تسريبات: هكذا أطاح ابن سلمان بسابقه محمد بن نايف.. ما علاقة الجبري؟
كشفت وثائق مسربة عن كيفية إطاحة محمد بن سلمان لسابقه الأمير محمد بن نايف من أجل عدم تعكير صفو توليه للحكم.
ونشر فيلم وثائقي لمجلة “إيكومونيست” البريطانية الوثائق التي تؤكد لقاء ابن سلمان برجل المخابرات السابق المقرب من محمد بن نايف، سعد الجبري.
وأظهر جانبا من مراسلات الجبري وابن سلمان، أنه طلب من الجبري التدخل لإنهاء الخلاف مع ابن نايف لضمان ألا يقوم تعكير مسار صعوده للحكم.
وأكدت المجلة أن ابن سلمان يشكل خطرا بالغا على المعارضين له.
وقالت: “مع تعطل إمدادات الطاقة إثر حرب أوكرانيا، يطمع القادة الغربيون بالنفط السعودي، لكن عليهم القلق بشأن سلطة الأمير الشاب”.
وبينت أنه “بينما يرى كثيرون أن ابن سلمان قاد ثورة تغيير في السعودية، أبرزه تمكين المرأة من نيل حقوق سُلبت منها على مدار عقود”.
وذكرت أنه يتطرق آخرون للجانب الدموي بشخصيته ويرونه “جزارًا شن حربًا على اليمن، واستهدف معارضيه بالقتل، والسجن”.
وقال خالد الجبري نجل إن “حجج ابن سلمان لإزاحة بن نايف كانت كاذبة”.
فيما كشفت الصحفية الاستقصائية “فيكي وارد” عن دور لعبه مسؤول أمريكي كبير أسهم بإطاحة ابن سلمان بسابقه بن نايف.
وقالت الصحفية إن جاريد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب وراء إزاحة بن نايف.
وأكدت أن العملية تمت لصالح ولي العهد الحالي نجل الملك الأمير، إذ أظهرت وثائق قضائية جديدة تفاصيل ما حدث.
وأشارت الصحفية إلى تقديم القضية لمحكمة المقاطعة المتحدة بواشنطن في 4 فبراير 2021، مستعينة بها “وارد” مؤخرًا.
وشارك “وارد” التحقيق عبر مدونتها الشخصية في 16 أبريل الجاري، متناولة السبب الحقيقي” لإعطاء “بن سلمان” ملياري دولار لـ”كوشنر”.
وذكرت أن ذلك على سبيل الاستثمار بشركة الأخير التي تسمي “انفينتي بارتنرز” للمساعدة بإزاحة ابن نايف.
وبينت أن الاستثمار السعودي الضخم بـ“انفينتي بارتنرز” جاء مخالفًا لتقييمات صندوق الاستثمار السعودي.
يذكر أن لجنة التقييمات أكدت عدم وجود جدوى من الاستثمار في شركة كوشنر.
وأرفقت “وارد”، أوراق شكوى الجبري (ذراع ابن نايف الأيمن) ضد ابن سلمان وأتباع مزعومون بتهمة محاولة قتله.
وذكرت أن “الجبري” و”بن نايف” كانا على علم بربيع 2017 بأن “كوشنر” و”بن سلمان” لم يناقشا ولاية العهد السعودية فقط.
وأشارا إلى أنهما أكدًا أن المشكلة بكونه لم يكن يحظى بدعم 3 وكالات استخبارات أمريكية.
والوكالات هي (وكالة المخابرات المركزية ومكتب التحقيقات الفدرالي ووكالة الأمن القومي).
وقالت: “إنها دعمت حليفها وصديقها محمد بن نايف”.
وكشفت عن اعتراض الجبري وابن نايف مكالمات كوشنر وابن سلمان لمناقشة أمرها وكان على معرفة بذلك.
وكشف الموظف السابق بجهاز الاستخبارات الأمريكية “CIA” زميل معهد بروكينغ للدراسات الباحث بروس ريدل عن تعذيب غير مسبوق لمحمد بن نايف.
وكتب ريدل مقالا يكشف فيها عن معاملة شخصية ملكية كبيرة مثل محمد بن نايف بهذا الشكل أمر غير مسبوق في السعودية.
وأشار إلى أن تقارير تؤكد تفاصيل فظيعة في تعذيب محمد بن نايف بما في ذلك استخدام السكاكين.
وقال ريدل: “أن يوضع أحد أفراد العائلة الملكية -ولي العهد السابق- في السجن، ثم يختفي من على عن وجه الأرض، فكرة غريبة عن السعودية”.
