.في بلدي.. يٌقتل من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة
[حسن العمري]
* حسن العمري
"كثيرون ارتقوا سلم المجد إما على أكتاف أصدقائهم، أو على جماجم شعوبهم وفي مقدمتهم أعدائهم " - ونستون تشرشل... " إن أعظم الرجال والنساء الذي يحملون أعظم الأفكار يمكن أن يوقفهم أصغر الرجال والنساء الذين يملكون أصغر العقول، لكن عليك أن تحمل أفكاراً عظيمة على أية حال"- من وصايا الكاتب الأمريكي “كينت كيث Kent M. Keith” العشرة في كتاب باسم "على أية حال Anyway" ... "فوا عجبًا كم يَدَّعي الفضل ناقص، ووا أسفًا كم يُظهر النقص فاضل" – أبو العلا المعري... " قتلت السعودية التي يديرها قاتل مستبد أكثر من 377000 يمني وأعدمت أكثر من 1100 سعودياً ومقيماً، منذ أن تولى محمد بن سلمان منصب ولي العهد في السعودية، والولايات المتحدة تغطي على هذا الكم الهائل من الجرائم، وتبيعها المزيد من الأسلحة على الرغم من خطورة ذلك"- صحيفة "ذا هيل" الأميركية.
ثماني أعوام تمر دون جدوى على حرب "بن سلمان" على اليمن من جهة، وتنامي مسلسل الإعدامات للنشطاء والعلماء والأكاديميين والصحفيين والدعاة من أبناء الجزيرة العربية من جهة ثانية ومتشدقي الدفاع عن حقوق الإنسان يلتزمون الصمت ويبيعون "أبو منشار" أخطر أنواع الأسلحة والمواقف السياسية الداعمة لمواصلة إجرامه مستغلين بذلك استحلاب بقرتهم هذه بكل سخاء؛ الحرب على اليمن خلفت أكثر من 17.6 مليون يمني بحاجة ماسة الى مساعدات غذائية"، ناهيك عن الدمار الكبير الذي حل باليمن السعيد، هي ذات الصورة التي شهدتها وتشهدها مناطق نيوم والشرقية ونجد وجازان وجدة خلال هذه الفترة، والشوارع تغطيها الاغتيالات والاختطافات الليلية وتهديم المنازل وتهجير سكانها الأصليين تحت "سيف الحرابة" لا يعرف مصير المئات من أهالينا.
"السعودية يديرها مستبدّ يقتل الناس في الخارج وفي بلده، ويوزع الأسلحة على الجماعات الإرهابية، ويدير دولة تمثل نقيضاً للحرية"- صحيفة "ذا هيل" الأميركية... وموقع "ذا انترسبت" كشفت النقاب عن أنّ "مجموعة من الديمقراطيين في الكونغرس الأميركي بقيادة النائبان إلهان عمر وجواكين كاسترو تضغط لإعادة الإشراف على الفظائع التي ترتكب في السعودية والحرب على اليمن، مطالبين تغيير علاقة الولايات المتحدة بالسعودية؛ مشيرة الى أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن طلب حصانة سيادية لولي العهد ورئيس وزراء المملكة العربية السعودية محمد بن سلمان، في الدعوى القضائية بشأن مقتل الصحافي جمال خاشقجي!!"، ليتسنى له بيع الرياض المزيد من أسلحة الخردة واستحلابها كما فعل الذي سبقه.. ما يدلل على أنه لا فرق بين الحمار والفيل الأمريكيين.
"جوردان كوهين" و"جوناثان إليس" باحثا مركز "كاتو" الأمريكي للبحوث الكونغرس الأمريكي، طالبا بتحميل سلمان ونجله المسؤولية عن ضحايا اليمن، واستشهاد أكثر من 377 ألف يمني جراء العدوان عليه، وكتبا مقالا نشرته صحيفة "ذا هيل" المقربة من الكونغرس، "أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أتيحت لها العديد من الفرص لمحاسبة النظام السعودي، لكنها لم تفعل، خاصة بعد رفضها الشديد لمشروع قرار سحب صلاحيات قرار الحرب في اليمن، ما يعني إنهاء تبادل المعلومات الاستخباراتية مع الرياض، وتلويحها باستخدام حق النقض"... فيما صحيفة "التايمز" البريطانية بقلم مراسلتها التي زارت المملكة مؤخرا "لويز كالاهان" كتبت تقول " التحولات الاجتماعية غير المسبوقة التي شهدتها السعودية خلال السنوات الأخيرة هي تضليل لموجة القمع التام لحرية الرأي، مقارنة بالعهود السابقة، فقد أجاز محمد بن سلمان للرجال والنساء الرقص معاً فيما زادت عمليات الإعدامات لناشطي حرية الرأي".
