![نتنياهو يشرب القهوة العربية قريباً في الرياض!](https://hourriya-tagheer.org/upload_list/source/News/Old/317091_0.jpg)
نتنياهو يشرب القهوة العربية قريباً في الرياض!
خطوات التطبيع بين الرياض وتل أبيب تمضي واثقة وسط أجواء حميمية، جعلت كاتبا صحفيا إسرائيليا مخضرما وعجوزا يؤكد أننا قد نفاجأ قريبا جدا ببنيامين نتنياهو رئيس الوزراء يجلس على كرسي من الذهب ويتبادل النكات والابتسامات مع مضيفيه من المسؤولين السعوديين!
التطبيع دُشن له بعيدا عن الأضواء وإمامها الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل الملقب بعرّاب التطبيع من خلال لقاءاته مع مسؤولين إسرائليين في عدة عواصم أوروبية ومشاركته في منتديات بحضورهم، ومن بعده الجنرال (أنورعشقي) من خلال زياراته السرية إلى تل أبيب ولقاء إسرائيل على مدى السنوات الماضية، ومعهما وزير الخارجية السعودى عادل الجبيرالذي أعطى دَفعة جديدة لإخراج تلك العلاقات إلى النور، حيث جاءت دعواته للتطبيع مع إسرائيل جهارا نهارا ومن تحت سقف الأمم المتحدة، حيث قال في كلمة بلاده (إن بلادي لا ترى مبررا لاستمرار النزاع العربي الإسرائيلي)، وهي كلمات بدلالاتها القوية ما كان ليخرجها إلى العلن وأمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، لو لم يكن هناك قناعات سياسية لدى صانع القرار في الداخل السعودي بالمضي في التطبيع بدعم أمريكي. كما تواصل السعودية من خلال تحركات واتصالات ولقاءات مع مسؤولين إسرائيليين، تهيئة الشارع السعودي لتقبل التوجه الجديد نحو التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.
فقد أكد موقع (نيوز وان) الإخباري الإسرائيلي أن العلاقات بين السعودية وإسرائيل تشهد تطورا على كافة المستويات في الأقوال والأفعال إزاء الخطر المشترك الذي تمثله إيران، متسائلا، هل تصل هذه العلاقات إلى درجة أن يزور رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السعودية ويحل ضيفا في قصر الملك؟
وتوقع الصحفي الإسرائيلي المخضرم عامي دورأون في مقاله بالموقع أن نستيقظ ذات يوم على خبر يفاجئ العالم بزيارة نتنياهو إلى الرياض “وهو يجلس على كرسي ذهبي ويتبادل الابتسامات مع مضيفيه السعوديين”. ويتناول القهوة العربية. وأضاف أن هذا “ليس خيالا جامحا، وإنما ترجمة لواقع يشهد انقلابا جديدا في الشرق الأوسط وتطبيقا للمصالح الوجودية للدولتين”.
وقال الكاتب إن سلسلة تطورات الاتصالات السرية بين السعودية وإسرائيل ليست أمرا جديدا، لكنها بقيت طي الكتمان، ومن ذلك ما شهده العام 1981 حين أعلن ولي العهد آنذاك الأمير فهد مبادرته لحل الصراع العربي الإسرائيلي.
وأوضح الكاتب الإسرائيلي أن السعودية شرعت بخطوة نوعية في علاقاتها مع إسرائيل، حيث أطلقت في أغسطس 2016 حملة إعلامية دعائية ضد معاداة السامية، ومع الترحيب بإقامة علاقات كاملة مع إسرائيل دون وضع شروط مسبقة. وختم بالقول “كل ذلك يشير إلى حقيقة واضحة ودامغة، أن زيارة نتنياهو للرياض التي تبدو اليوم حلما قد تتحقق في أيامنا هذه، وربما تحصل قبيل الانتخابات البرلمانية القادمة في إسرائيل في 2019 كي تؤثر في نتائجها. ومن يعلم فقد يتم تعيين أحد رؤساء جهاز الأمن العام الشاباك من متحدثي اللغة العربية الفصيحة وزيرا في إسرائيل لشؤون السعودية”.
