فرعنة محمد بن سلمان وفانتازيا إصلاحاته المعكوسة
[حسن العمري]
* حسن العمري
"تحديات خطيرة تواجه السعودية تهدد استقرارها، وهي سائرة ربما في طريقها إلى الهاوية.. الملك سلمان ونجله يقودان البلاد في مسار نحو خراب سياسي، جملة من التحديات تتصاعد أمام الرياض بسبب سياساتها الفاشلة دون أن يجدا حلولاً لها ولا تقتصر على الاوضاع الاقتصادية فحسب، بل باتت تتصدر النزاعات الداخلية ضمن الأسرة الحاكمة مما تجعل المملكة على حافة هاوية خطيرة.. الحرب على اليمن تستمر دون أفق للحل، وتنذر بتحولها الى مصدر انقسام داخلي والخروج عن سلطة الملك سلمان ونجله الأرعن اللذان يقودان البلاد في مسار نحو خراب سياسي واقتصادي متهالك وعسكري خطير، ما يثير القلق الكبير لدى الإدارة الأمريكية" - "مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات" الأمريكية.
صحيفة “لوس أنجلوس تايمز” الأمريكية، كتبت تقول: إنّ محمد بن سلمان، ولي العهد والحاكم الفعلي للمملكة منذ 2017العام ، هو الحاكم السعودي الوحيد الذي يتمتع "بالوقاحة والسلطة" ويمضي قُدمًا في سياسة قمعية وقبضة حديدية في المجتمع السعودي رغم أنه يرفع شعار الإصلاحات..؛ اصلاحاته باتت مكشوفة للمجتمع السعودي المحافظ حيث التعري والرقص والمجون واتساع نطاق المخدرات والكحول، الى جانب مساعيه الحثيثة نحو الاعتراف بالمثلية ونمو مضطرد للعلمنة والإلحاد في بلد يعتبر قبلة المسلمين.. كل ذلك يتم لتبييض صورة نجل سلمان الدموية والتضليل على أنباء عن تكميم أفواه المعارضة وموجات الاعتقالات والاعدامات الجماعية بحد السيف.
"الفنتازيا" هي تناول الواقع الحياتي من رؤية غير مألوفة، ما يعني أن هنالك شكاً في عالم الرواية إن كان ينتمي الى الواقع أم يرفضه، وفي نفس الوقت هو معالجة ابداعية خارجة عن المألوف للواقع المعاش، حيث تُعد "الفانتازيا" نوعاً أدبياً يعتمد على السحر وغيره من الأشياء الخارقة للطبيعة كعنصر أساسي للحبكة الروائية، والفكرة الرئيسية، وأحياناً للإطار الروائي. وتدور أحداث كثيرة من أعمال هذا النوع في "فضاءات وهمية" أو كواكب ينتشر بها السحر. وتختلف "الفنتازيا" بصفة عامة، عن "الخيال العلمي" لأنها تخلو من العلم والحقيقة رغم وجود قدر كبير من الإعلام التوجيهي المضلل لجعلها حقيقة لذوي العقول الساذجة والخاوية من الفكر والتفكر والتعقل.
منظمة العفو الدولية أدانت الانتهاكات الفظيعة لحقوق الإنسان في السعودية وأكدت أن "عقوبة الإعدام تكشف حقيقة ما تخفيه السعودية وراء ما تسميه "الإصلاحات"، حيث ارتفاع كبير في عدد المعدومين لأسباب سياسية بسيطة تذهل الرأي العام العالمي".. ويكشف هذا التصعيد المفرط لعقوبة الإعدام حتى ضد القصر وذوي العاهات والمعاقين عن الوجه الحقيقي الذي تخفيه السلطات السعودية وراء ما يسمى بـ "أجندة الإصلاحات التقدمية التي تبرزها للعالم"، كل ذلك رغم اعلان محمد بن سلمان وقف حكومة الاعدام في المملكة - وفق ديانا سمعان، نائبة مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة العفو الدولية (أمنستي).
وسائل إعلام أمريكية تشير الى تحولات جذرية وغير مسبوقة من قبل السلطات السعودية خلال السنوات القليلة الماضية خاصة في الجانب الثقافي، عبر تنظيم الحفلات الغنائية المخلّة بالحياء والأخلاق العامة، والسماح للفنانين ونجوم العالم سيئ الصيت بتقديم عروضهم أمام عشرات آلاف الشباب من الذكور والإناث مع رقص مختلط ماجن لم تشهده المملكة من قبل ما يشكل صدمة كبيرة للمجتمع السعودي المحافظ، الذي اعتاد منذ فترة طويلة الحياة الاجتماعية الهادئة، الى جانب تفشي الأخلاق البذيئة مثل مواعدة الشباب لصديقاتهم، والتجول دون حجاب أو ارتداء ملابس غير مُحتشمة كالسراويل القصيرة والقمصان القصيرة وحتى القمصان الشبكية من قبل الفتيات والنسا، بينما يرقص الرجال والنساء معاً في مشاهد غريبة على المجتمع المحافظ.
