تحركات آل سعود هدفها حماية أنفسهم من العاصفة
نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية تقريراً تناولت فيه تحرّكات العائلة المالكة في السعودية لحماية نفسها من الأخطار التي باتت تهدّدها. وقال التقرير: كما يبدو أن تحرك العائلة المالكة هو لتوحيد صفوفها ولحماية نفسها من العاصفة التي هزتها بعد جريمة قتل خاشقجي وما ترتب عليها من غضب واستياء شعبي، وتنقل الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين مقرّبين أن الملك الثمانيني سلمان عاد لممارسة بعض من مهامه التي حولها لابنه بسبب تداعيات مقتل الصحافي، ما أثار التكهنات حول إمكانية تخفيف بعض سلطات ولي العهد البالغ من العمر 33 عاماً، مشيرة إلى أن هناك أدلة على استماع الملك وولي عهده للأصوات داخل العائلة، بعد عامين من توطيد السلطة وتهميش الأمراء. ويلفت التقرير إلى أن أحد أشقاء الملك من الخارج، وهو الأمير أحمد بن عبد العزيز، عاد أمس الأول، وهو تحرّك رأى فيه المسؤولون الأجانب والأشخاص المقربون من العائلة محاولة لتوحيد صفوفها.
ويشير التقرير إلى أن مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول في بداية الشهر الحالي أثر على علاقات المملكة مع معظم حلفائها الغربيين، مشيراً إلى أن القضية وضعت الضغوط على ولي العهد الذي قاد حملة قمع ضد الناقدين له في الداخل والخارج، وحاول في الوقت ذاته إصلاح الاقتصاد وتخفيف حدة القيود الاجتماعية. وتفيد الصحيفة بأن مقربين من ولي العهد عزلا من وظائفهما؛ نظراً لشبهة علاقتهما بالمؤامرة لقتل خاشقجي، فيما يتوقع عزل أو تهميش أمراء آخرين، وذلك بحسب مسؤولين على علم بالأمر، لافتة إلى أن النظام السعودي ينفي علمها بخطة قتل الصحافي المعروف. ويستدرك التقرير بأنه رغم أن ولي العهد شجب الجريمة ووصفها بالمنكرة، وتعهد بجلب المتورطين فيها إلى المحاكمة، إلا أن هناك سخطاً وحالة من الإحباط من الأخطاء التي ارتكبها. وتقول الصحيفة إن البعض يخشى من فتح موضوع الخلافة في وقت تواجه فيه العائلة أزمة، ما سيؤدّي إلى زعزعة استقرارها، وإضعاف سلطتها، لافتة إلى أن هناك قلة قادرة على تحدي سلطته، خاصة أن الملك وابنه قاما، منذ العام الماضي، بتهميش وإسكات الأمراء البارزين في العائلة. ويشير التقرير إلى أنه في الوقت الذي أبعد فيه الكثير من حلفاء المملكة أنفسهم عنها في أعقاب الجريمة، إلا أن هناك من وقف بجانبها. وتنقل الصحيفة الأمريكية عن مسؤولين مقربين من العائلة وفي الحكومة، قولهم إن الملك فكر بالتنحي عن السلطة لابنه، إلا أن هذا الخيار أصبح بعد الجريمة غير عملي، مشيرة إلى أن الأمير أحمد، شقيق الملك ووزير الداخلية السابق، كان واحداً من الأمراء الذي عارضوا تعيين ابن سلمان ولياً للعهد في العام الماضي. وبحسب التقرير، فإن الحكومة السعودية قامت بعد تعيين ابن سلمان العام الماضي، بالحد من حركة الأمير أحمد، الذي قرر الانتقال إلى لندن، ويقول المراقبون إن عودته إلى السعودية هي إشارة واضحة إلى أثر جريمة مقتل خاشقجي على المشهد في السعودية.
وقالت الصحيفة إن الأمير أحمد وصل إلى الرياض بعد أن تلقى تطمينات قبل عودته من الحكومة البريطانية أنه سيكون في مأمن من الخطر. ورأى مراقبون، أن عودته قد تكون انفتاحاً جديداً على الإجماع الذي اختفى بعد وصول الملك سلمان للحكم في عام 2015.
ارسال التعليق