إنجازات غير مكتملة تعقد طريق ابن سلمان إلى العرش السعودي
نجح ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في أكثر من موقع في تولي المزيد من المسؤوليات داخل المملكة، غير أنه فشل بتحقيق أي إنجازات فيها. كل هذا يعيق طموح الأمير الشاب في تولي الحكم، خاصة وأن معارضيه يعملون بجدية لمنعه عنه.
التناقض الواضح بين ما يسعى إليه ولي العهد السعودي محمد بن سلمان من تغييرات اجتماعية تقود المملكة إلى الانفتاح، وما يريده التيار السلفي النشط والفعال في السعودية، جعل احتمال حدوث انقلاب آخر داخل المملكة ممكنًا.
ثمة بين أمراء الأسرة الحاكمة من يخيط تحالفات معارضة لابن سلمان. هذه المجموعة تتشكل من أبناء عائلتي الملكين الراحلين فهد وعبدالله إضافة إلى عائلة ولي العهد الراحل نايف بن عبد العزيز، ويعمل هؤلاء للحيلولة دون انتقال الحكم إلى ابن سلمان، وربما يحدث انقلاباً مشابهاً لما حصل مع ابن عمه ولي العهد السابق محمد بن نايف.
في خارج المملكة أيضاً تُحاك خطط يراد منها إبعاد ابن سلمان عن الحكم. فصحيفة “فايننشال تريبيون” الأميركية تؤكد أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “سي آي إيه” لا ترغب في وصول الأمير الثلاثيني إلى العرش، وتشير إلى رواج أنباء عن شعور الإدارة الأميركية بالإحباط اتجاه الأوضاع المالية السعودية.
تُحبك خيوط معارضي ابن سلمان في الداخل والخارج، فتبدو ولادة الحكم الجديد في المملكة عسيرة، وتزيدها صعوبة الأزمات الحقيقة التي تواجهها المملكة والضغوط الخارجية التي تتعرض لها، وهو ما يزيد تحديات العهد الجديد ووليه.
أراد الأمير الطموح تثبيت أركان عرشه باللعب بورقة الاقتصاد بعد تخطيه ورقة السياسة بتحييد ابن عمه محمد بن نايف من ولاية العهد، فقدم “رؤية 2030” بحجة إنقاذ المملكة من تعثرها المالي، فيما الهدف الأهم في المشروع الشخصي لابن سلمان تمث بخصخصة اقتصاد المملكة، لكن الخطة السريعة تحمل مخاطرة ومجازفة باقتصاد البلاد ككل.
وأمام زوبعة الانتقادات التي حظيت بها “رؤية 2030″، نجح ابن سلمان بإثارة جدل واسع داخل المملكة بعد قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة وبث أغاني المطربات، ما أثار حفيظة المؤسسات والتيارات الدينية المتشددة.
بعد أكثر من عامين ونصف من حكم أبيه الملك، لم ينجح محمد بن سلمان بعد في إقفال الملفات المفتوحة على الطاولة أمامه. وفيما لا تزال كل خططه غير مكتملة بعد، فإن الصراعات التي تشهدها المملكة بدأت في الظهور إلى العلن، تماما كالانقسامات التي تعيشها، وهو ما قد يصعب أكثر ما تبقى من طريق ابن سلمان إلى الحكم.
بقلم : هبة العبدالله
ارسال التعليق