لماذا لم يصل بن سلمان إلى العرش حتى اللحظة؟!
[ادارة الموقع]
وصل محمد بن سلمان إلى ولاية العهد قبل عامٍ من الآن، وقد تمكن الأمير الشاب في الربع الأول من هذه المدة من أن يجذب أنظار الغرب إليه على المستوى السياسي والإعلامي وأصبح مادة يومية يتم تداولها في الصحافة الغربية على اعتبار أن ولي العهد الجديد ليس كمن سبقه، فهو واثق بنفسه وقوي وشاب وصدّر نفسه على انه مّصلح فعشقه الغرب، ولكن هذا العشق أخذ مسيراً تنازلياً، في الربع الثاني والثالث وكاد أن يتلاشى في الربع الأخير إن لم نقل أنه تلاشى، فقد تمكن بن سلمان من إغواء الغرب وخداعه على مدى عامٍ كامل، حتى وصل الغربيون إلى نتيجة مفادها "لا يمكن الوثوق بـ"بن سلمان" من الآن وصاعداً"، هذا عن الغرب فماذا عن الشعب ؟!.
التقارير الغربية الأخيرة أفضت إلى نتيجة مفادها أن الشعب السعودي فقد ثقته بولي العهد وإن شعبيته انخفضت كثيرا بالرغم من بعض الاصلاحات التي زين بها صورته وتخفى في ظلها ولكنها لم تجد طريقها للاستمرار لأن بن سلمان نفسه لم يكن جاداً في هذه الاصلاحات، وتبين انها مجرد حيلة منه للوصول إلى العرش بأسرع وقت ممكن قبل أن تبدأ العائلة بالانقلاب عليه، ومؤخرا نشرت مجلة "ذا أتلانتك" مقالا للكاتب ديفيد غريهام، يقول فيه إن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يعمل على تغيير العديد من الوجوه في مجتمع بلاده، مستدركا بأن بعض الخبراء يتساءلون عن ما إذا كان بإمكانه السيطرة على السلطة.
وأشارت المجلة إلى أن السعوديين فقدوا ثقتهم بولي العهد، وهذا الكلام لم يأت دفعةً واحدة، فلا أحد كان يملك صورة مسبقة عن بن سلمان والجميع كان يراقب ما يجري وكانت شريحة لا بأس بها من المجتمع السعودي تتأمل فيه خيراً، لكنه خذل الجميع، بما فيهم الإعلام الغربي الذي طبل وزمر له كثيرا دون جدوى، حيث تواطئ الاعلام الغربي مع بن سلمان في كثير من الأماكن لتسويقه كمصلح ومنقذ للبلاد وكأن بيده مفاتيح سحرية لحل مشاكل المملكة برمتها، ولكن لم يستطع هذا الإعلام نفسه إخفاء جرائم بن سلمان المتزايدة داخل البلاد "اعتقال الأمراء والدعاة، والناشطات، والاعتقالات التعسفية" وخارجها "اليمن، سوريا، لبنان، العراق".
ومن الغريب جدا أن يمنح بن سلمان النساء "حق القيادة" ويعتقل من طالب بهذا الحق، واعتقال 17 ناشطة في أول أيام رمضان لا يوحي أبداً بأن بن سلمان متعاطف مع النساء في المملكة ويريد منحهن بعض من الحريات، ويعود ويؤكد الأمر نفسه اليوم، إذ اعتقلت يوم الخميس السلطات السعودية الناشطة الحقوقية البارزة هتون الفاسي، موسعة نطاق حملة شملت أكثر من 12 ناشطا، وأوردت منظمة "القسط"، وهي منظمة حقوقية سعودية مقرها لندن، أنباء اعتقال الفاسي على "تويتر"، لكنها لم تورد تفاصيل، في وقت أكدت فيه مصادر على اتصال بأشخاص مقربين من الفاسي نبأ اعتقالها، وقالوا "إنهم يخشون الحديث عن الأمر".
هذه الاعتقالات وما سبقها أسقطت القناع الاصلاحي عن وجه ولي العهد، وأحدثت شرخا عميقا في علاقته مع المواطنيين، فعلى سبيل المثال يقول الكاتب ديفيد غريهام، " إن السعودية تمر بأوقات عصيبة، ويسعى ابن سلمان لسلسلة من التغييرات، مثل السماح للنساء بقيادة السيارات، والتشديد في جوانب أخرى من خلال احتجاز الناشطين أو سجنهم"، وتنقل مجلة "ذا اتلانتيك" عن الزميلة في معهد رادكليف للدراسات التابع لجامعة هارفارد هالة الدوسري، التي تعمل في مجال حقوق النساء، قولها: "لا أظن أن هذه الطريقة في فعل الأشياء يمكن أن تبقى"، حيث جاء تعليقها هذا خلال الندوة الفكرية التي يقيمها معهد "أسبين" ومجلة "أتلانتك"، وأضافت: "لقد استعدى كثيرا من الناس، وشرعيته حاليا خارجية أكثر من كونها داخلية.. فهو لا يحظى بدعم الناس".
اسرائيل قلقة
رغم ان بن سلمان يسعى بكل ما يستطيع بأن يتقرب اكثر واكثر من الصهاينة ويحقق لهم طموحهم في تمرير صفقة القرن، عبر إعطائه وعود للغرب واسرائيل بأن موافقة الفلسطينيين على هذه الصفقة هو من سيتولى أمرها، لكن هذا الأمر لم يحدث، فقد تفاجأ ان الشعب الفلسطيني وجميع قياداته رفضوا هذه الصفقة بشكل واضح وجاد، لذلك نجد اليوم الإعلام الاسرائيلي قلق جدا من مستقبل العلاقة مع بن سلمان، فهم يرون أنه بعد سنة على تولي محمد بن سلمان زمام الامور، فشل بن سلمان في تولي زمام المبادرة في جميع الملفات الخارجية ولم يتمكن من حسم اي منها، سواء في حربه على اليمن أو ضد ايران أو في القضية الفلسطينية وبالتالي لا يمكن للصهاينة أن يثقوا به بعد ان خذلهم في كل هذا.
ختاماً؛ الغطاء الغربي اليوم ينسحب رويدا رويدا من تحت بن سلمان وكذلك الحاضنة الشعبية له تقترب من الزوال لذلك نجد انه من الصعب عليه الاستمرار في هذا النهج، ومن هنا يمكننا ان نشكك بوصوله إلى العرش.
ارسال التعليق