظام وسياساته على صعيد خدمة المشروع الصهيوني، تتجلى لنا الصورة الحقيقة لتطبيع النظام الصميمي مع العدو، ولعلاقاته الاستراتيجية والمصيرية مع هذا الأخير.. نحاول الإشارة إلى بعض أو جزء من هذه النشاطات في النقاط التالية:
ممارسة الضغوط الاقتصادية والسياسية والعسكرية على الدول العربية التي تحتضن فصائل أو قوى مقاومة للعدو وللمشروع الأمريكي، نيابة عن العدو وعن الولايات المتحدة، ذلك لأن مفهوم التطبيع تغير في قاموس العدو اليوم، ففيما كان العدو يتلمس فيه إضفاء نوعاً من " الشرعية " على وجوده واحتلاله، وانهاء حالة الحرب مع الدول المطبعة، فأنه يرى- أي العدو- اليوم أن التطبيع يعني أن تجند الدول المطبعة نفسها وامكاناتها وثرواتها وكل ما فيها، في خدمته وأمريكا ومشاريعهما وأمنهما في المنطقة لقاء وعود بالحماية، وهمية وزائفة أثبتت التجربة الميدانية زيفها عند ما دمر انصار الله اليمنيون بصواريخهم وطائراتهم المسيرة، منشآت آرامكو السعودية في بقيق وخريص وعطلوا نصف الانتاج السعودي من النفط قبل اكثر من عام..و على خلفية هذا الفهم الصهيوني للتطبيع تولى النظامان الاماراتي والسعودي القيام باجندة الضغط على لبنان ومحاصرته اقتصادياً، والتُدخل في شؤون العراق الداخلية وتزوير الأنتخابات فيه ودعم التيارات السياسية المتماهية مع السياسات السعودية، والمعادية لاعداء اسرائيل، بالاضافة الى العدوان العسكري المتواصل على اليمن، على الشعب اليمني وانصاره.
وفيما يخص في محاصرة لبنان فلعل القراء الاعزاء تابعوا الدور السعودي التخريبي في محاصرة لبنان اقتصادياً ودفعه نحو الهاوية ومحاولة تفجيره من الداخل لاثارة حرب أهلية طاحنة محورها مواجهة حزب الله الذي يشكل أرقاً متزايداً للعدو، ولقد تزامن كل هذا الضغط مع حملة اعلامية وسياسية واقتصادية كما قلنا سعودية تمحورت حول التحريض ضد حزب الله، وحول محاولة دفع عملاء السعودية من امثال جعجع وجنبلاط وباقي الشلل، للتصعيد مع حزب الله، وجر البلد الى الاقتتال الداخلي، ولحد الآن لم تتوقف التدخلات والمحاولات السعودية لدفع لبنان نحو الهاوية والتي يشارك فيها المسؤولون السعوديون أنفسهم، امثال وزير الخارجية فيصل بن فرحان آل سعود. وتعتبر مسألة اثارة قضية وزير الاعلام جورج قرداحي فصلاً من هذا التصعيد
والضغط السعودي على لبنان لتحقيق الأهداف الصهيونية في لبنان، لأن العدو وامريكا يدركان ان تصديهما المباشر للمواجهة مع لبنان من شأنه ان يستفز الأمة ويدفعها نحو المزيد من الالتفاف حول حزب الله والمقاومة وبالتالي الأخفاق سوف يكون النتيجة الحتمية لمثل هذه المواجهة، بعكس ذلك، فأن التصدي السعودي من شأنه ان يغذي الفتنة داخل لبنان ويدفع نحو تنفيذ الاجندات الصهيونية والأمريكية في هذا البلد...
و فيما تتواصل التدخلات السعودية والحملات التحريضية والضغوط الاقتصادية على لبنان حتى اللخطة، فأن ذلك يتواصل أيضاً ضد العراق وضد اليمن، ويتواصل معها الجهد السعودي في حياكة المؤامرات واشكال العدوان ضد العراق واليمن وكل قوى ودول المحور المعادي للعدو الصهيوني!
