محمد بن سلمان واغتيال عفة المرأة السعودية في البيت العتيق
[حسن العمري]
أقدمت هيئة "كبار علماء" السعودية على إرسال رسالة واضحة المعالم الى "محمد بن سلمان" معلنة تأييدها لمخططاته بخصوص ما أطلق عليه "الإسلام الوسطي المعتدل المنفتح على العالم" لتفسيق المجتمع السعودي وتفتيت لحمته الاجتماعية والدينية، متناغمة معه في كل خطوة يخطوها في هذا المجال منذ تأسيس "هيئة الترفيه" وأعمالها الشاذة والغريبة جداً عن مجتمعنا التقليدي الاسلامي حيث إقامة حفلات الرقص الماجنة المختلطة، والحفلات الغنائية، وفتح محال بيع الخمور واللهو والطرب، و... حتى بلغنا ما بلغنا عليه بتجريد المرأة السعودية من كل ما هو له صلة من قريب وبعيد بالحشمة والعفة والستر والحجاب.
منذ بدء العهد السلماني وهيئة كبار العلماء بالمملكة باتت الذراع الديني لقرارات نجل سلمان في دفع المجتمع السعودي نحو التحلل والتفكك والانحطاط الخلقي، وكذا القبول بواقع القمع السلطوي المفرط على مختلف قطاعاته السياسية والاقتصادية بإصدار فتاوى تتماشى ورغبة محمد بن سلمان تحت يافطة "حرية المرأة" التي لا تزال تقبع العشرات منهن في المعتقلات يتعرضن لأبشع أنواع الظلم والتعذيب الجسدي والروحي والتحرش الجنسي لمطالبتهن بحرية الرأي والعدالة؛ حتى انبرى عضو هيئة كبار العلماء السعودية، الشيخ "عبد الله المطلق" المستشار في الديوان الملكي، الى دعوة "الدعاة وأئمة وخطباء المساجد" بتبيان الوجه الشرعي فيما يتعلق بقرارات الدولة و...
دعم خطى نجل سلمان من قبل هيئة كبار العلماء لن يتوقف عند ما تقيمه "هيئة الترفيه" بل تعدى وتجاوز الخطوط الحمراء لمعتقد المجتمع السعودي الاسلامية وتقاليده الاجتماعية حتى باتت ظاهرة كشف الحجاب والتعري في شوارع بلاد الوحي والتنزيل من أبسط الأمور اليومية التي نراها بأم أعيننا وكذا ظاهرة هروب الفتاة من بيت الأسرة والمبيت مع صديقها أو عشيقها ويحق للوالدين الإبلاغ عنها، حيث يعتقل ويزج بالسجن كل من يشكوها الى الشرطة أو "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" التي باتت هي الأخرى أداة نشطة باسم الدين في تفسيخ الشارع السعودي ودفعه نحو الإنحطاط الخلقي والتحلل الأسري والتفسق المجتمعي.
قبل أيام خرجت قناة "العربية" في تقرير يشمئز الناظر ويدمي قلب الإنسان المسلم ليس في بلاد الحرمين الشريفين بلا على مستوى العالم الإسلامي برمته، عن تشكيل "فريق نسوي أمني" متكون من 80 عنصراً كمرحلة أولى لضمان أمن "البيت العتيق" والإشراف على سلوك الحجيج النسوي، فريق ترتدي أعضائه "الزي العسكري" شأنها شأن زميلها الرجل لا حشمت فيه يظهر مفاتن المرأة أمام أعين ضيوف الرحمن وهم يطوفون حول "الكعبة المباركة" لينشغلوا عن ذكر الله نحو الشيطان الجديد المنتشر بين صفوف الطائفين، مدعوماً من قبل وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي "عبد اللطيف آل الشيخ"، دون خجل أو وجل أو حياء.. "إن لم يكن لكم دين فكونوا أحراراً في دنياكم".
لا يختلف اثنان من أن ولي عهد سلمان وبغية ضمان العرش مستعد لعمل الكثير والكثير الذي يطلب منه في مجال تفسيق وتفتيت اللحمة الاجتماعية للأسر، بكل الوسائل الشيطانية المتاحة وبألوانها الجذابة، لكن أن يبدأ الأمر من داخل "الحرم المكي" أطهر بقعة على وجه الكرة الأرضية يستعرض فيها مفاتن المرأة المسلمة المحتشمة على الأجنبي، وأي امرأة تلك التي تم اختيارها من بين مئات المتقدمات على طلب العضوية في هذا السلك الأمني الجديد وفق مواصفات تعيد للأذهان المواصفات التي كانت مطلوبة لترشيح الفتاة العربية والاسلامية للحاق بصفوف الحرس الخاص بملك ملوك أفريقيا وإمام المسلمين "معمر القذافي" بقامتها وجماليتها، وكأن جنون العظمة يبرز الفكر ذاته لمن مصاب به.
