" قتلة وإرهابيون يفضحون عميلهم القاتل والإرهابي" قميص خاشقجي السيف الأمريكي على رقبة بن سلمان!
[عبد العزيز المكي]
كما وعدت قبل مجيئها نشرت الادارة الأمريكية الديمقراطية الجديدة بقيادة جو بايدن تقرير السي آي ايه، حول مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده باسطنبول التركية عام 2018م، والذي يحمّل بن سلمان مسؤولية ارتكاب هذه الجريمة المروعة.. وقبل مناقشة تداعيات وانعكاسات نشر هذا التقرير على العلاقات الأمريكية- السعودية، نرى من الضرورة بمكان الإشارة إلى أمرين مهمين، نميل إلى أنهما يشكلان قاعدة أساسية لمناقشة هذا التقرير. وهما ما يلي:-
1- الصخب الإعلامي الذي سبق نشر هذا التقرير، الذي نهضت به أكثر وسائل الإعلام الأمريكية والبريطانية، ووسائل الإعلام العربية التي تدور في فلك الإعلام الأمريكي وتتلقى الايعازات والأوامر من السيد الأمريكي! لدرجة أن خال البعض من المحللين أن بايدن سوف يعاقب بن سلمان، وسوف يقصيه من ولاية العهد و.و. وذهب بعض هؤلاء المحللين ووسائل الإعلام التي يطلون منها إلى أن " جو بايدن" "حازم" وسوف يحاصر السعودية وسوف يقص أجنحتها وما إلى ذلك من التوقعات والتكهنات التي أوهمت حتى بعض المراقبين والمحللين المحايدين بأن بايدن جاد في معاقبة بن سلمان والثأر منه لمقتل خاشقجي! بل حتى المعارضين السعوديين من الليبراليين أو اليساريين صدقوا أن ساعة العقاب لبن سلمان قد حانت للتخلص منه، وبعضهم طالب بايدن بتقديمه للمحاكم!!
أعتقد أن هذه الحملة الإعلامية، أو الصخب الإعلامي بعبارة أكثر دقة التي تزامنت وسبقت نشر التقرير الآنف، مقصودة لممارسة مزيد من الضغط النفسي الهائل على بن سلمان ولتوجه رسائل للعملاء الآخرين، الذين بدأوا فعلاً يفكرون ببدائل عن الحماية الأمريكية، على خلفية تراجع القوة الامريكية في الداخل والخارج خصوصاً تراجع قوتها في المنطقة في وقت بات عملاء أمريكا يشعرون اكثر من أي وقت مضى بالخطر نتيجة التوترات في تلك المنطقة، ونتيجة ظهور قوى معادية لأمريكا ومهددة لوجودها بشكل جدي، حتى أن بعض هؤلاء الحكام هرول إلى الكيان الصهيوني لحمايته! وفيما أمريكا لا تعترض على الهرولة واللواذ بالحماية الصهيونية، فأنها تتوجس خيفة من ذهابهم إلى موسكو أو بكين اللتين تتربصان وتحاولان جر هؤلاء وسحبهم إلى نفوذهما...
وإلى ذلك فأن أمريكا أرادت من هذا الصخب ألأعلامي، الإيحاء إلى أنها مازالت تلك القوة العالمية ذات السطوة التي تحاسب هذا الطرف الدولي وتعاقب ذلك لانتهاكه ما تسميه المعايير الامريكية أو تهديد مصالحها! في محاولة بائسة لإعادة هيبتها التي أراقها ترامب في وحل الانكماش والتراجع والتخلي عن العملاء في وقت الشدة، بل وحتى عن التعهدات الأمريكية بالحماية لقاء الأموال التي تُعطى لأمريكا، وظل ترامب يتفاخر بحلبها طيلة فترة رئاسته في البيت الأبيض الأمريكي!
ولو راجعنا تصريحات بايدن وطاقمه الأخيرة نجد أنها تتمحور حول إعادة الهيبة لأمريكا، حتى تلك التي تناولت موضوع التقرير، ودور بن سلمان في الجريمة.