صحيفة "لوس أنجلس تايمز" الأمريكية، تشير إلى أنّ التوجهات الجديدة التي يعتبرها "محمد بن سلمان" خطوة في التحرّر الاجتماعي، ترافقت مع ترسيخ مناخ سياسي غير ليبرالي مع وجود شخص واحد مسؤول هو "ولي العهد" الحاكم الفعلي للسعودية، والذي "يدير البلاد بطريقة أشبه بالديكتاتوريات العربية الأكثر مركزية في مصر والأردن والبلدان الخليجية، ذلك في قطيعة مع النظام الاستشاري الذي كانت المملكة تستخدمه.. إن محمد بن سلمان أطاح بسلطة المشايخ التي كانت ذات يوم قوية، والتي كانت دعامة رئيسية لسلطة أسرة آل سعود الحاكمة، حيث تمّ الزجّ بالأئمة الذين تحدثوا ضد التوجهات الجديدة لمحمد بن سلمان، في السجن دون معرفة مصيرهم.. المناخ السياسي الحالي في السعودية، يقتصر على إتاحة فرصة الحديث عن الشأن العام لمن يُخوّل له ذلك من قبل السلطات، بما يتماشى ورغبة ولي العهد ومن حوله، وإلا السجون والإعدام عقوبة من خالف ذلك".
مراقبون للشأن السعودي كشفوا عن أن محمد بن سلمان يستعين في سطوته على العرش بالمملكة بعدد لا يستهان به من الاستشاريين الاعلامين والأمنيين الغربين الذين لهم صيت كبير في تلميع صور الأنظمة الديكتاتورية الوقحة وتضليل الحقائق وقلبها كي يصدقها الرأي العام العالمي الغربي منه والعربي، والسذج في داخل شبه الجزيرة العربية وفق توصيات من معلمه محمد بن زايد حاكم الامارات الفعلي الذي استفاد من هذه التجربة مسبقاً في انهاء حكم أخيه بسرية تامة والقبض على زمام الأمور بالرعب والتخويف والتطميع وسط الأسرة الحاكمة ليكون العرش له، ويقبع المعارضين في سجون لا تذكر ولم نسمع عنهم شيئاً ولا يعرف أهاليهم مصيرهم.
"مايكل نايتس" زميل في برنامج الزمالة "ليفر" في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للمنطقة العربية في الشرق الأوسط عمل على نطاق واسع مع الوكالات العسكرية والأمنية المحلية في العراق ودول مجلس التعاون واليمن وساعد محمد بن زايد في بلوغه السلطة، وخبير مقرب من صناع السياسة في الحكومة الأميركية وضباط الجيش الأميركي في الشؤون الأمنية الإقليمية؛ هو واحد من هؤلا الذين لهم صلة سرية مع محمد بن سلمان ووضعه المخطط العنكبوتي للذباب الإلكتروني لنجل سلمان السفاح ويشرف على كيفية نشاطها وفق عقد بعشرات الملايين من الدولارات لتبييض صورة "الدب الداشر" على الصعيدين الداخلي والدولي حيث نجح نوعاً ما في كسب الطبقة الشابة من أبناء المملكة وفق برامج لجنة الترفيه السعودية التي يضعها بنفسه.
منظمة العفو الدولية أكدت أنه يجب "على السعودية أن تفرض فوراً وقفاً رسمياً لتنفيذ أحكام الإعدام بهدف إلغاء عقوبة الإعدام في البلاد ضد المعارضين السياسيين والمتظاهرين السلمين. ويجب على سلطات الرياض مراجعة قضايا جميع السجناء المحكوم عليهم حالياً بالإعدام بهدف تخفيف الأحكام الصادرة بحقهم، أو إعادة محاكمتهم محاكمة عادلة بدون اللجوء الى عقوبة الإعدام.. القضاء السعودي من الأكثر افتقارا للعدالة والشفافية لاسيما فيما يتعلق بقضايا معتقلي الرأي حيث أصدر أحكاماً بالاعدام بحق المئات بتهم تتعلق بالتعبير عن الرأي أو المشاركة باحتجاجات مطلبية سلمية لا تستحق عقوبة الاعدام، وتستند تلك الٱحكام الجائرة على اعترافات تنتزع تحت التعذيب الشديد وانتهاكات جسيمة قبل الوصول للمحاكمة". مضيفة "أن حياة معتقلي الرأي المحكوم عليهم بالإعدام معرضة للخطر. وبغض النظر عن الجرائم المرتكبة، ينبغي ألا يكابد أحد هذه العقوبة القاسية واللاإنسانية والمهينة".. هي فانتازيا إصلاحات محمد بن سلمان القمعية الدموية.
ارسال التعليق