التنامي المضطرد للتعاون والتنسيق السعودي مع الجانب الصهيوني كما يقول الكاتب البريطاني سايمون هندسون، وكما يصرح بذلك المسؤولون الصهاينة والسعوديون، فقد كان وزير التعاون الاقليمي الصهيوني عيساوي فريج قد كشف عن إتصالات سعودية مع كيان الاحتلال لمواجهة ما أسماه بـ " الخطر الإيراني" على حد تعبيره. ونوه فريج الى " نية صادقة" لتنفيذ مشروعات عدة خاصة بأنابيب النفط والطاقة الشمسية، وتشييد مناطق صناعية بين تل أبيب ودول الخليج.. والى ذلك تحدثت صحيفة جيروزاليم بوست، عن مشروع سعودي صهيوني لزرع الياف تحت الماء، وهو مشروع الالياف البصرية الذي يسمى " بالكابل الازرق" ويبدأ من إيطاليا وصولاً للهند مروراً بعُمان والسعودية وكيان الأحتلال ويتألفمن 16 زوجاً من الألياف لها قدرة هائلة على نقل البيانات بما يؤدي الى تحسين إتصال تل أبيب الرقمي مع العالم الخارجي بشكل كبير. وبالإضافة إلى ان النظام السعودي سمح بتحليق الطائرات الصهيونية في الأجواء السعودية، وكذلك التمركز العسكري في قاعدة تبوك السعودية، وفي قواعد أخرى، فأن مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب نشر دراسة عن العلاقات السرية بين العدو والسعودية، كشفت تلك الدراسة أنه على الرغم من عدم وجود علاقات دبلوماسية بين الطرفين الّا ان التعاون والتواصل والتنسيق بينهما في المجالات العسكرية والأمنية قائم على قدم وساق.
دراسة مركز الابحاث الصهيوني المشار اليه كشفت أيضاً عن " ان السعودية استغلت تصريحات الوزير قرداحي لافتعال الأزمة بهدف ضرب حزب الله والحكومة الجديدة برئاسة نجيب ميقاتي" واشارت الدراسة الى ان السعودية ستوجه ضربة قاسية للبنان تستهدف إقتصاده الخاوي والذي يمر بأزمة خانقة! اذا لم يستقيل وزير الإعلام قرداحي!! وعلى عكس ما يقوم به النظام السعودي من حصار مشدد على اليمن، ومن ضربات اقتصادية وسياسية للبنان فأنه يواصل توسيع تعاونه الاقتصادي مع العدو الصهيوني، فقد كشف موقع المونيتور الأمريكي الشهير في هذا الأطار، ان مجموعة soft bank" سوفت بانك " لديها ارتباطات كبيرة مع العائلة المالكة السعودية وصندوق الاستثمار السعودي، لكنها بدأت باستثمارات مكثفة في شركات التكنولوجيا الصهيونية. وذكر الموقع الأمريكي المشار اليه، ان مجموعة السوفت بانك عينت رئيس الموساد " الاسرائيلي" السابق يوسي كوهين كممثل للمصالح السعودية في تل أبيب، ويعد أحد أذرع الاستثمار السعودي في التكنولوجيا " الاسرائيلية " واشار الموقع الى لقاءات يوسي كوهين مع بن سلمان الحميية حول التعاون الاقتصادي بين الطرفين.
على أي حال، ثمة تفاصيل مستفيضة حول التعاون الاقتصادي والاستثماري السري والعلني بين النظام السعودي والكيان الصهيوني لاتسعها مجلدات!