2- إن الولايات المتحدة هي أم الإرهاب، وهي الراعية الأساسية لهذا الإرهاب في العالم وخصوصاً في منطقتنا العربية والإسلامية، وهي الحامية والداعمة الأساسية أيضاً لهذا النظام السعودي الإرهابي، الذي تأسس على الفكر الوهابي الإرهابي وتغذى منه منذ نشوئه وحتى يومنا هذا، فأمريكا قتلت المئات بل الآلاف من أبناء الشعب الفيتنامي، وقتلت الآلاف من الشعب الأفغاني، ونظيره العراقي وشعوب أخرى في أفريقيا وفي أمريكا اللاتينية، ورعت ودعمت أنظمة دكتاتورية مارست أبشع أنواع القمع والقتل ضد شعوبها مثل نظام أنظمة بنما والسلفادور، ومصر والعراق في عهد صدام، والنظام السعودي وغيرها كثير، واحتلت وفتكت ببلدان كثيرة خلافا وانتهاكاً سافراً لحقوق الإنسان وللقيم الإنسانية وما إلى ذلك، ودمرت البنى التحتية لهذه البلدان ظلماً وعدواناً، ومازالت تواصل هذه السياسة التي تعتبر جزءاً لايتجزأ من تكوينها الفكري والتأريخي والسياسي.. وما يعانيه الشعب اليمني ونظيره السوري والإيراني واللبناني وغيرها من الشعوب من الحصار الاقتصادي وغير الاقتصادي الذي تمارسه أمريكا على هذه الشعوب، إلا أمثله بسيطة على هذا الإرهاب الأمريكي الذي يمارسه البيت الأبيض بحق الشعوب وعلى كل الأصعدة..
وبناءاً على ذلك، لا يحق لأمريكا الدفاع عن حقوق الإنسان، وعن خاشقجي باسم الدفاع عن الحريات، إذ أنها، آخر من يحق لها ذلك، في ضوء جرائمها بحق الإنسانية منذ نشوءها وحتى اليوم، وهذا ليس دفاعاً عن بن سلمان وجلاوزته فهم كلهم قتله وإرهابيون، وبن سلمان عميلهم وكل آل سعود على شاكلتهم، قام ملكهم على جماجم أبناء الجزيرة وأبناء المنطقة، كما قام الكيان الأمريكي على جماجم الهنود الحمر الذين قتلهم الأمريكان واحتلوا أرضهم بعد غزوهم لها من أصقاع الدنيا! ولو كان الأمريكان جادين في الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات، لماذا لم يثيروا قضية إعدام العلامة الشهيد باقر النمر والمئات من الشهداء الآخرين غيره؟ لماذا لم يثيروا قضية المعتقلين من أبناء المنطقة الشرقية؟ من أبناء العوامية خاصة؟ لماذا لم يثيروا قضية المعتقل الشيخ سلمان العودة وغيرهُ كثيرون قضى بعضهم في السجن بالسم أو فتكت به الأمراض نتيجة الإهمال والتعذيب الوحشي بكل أنواعه الذي يمارس بحقهم على أيدي جلاوزة محمد بن سلمان ليل نهار؟! تساؤلات كثيرة ومنطقية لا يمكن للاميركان الإجابة عليها إلّا أنهم يوظفون تلك الشعارات لتزويق وجوههم الإرهابية القبيحة وتسويقها على الرأي العام بعد افتضاح حقيقتها للرأي العالمي بفضل حماقة ترامب وطاقمه كما قلنا في هذه السطور وفي مقالات سابقة، وإلا بماذا تفرق جريمة بن سلمان بحق الصحافي جمال خاشقجي الذي هرب من بطش الأول إلى الخارج عن الجرائم بحق معترضي الرأي، والدفاع عن العدالة الذين قضوا بمناشير آل سعود ولم يدافع عنهم أي أحد!؟ سوى أنها تكشف قوة وبطش ونذالة واحتقار آل سعود للإنسان في المملكة، ثم بشاعة جورهم وظلمهم الواقع على هذا الإنسان بل وجميع الإنسانية، وخصوصاً من المنسيين الذين قضوا في سجون هذا النظام وفي مقاصلة المميتة وفي زنازينه المظلمة؛ لأن خاشقجي خدم البلاط السعودي بوقاً إعلاميا مطبلاً لهم ومسوقاً لإرهابهم لمدة أربعين سنة، ولم يسعفه هذا التزمير، فقتل شر قتله ومثلّ به، بهذه الطريقة المروعة التي سمع وقرأ عنها العالم وارتعدت فرائصه لها لبشاعتها ودمويتها، فكيف بالآخرين الذين كانوا يعارضون هذا النظام ولم يقدموا له ربع خدمات خاشقجي في التطبيل والتسويق؟ بالتأكيد البشاعة والفضاعة ستكون أضعافا مضاعفة ما شاهدناه وسمعناه عن ما حصل لخاشقجي...
