ليس دفاعا عن ايران.. لكنها الحقيقة التي حذركم منها باول
[حسن العمري]
خلال حواره مع قناة "إم أس إن بي سي" الأمريكية، راهن مدير مجلس العلاقات الخارجية والباحث الأميركي الشهير ريتشارد هاس أن تسوء الأمور في منطقة الشرق الأوسط الى حد نرى فيها "حرباً خطيرة بين السعودية وايران" بأمل صرف الرياض النظر عن صورتها كقاتلة لصحفي أو جرائمها في اليمن؛ ويضيف "هاس" الذي شغل منصب مدير تخطيط السياسات بوزارة الخارجية سابقا بالقول: "ما يحدث في الشرق الأوسط لن يبقى هناك فقط، هي ليست لاس فيغاس. المشاكل في الشرق الأوسط لديها القدرة على الانتشار الى جميع أنحاء العالم".
موقع Global Firepowers المختص بدراسة جيوش العالم نشر مؤخراً دراسة دقيقة تقارن بين القدرات العسكرية السعودية وايران، تظهر بوضوح نقاط القوة والضعف لدى الدولتين اللتين تحلان في المرتبتين الـ13 (ايران) والـ26(السعودية) ضمن قائمة أقوى بلدان العالم من الناحية العسكرية، حسب تصنيف الموقع الذي إستند الى مختلف المقاييس ذات التأثير على سير النزاع العسكري المحتمل بين الطرفين، خاصة عدد الأفراد القادرين على حماية الوطن، وكذا تفوق ايران في المجال العسكري بتصنيعها المحلي فيما المملكة تعتمد على أمنها وبقاء عرشها على القوات الأمريكية المنتشرة على طول البلاد.
يقول مراقبون أنه رغم أن ريتشارد هاس (Richard N. Haass) الذي يعد من أبرز المفكرين السياسيين الأميركيين وكان المستشار الأول لوزير الخارجية الأمريكي السابق "كولن باول" وعمل في مجال واسع من اهتمامات السياسة الخارجية لبلاده، وأن أفكاره وتوقعاته تتميز عن العديد من نظرائه لكنه يؤمن بضرورة قيام الولايات المتحدة الأميركية بدور قوي على المسرح الدولي ويعمل جلّ جهده في هذا الإطار، ومن هذا المنطلق بدى خلال حواره هذا أنه يمهد لحرب جديدة بين السعودية وايران، مشيراً بقوله أن "كل الاتجاهات في وضع سيئ حاليا، نحن ننظر الى عالم تكاد الحدود فيه لا تعني فيه شيئا. لا وجود لمفاوضات جدية. الدول بدأت بالإنهيار من الداخل"؛ وذلك في رسالة واضحة الى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مفادها أنه إذا ما أراد البقاء في السلطة عليه القيام بذلك؛ خدمة لمصانع السلاح الأمريكية وإبقاء تواجد قوات بلاده في المنطقة حيث بدأت بوادر هزيمتها بالهروب من سوريا تظهر الى العلن.
المتابعون للشأن السعودي يحذرون نجل سلمان حتى بالتفكير في ذلك ويذكرونه بما أعترف به وزير الخارجية الأمريكي "كولن باول" بعد أشهر قصيرة من الحرب على اليمن، في تصريح لقناة "فوكس" الأمريكية لقد "أخطأنا برهاننا على جيش ضعيف ووزير دفاع ليس لديه فكرة عن كلمة حرب.. أن النتيجة كانت كارثية فبعد شهر ونصف من القصف سمعنا صراخ حلفاءنا السعوديين يطلبون النجدة لأن اليمنيين خلقوا مفاجأة لم يتصورها أحد بالداخل اليمني وعلى الحدود دخلوا مدن سعودية وقتلوا الجنود السعوديين وصادروا أسلحة سعودية رغم أننا قدمنا دعما كبيرا عسكريا ولوجستيا للسعوديين”، وتابع بالقول.. “نصحت أصدقاءنا السعوديين بالكف عن المهاترات لأنهم مكشوفون من قبل إيران وإن حربا مع ايران معناها عودة السعودية الى ما قبل العصر الصناعي خلال ساعات.. وأننا غير قادرين في تلك الساعات على منع الايرانيين من تدمير البنية التحتية للسعودية وبذلك لن يجد السعوديون خط هاتف يخاطبوننا منه".