فالتواصل بين الطرفين كان قد اجتاز الحدود التي وصلت اليها الامارات حالياً في خدمة المشروع الصهيوني في المنطقة، وعبارات الود والاطراء التي يرددها تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي الاسبق وسفير الرياض في واشنطن ولندن، سابقاً مؤشر على التعاون الاستراتيجي بين الطرفين، ولذلك عبر الحاخام الصهيوني يعقوب هرتسوع عن إعجابه ومفاجأته بالاستقبال الحار والود الذي قوبل به من قبل اركان النظام السعودي خلال زيارته للسعودية وتجواله في المدن السعودية!! لدرجة أنه اعتبر الملك السعودي المؤسس عبد العزيز آل سعود وأبنائه من النعم التي أنعم الله بها على اليهود في جزيرة العرب!!
على ان الأبرز والأعمق في هذا التعاون بين العدو والكيان السعودي، هو في الجانبين الأمني والعسكري، فكما اشرنا في الأسطر الماضية فأن النظام السعودي يحتضن حالياً المزيد من الخبراء العسكريين والأمنيين الصهاينة، وكذلك الطيارين الذين يشاركون في دعم النظامين السعودي والإماراتي في عدوانهما الغاشم على الشعب اليمني المحروم اذ قتل العديد من هؤلاء الخبراء في الحرب، فيما قبض أنصار الله على بعضهم، ذلك بالإضافة الى احتضان السعودية المزيد من القوات الصهيونية، حيث تقدم لها الحماية ومستلزمات إقامة القواعد العسكرية في سقطري وميون وحنيش الجزر اليمنية، وفي الأراضي السعودية باعتراف المسؤولين الصهاينة، وباعتراف وسائل إعلامهم، أما على الصعيد الأمني فيكفي الاشارة الى ان العدو زود بن سلمان بتقنية نظام بيغاسوس للتجسس على المعارضين، وكيف استخدمها النظام السعودي ضد خاشقجي والمعارضين الآخرين، فالتعاون على هذا الصعيد يتطور بين الطرفين بسرعة فائقة!!
لعل أخطر ما يقوم به النظام الصهيوني في عملية تجنيد النظام السعودي، هو تسخير الأخير في صياغة العقل العربي والاسلامي صياغة جديدة تتقبل الوجود الصهيوني، بل وتصبح أداة طيعة في خدمة المشروع الصهيوني، لان قيادات ومفكري العدو يدركون ان كل التعاون واشكاله بين العدو وتلك الانظمة المطبعة لايعني شيئا مادامت الأمة ملتزمة بقيمها وثقافتها الاسلامية، وهذا ما كان قد اشار اليه بوضوح رئيس الوزراء الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو، حيث قال، ان التطبيع مع الانظمة قد تحقق، المهم ان تقوم هذه الانظمة العربية المطبعة بنشاط ثقافي ومعرفي لكي تتقبل الشعوب العربية الكيان الاسرائيلي!! لأن ذلك السبيل الوحيد لدمج اسرائيل بالمنطقة لتصبح جزءاً لايتجزأ منها!!و العدو يدرك أيضاً مدى وخطورة وأهمية الدور السعودي في هذا المجال لما للسعودية من موقع وتأثير كبيرين على الأمة الاسلامية وعلى الشعوب العربية لاحتضانها الحرمين الشريفين مكة المشرفة وقبر الرسول (ص) والصحابة، ولأن النظام السعودي نفسه تلطى وراء " العباءة الاسلامية " حيث نصّب نفسه قائداً ومتحدثاً بإسم الدول العربية وغير العربية ذات الأغلبية السنية!!
و المهمة التي يقوم بها النظام السعودي تتمحور حول محورين رئيسين أو اكثر، هما، تسويق العدو عبر تزوير الحقائق وتزييفها وخلق أو صناعة صورة مزوقة لهذ العدو القبيح، كما يفعل النظامان الاماراتي والبحريني وبقية الانظمة المطبعة، هذا اولاً، وثانياً: هو الأخطر، القيام بصياغة جيل جديد يتقبل الكيان الصهيوني وينسى قضية القدس والمقدسات وفلسطين، وينسى التأريخ وما الى ذلك، وثالثا: وبالتوازي مع هذا الجهد يقوم النظام بتدمير وهدم قيم وصروح المبادئ الاسلامية وسحقها وبناءه على أنقاضها ثقافة جديدة ومعتقدات جديدة، تشكل ضرورة وقاعدة أساسية لبناء وصناعة الشخصية الجديدة، والشخصية المسخ التي يريدها الكيان الصهيوني وامريكا والغرب!!
