السعودية تدفع الملايين لتلميع صورة ابن سلمان
قالت صحيفة الغارديان البريطانية، أمس، إنّ شركة دعاية وعلاقات عامة بريطانية يديرها صديق مقرب من بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني الجديد، تقدم مواد دعائية لعملاء من بينهم حكومة السعودية على أنها أخبار في “فيسبوك”.
وأوردت الصحيفة في صفحتها الأولى تقريراً لجيم ووترسون، محرر شؤون الإعلام، بعنوان “حليف رئيس الوزراء يدير شبكة للتضليل على فيسبوك”. وأوضح التقرير أنّ “شركة سي تي إف بارتنرز (CTF) للدعاية والعلاقات العامة، التي يديرها سير لينتون كروسبي، الحليف المقرب لرئيس الوزراء البريطاني، بنت شبكة للتضليل تقدم موادَّ للدعاية على أنها أخبار حقيقية على فيسبوك”.
وقال التقرير: إن “تحقيقاً موسعاً أجرته الصحيفة، وتضمن لقاءات مع موظفين حاليين وسابقين في الشركة، ودراسة مستفيضة لاستراتيجياتها، كشف أنها تقدم تضليلاً احترافياً على الإنترنت، وأنها قبلت عملاء مثيرين للجدل، كما أن بعض موظفاتها تعرضن للتنمر المعادي للمرأة”. وتنقل الصحيفة عن الموظفين، قولهم إن مناخ السرية في الشركة وصل لدرجة أن العاملين في حملات التضليل على الإنترنت، التي قامت بالترويج للعملاء بطريقة انتقائية على صفحات “فيسبوك” مجهولة المصدر، واتبعت صيغة واحدة، استخدموا الرموز الأولى، بدلا من الأسماء الكاملة في النظام الداخلي لها، حتى لا يتم تتبع المصدر إلى شركة “سي تي أف” وزبائنها.
ويجد التقرير أن الكشف عن تصرفات الشركة يزيد من الضغط على رئيس الوزراء ليبعد نفسه عن “سي تي إف”، حيث حذر موظفون سابقون من الأثر الكبير الذي تمارسه الشركة على الحكومة الجديدة، مشيراً إلى أن “سي تي إف” قدمت في بداية العام قرضاً دون فوائد إلى جونسون ليغطي نفقات مكتب ورواتب موظفين، وأن شريكي غروسبي في الشركة، وهما مارك تيكستور ومارك فولبروك، الذي أخذ إجازة من العمل لإدارة حملة جونسون في السباق على زعامة حزب المحافظين إلى جانب ديفيد كانزيني.
ويكشف التقرير عن أن الشركة قدمت خدماتها إلى رئيس الوزراء الماليزي السابق نجيب رزاق، المتورط في أكبر فضيحة فساد يشهدها العالم، مع أنه ينفي ارتكاب أي خطأ، بالإضافة إلى دور للشركة في حملات في دول ذات سجل فقير في حقوق الإنسان، مثل زيمبابوي وسيريلانكا واليمن.
وأنشأت الشركة صفحات تبدو مستقلة، تتعلق بحرب اليمن، بأسماء مثل “دبلوماسي شرق أوسطي” أو “تركيز على إيران”، دون أن تكشف عن عملها نيابة عن الحكومة السعودية التي تشترك وبقوة في الحرب.
كما ترتبط CTF بشبكة تضليل تضم صفحات عن أفريقيا، مثل “في داخل انتخابات موريتانيا” و”انتخابات زيمبابوي الحرة والنزيهة”، التي من المفترض أن تقدم أخباراً مشفوعة بالحقائق عما يجري في البلدين، دون الكشف عن مصدر التمويل أو العمل نيابة عن حملات سياسية.
وينوه الكاتب إلى أنه عادة ما تتم إدارة الصفحات المتعددة المفترضة أنها مستقلة من حساب “مدير تجاري” في شركة غروسبي، يتجاوز أدوات الشفافية في شركة “فيسبوك”، مشيراً إلى أن مستخدم “فيسبوك” عادة ما لا ينتبه لهذا الأمر.
وأضاف التقرير أن “الشركة حصلت على مئات الملايين من الجنيهات الإسترلينية من الحكومة السعودية لتلميع صورة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تورط لاحقاً في مقتل الصحفي جمال خاشقجي”.
ومنذ اغتيال الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول التركية بأكتوبر الماضي، كشفت صحف غربية عن تورط شركات أجنبية تقدم خدمات دعاية وعلاقات عامة في تلميع صورة ابن سلمان في أوروبا وأمريكا لتخفيف حدة الانتقادات تجاهه خصوصاً في قضية خاشقجي، وحرب اليمن، والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان داخل المملكة.
ارسال التعليق