نعود إلى تقرير المخابرات الأمريكية عن مقتل خاشقجي، لمناقشته وإبداء الملاحظات بعد أن مهدنا بما تقدم لهذه المناقشة، ونقول ان هذا التقرير:-
1- جاء مقتضباً وخالياً من الأدلة والوثائق رغم انه كان موثقاً باعتراف رئيسة السي آي السابقة جيناهاسبل، واعتراف مسؤولين آخرين في الإدارة السابقة أو في الكونغرس الأمريكي، بل حتى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعترف بذلك، عندما قال انه منع من نشر التقرير الموثق والذي يدين بن سلمان بالجريمة وأنه حمى مؤخرته!! أي مؤخرة بن سلمان!! إذن التقرير جاء بصيغة التوصيف لا بصيغة الأتهام، صحيح انه أشار إلى المتورطين من المقربين من بن سلمان ومن دائرته الأولى إلا أن التقرير لا يتعدى صيغة التوصيف! ما يعني أن الهدف من نشر التقرير هو فقط الضغط والابتزاز للنظام السعودي.
2- ما يؤكد أن الهدف هو الضغط والابتزاز، هو أن التقرير لم يشر إلى بن سلمان ولم يحمله المسؤولية بشكل مباشر، سوى انه حمله المسؤولية غير المباشرة؛ لأنه هو من يدير الوضع في مملكة آل سعود وهو الذي يشرف على كل الأجهزة المخابراتية وأفرادها الذين يتهم التقرير البعض منهم في ارتكاب الجريمة، وهذا ما يؤكد أو يؤشر إلى إدارة بايدن لا تريد فرض عقوبات على بن سلمان، كما وعد بايدن، وقد برر البيت الأبيض ذلك بأن الإدارة الأمريكية لا تفرض عقوبات على قادة حكومات أجنبية، وفي هذا السياق قالت المتحدثة باسم الإدارة الأمريكية جين بساكي (شبكة السي ان ان) الأمريكية: " على مدار التأريخ، وحتى خلال حقبته الحديثة، امتنعت الإدارات الديمقراطية والجمهورية عن فرض عقوبات ضد قادة حكومات أجنبية تربطها معنا علاقات دبلوماسية، بل وحتى في حال غياب العلاقات الدبلوماسية بيننا"! وتابعت قائلة " نعتقد أن ثمة أساليب أكثر فعالية لمنع تكرار ذلك في المستقبل، وكذلك لإفساح المجال أمام العمل مع السعوديين في مجالات يوجد فيها الوفاق، وتوجد مصالح قومية للولايات المتحدة. هذا هو وجه الدبلوماسية". على حد قولها، وللإشارة أن تاريخ الولايات يتناقض تماماً مع ما ذكرته هذه المتحدثة، فأمريكا فرضت عقوبات على حاكم بنما نورييغا، رغم انه كان عضوا في السي آي ايه، بل وأقدمت على اعتقاله وزجه في السجون الأمريكية، وفرضت عقوبات على القذافي رغم خدماته للغرب، وعقوبات على مسؤولين عراقيين وإيرانيين ومن دول أمريكا اللاتينية وروسيا وحتى من الدول الأوربية، الأمر الذي يؤكد كذب ونفاق هذه المتحدثة، ويؤشر إلى أن هذه الإدارة لا تريد أن تحرج نفسها بالاتهام المباشر لبن سلمان، سوى الإشارة، وبالتالي سهولة التملص مما الزمت نفسها به قبل المجيء إلى البيت الأبيض! وهو ما يؤكد أيضاً ما اشرنا إليه قبل قليل من أن الهدف هو للضغط والابتزاز للنظام السعودي ومحاولة تشذيبه! وبغض النظر عن جدية إدارة بايدن من عدمها في معاقبة بن سلمان، فأن للتقرير تداعيات كبيرة وكثيرة من شأنها أن تجعل من طموحات هذا الطاغية الصغير في مهب الريح اكثر من أي وقت مضى، ومن هذه التداعيات ما يلي:-