فعلى صعيد المحور الأول، لايخفى على المتابعين بان النظام السعودي وقطيعه الاعلامي ومعهم تركي الفيصل وبقية " الجوقة" يتغنون ليل نهار بالعدو وبمسؤوليه، والاشادة بالاخوة والود مع " الاشقاء اليهود "!! بل وصل الامر بهذا القطيع انكار فلسطين وانكار وجود وتاريخ الشعب الفلسطيني أمثال عبدالحميد الغبين وتركي الحمد وغيرهما كثير..
أما على صعيد المحور الثاني، أي صناعة جيل آخر من نوع آخر، فالنظام السعودي بدأ و بناء على املاءات أمريكية وصهيونية من مراكز التعليم، المدارس بكل مراحلها ومستوياتها والجامعات والمعاهد وغيرها، وبحسب ما كانت مجلة تايم الامريكية قد صرحت به فأن النظام السعودي سوف يجري تعديلات جوهرية على المناهج السعودية تحظر ماسمته المجلة " خطاب الكراهية والعنف باسم الدين وتشجيع على التسامح، وسيتم حذف دروس الكراهية سواء تجاه المسيحية أو اليهودية أو ضد المثليين، وحذف كل ما يشجع على الدفاع عن العقيدة باستخدام القوة"! وما كانت تلك المجلة قد اعلنته اكده وزير التعليم السعودي حمد آل الشيخ حيث أعلن عن تعديلات جديدة على المناهج التعليمية، بل وايجاد مناهج جديدة!! وفعلاً فأن العمل في تغيير المناهج قد بدأ منذ تولي بن سلمان ولاية العهد، والجهد في هذا الإطار يتواصل ويتوسع بشكل مضطرد. فالوزير حمد آل الشيخ في حينها تحدث عن 120 ألف تعديل تضمنت 89 كتاباً في المناهج التعليمية، وبحسب الخبراء فأن التعديلات طالت ثوابت ومصطلحات، بحيث أصبحت متطابقة مع المقاييس الغربية والصهيونية! وهذا ما اكدته المصادر الصهيونية نفسها والغربية ايضاً، فمعهد " إمباكت سي الصهيوني" نشر دراسة حول المناهج الدراسية في السعودية، تحت عنوان " المدارس السعودية بدأت بالتطبيع الفعلي مع اسرائيل" أكد المعهد في هذه الدراسة، إلغاء النظام السعودي اجزاء كبيرة من المناهج الدراسية، وتغيير أجزاء أخرى للتخلص من " أفكار معادية لليهود" وهو ما رأته الدراسة أنه تحول تاريخي ملحوظ في توجهات المملكة نحو التماهي مع المشروع الصهيوني في المنطقة! وذكرت الدراسة التي نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست العبرية في عددها ليوم 6/10/ 2021، ان المملكة السعودية ومنذ بداية العام الماضي بدأت بالتطبيع الفعلي مع تل أبيب على مستوى المناهج الدراسية! واشارت الدراسة الى حذف مصطلحات الجهاد من الكتب المدرسية، وتسليط الضوء على التعايش االسلمي مع اليهود!! أي مع صهاينة الكيان الاسرائيلي أما على صعيد التخريب الفكري والقيمي، والمجتمعي أيضاً، فحدّث ولا حرج، اذ تضج وسائل الاعلام باخبار وتغطية ما يسمونه النشاطات الترفيهية في السعودية، اذ ان مشاهد الرقص والغناء والحفلات المختلطة والسفور في مملكة الحرمين الشريفين، أمراً مألوفاً ومتزايداً!! وفي هذا السياق نشر الموقع بوست اليمني تقريراً مفصلاً في 16/10/2021، نقله عن صحيفة دوتيشه فيلله الالمانية، تحدث عن