حدث وتحليل
عملية أبو ظبي.. الكلمة الفصل لليمنيين
[ادارة الموقع]
جاءت عملية استهداف مطار ابو ظبي من قبل طائرة مسيرة تابعة للجيش اليمني واللجان الشعبية لتعمق انتكاسات قوى العدوان السعودي الاميركي الاماراتي على اليمن، لانها تضاف الى سلسلة من العمليات النوعية التي لها أبعادها الاستراتيجية ليس فقط على الحرب الجائرة التي يشنها العداون منذ اكثر من 3 سنوات، وإنما أيضا سيكون لها أبعادها على توازن القوة في المنطقة ككل وفي رسم خطوط الصراع الدائر في الاقليم.
بالاضافة الى ذلك سيكون للعملية أبعادها الدولية للسيطرة بالنار على المضائق البحرية والقدرة على تهديد الدول المعتدية على اليمن والعاجزة عن تحقيق اي انتصار اصلا في معركة الاستنزاف التي دخلت بها بقرارات فردية ومتهورة من بعض الاشخاص على رأسهم ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والمسألة ما عادت تتعلق فقط بالقدرة على الوصول الى تسوية تحفظ ماء وجه السعودية والامارات والحكام فيهما عبر البحث عن خروج مقبول، إنما باتت في قدرة اليمنيين على فرض ما يريدون من شروط لان ظروف المعركة تصب في مصلحتهم بشكل كبير وواضح، فالتطور النوعي الذي ظهر خلال الاسبوع الاخير وتسارع وتيرة العمليات الفريدة من نوعها وتصاعدها بشكل مدروس ومحكم، كله يدل ان ظروف الميدان تميل بشكل واضح لمصلحة الجيش واللجان الشعبية وان عملية "عض الاصابع" باتت اكثر ايلاما للسعودية والامارات وتنذر بتدهور اكثر لوضعهما في "مستنقع اليمن" وايضا بما سيكون لها من ارتدادات اقليمية وداخلية على السلطات الحاكمة فيهما.
القادم أصعب على دول العدوان..
كل ذلك يدفع للتساؤل هل ستبقى القيادات السياسية في الرياض وابو ظبي وعلى رأسهم محمد بن سلمان ومن خلفه ولي عهد ابو ظبي محمد بن زايد على عنادهم وتعنتهم أم اننا سنجد هؤلاء ينزلون عن الشجرة ويعودون الى الواقع ويعترفون بما يصيبهم من هزائم والبحث عن مخرج سريع للازمة؟ وهل الاستمرار في هذه المعارك غير المجدية واتباع سياسة الهروب الى الامام قد يساعد هؤلاء على الخروج من مآزقهم؟ ولماذا الإصرار على تكبد المزيد من الهزائم والخسائر في هذه المعركة؟ وعلى ماذا يراهن ابن سلمان وابن زايد في هذا الاستمرار المكلف بالحرب؟
كل الدلائل والوقائع الميدانية تظهر ان القادم أصعب وأقسى على دول العدوان وان اليمنيين يملكون الكثير من الاوراق المؤلمة التي يستخدمونها بشكل مدروس جدا لإيلام العدو، والواقع يشير بوضوح ان اليد الطولى والعليا في حرب اليمن ذات الابعاد الاقليمية هي لليمنيين من جيش ولجان وقبائل وشرائح شعبية متنوعة ، وسبق لليمنيين ان أكدوا لقوى العدوان ان جرائمهم لن تمر بدون رد، وان الغباء السعودي والامارات سيكون مكلفا، وان دول العدوان ستندم على اغتيالها لرئيسهم صالح الصماد، وقد اعلن عام 2018 انه "العام الباليستي" فظنت قوى العدوان ان الامر سيقتصر على بضعة صواريخ يمنية بالستية قصيرة المدى وتنتهي القصة، إلا ان ما لم يدركه العدوان هو وجود قدرات اكثر بكثير لدى الشعب اليمني الذي بدأ باستخدامها يوما بعد يوم مع مرور الوقت بشكل مدروس ومحكم وبدون أي تسرع كي يحقق كل سلاح وكل نقطة قوة الهدف المنشود من وراء استخدامها عسكريا وأمنيا وسياسيا وحتى إعلاميا ونفسيا ضد دول العدوان خارجيا وداخليا.
فشل ذريع للعدوان.. ماذا بعد؟!
كما ان هذه العمليات النوعية لليمنيين أظهرت الفشل الأمني والاستخباراتي التي أصيبت السعودية والامارات ومن خلفهما أجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية، لان الجيش اليمني واللجان الشعبية أخفوا بشكل مميز ما لديهم من أوراق قوة وحققوا بذلك التفوق الامني وابدعوا في الحرب النفسية ضد المعتدين، لتطرح تساؤلات عن ضعف المنظومة الامنية العاملة لدى دول العدوان وترسم علامات استفهام على عجزها عن جمع المعلومات الصائبة والكاملة عن قدرات الخصم بالرغم من الامكانات الهائلة التي رصدت وانفقت لهذه الغاية وبالرغم من الاعتماد على الاميركي وحشد طاقات غربية واسرائيلية كبيرة لهذا الامر.
وبعد كل هذا الفشل العسكري والامني من غير المعروف ما اذا كانت الجهات الراعية للنظامين السعودي والاماراتي ستتحرك للبحث عن حلول سياسية جزئية او شاملة تحفظ لها أدواتها في المنطقة، ومن غير المعروف ما اذا كان سيسارع ابن زايد وابن سلمان نحو الادارات الغربية وبالتحديد الى الادارة الاميركية والنظام البريطاني لطلب العون للخروج من الوضع الصعب الذي يعيشان به بعد فشلهما الذريع في الملف اليمني بما بات يهدد بشكل مباشر مستقبلهما السياسي، كما بات يثير السخط في الداخل على الاداء المزري لهذه القيادات التي تنتقل من فشل الى فشل الخسائر في اليمن تتوج هذه الانتكاسات.
ارسال التعليق