تغيير كبير وملموس لقرارات هيئة "كبار العلماء" في المملكة خلال العهد السلماني حتى باتت تتسابق ووسائل اعلام السلطة وذباب "بن سلمان" الإلكتروني في دعم قرارا السلطة الحاكمة حتى رفع الدعوم عن السلع الغذائية والدوائية وزيادة التضخم ورفع نسبة الضريبة المضافة وتقليل رواتب العمال والموظفين من مدنيين وعسكريين والإفتاء بقتل كل من يهرب من ساحة الحرب على الشقيق الفقير اليمن المسالم، حتى تعدَّى الأمر سلسلة من الفتاوى تتعلق بحياة الناس الخاصة والتي كانت في السابق من المحرمات؛ فيسارع المفتي العام "الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ" ليعلن لإذاعة "نداء الإسلام" قائلاً: "لا بد من أن نردَّ على الجاهلين الذين لا يفرِّقون بين هذه القرارات الجائزة والمكوس المحرَّمة..".
"عائشة عبدالسلام" واحدة من أعلى الضابطات فى الجيش الليبي وتحمل رتبة عقيد والمسؤولة عن حراسة العقيد معمر القذافي، كشفت لصحيفة «DNA» الهندية سر تجنيد النساء بأنه يريد أن يصور للعالم أن نساء ليبيا يتمتعن بحقوق الرجل نفسها، كما كان يفضل دائماً غير المتزوجات كى يتفرغن لهذه الوظيفة، ثم لها خصوصيتها بقامة رشيقة طويلة وحسن الصورة والمظهر..
هي ذات الصفات التي ذكرها تقرير "العربية" مؤخراً في كيفية انتخاب ممن يرغبن اللحاق بصفوف "الفريق الأمني النسوي" للحرم المكي على أن يكون ذلك إنطلاقة جديدة يتم توسيع النطاق ونشرهن في شوارع البلاد ليظهر بذلك نجل سلمان تساوي حقوق المرأة والرجل في بلاد "الوحي والتنزيل" وكأن الأمر متوقفاً على تبرج المرأة في السعودية ورفعها للحجاب وعرض مفاتنها على الأجنبي متجاهلاً قوله تعالى {وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ ۗ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَىٰ ۗ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} سورة البقرة – الآية 120.
"معهد دول الخليج" في واشنطن كشف وفي تقرير له عن دور المؤسسة الدينية وتلونها وفق الأهواء السياسية في السعودية خاصة خلال العهد السلماني حيث التناقض واضحاً للعيان لا يمكن انكاره وباتت قراراتها تتعارض والدين الاسلامي حتى بأبسط الأمور، مبيناً أن هناك فئة من رجال الدين تبدلت آراؤها بشكل كبير بسبب ما سمي "إصلاحات".. ها هو عائض القرني وعلى شاشة القناة السعودية يقدم اعتذاره "باسم الصحوة (صحوة محمد بن سلمان) عن الأخطاء والتشديد التي خالفت الكتاب والسنة وخالفت سماحة الإسلام وخالفت الدين المعتدل الوسطي (الانحطاط الخلقي) وضيقت على الناس حتى الآن، وأن الدعاة والمشايخ هم كلهم على الدين الذي دعى اليه سمو ولي العهد محمد بن سلمان.." ما يعني ليسوا على الدين الاسلامي الحنيف، مؤكداً أن الناس (هو وجماعته من دعاة البلاط ومشايخه) على دين ملوكهم والدين لعق على ألسنتهم يحوطونه ما درّت معايشهم، فإذا محصوا بالبلاء قل الديانون..
أيام ليست ببعيدة وسيكون لأرعن آل سعود وطائشهم، مدلل قصر اليمامة، فريق أمني نسوي لحراسته تعد له شركة "بلاك ووتر" الأمريكية التي تتوالى الدائرة الأولى للحفاظ عليه بعد توصيات من قبل كبار خبرائها الأمنيين والعسكريين، ليؤكد لراعي "البقر" الحامي والمدافع أنه ينفذ رغباته وأنه مع "تمتع نساء السعودية بنفس الحقوق الممنوحة للرجال"، فيما الحقيقة هي هوس السلطة والمخدرات والجنس لولي العهد كما كان الحال مع القذافي وليس للدين ولا لتساوي الحقوق أي دور في ذلك، انما رسالة تفسيق المجتمعات الاسلامية وتفكيك لحمتها الدينية والتقليدية - راجع كتاب "لا أحد يسمع صرخاتي - سجينة في قصر القذافي" للصحافية الفرنسية أنيك كوجان والذي يحمل في طبعته الفرنسية الأصلية عنوان Les proies، أي الفرائس.
ارسال التعليق