ملامح التقارب والتطبيع
وفى الحقيقة، فإن المراقب يلحظ وبلا أدنى عناء كثيرا من صور هذا التطبيع والتقارب بين الرياض وتل أبيب، من بينه ما يلي:
**في عام 1982 سمحت السعودية، بناء على طلب الولايات المتحدة، بوصول قوات إسرائيلية خاصة إلى شواطئ المملكة لإنقاذ قارب إسرائيلي، ثم كانت مبادرة السلام العربية التي أعلنها الملك عبدالله عام 2002. وأضاف الكاتب أن تقاريرعديدة تحدثت عن تعاون سري بين إسرائيل والسعودية لإحباط المشروع النووي الإيراني، ومنها إجراء رئيس الموساد السابق مائير دغان اتصالات سرية مع نظرائه السعوديين، وتوصله إلى تفاهمات أمنية، ثم زيارته للرياض.
في 2016 حصلت مصافحة تاريخية بين وزير الدفاع السابق موشيه يعالون مع الأمير تركي الفيصل مدير المخابرات السعودية خلال مؤتمر ميونيخ للأمن.
في يونيو 2016، أجرى الأمير تركي مناظرة مع الجنرال الإسرائيلي (احتياط) يعقوب أميدرور مستشار الأمن القومي السابق لحكومة بنيامين نتنياهو، نظمها معهد واشنطن للسياسات الشرق الأدنى، حسب شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية. وآنذاك، قال الأمير تركى: «إسرائيل لديها سلام مع العالم العربي، وأعتقد أن بإمكاننا مجابهة أي تحدٍ، ومبادرة السلام العربية.
في يوليو من نفس العام زار الجنرال أنورعشقي بمرافقة وفد من رجال الأعمال والأكاديميين السعوديين إسرائيل، والتقوا مع دوري غولد المدير العام لوزارة الخارجية بتل أبيب ومنسق شؤون المناطق الفلسطينية في الحكومة الإسرائيلية يوآف موردخاي وبعض أعضاء الكنيست.
اوائل هذا العام عرضت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيفي ليفني، على حسابها الشخصي في “تويتر” صورة لها مع مدير المخابرات السعودية الأسبق الأمير تركي الفيصل. ونوّهت ليفني في تغريدتها إلى أنها والفيصل شاركا في لقاء جمع أيضا وزير خارجية الأردن ورئيس بنك الاستثمار الفلسطيني.
**يشارك الرئيس الأسبق للاستخبارات السعودية الأمير تركي الفيصل والكاتب السعودي نواف العبيد، في منتدى السياسة الإسرائيلية في نيويورك. وأعلن المنتدى عن عقد مؤتمر لـ(أمن الشرق الأوسط)، نهاية أكتوبرالجاري، بمشاركة الفيصل، والعبيد، إلى جانب جنرالات إسرائيليين متقاعدين، وفي مقدمتهم رئيس الموساد الأسبق إفراييم هاليفي. وسيبحث المشاركون في الندوة برنامج إيران النووي، وعلاقات إسرائيل بالدول العربية، والحرب على تنظيم داعش، إضافة إلى القضية الفلسطينية.
تفعيل التطبيع قريباً
**الشهرالماضي كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عن وجود علاقات غير مسبوقة بين (تل أبيب) والدول العربية، مؤكدًا أنه لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون حتى الآن، وواصفا هذا التغيير بالأمر الهائل. وقال عبر حسابه على تويتر: "ما يحدث اليوم في علاقاتنا مع الدول العربية يعتبر غير مسبوق، لم يتم الكشف عن حجم هذا التعاون بعد، ولكنه أكبر من أي وقت مضى، هذا تغيير هائل". وأضاف في تغريدة أخرى: "هذا التغيير الهائل يجري رغم أن الفلسطينيين لم يغيروا بعد، للأسف، شروط التوصل إلى تسوية التي تعتبر غير مقبولة بالنسبة لجزء كبير من الشعب".
التقارب مع تل أبيب لم يقتصر على الجانب السياسي، فقط بل امتد إلى الاقتصاد، وفي هذا السياق نلمح أن الفترة الأخيرة شهدت تقاربًا اقتصاديا غير رسمي بينهما، حيث زار رجال أعمال ومسؤولون سعوديون إسرائيل، بترتيب من الجنرال السابق أنورعشقي المدير الحالي لمركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية.
ارسال التعليق