1- التقرير مهد للأمريكيين بمقاضاة السعوديين، وفتح باب الابتزاز الأمريكي للنظام السعودي مالياً ومع ما يترتب على ذلك من نيل للسمعة الأخلاقية لهذا النظام.. ففي هذا السياق تقدمت عائلات قتلى أمريكيين سقطوا أثر هجوم لضابط سعودي في قاعدة عسكرية بولاية فلوريدا بالولايات المتحدة، بدعاوى قضائية ضد السعودية بسبب مسؤوليتها المفترضة عن الهجوم الذي تبناه" تنظيم القاعدة في جزيرة العرب". وأوضح محاموا العائلات المذكورة في بيان لهم انتشر يوم 23/2/2021: "إن موكليهم يعتبرون انه من غير الممكن أن المملكة لم تكن تعلم أن الملازم محمد الشمراني كان متطرفاً". وقال المحامون: " إن الشمراني خضع كما يفترض لتحقيق شامل حين التحق بسلاح الجو الملكي السعودي، ويومها كانت المملكة العربية السعودية على علم بتطرّفه وبمعاداته للأمريكيين، وهي مشاعر تم التعبير عنها علناً على حساب باسمه في موقع تويتر". وأشار المحامون إلى أن حساب هذا الطالب يتابعه مواطنون سعوديون وأعضاء في الحكومة وأفراد في القوات الجوية، واختير من بين مئات الطلاب في الأكاديمية العسكرية للحصول على منحة دراسية للمشاركة في دورة تدريبية في الولايات المتحدة، محملين بن سلمان والنظام السعودي المسؤولية عما اقترفه هذا الطالب من قتل عند ما أطلق الرصاص في 6 ديسمبر 2019 من مسدس على عسكريين أمريكيين خلال فصل دراسي في القاعدة البحرية الأمريكية في مدينة بيناكولا، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة ثمانية آخرين قبل أن يلقى مصرعه برصاص الشرطة. في السياق ذاته قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأمريكي غريغوري ميكس في 27/2/2021 إنه " بالنظر إلى استنتاجات التقرير حول الدور المباشر لمحمد بن سلمان، فإنني أتطلع إلى مزيد من الخطوات نحو المساءلة...لفترة طويلة تجاهلت إدارة ترامب القانون ورفضت الامتثال للمطالبات القانونية لنشر تقرير مقتل خاشقجي.. لقد حجبوا التفاصيل والأدلة المتعلقة بمن نفذوا، وشاركوا وأمروا بوفاته، وكذلك مدى تورط شخصيات سياسية سعودية حالية وسابقة.."..و اكد غريغوري: " إن الإعادة القسرية للمعارضين أو ترهيبهم أو قتلهم من قبل الحكومة السعودية أو أي حكومة أخرى يجب ألا تمر دون رادع"..
كما جاءت مطالبات من أنحاء العالم بمعاقبة بن سلمان ومحاسبته وليس من أمريكا فحسب، فوزارة الخارجية البريطانية طالبت بمزيد من التحقيق ومعاقبة المتهمين بقتل خاشقجي، رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي دعت إلى إعادة تقييم العلاقات مع السعودية وايدت بايدن في خطواته في كشف التقرير وإجراء تحقيق حول المتهمين، من جهتها خبيرة الأمم المتحدة أجنيس كالمار طالبت بمساءلة المتهمين مؤكدة ضلوع بن سلمان في الجريمة، وضرورة معاقبته. واعتبر أيضاً وزير الخارجية الكندي مارك جارنو، الجريمة عملاً بشعاً وطالب السعودية باجراء تحقيق شفاف لكشف القتلة الحقيقيين.. فريد رايان، الناشر والرئيس التنفيذي لصحيفة الواشنطن بوست، قال منذ اليوم الأول للجريمة ، طالبنا بأمرين مهمين هما: الكشف عن الحقائق ومحاسبة المسؤولين.. إلى غير ذلك من المطالبات والدعوات الدولية والامريكية بمعاقبة بن سلمان وهي كثيرة لا مجال لذكرها.
وإلى ذلك فأن التقرير منح محاولات الكونغرس السابقة الداعية إلى معاقبة آل سعود على جرائمهم وإرهابهم زخماً كبيراً بعد أن كان ترامب رافضا لهذه المحاولات، وبدون شك أن قانون جاستا سوف يطرح على الطاولة مرة أخرى.
