
آل سعود: إرهاب قرن
لــم يكــن العــدوان علــى اليمــن شــيئًا ارتجاليًّــا مــن قبــل نظــام آل ســعود، بــل إنّــه عمليّــة مخطّطــة امتــدّت سلســلة حلقاتهــا مــن التدخّـلات المباشــرة وغيــر المباشــرة فــي البلــدان التــي انطلــق فيهــا الربيــع العربــيّ، فكانــت الســعوديّة، وبإيعــاز مــن أمريــكا، المنفّــذ لمخطّــط الفوضــى فــي المنطقــة .
المنطقــة العربيّــة باتــت بــؤرة للصــراع، تغــذّي فيهــا المملكــة الســعوديّة بعــض الأنظمــة التــي تخضــع لهــا ولسياســاتها الطائفيّــة، لتثبيتهــا فــي الحكــم واضطهــاد الشــعوب، كنظــام آل خليفــة فــي البحريـن إضافـة إلـى الاحتـلال المباشـر لمـا يسـمّى قـوّات درع الجزيـرة بقيــادة الســعوديّة، بينمــا عمــل آل ســعود علــى دعــم المتطرّفيــن وتزويدهــم بالأســلحة تحــت غطــاء دولــيّ كمــا فعلــوا فــي ســوريا، وظلّـت بعـض الـدول فـي المنطقـة تتأرجـح بيـن مطرقة تنفيذ سياسـة آل سـعود التفكيكيّـة وزرع العـداوات، وسـندان العقوبـات باسـتخدام الجماعـات المتطرّفـة الحاملـة للفكـر التكفيـريّ الوهابـيّ وتحريكهـا عبــر التفجيــرات والاغتيــالات، وغيرهــا مــن الأعمــال التــي تخــلّ بأمــن المجتمعـات وسـكينتها فـي البلـدان التـي رفضـت أنظمتهـا الانصياع للنظــام الســعوديّ، وفــي كلا الحالتيــن رضخــت بعــض الأنظمــة لتنفيــذ إمـلاءات آل ســعود لتهنــأ بالهــدوء المؤقّــت نتيجــة قمعهــا لمواطنيهــا، لتُــدر الســعوديّة أمــوال النفــط جــزاء لــكلّ مــن انضــم تحــت عباءتهــا التــي لــن تــدوم طويــلًا، بينمــا تظــلّ الشــعوب تناضــل للتحـرّر مـن التبعيّـة ومكافحـة الإرهـاب السـعوديّ المتمثّـل بأذرعهـا المتطرفــة «القاعــدة، وداعــش» المســلّطة علــى رقــاب العبــاد.
كلّ هـذا خدمـة للكيـان الصهيونـيّ فـي إفشـاء الرعـب فـي المنطقـة العربيّـة، لينعـم الكيـان الغاصـب بالأمـن والاسـتقرار قـدر المسـتطاع .
أنظمــة العالــم الأوّل وشــعوبه يعلمــون علــم اليقيــن كيــف أنّ الســعودية هــي الشــرّ المطلــق الــذي يهــدّد الجميــع، ومــع ذلــك، لــو عدنــا بالزمــن عشــرات الســنوات، لشــاهدنا الســعوديّة تمّــول بنــاء مراكــز نشــر الفكــر الوهابــيّ المتطــرّف فــي معظــم دول أوروبــا والعالــم، علــى أنّ هــذا هــو الإســلام، وهــذا مــا يخــدم الصهيونيّــة العالميّــة فــي إيصــال الصــورة المشــوّهة عــن المســلمين، وللوصــول إلـى محاربـة كلّ مـن ينتمـي لLسـلام بصلـة فـي كلّ أرجـاء المعمـورة، كلّ ذلـك يتجسّـد اليـوم، وهـا هـو رئيـس الـوزراء الإسـرائيليّ بنياميـن نتنياهــو الــذي يوضــح فــي كلّ خطاباتــه «أنّ إســرائيل دولــة مســالمة تمثّــل الأمــن والاســتقرار فــي محيــط مضطــرب ملــيء بالطغيــان والفوضــى والدمــار» علــى حـدّ قولــه، هكــذا يخــدم النظــام الســعوديّ بنــي صهيــون والغــرب، وبتدميــر أوطاننــا تعتقــد أســرة آل ســعود أنّ ملكهــا ســيدوم، وأنّ أمريــكا ودول الاســتكبار ســتحفظ لهــا جميــلًا.
لدينـا مثـلٌ عربـيّ شـهير يقـول «طبَّـاخ السـمّ لازم يذوقـه»، فسـيعود سُّــم الإرهــاب الــذي ولــد مــن رحــم قبيلــة آل ســعود ونمــا وترعــرع فــي أحضانهــا وانتشــر بأيديهــا، ســيعود إليهــا ليذيقهــا وبــال مــا فعلــت بالأمــة، وبــدلًا مــن اســتخدام المتطرّفيــن لترويــع الشــعوب، ســيكتب التطــرّف فــي الأيــام القليلــة القادمــة نهايــة مملكــة الشــرّ وســتقع مملكـة آل سـعود فـي شـر أعمالهـا، وسـيضرب الإرهـاب أرجاءهـا حتى انكســار قــرن الشــيطان .
لا عجـب، فعـام مـن العـدوان العسـكريّ، والحصـار الجائـر، بـرًّا وبحـرًا وجــوًّا، علــى اليمــن كان لــه آثــره البالــغ فــي زعزعــة كيــان آل ســعود سياســيًّا واقتصاديًّــا، داخليًّــا وخارجيًّــا، فالأرقــام والإحصائيّــات كلّهــا تشـير إلـى بـدء نهايـة الأسـرة التـي جثمـت علـى صـدر الأمـة لأكثـر مـن قــرن مــن الزمــان .
ارسال التعليق