مقاطع ترويجية للسجون في السعودية تكشف عن تزييف النظام للحقيقة
احتفت عدة قنوات وأوساط إعلامية تابعة للنظام السعودي كقناة العربية وmbc، بحدث ترويجي لسجن الحائر بالسعودية.
الحدث عبارة عن مهرجان جمع فيه “النزلاء” من الرجال والنساء، بفعاليات وأنشطة مختلفة، أشرف عليها الأمن السعودي من أجل غسل سمعة المملكة السيئة في ملف حقوق الإنسان.
لكن بعض التفاصيل غابت عن ضباط الأمن، فأصبحت دليلاً عليهم وحجة ضدهم في المقابل فقد أكدت تلك المقاطع كل روايات المنظمات الحقوقية عن وجود إخفاء قسري وتعذيب في السعودية، وخاصة في الحالات الخاصة باعتقال النساء وتعذيبهن، على عكس ادعاء محمد بن سلمان من أن ملف المرأة شهد انفراجة في عهده.
فكيف فضح النظام السعودي نفسه بتلك الفعاليات؟!.
بين الزيف والحقيقة:
يختلف كل من الفيديوهين السابقين تمام الإختلاف من حيث الجودة تصوير كل منهما والمحتوى وأيضاً أماكن التصوير، حيث ادعت وسائل الإعلام السعودية أن حياة النزلاء تشبه حياة الفنادق الفارهة في الفيديو الاول، لكن مثل الفيديو الأخير وهو مسرب من أحد سجون السعودية وفيه يشتكي المعتقلين من ضرب الضباط لهم وتعذيبهم وهذا كشف زيف فيديوهات النظام.
بالعودة إلى الفيديو الأول حيث ظهرت فيه إحدى السيدات المعتقلات تروج للخدمات السجون ولفاعليات “إدارة أجنحة الوقت” وهذه السيدة تدعى ياسمين الغفيلي.
والحقيقة أن المعتقلة ياسمين الغفيلي تم القبض عليها منذ شهر مايو / أيار من عام 2021 وقد طالبت عدة منظمات حقوقية بالكشف عن مكانها دون رد من السلطات السعودية، والتي أقرت بوجودها لديهم من خلال الفيديو.
بمعنى آخر فقد اعترفت السلطات السعودية بوجود حالات الإخفاء القسري بشكل ضمني بإظهار معتقلات بعد مرور أكثر من عام على اعتقالهن، دون إصدار أي تصريح منها بذلك وعلى الرغم من مطالبات المنظمات الحقيقة بالكشف عن مكانهن.
خطأ أخر تم عرضه في الفيديو فقد أظهرت المشاهد إحدى النزيلات وهي تتحدث عن معاملة حسنة في محبسها، بل وأن إدارة السجون تعمل على تدريبهم من أجل حياة أفضل ما بعد السجن، وعندما سُئلت تلك السجينة وهي تدعى نور الشمري عن سبب وجودها بالسجن قالت: “إنه لا يحق لها قانوناً أن تبدي سبب وجودها بالسجن”.
وهذا يدل على أن السجينات لا يمتلكون الحرية في الدلو بأي تصريح خارج الذي وضع لهم من قبل السلطات.
إضافة لذلك فلم يتم سؤال أي من النزلاء الرجال والسيدات عن سبب تواجدهم غير شاب قال كنت في مناطق الصراع خارج المملكة أما الباقي عدا نور فلم يسألوا وهذا ما يرجح أن السؤال كان خطأ من المراسل.
والسبب أنه في حال تم توجيه السؤال لديهم عن أسباب تواجدهم لسنين في محبسهم فسوف نجد أن السبب كان تافهاً من تغريدة أو انتقاد لفعل من أفعال الملك أو ولي العهد أو أحد من حاشيتهم.
وبالتالي فإن فيتضح نت تحليل الفيديو أن الأمر كله عبارة عن “تمثيلية” من أجل غسل سمعة المملكة السيء.
كذب النظام السعودي:
بالعودة عن الحديث عن المعتقلة نور الشمري التي ظهرت لأول مرة في فيديو إدارة أجنحة الوقت فقد تغزلت بها وسائل الإعلام السعودية ووصفتها قناة العربية أنها تقف شامخة على المسرح لا تهاب الكاميرات وقد أثرت في الحضور.
وبالرجوع للوراء قليلاً عندما كشفت صحف عالمية عن إخفاء السلطات السعودية لعدد من السيدات مثل لجين الهذلول، واضطرت الصحافة السعودية للحديث عنهن، قالت الصحف أن النساء تواصلن مع سفارات أجنبية، وأنهن يعملن على الإضرار بالمصالح العامة للبلاد، بل وصفتهن الأوساط السعودية بـ “الخائنات – عميلات السفارات”.
وهذا يظهر تباين المواقف بين الأمس واليوم من جهة الأبواق الإعلامية التي تحاول تحسين صورة النظام.
وفي نفس القضية التي اتهمت فيها السلطات السيدات المعتقلات بالعمالة، لم يذكر اسم شخص أو جهة أجنبية في سجلات القضايا، ما دل على كذب النظام في ادعاءه، وأن النظام لفق لهم تلك القضايا كي تكون ذريعة للقبض عليهم والتنكيل بهم.
ومن جهة المعاملة وحقوق الإنسان فقد كشفت وكالات عالمية أهمها هيومن رايتس ووتش أن السيدات تعرضن للتعذيب والتحرش الجنسي من قبل بعض الضباط وحتى المسؤولين مثل سعود القحطاني المقرب من محمد بن سلمان والمتهم في قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي.
إذاً.. وبعد استعراض كل ما سبق، يتبين لنا كذب النظام في ادعاءاته بإلحاق تهمة العمالة لصالح دول اجنبية بالسيدات المعتقلات، كما أظهر الفيديوهات الخاصة بسجن الحائر كذب النظام، والتي هي عبارة عن تمثيلية مصورة يحاول بها غسل سمعته السيئة.
ارسال التعليق