وأضاف: “ليس هكذا تدار الأمور داخل العائلة المالكة”.
وأكد الباحث الشهير أنه لم تكن السعودية يومًا بلداً ديمقراطياً، لكنها لم تكن دولة بوليسية قمعية كما هي الآن.
وأشار إلى أنه “لم يسبق أن تعرض أحد أفراد العائلة الملكية للسجن ولا كذلك كبار الشخصيات في عالم التجارة والأعمال”.
وقال إنه على النقيض من ابن سلمان، كان يُنظر إلى ابن نايف على أنه معتدلاً، وشخصاً ترغب أمريكا في التعامل معه كحاكم للسعودية.
وأضاف ريدل: “وأيضا على أنه شخص محبوب داخل -هيئة البيعة-، على العكس من ابن سلمان”.
وتابع: “لو مات الملك سلمان، فإني أشك بأن يتسلم ابنه الحكم بشكل سلس، وأظن أنه مستعد لاستخدام القوة ليُكره هيئة البيعة على تنصيبه”.
وأشار الباحث الأمريكي إلى أنه سيكون “هناك من بينهم من يقول لا”.
وأكد أن “درجة العداء لابن سلمان داخل هيئة البيعة أعلى بكثير مما يتجلى في العادة”.
وقال: “سيصبح في وضع المنكشف بعد رحيل والده، وانعدام الغطاء السياسي الذي وفره له”.
وشدد ريدل على أن “أكثر الأشخاص الذين سيكون منكشفاً أمامهم هو محمد بن نايف”.
وتصدر اسم ولي العهد السعودي السابق الأمير محمد بن نايف المواقع الإخبارية ومحركات البحث.
جاء ذلك بعد التفاصيل الصادمة لتعذيبه على يد ابن عمه ولي العهد محمد بن سلمان.
وأكدت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية أن ابن نايف، يمر بظروف احتجاز صعبة، وفق وصفها.
ونقلت عن مصادر قولها إن الأمير محمد بن نايف لم يعد يقوى على المشي دون مساعدة عكاز.
اقرأ أيضا: تدهور خطير بصحة الأمير محمد بن نايف وابن سلمان يمنع الكوادر الطبية من علاجه
أيضا أكدت “نيويورك تايمز” أن ابن نايف يعاني أيضا من آثار التعذيب على قدميه.
ولفتت إلى أن هذا جاء بعدما بات يعاني من مشاكل في كاحليه بسبب التعذيب الشديد من ابن عمه ومنعه من العلاج.
وقالت إنه في الوقت الذي عادت فيه الأميرة بسمة بنت سعود وابنتها سهود الشريف لمنزلهما بعد اعتقال دام 3 سنوات.
فإنه “لا يزال ابن عمّها ابن نايف، وأمراء آخرين رهن الاعتقال في سجون السعودية”.
وأكدت الصحيفة أن اثنين من أبناء الملك عبد الله بن عبد العزيز بإضافة إلى محمد بن نايف يتلقون معاملة سيئة بأماكن الاحتجاز.
وأوضحت أن ابن نايف الذي ظل رهن الإقامة الجبرية منذ عزله من كافة مناصبه صيف 2017، حتى اعتقاله في مارس 2020 تعرض للحبس الانفرادي.
وكشفت عن أن ابن سلمان تعمد حرمانه من النوم، وشبحه وتعليقه من قدميه لساعات طويلة.
ثم جرى لاحقا-بحسب الصحيفة الأمريكية- نقل ابن نايف إلى فيلا داخل المجمع المحيط بقصر اليمامة الملكي بالعاصمة السعودية.
كما كشفت عن أنه يقبع رهن الاعتقال المنزلي داخل الفيلا.
وأيضا يُحرم من التلفاز أو أي جهاز إلكتروني.
في حين يتم السماح لأسرته بزيارته بشكل محدود جدا، وبتعليمات من ابن سلمان.
وبحسب المصادر فإن كل ما قام به ابن سلمان بحق ابن عمه كان خشية منه.
وذكرت أن ولي العهد الحالي مقتنع بأن ابن نايف عائق أمام وصوله إلى العرش خلفا لوالده الملك سلمان بن عبد العزيز.
الأكثر أهمية ما أكدته الصحيفة أن المسؤولين السعوديين بمن فيهم الدبلوماسيين بالسفارة بواشنطن امتنعوا عن التعليق عن هذا الموضوع.
كما امتنع هؤلاء عن التعليق على قضية الأميرة بسمة وابنتها سهود، بحسب الصحيفة.
ارسال التعليق