أمريكا تخير سلمان بين رفع الراية البيضاء أوالزوال
قال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إنه "حان الوقت لتنفيذ وقف إطلاق النار دون شروط مسبقة والتوجه إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت ممكن"، كاشفاً عن وجود اتصالات، مع الحوثيين والرئيس المستقيل هادي للعمل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة على وضع التفاصيل والإعلان عن موعد وكيفية تطبيق وقف إطلاق النار.
الاعلان الأمريكي هذا جاء بعد مباحثات دبلوماسية بين كيري ونظيره البريطاني بوريس جونسون والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في لندن ومتزامناً مع إنطلاق عملية تحرير الموصل من قبل القوات العسكرية العراقية بما في ذلك الحشد الشعبي، والانجازات الميدانية التي يحققها الجيش السوري على عدة جبهات والانجازات النوعية التي يحققها اليمنيون من جيش ولجان شعبية في العمق السعودي؛ ليسبق المشروع البريطاني ليشكل “طوق نجاة” للقيادة السعودية من المستنقع اليمني الذي غرقت فيه طوال الأشهر الـ19 الماضية نتيجة قرارات متهورة.. متسرعة.. تعكس جهلا سياسيا عسكريا وجغرافيا باليمن وبأس اهله.
المشروع البريطاني المزمع طرحه أمام مجلس الأمن الدولي لانهاء الحرب في اليمن، كشف عنه ماثيو راكروفت سفير بريطانيا في الأمم المتحدة، الذي قال: ان بلاده ستقدم مشروع قرار يطالب بوقف فوري لاطلاق النار في اليمن، واستئناف العملية السياسية يشكل بدء العد التنازلي لانتهاء “عاصفة الحزم”، وتفكك التحالف العربي وانتصار الكف اليمني على المخرز الحكومي السعودي.
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي كيري هذه جاءت بعد فشله في إقناع الرياض وحلفائها الخليجيين خلال زيارته الأخيرة للمملكة، بانهاء الحرب على اليمن قبل فوات الآوان حيث واجه عنجهية وطيش وصبيانية محمد بن سلمان ومحمد بن زايد الساعيان الى إسقاط محمد بن نايف وقضم كعكة السلطة وتقسيم اليمن الى شمال وجنوب، وهو ماكشفت عنه قناة "الحرة" الامريكية نقلاً عن مسؤول في رفيع وزارة الخارجية الأميركية قوله "إن المباحثات كانت فرصة ثمينة لم يستغلها الجانب السعودي"، فيما نقلت رويترز عن مسؤولين أمريكيين يوم السبت قولهما أن " الهجوم الذي وقع على مجلس عزاء في اليمن عمل "فظيع" ما سيدفع واشنطن الى مراجعة كل مساعداتها التي تقدمه للتحالف السعودي بما في ذلك معلومات المخابرات والدعم اللوجيستي وإعادة التزود بالوقود وغيره.
السفير البريطاني لدى المنظمة الدولية هو الآخر تذرع بان مجزرة الصالة الكبرى بصنعاء والتي ارتكبتها طائرات التحالف السعودي واسفرت عن مقتل 140 شخصا واصابة 600 آخرين، الدافع الأبرز الذي يدفع لندن للتقدم بمبادرتها هذه؛ لكن الحقيقة تتناقض وهذه الذرائع حيث الأشهر الـ 19 الماضية من العدوان الوحشي السعودي – الخليجي – الأمريكي – البريطاني على اليمن شهد العديد من مثل هذه المجازر البشعة منها قصف المناطق السكنية والأسواق التجارية وزفي صعدة وصنعاء وحجة وإب بالقنابل الفراغية والمنضبة باليورانيوم والحارقة والأسلحة الفتاكة المحرمة دولياً المرسلة من المصانع الأمريكية والبريطانية بالخصوص، دون أن يتحرك الضمير الغربي لمثل هذا التنسيق للحد من الحرب وتوقفها وبسرعة !!.
