لن ترضى عنك اليهود و.. "بن سلمان": سأرضيهم!!
[جمال حسن]
* جمال حسن
أكثر من أربعة أشهر والرياض تهتز من جهة وغزة هي الاخرى تهتز من جهة أخرى، الأولى بسبب هز مؤخرات العواهر وصدور الفاسقات اللواتي جاء بهن تركي آل الشيخ الى أرض الوحي والتنزيل، والثانية جراء ما تتعرض له من قصف وحشي إجرامي دموي من الكيان الاسرائيلي كل ليل ونهار.
وتزامناً مع إيقاع الموسيقى الماجنة الفاجرة. فمع إهتزاز مؤخرات وصدور العواهر وغناء المنبطحات لآل سعود واللوبي الصهيوني في موسم الرياض، نسمع صراخ وعويل الأطفال والنساء والشيوخ الأبرياء صادحاً في سماء غزة هاشم دون رادع، لا دولي ولا عربي.
فقد أقسم مدلل سلمان شاب آل سعود الأرعن الداعر أن يعمل ما بوسعه لأشغال وإلهاء أهل الجزيرة العربية ومن حولها خاصة الشباب الذي حل به الميعان وتفشى الإنحطاط الخلقي في أوساطه بشكل كبير خلال السنوات الثلاث الأخيرة بفضل ما يطلق على نفسه "خادم الحرمين الشريفين" وعلى أرضها أقام أبشع أنواع مهرجانات العار والخزي والفسق والفجور بطائلة "الترفيه".
ووفق مجريات الأحداث الدامية التي تتعرض لها فلسطين المحتلة خاصة قطاع غزة، يتضح أنَّ هناك توافق عربي غربي صهيوني على تصفية وتدجين المقاومة الفلسطينية وإنهاء قضية الأمة دون رجعة؛ فرغم الأحداث المروعة التي تجري في غزة هناك تواطؤ عربي خليجي وفي مقدمته السعودية على ذلك في كل الجوانب.
فسق وفجور وسهرات ليلية مختلطة مصحوبة بالمسكرات باتت من أبسط ما يقال عن موسم الرياض الغنائي الراقص.. انها من تداعيات التغيير والترفيه والحرية الفردية التي وعد بها محمد بن سلمان أسياده الذين التقاهم في واشنطن بداية صعوده يوم السلطة عام ٢٠١٨ ولابد له من التنفيذ وفق ما آخذ على نفسه.
لقد بات الوالدين في الجزيرة العربية لا سلطة لهما على أبنائهم وسط سباق بين التلميذ والمعلم إلى جر المجتمع الخليجي نحو التعري والزواج الأبيض وإقامة العلاقات الجنسية خارج إطار الدين والمعتقد والعادات الاجتماعية والعفة والحياء.. وقرارات تلزم السلطات المعنية عدم تجريح مشاعر العاملين بذلك او متابعتهم ومطالبتهم بل وأكثر من ذلك الاعتراف بأولاد الحرام الذين يولدون من تلك العلاقات!.
محمد بن زايد يصدر هذه القرارات بشكل غير معلن إلى القضاء الإماراتي بتنفيذه.. ومحمد بن سلمان يوعز إلى يده اليمنى آل الشيخ بتجربة ذلك خلال موسم الرياض الحالي بغية استهداف عقيدة و دين الشاب السعودي بذكوره واناثه تمهيدا لإرضاء اليهود والنصارى والله سبحانه وتعالى يقول لن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم..
يبدو أن خيار المقاومة ضد المحتل والإسلام السياسي غير مرغوب فيه وفق الرؤية الغربية - العربية الخيانية؛ كونه يمثل خطراً داهماً على الفكر العلماني الذي يسعون جاهدين لتفشيه في أوساط المجتمعات الاسلامية وللحؤول دون تأسيسه لنهضة إسلامية تقود العالم لفكر لا يتفق تماماً مع تسطيح الدين والإنحطاط الخلقي التي يعملون عليها بذريعة الحرية والترفيه.
من هذا المنطلق نرى إن ما يقوم به محمد بن سلمان لن يقف عند هذا الحد بل تجاوز الكثير من المحرمات والشعارات التي كان يرفعها آل سعود طيلة العقود الأخيرة الماضية بدعم القضية الفلسطينية، ولا حتى تصب في اطار ما أسموها "مبادرة السلام العربية" التي أطلقها عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت العربية عام2002 بهدف إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دولياً على حدود 1967.
