خادم الحرمين يحتفي بسيدته جولدا مائير
احتفت صحيفة "الجزيرة" السعودية برئيسة الوزراء الإسرائيلية الراحلة "جولدا مائير"، واعتبرتها ضمن النساء اللائي يجب الاحتفاء بهن ضمن ذاكرة التاريخ.
جاء ذلك، في مقال للكاتبة "سهام القحطاني"، نشرت الصحيفة جزءه الأول، قالت فيه إن اختياراتها ستكون للنساء المميزات، بغض النظر عن "الخير والشر"، مبررة ذلك بأنه "ليس مقياسا لانتقاء الشخصية" التي تريد الحديث عنها.
ورصدت الكاتبة، فصولا من حياة "مائير"، واعتبرتها شخصية مكافحة، لافتة إلى أن الخوف والغضب والإحباط ونشأتها على الظلم والاضطهاد، هو ما شكل شخصيتها، وجعلها تصل لما وصلت إليه.
وسلط المقال، الضوء على جو من التعاطف مع "مائير"، لافتا إلى أن "الصهيونية جعلت منها أشهر امرأة يهودية في تاريخ (إسرائيل) الحديث، فتفوقت قوتها وتأثيرها على أجمل جميلات العالم"، حسب وصف المقال.
كما أشاد المقال، بـ"جولدا" وحركته في مجال الحراك العمالي ثم السياسي، "الذي نضج بانتخابها كعضو في الكنيسيت الإسرائيلي، أي بعد تأسيس دولة (إسرائيل) بسنة واحدة، ثم وزيرة للعمل، وبعدها وزيرة للخارجية، حتى أصبحت أقوى شخصية في (إسرائيل)".
وختم المقال حديثه عن "جولدا"، بالقول: "استحقت أن تكون المرأة الوحيدة التي أصبحت رئيسة وزراء، بل وأقوى امرأة في تاريخ (إسرائيل) الحديث لتتساوى مع مرتبة وقيمة كل من استر وديبورا في تاريخ (إسرائيل) القديم".
ولم يشر المقال من قريب ولا بعيد إلى الاحتلال، أو جرائم "جولدا" بحق الفلسطينيين.
ولاقى المقال ردود أفعال غاضبة، بين ناشطين سعوديين، متسائلين عن هذه الهجمة التطبيعية التي تعيشها الأمة، للتقارب مع (إسرائيل).
كما تساءلوا عن سبب عدم ذكر أمهات المؤمنين، كافتتاحية لسلسة الكاتبة السعودية.
ولـ"سهام القحطاني"، دعوات سابقة، بضرورة التطبيع مع (إسرائيل)، لافتة إلى أن وجود (تل أبيب) بات أمرا واقعا، وأن رفض التطبيع معها، ليس إلا "شعارات وجدانية"، حسب وصفها.
كما سبق لـ"سهام"، أن طرحت في كتابها "العرب و(إسرائيل).. صفقة سلام"، عام 2018، أفكارا تدعو إلى التطبيع مع (إسرائيل) في ضوء التغيرات الدولية.
وتشهد العلاقات السعودية الإسرائيلية، تقاربا ملحوظا في ظل السياسة الجديدة التي تنتهجها المملكة، في ظل إدارة ولي العهد السعودي الأمير "محمد بن سلمان"، وهو ما يعتبره فلسطينيون تطبيعا واضحا وخيانة للقضية الفلسطينية.
وتحدث مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة، مؤخرا، عن وجود "تغير إيجابي" في إطار التطبيع مع العرب، رغم الرفض الشعبي الواسع.
ولا تعترف السعودية رسميا بـ(إسرائيل)، لكن تقارير صحفية عدة تحدثت في الفترة الأخيرة عن تحسن وتوطد كبير في العلاقات بين الجانبين، وصلت إلى حد إجراء "بن سلمان" زيارة إلى (تل أبيب)، رغم النفي السعودي الرسمي لذلك.
وتعلق الحكومة الإسرائيلية آمالا كبيرة على علاقتها التي تتطور يوميا مع السعودية، وتدفع بكل ثقلها في اتجاه أن يكون للرياض دور أساسي وتاريخي في فتح الباب أمام تطبيع علاقات دولة الاحتلال مع بقية الدول العربية.
منذ استيلاء سلمان بن عبدالعزيز على مقاليد الحكم، واستلم ابنه المدلل محمد ولاية العهد صعدة وتيرة التطبيع المجاني بين ال سعود وصهاينة اليهود الى ذروتها، واصبحت الزيارات والقاءات المتبادلة على قدم وساق، وتطورت العلاقات سعودية - إسرائيلية شبه رسمية تطورا ملحوظاً، لكنها لم تخرج إلى العلن على المستوى الرسمي، وإن كانت المؤشرات حول الدفء بين الجانبين تتزايد بشكل سريع في الفضاء الإعلامي والسياسي والنخبوي السعودي، أي المقربين والممثليين عن الديوان الملكي الذين هم تحت سيطرة وأمرة سلمان وابنه، وقد شنت سلطات ال سعود حملة شعواء وعادت كل من يخالف ويعارض سياسة الكيان الصهيوني في المنطقة.
ارسال التعليق