الحفلات السعودية على شواطئ البحر، حيث الرقص المختلط هناك مع صبايا بلباس " البكيني" وشباب " عراة الصدور"!! مما جاء في هذا التقرير: " يوفر شاطئ ( بيور بيتش) في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، على بعد 125 كم شمال جدة في غرب البلاد، الذي افتتح في آب الماضي، تجربة جديدة ووحيدة في المملكة التي عرفت لعقود أنها محافظة للغاية، فنهاراً يستخدم الرواد الشاطئ ذات المياه الفيروزية اللون والرمال البيضاء بلا قيود مع السماح للنساء بارتداء البكيني، وتدخين الشيشة، واصطحاب الحيوانات الاليفة. وبعد غروب الشمس تصدح الموسيقي الغربية عالية من فوق المسرح أقيم على الرمال وامام المنصة كان حبيبان يرقصان بهدوء غير عابئين بمن يرقص حولهم....!!".
واللافت ان هذه الحفلات الماجنة على هذا الشاطئ حظيت بتغطية وكالة الأنباء الفرنسية ونشرت هي الأخرى تقريراً مصورا حولها، في 15/10/2021، في خطوة معروفة المقاصد والأهداف!!
عمليات تخريب المجتماعات الخليجية من قبل الصهاينة وبواسطة النظامين السعودي والاماراتي دفعت الكاتب الكويتي الدكتور عبد الله النفيسي الى التحذير من هذا التخريب المقصود والممنهج! قائلاً في تغريدة له على تويتر في 30 حزيران 2021: " منذ مقتل السادات عام 1981 وعين الصهاينة تتجه الى منطقة الخليج باعتبارهم المنطقة العربية الرخوة والقابلة للاختراق" واضاف النفيسي قائلاً: " ان العدو الصهيوني ركز عمله على قضم وتآكل جذور التدين في المنطقة تمهيداً للعلاقات الصهيونية الخليجية وتمهيد الأرض لذلك". وتابع النفيسي: " من يتابع كتاباتهم بعد تأسيس كيانهم في فلسطين بتواطئ دولي وعربي واصلوا اهتمامهم في جامعاتهم ومراكزهم الفكرية بمتابعة حربهم على الأسلام وتجلياته الفكرية والحركية وتوصياتهم لبعض القادة العرب بضرورة تطويق الإسلام وها هم الآن ينجحون كل يوم."!!
هذا غيض من فيض مما يقوم به النظام السعودي في خدمة المشروع الصهيوني مانحاً العدو الصهيوني مكسبين استراتيجيين لم يحلم بهما يوماً هما، تحويل السعودية الى عمق استراتيجي لهذا العدو، على أمل البقاء والوجود بعد ما وصل الصهاينة الى اليأس في بقائهم في هذا الكيان على اثر هزائم هذا العدو امام قوى المقاومة، هذا اولاً، وثانيا: منح النظام السعودي الكيان الغاصب القوة في وقت يتراجع ويتآكل من الداخل على الصعيدين العسكري والأمني، وقام النظام وما يزال بتسويق هذا الكيان عالمياً، في وقت بدأ الرأي العالمي، خاصة في الغرب وفي امريكا يدرك حقيقة هذا الكيان الإجرامية واغتصابه لبلاد الشعب الفلسطيني، وكذلك حقيقة دمويته، فعلى خلفية هذه المعرفة تتعالى الأصوات في الغرب وفي امريكا، والتي تطالب بالتخلي عن هؤلاء القتله ووضع حد لتدخلاتهم في شؤون بلدانهم الغربية، ولإجرامهم بحق الشعب الفلسطيني، وتهديدهم للأمن الإقليمي والعالمي.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق