السعودية حرضت إسرائيل على احتلال فلسطين وسيناء
نشر موقع المؤتمر.نت التابع لحزب الرئيس اليمني علي عبدالله صالح، وثيقة وصفت من قبل المتابعين لها بأنها خطيرة بسبب ما تضمنته من معلومات حساسة تتعلق بالدور السعودي الخفي في إضعاف الموقف المصري خلال حرب عام 1967، حيث كانت السعودية ساعتها على خلاف شديد مع نظام الرئيس عبدالناصر في اليمن لدعمه الثوار ضد حكم الإمام الذي تدعمه الرياض.
وتدعو الوثيقة إلى وأد أي فكرة الوحدة العربية وتنال من كل الدول المجاورة للمملكة، بما فيها العراق وسوريا وفلسطين والأردن. ونصحت الوثيقة التي بعثتها السعودية الرئيس الأمريكي جونسون وتتعلق بحرب 67م بالقول: "لن تنسحب القوات المصرية من اليمن إلا إذا تحركت إسرائيل لاحتلال غزة واحتلال سيناء والضفة الغربية.. وتابعت الوثيقة أن ذلك سيجبر عبدالناصر على الانسحاب من اليمن".
وتحدث الوثيقة التي كتبت بتاريخ 27 ديسمبر 1966 – أي قبل الهزيمة بعدة أشهر - عما ما وصفته بدور مصر الخطير في اليمن والمنطقة بوجه عام، بدعمها الثوار وإلهاب إذاعاتها لمشاعر الناس ضدنا جميعاً، أي ضد الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية ودأب مصر المستمر والتاريخي لإسقاط حكمنا..(يقصد حكم السعودية).
وتخللت الوثيقة عدة نقاط طرحتها السعودية على الرئيس الأمريكي، مؤكدة أن مصر هي العدو الأكبر للسعودية وأمريكا في نفس الوقت وتحرض الوثيقة على: أن تقوم أمريكا بدعم إسرائيل بهجوم خاطف على مصر تستولي به على أهم الأماكن الحيوية في مصر لتضطرها بذلك إلى سحب جيشها صاغرة من اليمن-أن سوريا هي الثانية يجب أن لا تسلم من هذا الهجوم، مع اقتطاع جزء من أراضيها يشغلها عن المملكة لكي لا تتفرغ هي الأخرى بعد سقوط مصر لسد الفراغ المصري في القومية العربية.
كذلك الاستيلاء على قطاع غزة الواقعة تحت الحكم المصري والاستيلاء على الضفة الغربية من الأردن مهم جداً لكي لا تبقى للفلسطينيين أية مطامع في أية أرض واقعة تحت أيه إدارة عربية تسمح للفلسطينيين بعد ذلك بالتحرك من خلالها أو تستغلهم فيها أية دول عربية بحجة تحرير فلسطين - تقوية مصطفى البرزاني بإمداده لإقامة حكومة كردية في شمال العراق مهمتها إشغال أي حكم عربي ينادي بالوحدة العربية، سواء في الحاضر أو المستقبل، علماً بأننا منذ العام الماضي بدأنا بإمداد مصطفى البرزاني بالمال والسالح من داخل العراق وعن طريق تركيا وإيران.
عبارات التعظيم
وتبدأ الوثيقة بكثير من عبارات التفخيم والتعظيم لرئيس الولايات المتحدة، وهو ملمح الهدف منه الحصول على المزيد من القبول لدى رئيس القوة العظمى في العالم. وتواصل الوثيقة الحديث عن الزيارات المتبادلة ومالقيته المملكة من حفاوة ودعم من قبل الولايات المتحدة، وهو دليل على وحدة الهدف الذي هو التخلص من النظام المصري وتورد الوثيقة حديثا عن جهود بذلتها الرياض ووساطات أدخلتها من أجل إسكات هذا الإعلام المدوي، وتصل إلى أن الرياض وجدت نفسها مضطرة للأخذ برأي رئيس الولايات المتحدة المتمثل في توسيط الوسطاء إلى نظام عبدالناصر للتقرب من مصر اتقاء لها.