هناك الكثير من الوسط السعودي وقع ضحية خداع ودعايات الذباب الإلكتروني ولجنة الترفيه لمحمد بن سلمان بكل سهولة وذاب في أحضانها لضعفه ونزواته غير آبه بالتنازلات التي قدمها مقابل تلك اللحظة؛ التي لم يدرك فيها الخسارة التي خسرها في ذوبانه بين نشوة احضان الخديعة ورغبته المسيطرة عليه وعدم قدرته على السيطرة والتحكم في عواطفه!،حقيقة أن القوة التي تتمثل في شخصية اي إنسان هي القوة الذاتية التي مقرها النفس التي تفرق بين الخبائث والوقوع في وحل الرذيلة متسامية على رغباتها بما هيأ لها الله من قدرات وإمكانات تجعلها تحافظ على إطارها الإنساني الصحيح مهما كانت المغريات عواصفها هوجاء محاولة تدمير بنية الإنسان الأخلاقية، وتجرده من قيمه الإنسانية؛ فكانت النتيجة أن سمح لمن لايستحق الحياة أن يخطف المزيد من حياة الآخرين ويدفعهم الى مقصلة القتل وهو شريك إجرامه دون أن يعي.
شريك في الجريمة لصمته وغفلته ومماشاته وسذاجته وتصديقه دعايات الإعلام المضلل المسموم المزيف المكتوب بأقلام باعت ضميرها لسيدها العبد واشترت سخط الخالق برضى المخلوق كما هو حال الكثير من المشايخ والدعاة ووعاظ عرش آل سعود وهم يصدرون الفتوى تلو الاخرى مبررين استباحة المستبد البغيض "ابو منشار" للدماء البرية في داخل المملكة وفي جوارها ومحيطها العربي والاسلامي، أنه حاكم مستبد لزج يقتل الناس في داخل بلده وخارجه بدم بارد، وينثر الأسلحة على الجماعات الإرهابية، ويدير دولة نقيض الحرية.. فيما وصفه مسؤول الاستخبارات السعودي السابق سعد الجبري، بأنه "قاتل مختل عقليا"، وهو من دس السم لعمه الملك عبدالله بن عبدالعزيز عبر مصافحته بخاتم مسموم حصل عليه من روسيا".
تتبجح السلطات السعودية ودون رادع اخلاقي أو اسلامي بأنها أعدمت في يوم واحد 81 شخصا أدينوا بجرائم مختلفة مرتبطة "بالإرهاب" (تعني من معارضي محمد بن سلمان وسطوته ودعاة لحرية الرأي والعدالة والمساواة) في المملكة، ثم ليكون العدد قد تجاوز الـ 120 مواطن بريء غالبيتهم بأحكام تعزيرية ما يعني بقطع الرؤوس وبكل وحشية قبلية همجية تعكس مدى وحشية آل سعود؛ وباتت تتباهى بأنها من أكثر دول العالم تنفيذا لعقوبة الاعدام يصدر أحكامها قضاة لا ضمير ولا وجدان لهم ولا يخافون الله سبحانه وتعالى بل ينفذون من يملي عليهم هبلهم نجل سلمان طواعية وليس إجباراً كي يكيل عليهم الريالات المنهوبة من لقمة عيش هؤلاء الأحرار الذين حكموا عليهم بالإعدام دون مبرر، وسائر أبناء جلدتهم ليضحوا شركا الجريمة سيعاقبون عليها من قبل شعب الجزيرة العربية قبل يوم القيامة الذي لا يؤمنون به بتاتاً.
في بلدي ثقافة الموت تطغى على ثقافة الحياة بفعل حاكمها المتفرعن.. وكل يوم يموت في بلدي انسان وتموت شجرة وتنتحر فضيلة جراء سياسة أرعن متهور يحكم شبه الجزيرة، حيث أرقام الإعدامات باتت سرية لكثرتها رغم أن القتلة لا يستحون من اعلانها لكنهم يخافون غضب الحلفاء عليهم لأنهم ينشرونها بالعلن وإلا مسموح لهم قتل كل حر وشريف وانسان وانسانية وداعية مساواة وحرية رأي وعدالة ونفي التمييز الطائفي القبلي والمناطقي.. عليك أن تفهم أن في وطني تمتليء صدور الأبطال بالرصاص وتمتلئ بطون الخونة بالأموال.. و"يموت من لا يستحق ألموت على يد من لايستحق الحياة" - نيلسون مانديلا؛ الحياة قد حطمتني عدة مرات، رأيت أموراً لم أكن أريد أن أراها، عشت الحزن، الفشل، ولكن الشيء المؤكد دائماً أنني كنت أنهض لأن ايماني بالله سبحانه وتعالى قوي بأن يوم نهوض أبناء جلدتي ليس ببعيد.. "وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ" - سورة الشعراء ، الآية 227.
ارسال التعليق