#محمد_بن_سلمان سايكوباثي مهووس بإراقة الدماء.. مجزرة وشيكة
[حسن العمري]
بقلم: حسن العمري
"على الرغم من ادعاء السلطات السعودية المعلن التزامها بوضع حد لاستخدام عقوبة الإعدام ضد أحداث دون سن 18 عاماً وقت ارتكاب الجرم - حسب التفسير السعودي- ، فإن مجموعة جديدة من الشبان معرضون لخطر الإعدام الوشيك بعد أن أيدت (محكمة) الاستئناف عقوبتهم.. سيشكّل إعدامهم تصعيداً مروعاً لاستخدام عقوبة الإعدام في المملكة التي حطمت رقماً قياسياً بعدد عمليات الإعدام تجاوز سبعة أضعاف في السنوات الثلاث الماضية وحدها.. على السلطات السعودية إن كانت صادقة في وعودها التي أطلقتها على نفسها في هذا المضمار أن تأمر بالوقف الفوري للإعدام المزمع للمجموعة الجديدة من الشبان الذين كانوا جميعاً أحداثاً وقت القبض عليهم لمعارضتهم السلطة الحاكمة سلمياً" - هبة مرايف، مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية.
تقرير المنظمة الدولية يؤكد أن الرياض قد اعتمدت في 2018 نظام الأحداث الذي حدد عقوبة قصوى بالسجن لمدة 10 سنوات لأي شخص دون سن 18 عاماً يدان بجريمة التعزير. كما منع أمر ملكي صدر في 2020 القضاة من فرض أحكام إعدام تقديرية على الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا وقت ارتكاب الجريمة التي أدينوا بها؛ لكن سرعان ما نقضت السلطات السعودية تعهدها واعتمادها هذا وعادت حليمة الى عادتها القديمة حيث باشرت بأعدام الشباب تعزيراً وحرابة دون محاكمة عادلة أو إطلاع اهاليهم بها، وذلك لسبب مشاركة غالبيتهم في التظاهرات السلمية التي خرجت بداية أحداث الربيع العربي ضد الأنظمة القمعية الديكتاتورية الفرعونية، لتتصدر السعودية مرة اخرى أكثر الدول تنفيذاً لعقوبة الإعدام في العالم. ففي 2022 وحده، حيث أعدمت المملكة 196 شخصاً وفق أرقام رسمية فيما المعارضة تشدد على أن العدد يفوق ذلك بكثير؛ وهو أعلى عدد من عمليات الإعدام السنوية التي سجلتها منظمة العفو الدولية في البلاد خلال السنوات الـ 30 الماضية.
نظام قمعي دموي سفاح قائم على الرعب والقمع والقبضة الحديدية ودفع الشعب نحو الفسق والفجور والانحطاط الخلقي والانحلال الأخلاقي والميعان الاجتماعي، يقوده شخص مريض مصاب بالزهايمر العضال وآخر يمتلك السلطة بكل اتجاهاتها ومجالاتها هو الآخر مصاب بالسايكوباثية المافيوية ومهووس كل الهوس في إراقة الدماء متشفياً بمن يعارضه في سياساته الطائشة، مصاب بغباء كبير معتوه ومهووس بنهب وتسخير ثروات مملكة الذهب الأسود في إطار تحقيق رغباته الطفولية يرى إدارة البلاد من منظار الألعاب الألكترونية كونه يجهل حقيقة إدارتها على أرض الواقع يحيط به جمع كبير من الانتهازيين والمجرمين القتلة ينفذون له كل طلب ورغبة ولا يتوانون من بيع الوطن وما فيه لتحقيق رغباته ومشاركته في نهب ثروات الشعب ولقمة عيشه بكل وقاحة وصلافة.
"السايكوباثية" هي اضطراب في الشخصية يتميز صاحبه بالعديد من الصفات، أهمها سلوك ضد المجتمع (anti-social)، والغطرسة والخيانة والتلاعب بالآخرين، مع افتقاد الشعور بالتعاطف مع ضحاياه، وعدم الشعور بالذنب أو الندم على أفعاله الخاطئة، وهو أمر يقود الى سلوك إجرامي.. ويعتقد كبار الأطباء النفسيين أن الشخصية السايكوباثية تمثل قمة التطرف في ارتكاب الجرائم والموبقات، مع الاعتداء على الآخرين والكذب والسرقة.. ثم يكمن أحد جوانب خطورة الشخصية السايكوباثية في أن صاحبها قادر على التعامل بوداعة ولطف مع الآخرين، كما أنه قادر على امتداح المحيطين به ونيل ثقتهم ثم استخدام ذلك في التلاعب بهم، وهو وإن كان في الظاهر يحب من يحيطون به إلا أن سلوكه الحقيقي هو ضدهم.. ويوصم السفاحون والحكام المستبدين الذين يقتلون أبناء شعوبهم أو من الشعوب الأخرى بأنهم سايكوباثيون، ويستدلون على ذلك بارتكابهم هذه الجرائم مع عدم إبدائهم ذرة ندم، بل إنهم قد يشرعنون أفعالهم ويقولون إنهم حموا "الدين" أو "الأمة" أو "الوطن" أو أن "الله دعاهم لهذه المهمة العظيمة"!!.