2- فتح تقرير المخابرات الأمريكية الأبواب على مصاريعها للكشف عن الإرهاب السعودي، وعن أجهزة بن سلمان القمعية، بعد أن كانت الكثير من الأوساط الإعلامية تتردد في هذا الأمر بسبب حماية ودعم ترامب للنظام وبسبب خوفها من إجرام هذا النظام الذي لايتردد في هذا الأمر بسبب الدعم الذي كان يحظى به من ترامب! ففي هذا السياق نشر موقع " ساسة بوست" في 27/2/2021 تقريراً مفصلاً لصحيفة النيويورك تايمز الأمريكية أعده مارك مازيتي مراسل استقصائي يغطي شؤون الأمن القومي، رصد فيه عدداً من العمليات الوحشية التي نفذتها وحدة النخبة المكلفة بحماية بن سلمان داخل السعودية وخارجها، وكشف الكاتب ان سبعة من المتورطين في عملية قتل خاشقجي، هم من وحدة النخبة أو " قوات التدخل السريع". واستعرض التقرير عشرات العمليات التي قامت بها هذه الوحدة بحسب ما ذكره التقرير نقلا عن مسؤولين أمريكيين! وذكر الكاتب ان هذه الوحدة اعتقلت وعذبت العشرات من المعارضين في السعودية وفي خارجها.. وقال إن سعود القحطاني احد اكبر مساعدي بن سلمان والمستشار الإعلامي له هو رئيس هذه الوحدة، إن القائد الميداني لها هو المطرب! فرقة إرهابية أخرى لبن سلمان، بحسب الصحف الغربية تتولى عمليات قتل المعارضين وملاحقتهم وخطفهم وتعذيبهم بأساليب بشعة، هي فرقة " السيف الأجرب"، التي كشفت عنها صحيفة " سبق" الالكترونية السعودية في يناير/كانون الثاني من عام 2018، وذكرت أنها ترتبط مباشرة ببن سلمان، موضحة ان هذه الفرقة تأسست بعد تولى الملك سلمان العرش في المملكة. وأشارت التقارير إلى أن تشكيل هذه الفرق والوحدات الإجرامية، تشكيل غريب وخاص ومرعب في نفس الوقت، مستعرضة الجرائم وعمليات الخطف التي قامت بها منذ مجيء بن سلمان وحتى اللحظة.
3- إن فتح الأبواب لكشف المستور والسري من إجرام بن سلمان وأجهزته القمعية، أو بعضاً منها، هو بنفس الوقت يعتبر مؤشراً على النوايا والمقدمات لإزاحة بن سلمان والتخلص منه، أو تقييد حركته وتكبيله وحركته بما يتناسب والمصالح الأمريكية، مثلما أشارت المتحدثة باسم بايدن جين بساكين، ومثلما أشار أيضاً وزير الخارجية الأمريكي بلينكن.. إذ كان هذا الأخير قد قال " إن بلاده تريد تغييراً وليس قطيعة في العلاقات مع السعودية" وأضاف.. " ما فعلناه من خلال الإجراءات التي اتخذناها هو في الحقيقة ليس قطعاً في العلاقة، ولكن إعادة ضبطها لتكون أكثر انسجاما مع مصالحنا وقيمنا"!
من جانبه تحدث وزير الخارجية الصهيوني الأسبق يوسي بيلين في مقال نشرته صحيفة " إسرائيل اليوم"، نشر ترجمته موقع عربي 21 في 5/3/2021، عن إمكانية استبدال ولي العهد السعودي الذي وصفه بالمتهور محمد بن سلمان بالأمير محمد بن نايف، مرجحاً طلب الرئيس الأمريكي جوبايدن تنفيذ هذه الخطوة من ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز. وبعد ان شرح بيلين كيف ان سلمان أزاح ابن أخيه محمد بن نايف الذي وصفه بيلين بالمجرب والمقرب من الأمريكان، ثم مجيء بن سلمان، وآمال الغرب على هذا الأخير، لكن هذه الآمال تبددت بعد الجرائم التي ارتكبها في ظل حماية ترامب له.. بعد هذا الاستعراض رجح الوزير الصهيوني بيلين انه " في الحديث بين بايدن والعاهل السعودي سلمان/ ألمح الرئيس للملك، أنه سيكون من الحكمة من جانبه أن يبدل ابنه المتهور بالرجل الذي اضطر لأن يقبل حذاءه ويتخلى عن ولاية العهد قبل أربع سنوات فقط". متساءلاً أي بيلين:" هل سيكون هذا جيداً "لإسرائيل"؟ في حال كان هذا جيداً لحليفتنا الحقيقية الوحيدة أمريكا، سيكون جيداً لإسرائيل"!! ولعل ما يرجح كلام الوزير الصهيوني ما كشفه الخبير القانوني والمحامي الدولي الدكتور محمود رفعت عن وجود تحركات داخل كواليس الأسرة الحاكمة في السعودية، لإزاحة بن سلمان من منصبه.. قال رفعت في تغريدة على تويتر:" أؤكد أنه توجد مجموعة من أمراء آل سعود تتأهب منذ شهور لإزاحة محمد بن سلمان". وأضاف رفعت أن هذه المجموعة مقبولة دولياً بصورة كبيرة، واعداً بكشف تفاصيل إضافية...
في كل الأحوال، فأن جريمة بن سلمان المروعة بقتل خاشقجي، تحولت إلى سيف أمريكي مسلط على رقبته، وكابوس يهدد مستقبله.
عبد العزيز المكي
ارسال التعليق