هل يضطر آل سعود لإنهاء علاقتهم بالقاعدة؟!
[ادارة الموقع]
كثرت الفضائح في اليومين السابقين حول علاقة آل سعود مع تنظيم "القاعدة" الارهابي في كل من أفغانستان واليمن، وكان هناك شكوك في السابق حول هذه العلاقة، ولكن اليوم الغرب لم يعد بإمكانه السكوت عن هذه العلاقة، ربما لأسباب سياسية تخص الشأن الغربي وتوجهاته الجديدة بعد الفشل المتكرر لسياسة ولي العهد بن سلمان في كافة ارجاء المعمورة، وربما من باب الخوف والهلع من تكاثر هذه الظاهرة وامتدادها إلى دول أخرى، خاصةً وإن التنظيم الارهابي أصبح يملك موارد مالية كبيرة حصل عليها من نهب البنوك الحكومية في اليمن ومن اموال المملكة السعودية التي قدمت له المال في أكثر من مناسبة بحسب التقرير الأخير لوكالة أسوشيتد برس الذي انتشر يوم الثلاثاء الماضي كالنار في الهشيم وملأ الصفحات الأولى لكبرى الصحف العالمية.
هناك اختناق واضح وقصر نظر في سياسة ولي العهد وما فعله خلال العام الفائت بدأ يحصد نتائجه، وعلى ما يبدو ان هذه النتائج جاءت مؤلمة وقاسية وما يجري حاليا أن الأمير الشاب بدأ بتصرف خاطئ ليبني عليه تصرف آخر خاطئ ايضا وهكذا دواليك حتى أصبح محارباً من قبل الجميع ولم تعد العباءة الأمريكية تتسع لكل هذا الكم من الأخطاء المتراكمة والتي بدأنا نتلمس نتائجها في الآونة الأخيرة، لعل التوتر القائم حاليا مع كندا أحد اسبابها، والتسريبات الأخيرة حول العلاقة مع القاعدة سببا آخر لها.
العلاقة مع القاعدة
حاول ولي العهد محمد بن سلمان منذ البداية إبعاد جميع الشكوك عن بلاده فيما يخص العلاقة مع القاعدة، وذهب باتجاه الانفتاح لاظهار المملكة بحلة جديدة تؤكد للجميع بأن السعودية ماضية في خطة اصلاحية ستكون بعيدة كل البعد عن التطرف الديني أو دعمه، واستطاع بن سلمان ايهام الشرق والغرب بذلك لفترة لا بأس بها، لكن مجلة نيوريبابليك الأميركية ووكالة أسوشيتد برس نشرتا تقارير موثقة حول علاقة السعودية مع تنظيم القاعدة في كل من أفغانستان واليمن، لتتم ازاحة الستار عن تاريخ مليء بالكذب حول "محاربة السعودية لتنظيم القاعدة في اليمن وأفغانستان، بحسب الرواية الرسمية للمملكة والتي دعمتها الرواية الرسمية الأمريكية ايضا.
الولايات المتحدة الأمريكية لم تكن ترى محاربة المملكة السعودية لعناصر تنظيم القاعدة، بل كانت تغض النظر عن السعودية، بينما تقوم الأخيرة بالتحالف مع تنظيم القاعدة في اليمن، بحسب ما قاله الكاتب جيت هير -في مقال نشرته له مجلة نيو ريبابليك الأميركية.
ويقول الكاتب إن هذه ليست المرة الأولى التي تجد فيها واشنطن نفسها تدعم تحالفا فعليا بين الرياض والقاعدة، مضيفا أن نسخة سابقة من هذا التحالف أدت في ثمانينيات القرن الماضي إلى استيلاء حركة طالبان على أفغانستان وإلى هجمات سبتمبر/أيلول 2001 وإلى الحرب العالمية على الإرهاب.
وتقول الرواية الرسمية الأميركية إن الولايات المتحدة تدعم السعودية في حرب على جبهتين في اليمن، واحدة ضد المجموعة المسماة بتنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأخرى ضد جماعة الحوثي المدعومة من إيران. لكن تقريرا صارخا من وكالة أسوشيتد برس الثلاثاء يناقض هذه الرواية، حيث يقول إن الرياض تعتبر أن جماعة الحوثي وإيران تشكلان تهديدا كبيرا، ولذا فإن السعوديين تبنوا سياسة إشراك مقاتلي القاعدة وتشكيل تحالف فعلي مع التنظيم في شبه الجزيرة العربية.
ويدرك الجيش الأميركي هذا التحالف السعودي مع تنظيم القاعدة -وفق ما يشير تقرير أسوشيتد برس- لكنه قرر غض الطرف عنه وتجاهله.
ويؤكد تقرير الوكالة أن التحالف الذي تقوده السعودية "أبرم صفقات سرية مع مقاتلي تنظيم القاعدة، وأنه دفع المال لبعضهم من أجل تركهم المدن والبلدات الرئيسية، وأنه ترك آخرين منهم يتراجعون بأسلحة ومعدات ورزم من الأموال المنهوبة". ويضيف أن "هذه التسويات والتحالفات سمحت لمقاتلي القاعدة بأن يبقوا ليقاتلوا في وقت آخر، وسط مخاطر من أن يقوموا بتعزيز قوة الفرع الأكثر خطورة لشبكة الإرهاب التي نفذت هجمات 11 سبتمبر". ويقول المشاركون الرئيسيون في هذه التسويات إن الولايات المتحدة كانت على علم بهذه الترتيبات، وإنها قامت بتعليق أي هجمات لها بطائرات دون طيار.
ويضيف الكاتب أن مايكل هورتون الباحث بمؤسسة جيمستاون إن عناصر الجيش الأميركي يدركون بوضوح أن الكثير مما تفعله بلادهم في اليمن يساعد تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وأن هناك قلقا كبيرا بهذا الشأن.
هل تعلن طلاقها للتنظيم
في الحقيقة كانت السعودية تبحث عن موطئ قدم لها في اليمن تبرر من خلاله حربها على الأخيرة وعمليات القصف المستمرة للمدنيين، ولم يكن امامها سوى الادعاء بمهاجمة عناصر ارهابية لكسب حماية دولية وشرعية لهذه الحرب، وهذا يمكنها بطبيعة الحال من تبييض صفحتها أمام الغرب بأنها تحارب الارهاب.
ما حصل فيما بعد أن التحالف العربي بقيادة السعودية لم يحارب التنظيم الذي تمدد بكثرة وحصل على المال والسلاح من خلال عمليات السرقة والنهب للمراكز الحكومية، مما اضطر التحالف إلى إجراء محادثات سرية معه، تم إغراؤه فيها بالمال مقابل الانسحاب وإحداث صخب إعلامي بأن السعودية دحرت عناصر التنظيم الإرهابي وحررت اليمن من رجس الإرهاب، ولكن كيف يكون ذلك والبلاد تعيش أسوأ أزمة إنسانية شهدها التاريخ ناهيك عن آلاف القتلى وانتشار الأمراض والأوبئة في كل مكان.
واليوم وبعد انتشار هذه المعلومات عن علاقة السعودية بالتنظيم الارهابي لابد لولي العهد من اعادة حساباته من جديد، وتبني موقف حازم بهذا الخصوص، بعد أن تورط تحت أعين الأمريكان بهذه العلاقات المشبوهة، ويبقى السؤال هل سيتجرأ عن فك العلاقة مع التنظيم؟!.
ارسال التعليق