المراقبون يؤكدون أن تنامي القدرات القتالية لدى الجانب اليمني وتصاعد الخسائر في العدة والعتاد بين صفوف قوات تحالف العدوان، والكشف عن القدرة الصاروخية للحوثيين في إستهداف العمق السعودي خاصة ذلك الصاروخ الذي إستهدف الطائف، وكذلك استهداف وتدمير السفن والبوارج السعودية العسكرية الاماراتية وربما الأمريكية قبالة الشواطىء اليمنية، هي من أهم اسباب ودوافع واشنطن ولندن الإسراع لإنقاذ الحليف المتفرعن والطائش من ورطة الزوال والسقوط قبل فوات الآوان خاصة وإن الاستعمار البريطاني العجوز له تجربة مرة مع أبناء اليمن عندما ولى مهزوماً مكسوراً في جنح الليل من الجنوب اليمني الذي احتله لعشرات السنوات، عام 1976 بفعل ضربات المقاومة اليمنية؛ ثم أن الروس والايرانيين قادمون الى اليمن بنفوذهم وأسلحتهم، الامر الذي سيؤدي الى تحكمهم بأهم مضيقين بحريين في العالم، أي مضيق هرمز في مدخل الخليج، ومضيق باب المندب في فم البحر الأحمر.
صحيفة "واشنطن بوست" نقلت يوم الاحد عن مسؤولين في البيت الأبيض أن "استمرار المساعدة الأميركية للسعودية ستعتمد على وقف إطلاق النار في اليمن، و أن الادارة الأمريكية ترغب في "الابتعاد" عن حرب التحالف السعودي ضد اليمن.. وأن السعودية لا بد أن تقبل "بوقف غير مشروط للأعمال العدائية" هناك، مضيفاً أن هناك فرقا بين "دعم سيادتهم الحدودية، ودعم حملتهم الحربية"، لافتا إلى أن الحرب في اليمن "لا تتعلق" بأمن السعودية الإقليمي !!.
الاعتراف السعودي بضرب الصالة الكبرى في صنعاء وإلقاء اللوم على أنصار الرئيس المستقيل والهارب عبد ربه منصور هادي لن ينفع آل سعود ولن يعيق التعجيل في سقوطهم وإزالة دويلتهم الثالثة خاصة وإن الكثير من الخبراء الغربيين يتوقعون ذلك وبسرعة - حسب تقرير مركز "فيريل" للدراسات والبحوث الأمنية الألمانية - الأمريكية في برلين الذي كتب يقول أن "إنهيار السعودية آت لا محالة، وإن الأسرة المالكة نفسها تُسرّع في عملية الانهيار.. كما وسيشهد جيلنا انهيار الامبراطورية الأميركية، وأن الأمم تنتهي من الداخل إلى الخارج، ونحن في مركز في برلين نتوقع انهيار السعودية قبل عام 2023.
كما إن مصادر من داخل القصور الملكية أكدت عن قرب رحيل عادل الجبير وزير الخارجية السعودية الحالي بعد إلقاء اللائمة عليه بكل ما حصل ويحصل من فشل في سياسة آل سعود الاقليمية والدولية خاصة في اليمن وسوريا والعراق؛ وإن بن سلمان يجري حاليا بحث عدة اسماء مرشحة لتولي المنصب خلفا للجبير الذي شهدت ادارته للخارجية فشلاً ذريعاً على مدار العامين الفائتين. مضيفة: إن حالة الخارجية السعودية الان حالة يرثى لها وسفارات المملكة في الخارج مهزوزة، ولا تتخذ أي قرار أو توقع أي ورقة الا بعد الرجوع للرياض حتى لو استغرق رد الرياض عدة اشهر، حتى لا يكون أي خطأ عرضة للاطاحة بالشخص المسؤول عنه من منصبه واعادته الى المملكة مرة اخرى .
بقلم : جمال حسن
ارسال التعليق