السعودية تستخدم الحج لاغراضها الشيطانية
أصدرت الهيئة الدولية لمُراقبة إدارة السعودية للحرمين التقرير النصف الأول لسنة 2019 بعنوان استمرار التسييس والاستخفاف بالمسلمين، حيث رصد التقرير كافة جوانب سوء الإدارة والانتهاكات التي ترتكبها الإدارة السعودية الحالية للحرمين. وقد وثق التقرير سلسلة من الانتهاكات والتجاوزات خلال النصف الأول من عام 2019 مثل حرمان دول بأكملها من العمرة والتسجيل للحج ومنع وحرمان الآلاف من المسلمين من أداء العمرة وفرض الرسوم الباهظة غير المبررة وفشل أنظمة الأمن والسلامة المُطبقة في الحرمين وتسييس الحجّ عن طريق مُعاقبة دول ومُواطنين مُختلفين سياسياً مع النظام السعودي، وتوزيع حصص حج غير عادلة واعتقال وترحيل مُعتمرين بسبب آرائهم السياسية بالرغم من قدومهم إلى السعودية بشكل قانوني. واستعرض التقرير أنشطة الضغط والمناصرة والفعاليات والأنشطة التي تنفذها الهيئة الدولية بهدف الضغط على السعودية لمنع تسييسها الحج والعمرة واستغلالها لصالح تحالفات سياسية وعسكرية مُعينة، وتحقيق أقصى درجات الشفافية والنزاهة في إدارة تلك الأماكن وضمان عدم تكرار الانتهاكات المُتواصلة بحق المُسلمين في شتى بقاع الأرض ولتحقيق إدارة سليمة وفقاً للتعاليم والقيم الإسلامية والأساليب العليمة الحديثة في إدارة الأماكن والمشاعر الإسلامية المقدّسة، من أجل إنجاح جميع مواسم الحجّ والعمرة وعدم وقوع خسائر في الأرواح وكوارث أثناء هذه المواسم.
العمرة والحج مقابل مواقف سياسية
اتّهمت الهيئةُ السعوديةَ باستخدام ملف العمرة والحج مُقابل مواقف سياسية من الهند وباكستان، حيث نقلت الصحف الهندية والباكستانية عن موافقة السعودية على رفع حصص الحج للدولتين وذلك تزامناً مع زيارة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، حيث تم رفع حصة الحجيج الباكستانيين من 180 ألفاً إلى 200 ألف حاج، وحصة الهند من 136 إلى 161 ألف حاج.
وأكّدت الهيئة الدولية أن السلطات السعودية استخدمت الأموال وملف الحج للضغط على بعض الدول لدعم السياسات السعودية، واعتبرت الهيئة الدولية أن توزيع حصص الحج وفقاً للأهداف السياسية للسلطات السعودية ولتحقيق مكاسب سياسية انتهاكٌ صارخٌ لحقوق جميع المسلمين في العالم، وخاصة المُتواجدين في الدول الإسلامية الفقيرة.
وقالت إنها رصدت اعتقال العديد من الدعاة ووضعهم في أماكن غير مُناسبة وتعذيبهم وتجويعهم، حيث تناقلت وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان خبر مقتل الداعية السعودي سلمان الدويش نتيجة التعذيب في سجون السعودية، وقد تمّ اختطاف الداعية الدويش في مكة المكرمة على يد موظفين.
عراقيل أمام حجاج قطر
قالت الهيئة الدولية إنها رصدت في 2019 وضع السعودية العديد من العراقيل أمام المُعتمرين والحجاج القطريين للعام الثالث على التوالي مُستغلةً الخلاف السياسي مع قطر، وأكّدت أن السعودية ما زالت تصر على إغلاق باب التسجيل الرسمي للحج وتستخدم ورقة الحجاج والمُعتمرين القطريين بطريقة بشعة وغير أخلاقية لتحقيق مكاسب سياسية وللضغط على حكومة قطر، وأضافت الهيئة في تقريرها نصف السنوي أن السعودية اختارت أن تعاقب مُواطني دولة إسلامية بشكل غير أخلاقي وحرمان مواطنيها ومُقيميها من الحج.