نقض العهود والمواثيق والوعود والنفاق في سياستهم والتباين في التنفيذ بين التصريحات والحقيقة على الأرض وخيانة قضايا شعوبهم والأمة، ديدن آل سعود منذ جدهم عبدالعزيز حتى يومنا هذا وفق الوثائق الرسمية حيث العطش المتزايد لرائحة الدم وإراقته بكل شاردة وواردة بذنب أو بدونه المهم أن يكون هناك قطع للرؤوس على شاكلة الوحشية القبلية الجاهلية التي ورثوها كسلاح تخويف للشعب ولكل معارض أو من ينادي بحرية الرأي والعدالة والتغيير والمساواة في الحقوق والتوظيف والثروة ولقمة العيش الكريمة التي باتت اليوم أمنية يحلم بها غالبية أبناء الجزيرة العربية.. التباين واضح بين التصريح والتنفيذ في نهج السلطات السعودية فتزامناً مع ارتكابها سلسلة من المجازر الجديدة بحق الأحرار في الجزيرة العربية أدعت ما تطلق على نفسها "هيئة حقوق الإنسان السعودية" الرسمية وبكل وقاحة في مايو/أيار 2023 أن “تطبيق عقوبة الإعدام على الأحداث في جرائم التعزير قد ألغي نهائيًا"!!.
مراقبون للشأن السعودي يشيروا الى أن السلطات الحاكمة في الرياض قد أقدمت على إعدام حوالي 70 شخصاً منذ مطلع العام الحالي 2023، وهي مقبلة على إرتكاب مجزرة جديدة بحق ربما أكثر من سبعة شبان كانوا دون السن القانوني بين 15 وحتى 17 عاماً وقت اعتقالهم بتهم تتعلق بـ"الإرهاب" لمشاركتهم في الاحتجاجات المناهضة لأسرة آل سعود الجاثمة على رقاب شعبنا منذ عدة قرون بإجرامهم ونهب وسفك للدماء وبطش على الهوية والطائفية، مستهدفة النسيج الوطني للسطوة والسيطرة السريعة والسهلة على البلاد وثرواتها، أو لسبب حضور المحكوم عليهم بالإعدام في جنازات الذين قتلوا على أيدي قوات أمن آل سعود كونهم من أبناء المنطقة الشرقية الذين يواجه أفرادها بشكل روتيني التمييز والمحاكمات الجائرة بتهم مبهمة وواسعة النطاق نابعة من معارضتهم لسطوة آل سعود على الجزيرة العربية ومنعهم وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية.
حجم السايكوباثية والهوس المصاب به "بن سلمان" سيّاف المملكة المنفلت حيث اعداماته النشطاء والأكاديميين والعلماء والصحفيين والمفكرين وحملات الاعتقالات الواسعة النطاق التي تقوم بها قواته الأمنية الخاصة من كلا الجنسين باتت اليوم متسارعة بلا رادع ولا خوف من الضغوط الدولية أو تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية مقتنصاً انشغال العالم بالحرب الروسية على أوكرانيا وكذا الإجرام الاسرائيلي في الأراضي المحتلة الى جانب غطاء استعادته علاقته بدول الجوار الإقليمي، ومستغلاً سمفونية تلفيقه الأكاذيب ضد أبناء الجزيرة العربية بتهم مكرّرة هي «تشكيل خلية إرهابية، إطلاق النار بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، ونيّة قتل جنود» حيث بات الجميع داخلياً ودولياً يقفون على هذه التهم المتكررة في كل مرة ينوي فيها النظام السعودي إرتكاب مجزرة جديدة ضد شبابنا.. كونه (محمد بن سلمان) تعود على تكرار خرق القانون، وممارسة السرقة والكذب والشجار، وعدم الشعور بالذنب ثم إدمانه على تعاطي المخدرات.
منظمة “سند” الحقوقية السعودية في تغريدات لها عبر حسابها بـ”تويتر” كتبت إنها تلقت "معلومات تفيد اعتقال مشهور السناب، محمد باخطيب، مطلع شهر مايو 2023، من خلال قوة أمنية داهمت منزله وأخذته إلى مكان مجهول"، مضيفة في تغريدة أخرى أنها تلقت معلومات مؤكدة تفيد اعتقال اليتيوبر، وهيب الشيخ، شهر مارس الماضي، دون معرفة الأسباب، وهو صديق مقرب لمحمد باخطيب.. في الوقت ذاته كشف مصدر مقرب من القضاء السعودي أن هناك يمنيين وبحرينين ايضاً ربما سيتم اعدامهم بسيف الحرابة مع المجموعة الجديدة من شباب البلاد أو بعدهم بأيام دون معرفة الأسباب والتهم الموجهة اليهم.. في الوقت ذاته سلطت المنظمة الأوروبية السعودية لحقوق الإنسان خلال القمة العالمية الرائدة في مجال حقوق الإنسان في العصر الرقمي (Right On 2023)، الضوء على الحصار الرقمي وحرية الإعلام في السعودية من قبل السلطة الحاكمة.
ارسال التعليق