لعل السعودية بذلك التقارب تضمن صمت إذاعاتها عن المملكة التي تصف نفسها بأنها دعامة المنطقة نظراً لقداسة أراضيها، وتعترف الوثيقة أن الولايات المتحدة لا يهمها ما تقوله مصر وغيرها فيها، وتؤكد الوثيقة أنه باتفاق المملكة السعودية مع مصر فقد نصل إلى حل الكثير من المشاكل في المنقطة، بما فيها مشكلة اليمن، وتنسب هذا المقترح للرئيس الأمريكي، وتتحدث عن وسطاء بين السعودية ومصر منهم الرئيس السوداني محمد محجوب، وشخصيات أخرى.
وتتحدث عن اللقاءات التي تمت بين الرياض والقاهرة، سواء في اللقاءات الثنائية أو تلك التي تمت من خلال مجموعة مؤتمر عدم الانحياز في القاهرة في أكتوبر 1964م وكيف تم الاتفاق على وقف حملات التشهير الإذاعية، ومحاولة حل الخلافات القائمة بين الأطراف المختلفة باليمن، وسحب الجيش المصري من اليمن، وإبعاد العناصر الثورية التي أطاحت بالملك محمد البدر وعائلته، وإشراك الملكيين في الحكم مع أناس من يتسمون بالاعتدال. وتوضح الوثيقة أن المملكة بموجب ذلك تعهدت بوقف الإمداد الخارجي للملكيين في اليمن.
شيطنة الخصم
وتوضح الوثيقة التي تشبه المرافعة المكتملة الشروط، الآليات التي تعرضها المملكة من أجل إيجاد حل للمشكلة اليمنية من وجهة نظر سعودية، مع محاولة واضحة لشيطنة الخصم وحشره في الزاوية. مؤكدة أن مصر لم تف بوعدها في كل الاتفاقيات السابقة. وتتحدث بكثير من التفصيل عن خسائر حرب اليمن، حيث تورد أنها تسببت في مقتل أكثر من 15 ألف جندي مصري وأكثر من مائة ألف من اليمنيين بين الملكيين والجمهوريين، محدثة استياء عارما في اليمن ضد المصريين وتدعي الوثيقة أن عددا كبيرا من قادة اليمن توجهوا إلى الممكلة طالبين تدخلها لإيقاف "المستعمرين المصريين"، وذلك في مؤتمر كبير عقد بالطائف في العام 65، حيث تؤكد الوثيقة بيعة اليمنيين للمملكة، مطالبين إياها بالعمل معهم لإخراج المصريين من اليمن بما يضمن لهم انشغال المصريين عنهم وعن غيرهم بأنفسهم".
مما جعل عبدالناصر نفسه يركع أمام جهاد اليمنيين ويتحرك بنفسه نحوالمملكة بنفسه وقول الوثيقة بالنص "وهكذا جاء عبدالناصر إلى جدة ليقبل جبيني وخشمي على الطريقة العربية، طالباً حل مصيبة اليمن، وانتهى الاجتماع إلى اتفاق جدة. "بشروطه المفصلة في الوثيقة، حتى أن الوثيقة تسرد التفاصيل بذكر أسماء الشخصيات الثانوية ورؤساء الوفود والبنود المفصلة للاتفاقيات الثنائية بين مصر والمملكة! وتورد المذكرة أن هذا الاتفاق لم ينجح كالاتفاقيات السابقة وتوضح أسباب ذلك وكلها من وجهة نظر الوثيقة ترجع إلى صلف عبدالناصر ورفضه الانسحاب من اليمن.
حيث توضح الوثيقة مقتطفات من خطب عبد الناصر ورسائله للملكة أو أحاديثه في مؤتمرات. وتتحدث الوثيقة عن السفاحين المصريين وممارساتهم، مؤكدة أن الجيش المصري لن ينسحب من اليمن، وتخلص إلى أن خطورة وجود هذا الجيش المصري أو أي وجود مصري آخر في اليمن سيكون عقباها غير حميدة ليس للمملكة، وحدها بل لأصدقائها الأمريكان وبريطانيا والدول الغريبة خاصة، وتخلص الوثيقة إلى أنه باسم هذا المصير الواحد والمصالح المشتركة، فإن الولايات المتحدة مدعوة لحماية العرش السعودي من خطر هذه المبادئ التي نقل عدواها إلى المملكة أنصار المصريين ووجود الجيش في حدود ها وأشاعتها إذاعات مصر في أجواء المملكة.
ارسال التعليق