كما اتهمت الهيئة السلطات السعودية بمُمارسة التمييز العنصري ضد المعتمرين القطريين للعام الثالث على التوالي وذلك بسبب إقحام النظام السعودي خلافاته السياسية مع الدول المجاورة في إدارته للأماكن المقدسة في بلاد الحرمين، وذلك بعد أن أعلنت السعودية عن مسار إلكتروني للمُعتمرين القطريين فقط بدون التنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية، وفرض الدخول إلى الأراضي السعودية فقط عن طريق مطارَي الملك عبد العزيز، والأمير محمد بن عبد العزيز، إضافة إلى عدم السماح للمُعتمرين بالمرور البري عبر معبر سلوى الرابط بين البلدين. وقالت إنها تلقت عدداً من الشكاوى من مواطنين قطريين في العام الماضي حول صعوبة التسجيل والعراقيل التي تضعها السلطات السعودية في وجه المُواطنين القطريين. ويقول أحد المُواطنين إنه قد اشترط عليهم الأمن مرافقة الكاميرات وتصويرهم أثناء الدخول وتأدية العبادات بشكل مهين بالرغم من رفضهم للتصوير وذلك بعد اجتيازهم لجميع العراقيل الصعبة. واتهمت الهيئة السلطات السعودية بتسييس الحج والعمرة واستخدام ملف الحج والعمرة للانتقام السياسي من الحكومة القطرية ومحاولة بثّ الفتنة والفرقة بين طبقات المجتمع القطري المُتماسكة. وأضافت الهيئة إنه من غير الجائز منع المسلمين وصدهم عن أداء مناسك الحج والعمرة، حيث يضع المُسلمين حول العالم في حالة من الغموض والارتباك والخوف على ما سيحدث بعد ذلك للشعائر الدينية في السعودية.
إساءة معاملة المعتمرين من جنسيات مختلفة
قالت الهيئة الدولية لمُراقبة إدارة الحرمين إن مندوبيها رصدوا هذا العام إساءة مُعاملة المُعتمرين اليمنيين والسوريين المُسلمين بفعل البيئة العدائية التي صنعتها السلطات الرسمية، كما حدث مع معتمري وحجاج دول أخرى، وكان آخرها مع حجاج دولة قطر. وأضافت إن السعودية منعت المُواطنين الليبيين من العمرة هذا العام بسبب خلافات السعودية السياسية مع رئاسة حكومة الوفاق الوطني الليبية المُعترف بها دولياً، كما اعتقلت في وقت سابق معتمرين ليبيين في مطار جدة وتسليمهم للواء المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا، وحذّرت الهيئة الدولية السلطات السعودية من منع المُواطنين الليبيين من الحج هذا العام بسبب خلافاتها السياسية. وقالت إنه تم منع المُعتصمين في محافظة المهرة اليمنية ضد الاحتلال الإماراتي السعودي من أداء مناسك العمرة، حيث نشر موقع المهرة بوست الإعلامي عن مصدر مطلع أن النظام السعودي يمنع قيادات اعتصام المهرة من أداء مناسك العمرة ووضعت أسماء بعض سكان محافظة المهرة من المعارضين في قائمة المطلوب القبض عليهم والممنوعين من زيارة بيت الله الحرام في مكّة، مع العلم أن النظام السعودي يسمح لبعض المؤيدين للتواجد السعودي الإماراتي في اليمن من زيارة بيت الله الحرام.
إصدار تأشيرة الحفلات الترفيهية
رصدت الهيئة أن مدة إصدار تأشيرة الحفلات الترفيهية أقلّ من مدة إصدار تأشيرة العُمرة في السعودية واتهمت السعودية باستخدام المنابر الإسلامية المقدسة في الحرمين كمنابر سياسية لنشر الكراهية بين الدول الإسلامية وحشد الدعم والتأييد لسياساتها ورؤية أمرائها وحكومتها السياسية وتقوم بتوظيف المشاعر المقدسة وحتى الدين الإسلامي للدفاع عن سياسات الحكومة السعودية في سلوك غير لائق بقدسية الأماكن الدينية ويسيء للدين الإسلامي وأحكامه، فقد تمّ استخدام المنابر لتأييد حصار قطر وحروب المملكة مع الدول الإسلامية الأخرى، وأكّدت الهيئة الدولية لمُراقبة إدارة السعودية أن النظام السعودي يجنّد الدعاة وخطباء المساجد في الحرمين لتسييس المنابر والتغطية على جرائم السلطات السعودية في الداخل والخارج وتمرير القرارات المُثيرة للجدل.
حرمان المقيم السوري من التسجيل للحج
قالت الهيئة إنها رصدت قرار السلطات السعودية بحرمان السوريين المُقيمين في الداخل السوري من التسجيل للحج هذا العام وتوقيع اتفاق مع المعارضة السورية خارج سوريا بمنحهم 18000 حصة حج، وقد اتهمت الهيئة الدولية الإدارة السعودية بتوزيع حصص الحج على أحزاب سياسية معينة، وذلك لاستخدام ملف الحج لتحقيق مكاسب وأطماع سياسية، وقالت الهيئة إنه يجب على الإدارة السعودية التعامل بحيادية وبعيداً عن السياسة مع جميع المسلمين في العالم تماشياً مع تعاليم الإسلام الحنيف ورسالة الحج السامية وهي مساواة جميع المسلمين أمام يدي الخالق. وقالت وزارة الأوقاف السورية في وقت سابق شرط الاستطاعة لأداء ركن الحج غير محقق بسبب السلطات السعودية رغم المُخاطبات المتكررة من الوزارة لمنظمة التعاون الإسلامي ووزارة الحج السعودية بهذا الصدد عن طريق وزارة الخارجية السورية.
ارسال التعليق