ابن سلمان الخاسر الأكبر في اليمن
يمثل انتهاء وقف إطلاق النار الذي دام ستة أشهر دون تمديد في اليمن نكسة كبيرة للرياض، التي لا تزال عالقة في مستنقع باهظ الثمن ترغب بشدة في تركه. في غضون ذلك، جعلت إدارة بايدن إنهاء الحرب في اليمن أولوية قصوى، لذلك ستتضرر أيضًا بنهاية الهدنة. أما جماعة الحوثي فهي المنتصرة في هذه الحرب وتستعرض قوتها.
هكذا قرأ المسؤول السابق في "CIA" بروس ريدل، المشهد المستجد في اليمن، الذي قال في مقالة له، نشرها موقع "Responsible Statecraft"، إنَّ الحوثيون أظهروا قدراتهم العسكرية في عرض كبير أواخر الشهر الماضي. وشمل العرض عربات مدرعة وقذائف هاون ومدفعية. وكان أبرز ما في الأمر هو طائرات الهليكوبتر التي أسقطت الشوكولاتة والزبيب على الحشد. ولفت إلى الكلمة التي ألقاها زعيم الجماعة "عبد الملك الحوثي"، وشدّد فيها على أن جميع هذه المعدات صُنعت في اليمن، بما في ذلك الطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية التي استخدمت لضرب أهداف في "السعودية" والإمارات.
وزعم ريدل أن الطائرات بدون طيار والصواريخ تعتمد على أنظمة إيرانية مهرّبة إلى اليمن على الرغم من الحصار السعودي، مما يبرز تأثير إيران على الصراع. واعتبر أن دعم الحوثيين كلّف إيران مبلغاً زهيداً وأغرق السعوديين في حرب باهظة الثمن كشفت عن نقاط ضعف الجيش السعودي، فيما ترحّب طهران بالصعوبات التي تخلقها الحرب لواشنطن.
وقال ريدل إن الحوثيين معادون بشدة للولايات المتحدة الأميركية ولا يثقون في أن واشنطن ستكون محاوراً عادلاً بالنظر إلى الدعم الأميركي القديم للنظام السعودي دبلوماسياً وعسكرياً، موضحاً أن قبضة الرئيس جو بايدن مع محمد بن سلمان في جدة، عزّزت كراهية اليمنيين للولايات المتحدة.
ولفت المسؤول السابق في "CIA" إلى أنه إذا تم استئناف القتال على نطاق واسع، فإن محمد بن سلمان، سيكون الخاسر الأكبر.
وأشار إلى أن التدخل السعودي في اليمن عام 2015، خطوة طائشة وسوء التخطيط وسوء التنفيذ، وهو عبارة عن مبادرة سياسته الخارجية المميزة.
سيصبح محمد بن سلمان الآن عالقاً في حرب لا يستطيع الانتصار فيها، مما يترك المدن السعودية تحت رحمة الحوثيين وصواريخهم البالستيا.
والأسوأ من ذلك، إذا استأنف السعوديون الضربات الجوية في شمال اليمن، فهناك احتمال كبير لوقوع ضحايا مدنيين، مما سيزيد من الضرر بالصورة العامة السيئة بالفعل للسعودية.
ارسال التعليق