حركة مريبة في سجن الحائر.. انقطاع التواصل مع الشيخ سمير الهلال المعتقل منذ 5 سنوات دون تهم أو محاكمة
التغيير
’’منذ قرابة الخمس سنوات أقدمت قوات آل سعود على اقتحام منزل الشيخ سمير الهلال (20 ديسمبر 1960) الكائن في حي العنود بالدمام، حيث جرى تطويق المنطقة بعشرات السيارات المزوّدة بالأسلحة الرشاشة مدعومة بدوريات الشرطة ثم تهافت عليه العسكر بلباسهم المدني، ليتم اعتقاله فوراً وسط أجواء الترويع والتهديد بالسلاح،،
في البداية، قامت قوات آل سعود بإقتحام منزل إحدى أسرتيه فشهروا أسلحتهم بوجه زوجته واحتجزوها مع طفلها الرضيع في إحدى الغرف ثم راحوا يعبثون بمقتنيات المنزل لمدة ساعتين دون أن يسمحوا بدخول أحد أفراد العائلة الذين تجمهروا في الخارج. وحين لم يجدوا الشيخ في المنزل انتقلوا مباشرةً إلى منزل الزوجة الثانية لتفتيشه فعثروا على الشيخ واقتادوه مكبل اليدين والرجلين ثم احتجزوا جميع أفراد الأسرة في غرفة صغيرة وراحوا يبعثرون مقتنيات المنزل كما فعلوا في الأول وصادروا عدداً من المستندات والأوراق والهواتف والحواسيب وأمتعة شخصية أخرى.
على إثرها، وُضع سماحة الشيخ الهلال في زنزانة انفرادية وقد حُرم سماحته من حقه القانوني بلقاء محامي ليتولى مهام الدفاع عنه بعد أن تعرض للإخفاء القصري، ذلك أن عائلته بقيت لمدة من الزمن لا تعرف المكان الذي تم اقتياده إليه، وبعد أن تواصلت مع إدارة سجن الدمام أبلغت بوجوده في سجن الحائر سيئ السمعة بالرياض. وهو ما يعد انتهاكاً صارخاً للقوانين المحلية والدولية على حد سواء، بما في ذلك الإتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الإختفاء القسري التي تنص في مادتها السابعة عشر أن على الدول “ضمان حصول كل شخص يحرم من حريته على إذن للاتصال بأسرته أو محاميه أو أي شخص آخر يختاره، وتلقي زيارتهم، رهناً فقط بمراعاة الشروط المنصوص عليها في القانون”.
مضت خمس سنوات على اعتقال الشيخ هلال ولا يزال جميع أفراد أسرته ممنوعين من زيارته منذ اعتقاله في ديسمبر/ كانون الأول 2015، بالرغم من الوعود التي تلقوها من سلطات آل سعود لرؤيته. كما أنه لم يتمكن من التواصل مع أحد عبر الهاتف بإستثناء اتصالين قصيرين فقط أحدهما كان مع والده الطاعن في السن استمر لدقيقة ونصف وذلك بعد مرور 7 أشهر على اعتقاله، وبعد مرور حوالي السنتين على اعتقاله تمكن مرة أخرى من مهاتفة ابنته في اتصال مماثل لم تتعدى فترته الدقيقتين.
لا يزال مصير الشيخ الهلال مجهولاً حتى لحظة كتابة هذا التقرير، إذ لم تُعلن سلطات آل سعود بعد عن أسباب اعتقاله، ولم تعقد جلسات محاكمته، الأمر الذي يجعل العائلة في حالة قلق متصاعد خاصة في ظل ما يتناقله أهالي معتقلين آخرين في سجون آل سعود حول ما يلاقيه السجناء من تعذيب جسدي وتعنيف معنوي وإهمال طبي متعمّد قد تعرّض المعتقل لإعتلال صحي دائم.
وفي حديث مع “مرآة الجزيرة”، قال المحامي طه الحاجي أن قضية اعتقال الشيخ سمير الهلال مختلفة عن سواها لأنه لم يعرف سبب الإعتقال بعد. وحتى الآن لا يزال في سجن انفرادي، دون أن توجه له تهم. فضلاً عن ذلك هو ممنوع أيضاً من الزيارة. منع في بداية سجنه قرابة الثمانية أشهر من إجراء اتصال مع أي أحد. ثم سُمح له بعد ذلك بإتصال غير مجدول على خلاف بقية المعتقلين.
الأمر المستغرب، بحسب الناشط الحقوقي هو بقاء الشيخ الهلال في سجن إنفرادي منذ أكثر من أربع سنوات دون محاكمته أو الإفصاح عن أسباب اعتقاله. بالرغم من أن عائلته استخدمت كل الطرق المتاحة لمعرفة مصير الشيخ هلال. فقد كتبت خطابات وزارت مسؤولين في محاولةٍ لزيارته. توفى والده وهو بالسجن ولم يسمح له الإتصال والتعزية فقط. لا يسمح له الحديث عن سبب اعتقاله ولا عن أوضاعه في السجن وكيفية اعتقاله. الموضوع جداً مريب. بحسب الحاجي الذي رجّح أن يكون هذا التضييق على الشيخ هو محاولة لقتله معنوياً مع العلم أنه اعتزل العمل السياسي والنشاط الإجتماعي قبل اعتقاله بفترة طويلة.
حركة مريبة في سجن الحائر
وفي ما يعني أوضاع بقية سجناء الحائر الذين منعوا أيضاً من الزيارات والتواصل مع ذويهم منذ شهرين أو أكثر. أوضح الحاجي أنه في البداية ساد اعتقاد أن التدابير المذكورة اتخذت في سياق إجراءات الوقاية من فيروس كورونا. لكن بدأت الشكوك تساور الكثير من الأشخاص خاصةً أن أحد السجناء السابقين صالح الشيحي وهو كاتب معروف توفى بالأمس فجأة وقد قيل أنه مات بسبب فيروس كورونا علماً أنه حكم عليه لخمس سنوات ولم يسجن أكثر من نصف المدة أي سنتين ونصف السنة. سلطات آل سعود كانت تعلم أن حالته لا علاج لها فتركوه يموت لدى أهله. هذه الحالات تتكرر سواء في سجن ذهبان في جدة أو في الحائر بالرياض. كما يحصل أيضاً اختفاء بعض السجناء على غرار سجن الحائر في الدمام حيث اختفى الكثير من المعتقلين بمختلف انتماءاتهم الدينية والسياسية لسبب غير معروف حتى الآن.
وختم الناشط الحقوقي كلامه بالقول: “هناك عمل سري وحركة مريبة داخل السجن، ليس هناك معلومات حول ماذا يحصل. ازدادت حالة الوفيات في السنوات الأخيرة. هناك اعتقالات لشخصيات كبيرة من العائلة المالكة من وزراء وضباط كبار، الأكيد أنه ثمة أحداث كبيرة داخل السجن لكن من غير المعروف حتى الآن ما إذا كانت السلطات تريد تصفية السجناء بطريق ما ثم تدعي أنها مرض أو نتيجة حالات تمرد داخل السجون.
الموضوع لا يتعلق بإجراءات كورونا وليس هناك أي مبرر لقطع الإتصالات مع المعتقلين والأكيد أنه هناك إجراءات أمنية قد تتعلق بتصفية بعض المعتقلين بصمت أو هناك خطة جديدة تحضر لها سلطات السجون”.
ارسال التعليق