في المشهد اللبناني.. تقدم حلفاء ايران وسوريا وتراجع كبير للسعودية
[من الصحافة]
محمد المانع
أسدل الستار عن بعض إفرازات الانتخابات النيابية في لبنان لا سيما فيما يتعلق بالندوة البرلمانية وشكل المجلس الجديد الذي سيمثل الشعب اللبناني لمدة اربع سنوات مقبلة، فقد انتخب نبيه بري الحليف القوي والاساسي لحزب الله لولاية سادسة في رئاسة المجلس، كما انتخب ايلي الفرزلي في منصب نائب الرئيس وهو ايضا من حلفاء حزب الله وسوريا والمدافعين عن عروبة لبنان وتصديه للكل المشاريع الاسرائيلية والتآمرية عليه وعلى المنطقة.ومن أبرز هذه الافرازات الجديدة للانتخابات هو وضوح الخسارة السعودية في لبنان والتي توجتها هذه النتائج بانحسار حجم الكتل والنواب المؤيدين لسياسة مملكة آل سعود او المتحالفين معها الذين إما خسروا الانتخابات وإما باتوا أقلية في المجلس نسبة للآخرين، ومما يؤكد ذلك المشهد العام في المجلس الذي تغير كثيرا عن المشهد الذي كان قائما في البرلمان منذ العام 2005 حيث حلفاء السعودية كانوا الاغلبية مستفيدين من عوامل اقليمية وداخلية عديدة، فقد استثمروا كثيرا في دماء رئيس الحكومة الاسبق في لبنان رفيق الحريري، كما استفادوا من التحريض على سوريا وايران الى الحدود القصوى.
انحسار سعودي.. وسوريا متواجدة رغم الحربومع استثناء منصب رئيس المجلس المحكوم حصرا لنبيه بري الآن وفي السابق نتيجة الاجماع الشيعي عليه والاكتساح الدائم في الانتخابات للتحالف القائم بين حركة امل وحزب الله وحصانة بيئتهما من اي اختراق، ناهيك عن علاقات الرجل على الصعيد اللبناني والاقليمي حيث بات وجوده حاجة وضرورة لبنانية لعدة جهات في ربط النزاعات بين بعضها البعض او في مد جسور التواصل في اكثر من اتجاه، كما ان البعض يعتبره ضمانة وطنية وصمام امان لا غنى عنه في الحياة السياسية اللبنانية، وباستثناء منصب بري الذي لا يمكن التأثير عليه سعوديا ولو أرادت الرياض فعل ذلك او الخوض في هذا الامر، يمكن بسهولة قراءة التراجع السعودي مع انتخابات نائب رئيس المجلس واعضاء هيئة مكتب المجلس، ما يظهر وجود مؤشرات بارزة على التراجع السعودي في لبنان وفي أهم مؤسسة دستورية وسياسية في اي دولة ديمقراطية، فوصول ايلي الفرزلي الحليف لسوريا وحزب الله بنسبة اصوات بلغت 82 من اصل 128 هم اعضاء البرلمان اللبناني هو امر له دلالاته الكبيرة بأن سوريا بالرغم من الحرب الكونية ضدها لا تزال موجودة في لبنان ولها حلفاء اقوياء على الساحة اللبنانية.
بالاضافة الى ذلك فإن الاسماء التي انتخبت في مكتب مجلس النواب هم إما من نواب فريق 8 آذار او حلفائهم، كميشال موسى(من كتلة حركة امل) وآلان عون(من كتلة رئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر حليفي حزب الله على الساحة المسيحية)، وآغوب بقرادونيان(الذي تربطه علاقة جيدة مع الجميع من فيهم المقاومة وحلفائها) يبقى ان تيار المستقبل له نائب واحدا في هيئة مكتب المجلس هو النائب سمير الجسر الذي يعتبره البعض انه من الاسماء غير الاستفزازية لباقي الافرقاء بعكس ما كان يحصل سابقا في هيئة مكتب المجلس حيث يتم انتخاب اسماء من كتل واحزاب حليفة للسعودية بشكل كبير سواء من تيار المستقبل او حزب القوات اللبنانية التي حاولت ايصال مرشحها النائب انيس نصار الى منصب نائب رئيس المجلس النيابي لكنها فشلت.
الحكومة على الابواب.. ودور حزب الله فيهاكل ذلك يؤكد المؤكد بأن السياسة السعودية تتراجع في لبنان كما في مختلف ساحات المنطقة، ويتقدم فيها حلفاء سوريا وايران، ومن صور ذلك في لبنان أيضا أن المستقبل القريب سيشهد تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة برئاسة سعد الحريري الذي تمت تسميته وكلف تأليف الحكومة وبدأ التشاور مع مختلف الافرقاء لاتمام هذه العملية، وبالتالي فإن الرجل محكوم عليه بالتواصل مع الجميع بمن فيهم حزب الله وبقية الاطراف للنزول عند طلباتهم ورغباتهم في تدوير الزوايا للوصول الى عملية تشكيل سريعة وهادئة وانضاج طبخة حكومية متعاونة ومتماسكة.
ما يعني ان حليف السعودية الذي أجبره ولي العهد السعودي محمد بن السلمان سابقا على تقديم استقالته المشهورة رغما عنه سيعود اليوم الى المربع الاول للنزول عند ارادة اللبنانيين بتشكيل حكومة تراعي الجميع ويتوافق عليها، وسيكون الحريري رئيسا لحكومة لحزب الله دورا اساسيا وفاعلا فيها مع بقية حلفائه رغما عن الضغوط السعودية والاميركية ومحاولات المحاصرة للحزب و لحلفاءه
ارسال التعليق