تركي الحمد يدعو لإنشاء ملاهي ليلية
أثار الكاتب السعودي، تركي الحمد المحسوب على النظام، الجدل من جديد، بعد حديثه عن المرجعيات التي يجب أن تتبعها الدولة الحديثة، معتبرا أنه لا يجب أن يكون هناك دخل للحلال والحرام.
وقال تركي في سلسلة تغريدات عبر حسابه على موقع تويتر: “الدولة الحديثة، وأكرر الحديثة، بصفتها المؤسسة الحاوية لكل شرائح المجتمع، لا تحلل ولا تحرم وفقا لمرجعية دينية أو أخلاقية معينة، وليس لها أي صفة دينية بقدر ما أن وظيفتها هي فرض القانون المنظم للعلاقة بين تلك الشرائح”.
وأضاف: “فيكون السماح أو المنع وفقا للقانون الذي يهدف في النهاية إلى تحقيق العدل وفق محتواه بين أفراد المجتمع، فيتحقق الأمن والسلم الاجتماعي. قضايا الحلال والحرام، أو ما يجوز ولا يجوز، متروكة لضمير الفرد ومرجعيته الدينية والاخلاقية، أو عاداته وتقاليده، أو لنقل المرجعية القيمية بصفة عامة، ولا دخل للدولة في كل ذلك. الدولة، ووفق للقانون المعمول به”.
وتابع: “لا تمانع مثلا بوجود المعبد والملهى، ولكنها لا تتدخل في أمر ذهابك لهذا أو ابتعادك عن ذاك، فلا تجبرك ولا تمنعك، فذاك شأن منوط بقيم يتبناها الفرد وفق مرجعية معينة، ولا يحق له فرضها على الجميع، طالما كان هناك قانون يتحرك الكل في اطاره، وهذا هو فصل الخطاب في تقديري”.
يُشار إلى أن الحديث عن الملاهي الليلية في السعودية بدأ في 2019، وقتما تم الإعلان عن افتتاح فرع لملهى ليلي شهير في جدة، ما أثار جدلا واسعا بين السعوديين الذين عبروا عن استيائهم من وجود هذا المكان بجوار مدينة مكة المكرمة.
وتحدثت تقارير عن أن سلسلة النوادي الليلية “وايت” فتحت فرعا جديدا لها في الواجهة البحرية لمدينة جدة، لكن دون السماح بتقديم المشروبات الكحولية فيه.
أثارت تغريدات الحمد، وتحديدا دعوته لإنشاء الملاهي الليلية، جدلا حادا كونها تخرج من السعودية، التي عرفت تاريخيا بمكانتها المحافظة لقداسة أراضيها.
إلا أن هذا الموقف الذي يعبر عنه الحمد، يتماشى مع التوجهات الجديدة التي تشهد السعودية، والتي تعتبرها السلطات انفتاحا، لكنها في حقيقة الحال موجة من الانحلال هزت من صورة المملكة بشكل غير مسبوق، وتحديدا مع تعدد حفلات الرقص ومشاهد الاحتفال بالهالوين (عيد الهلع) في الأيام الماضية.
وأثيرت موجة من التعليقات التي تضمنت هجوما حادا على الحمد، فقال أبو عزوز: “القانون المعمول به عندنا شرع الله وسنة نبيه وملها ضد محتواك طالب بتغيير الدستور”.
وكتب محمد: “العلمانية كفر بالدين ، وأنت تنادي بها وفي أرض الحرمين ومهبط الوحي بالذات ! ، فأين تذهب من قوله تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين )”.
وتفاعل “فواز”: “فصل الخطاب هو قوله تعالي(وقفوهم أنهم مسئولون )…انتبه فإن قدمك باتت قريبه من القبر…فجهز نفسك لاسئله ربانية..شعارها يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم..تذكر أنك ستفر من أبيك وصاحبتك وبنيك..ولكن هي العقول عندما تخوخ تصبح الحيوانات لها قيمه ولكن البشر بدون قيمه”.
وسخر صالح من تغريدات الحمد: “سهران طول ليلك تصيغ بهالتغريدة حتى تسقط فيها لا تمانع وجود (معبد وملهى) ليتك سهرت على فلم هندي”.
وكتب علي: “هل تتوقع أن ربي راضٍ عن اقتراحاتك. ؟ وهل رضا الله سبحانه وغضبه سواء. وهل حلول عقوبة الله شي طبيعي واحداث كونية ، أم أن سببها غضبه عند انتهاك محرماته”.
وقالت ناشطة: “وما يزالون يمنون النفس بانسلاخ الناس عن دينهم وقيمهم وأخلاقهم وكأن الدين يعنى بالفرد فقط لا المجتمع .. كثر الخبث ونطقت الروابض وصمت أهل العلم .. نسأل الله السلامة والعافية”.
ودأب تركي الحمد على محاربة كل ما يمثل قدسية للمسلمين، علماً بأنه مقرب من الديوان الملكي واعتاد دائماً على مهاجمة علماء الدين، ووصهفم بأنهم أصبحوا عبئاً على الدين.
وكان الحمد قد تعرّض لهجوم عنيف على مواقع التواصل الاجتماعي بعد تغريدة اعتبر فيها صحيح البخاري متناقضاً مع القرآن الكريم، قبل أن يقومَ بحذفها.
ارسال التعليق