"محرقة الجيش المصري".. هل يصلي محمد العيسى في مكان الجريمة؟
نشرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية يوم 8 يوليو/ تموز، نتائج تحقيق قام به المؤرخ الإسرائيلي آدم راز، تؤكد وجود مقبرة جماعية، تضم رفات 80 جنديا مصريا من الوحدات الخاصة، تقع في منطقة "اللطرون" قرب القدس، تعود الى حرب 67.
وعن المعركة التي استُشهد فيها الجنود المصريين، قال أدم راز، انه في اليوم الثاني من الحرب، أي في السادس من شهر حزيران / يونيو من العام 1967، وصلت قوة مصرية الى مستوطنة "نحشون"، المتاخمة لخط الهدنة عام 1949، حيث تم تطويقها من قبل "الجيش الإسرائيلي"، الذي استخدم مقذوفات فسفورية، وقُتل 80 جنديا مصريا حرقا.
واضاف راز، انه وبعد انتهاء العملية العسكرية، قام المسؤولون بالمستوطنة، بدعمٍ من جيش الاحتلال، باستخدام جرافة لدفن الجنود المصريين في مقبرة جماعية.
اللافت انه لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد تستر كيان الاحتلال على القضية، كما قام مستوطنون في نحشون" بزرع أشجار اللوز على أرض المقبرة الجماعية، وواصل الاحتلال التنكيل بالجثث عندما قرر تغيير كرم اللوز، وإقامة مناطق سياحية باسم "ميني يسرائيل"، وهناك الان فعالية تجري منذ عام 2000 لجذب السياح، الى مكان المقبرة الجماعية.
في المقابل كان هناك رأي آخر للمؤرخ الفلسطيني عبد القادر ياسين الذي قال: انه "وارد أن يكونوا قتلوهم ونقلوهم الى منطقة اللطرون، لأنه في 67 لم يكن يوجد مصريون في تلك المنطقة، بل كانوا موجودين في 48، فعندما دخل الجيش المصري رفح، تفرع فرعين: فرع أخذ الساحل، وفرع أخذ رفح، بئر السبع، بيت لحم، الخليل، القدس. ورجح ياسين أن يكون الإسرائيليون قد نقلوا جثامين القتلى من سيناء أو قطاع غزة إلى اللطرون لانها كانت بعيدة عن المصريين.
إخفاء كيان الاحتلال جريمة "المحرقة المصرية"، حتى بعد مرور اكثر من اربعة عقود على توقيعه "معاهدة سلام" مع مصر، يؤكد طبيعة هذ الكيان الغادرة وإستهتاره بالقيم الانسانية وبالاتفاقيات والمعاهدات التي يوقع عليها، ورفضه إعادة رفات الشهداء المصريين الى أهلهم ووطنهم، رغم ان مصر اعادت الى هذا الكيان المحتل رفات جنوده لدى مصر.
ان الجريمة البشعة التي نفذتها قوت الاحتلال الاسرائيلي بحق 80 جنديا مصريا، والمتمثلة بحرقهم احياء ودفنهم في منطقة بعيدة، واقامة متنزه على المقبرة الجماعية، لاخفاء آثار الجريمة ، تؤكد احتمال وجود مقابر جماعية اخرى لرفات جنود مصريين وعرب، يخفيها الاحتلال، لانها ستكشف عن الطريقة البشعة التي تم فيها قتلهم بعد محاصرتهم او أسرهم.
رغم بشاعة خبر "محرقة الجنود المصريين"، إلا اننا نتمنى ان يكون سببا في تحريك الدماء في العروق التي تجمدت على وقع التطبيع. فاذا كان هذا حال مصر مع هذا الكيان الاسرائيلي الغادر، تُرى ماذا سيكون حال الانظمة العربية المطبعة الاخرى، مثل البحرين والامارات والمغرب والسودان والاردن، مع هذا الكيان.
اخيرا نتمنى على الشيخ محمد العيسى، عضو هيئة كبار العلماء في السعودية والأمين العام لرابطة العالم الإسلامي السعودية، ألا يُخفي مشاعره الانسانية، ويُظهر تعاطفه مع ضحايا "المحرقة المصرية" ويذهب الى مكان "المحرقة" ويصلي على ارواح الضحايا، كما تعاطف مع ضحايا الهولوكوست، عندما ذهب الى بولندا وصلى في معسكر "اوشفيتز".
ارسال التعليق