كواليس التطبيع "الإماراتي _الاسرائيلي"
[-----------------------]
بكل تأكيد التطبيع "الاماراتي_البحريني_الاسرائيلي" حمل في طياته الكثير من الرسائل والأهداف، لكل دولة من الدول التي شاركت في هذا التطبيع، منها أهداف آنية قريبة المدى ومنها أهداف بعيدة المدى، ولكن الثابت بين كل هذه الأهداف أن "القضية الفلسطينية" هي كبش فداء للتحولات التي تحصل في الشرق الأوسط.
الإمارات والبحرين ومن خلفهما آل سعود
في السنوات القليلة الماضية وبالرغم من الدعم المفتوح واللامحدود للأنظمة الخليجية من ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلا أن دولاً مثل السعودية والامارات فشلت في سياستها الاقتصادية والخارجية وحتى العسكرية، فالجميع غارق في وحل اليمن دون قدرة على الخروج من هذه الحرب بأي نصر حقيقي، رافق ذلك عجز الامارات عن جذب المزيد من الاستثمارات لدعم مشاريعها الاقتصادية وقلق ابن زايد من البقاء في السلطة في ظل غضب عائلي تجاهه، هذا الأمر نفسه ينطبق على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي ينتظر أمرين لاعلان التطبيع مع "اسرائيل"، الأول: وفاة والده الملك سلمان، والثاني: نجاح ترامب في الانتخابات المقبلة، وضمان عدم حصول ردات فعل مبالغ بها داخل العائلة الحاكمة في حال اقدم على هذه الخطوة وهذا ربما ما يفسر التمهيدات التي يقوم بها من خلال اقصاء وعزل واستبعاد واعتقال كل من يقف في طريقه من العائلة الحاكمة، أو بالأحرى كل من ينتمي أو ينتهج السياسة الكلاسيكية القديمة في الحكم من آل سعود القائمة على دعم وتأييد المطبعين وتسهيل السبل بل وطرح المبادرات التطبيعية من دون التطبيع المباشر والعلني.
لاشك بأن الامارات والبحرين اختارتا توقيتاً مناسباً لعقد هذه الصفقة، في ظل انشغال العالم العربي بأزماته الداخلية، يضاف إليها اجتياح كورونا للعالم بأسره، وكان المهم بالنسبة للبحرين في عقد مثل هذه الصفقة هو عدم الخروج عن العباءة الخليجية والأمريكية، خوفاً من تمكن الثوار والمعارضة البحرينية من القيام بأي انقلاب في اي لحظة، وبهذا يضمن النظام البحريني توفير الدعم لنفسه في مواجهة المتظاهرين والمعارضة البحرينية وكسب المزيد من القوة لقمع المتظاهرين، وحتى لو كانت البحرين لاتريد التطبيع ونحن نستبعد ذلك، فإنها لا تجروء على مخالفة رغبات السعودية والامارات في الاقدام على مثل هذه الخطوة.
من الأهداف الأخرى لهذا التطبيع والتي تعتبر بعيدة المدى، هي مواجهة قوى اقليمية كبرى مثل "ايران وتركيا"، فهناك صراع اقليمي كبير في هذه المرحلة، فالجميع يريد اظهار قدراته وامكاناته ويقول أنا "الأقوى" والامارات التي لم تكن يوماً قوة اقليمية تريد سحب البساط من تحت الجميع لتظهر على واجهة الشرق الاوسط بأنها قوة اقليمية لايمكن تجاوزها، وكل ذلك طبعاً بدعم أمريكي، ولكن ماذا لو فاز "جو بايدن" المرشح الديمقراطي، كيف سيكون موقفه من الامارات؟.
من المؤكد أنه لن يلغي اتفاقية التطبيع بين الامارات واسرائيل فهو يرحب بها، ولكن ربما لن يسمح للامارات بأن تبسط جناحيها في الشرق الأوسط.
الهدف الآخر لهذه الأنظمة الخليجية من خلال هذا التطبيع كما يراه بعض المحسوبين على قطر، هو تركيع قطر، خاصة وان حصار قطر لم ينجح على مدار السنوات الثلاثة الماضية، وبالتالي هناك محاولة امارتية_سعودية لمعاقبتها، وبالتالي فإن هذا التطبيع يضع قطر بين أمرين، إما أن ترضخ للشروط الخليجية وتنفذ الشروط الـ13 والتي رفضتها مراراً أو تواجه حصاراً أكثر شدة وربما يأذن ترامب في حال فاز بالانتخابات بأن يتم غزو قطر كما كان مخطط للأمر في السابق، ولهذا السبب وجدنا قطر على المستوى الرسمي لم تصرح أي تصريح يعارض التطبيع أو يقف بوجهه وانما اكتفت بالحياد، مع العلم أن اعلامها عمل على ادانة هذا التطبيع وذلك في محاولة للحفاظ على ورقة الدعم الفلسطيني التي تتبناها قطر بدعم تركي، ومن هذا المنطلق قام المسؤولون القطريون بزيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لضمان عدم تعرض قطر لأي خطر محتمل في المرحلة القادمة، ونعتقد بأن الانتخابات الأمريكية ونتائجها سيكون لها دور كبير في اظهار الصورة بشك أوضح، لننتظر ونرى ماذا سيجري في 3 نوفمبر.
ارسال التعليق