موقع Global Firepowers في دراسته، أكد ايضاً أن ايران تتفوق على السعودية من حيث تعداد قواتها المسلحة (934 ألف عسكري مقابل 256 ألفا)، وعدد الدبابات (1650 مقابل 1142) والمدافع المقطورة (2188 مقابل 432) وراجمات الصواريخ (1533 مقابل 322) والمطارات العسكرية (319 مقابل 214) براً الى جانب تفوق طهران على الرياض في البحر ايضاً حيث مجمل عدد المراكب العسكرية (398 مقابل 55)، علاوة على الهيمنة الايرانية المطلقة على السعودية في مجال الغواصات (33 غواصة مقابل لا شيء)؛ فيما المملكة تتفوق على ايران في عدد العربات المدرعة (5472 مقابل 2215) والمدافع المتحركة (524 مقابل 440)، وكذا في سلاح الجو (844 طائرة حربية مقابل 505 لدى ايران و254 مروحية عسكرية مقابل 145) الذي يعمل بقيادة أمريكية يعرفها الجميع. وهو ما أكده موقع Defense one ايضاً في تقريره الأخير بعنوان "أربع دقائق فقط.. هو الوقت الذي تملكه السعودية والخليج للتصرف في حال أطلقت ايران صواريخها".
استفاد ريتشارد هاس من نبوءة كاتب الخيال العلمي الأمريكي أيزيك أزيموف في عام 1983 بعدد من التنبؤات أصبحت جميع توقعاته تقريبا حقيقة منها ظهور الروبوتات والتلفزيون المسطح والاتصالات عبر الأقمار الصناعية بالفيديو والصور ثلاثية الأبعاد والهواتف الذكية، وأجهزة الطهي المتعددة. وقال أيزيك في مقابلة مع صحيفة Toronto Star، إن المجتمع سيصل الى مستوى حيث "لا يمكن أن يكون موجودا دون أجهزة كمبيوتر". وتنبأ أيضًا بأن الحرب العالمية الثالثة يمكن أن تبدأ في 2019 على سطح القمر. موقع ميدل إيست آي أن كشف يوم أمس عن لقاء أمني عقد في عاصمة خليجية جمع يوسي كوهين، مدير الموساد الإسرائيلي بقادة استخبارات من السعودية والإمارات ومصر حيث ناقش اللقاء الأمني الرباعي خطوات تهدف الى تقليص النفوذ الإقليمي لتركيا وإيران.
أحد مستشاري البيت الأبيض أفشى أن الهدف من جولة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو في عدد من دول الشرق الأوسط في الفترة من 8 الى 15 يناير (كانون الثاني) الجاري والتي تشمل كلاً من "اسرائيل" والعراق والسعودية والأردن ومصر وسائر دول مجلس التعاون؛ لإعادة اللحمة الخليجية وتوحيد صف ما يسمى بمحور الإعتدال العربي لمواجهة ايران في المنطقة الى جانب التنسيق بين تل أبيب والرياض لدفع الأخيرة دخول حرب مفتعلة مع طهران وإشعال المنطقة للتضليل على الإخفاق الأمريكي في سوريا وأفغانستان أمام ايران الأمر وهو ما أعترف به ترامب علناً بقوله: "سوريا صحراء قاحلة لا أريد البقاء فيها للابد، ولتفعل بها ايران ما تشاء!"- حسب مراقبين.
السؤال الذي يطرح نفسه هو هل سيدخل محمد بن سلمان الحرب مع ايران لبلوغ العرش الذي ينساب من تحت قدميه بمرور الأيام ويدخل المملكة التي تعيش ظروفاً عصيبة ومقاطعة دولية في الظلام، في وقت لم يتمكن وبعد أربع سنوات تقريباً من الحصول على أبسط مكتسب في حربه الضروس على اليمن هذا البلد الفقير الذي وعدّ بإنهائها خلال أيام؟؟ - وفق وزير الخارجية الأمريكي السابق كولن باول ليعضّ على أصبع الندامة لموافقة واشنطن على ذلك ويقول: لقد "أخطأنا بترك السعوديه تهاجم اليمن وكان علينا ألا نصدق وعودهم، فقد أكد لنا سلمان وابنه ان الحرب على اليمن لن تستمر 10 ايام وان الجيش السعودي قادر على دخول صنعاء بعد اليوم السابع من بدء الهجوم"؛ راح ضحيتها عشرات الآلاف من المدنيين في اليمن والآلاف من شباب المملكة لا لشيء سوى هوس جنون العظمة الذي يسيطر على عقلية سلمان المصاب بالزهايمر ونجله الشاب الأرعن؛ أم يلتزم بنصيحة باول ولا يحرك ساكناً مع ايران؟؟.
ارسال التعليق