فقد تجاوز نجل سلمان المدلل كل تلك الخطوط العائلية العريضة بخصوص القضية الفلسطينية قضية الأمة الأولى والأساس، ولم يعد في قاموس سلمان ونجله وحتى غالبية آل سعود ما يطلق عليه الحمية العربية ولا الاسلامية التي يتشدقون بها ورفعوا شعارها خلال حربهم على اليمن وحشدوا تحالفاً عربياً اسلامياً سرعان قبل تسع سنوات ودمروا بلاد سبأ وأحرقوا الأخضر واليابسة وقتلوا مئات آلاف الأبرياء.
وبات المراقبون يتسائلون عن شعارات التحالف السعودي الاماراتي الصهيوني الامريكي معلنين عدوانهم وحصارهم على اليمن من واشنطن تحت يافطة اعادة اليمن الى الحضن العربي واستمروا ولازالوا مستمرين في عدوانهم وحصارهم ومؤامراتهم على اليمن أرضا وانسانا؟!.
واين أختفت طائراتهم الحربية وجيوشهم والمرتزقة الذين استجلبوهم من كل صوب وحدب من أمريكا الشمالية واللاتينية وافريقيا وآسيا والدواعش الى اليمن باموال البترودولار الحرام وامكاناتهم المالية، من فلسطين وأهلها الذين يعانون المجازر تلو المجازر ليل نهار خاصة في غزة هاشم؟!.
وهنا يطرح هذا السؤال نفسه بشكل عريض: أم أن عروبتهم ليست مخصصة إلا لليمن فقط وشعبه الذي لم ولن يتخلى عن قضاياه العربية والاسلامية وعلى رأسها قضية فلسطين؟!، حيث بات اليوم الساعد الأيسر لدعم المقاومة الفلسطينية وتحطيم احلام الكيان الاسرائيلي وتضييق الخناق عليه بصواريخه ومسيراته وسيطرته على باب المندب والبحر الأحمر.
لقد اتضحت للعالم وللشعوب أن عروبتكم يا آل سعود وآل نهيان ومن لف لفكم من البلدان الخليجية والعربية، ان إدعاءاتكم السابقة ما هي إلا جزاف بعيدة كل البعد عن الحقيقة، وانكشفت وجوهكم القبيحة المجرمة وسقطت أقنعتكم وما تقومون به كأنظمة منبطحة عميلة ومحمية أمريكيا تعمل وفق إرادة اللوبي الصهيوني للحفاظ على الكيان الاسرائيلي من الزوال؛ وما أنتم إلا أدوات قذرة تنفذون مشاريع التآمر والاحتلال وقوى الإستكبار العالمي وخدمة للشيطان الأكبر..
من هذا المنطلق نرى أن السعودية قد اتفقت مع الامارات والأردن لتكوين جسراً برياً دعما للكيان الاسرائيلي الإجرامي المحتل لنقل ما يحتاجه من سلع ومواد غذائية طازجة وأدوية ومعدات حتى العسكرية منها من الموانئ الاماراتية والسعودية في المنطقة الشرقية الى الأراضي المحتلة، وفق اعتراف كيان العدو الصهيوني بذلك.
فقد انتشرت وبشكل واسع وكبير مقاطع الفيديو التي سربتها تل أبيب على مواقع التواصل الاجتماعي ووكالات الأنباء، بخصوص هذا التعاون الذي كان قد تم الاتفاق عليه مع واشنطن ليبقى سراً حتى القضاء على المقاومة الفلسطينية وقضية الأمة جملة وتفصيلاً، وهو ما كشفت عنه صحيفة "معاريف" الإسرائيلية حيث تقوم شركة "تراكنت" بنقل البضائع من ميناء جبل علي في دبي نحو الأراضي المحتلة، مروراً بمدينتي الرياض في السعودية وعمان في الأردن. وتقطع الشاحنات عبر هذا المسار مسافة 2550 كيلومترًا على مدار 4 أيام فقط.
ورغم فحيح الأفاعي ونقيق الضفادع وعواء الذئاب ونباح الكلاب، في اعلام البلدان الخليجية المخادع وجيش "بن سلمان" الالكتروني، وما هو إلا تجديف وهراء وكذب وافتراء، أساء الى مهنة المتاعب حتى.. لكن الله لهم بالمرصاد {وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ} - سورة آل عمران الآية54، فكانت المفاجأة بأن {بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا} - سورة طه الآية 121 رغم كل مساعيهم لإخفاء جريمتهم النكراء.
وفيما تستمر مجازر كيان العدو الصهيوني ضد أهالي غزة الأبرياء وأنهار الدماء جارية على أرضها وبعد سقوط عشرات آلاف القتلى غالبيتهم من النساء والأطفال، كشف وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء الماضي أن "ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أكد على اهتمامه في إقامة علاقات مع «إسرائيل» بعد إنهاء الحرب في غزة ووضع مسار واضح وموثوق ومحدد زمنيا.. { وَلَنْ تَرْضى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ}- سورة البقرة الآية120.
ارسال التعليق