ابن سلمان شخصية مدمرة وعلاقته بترامب تدور حول المال
اعتبرت صحيفة “واشنطن بوست” أنّ ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، شخصية متهوّرة لا يمكن أن تكون إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بحاجة لها، مشيرة إلى أن الفشل في التعامل معه ومعاقبته سيدعوه إلى مزيد من التصرفات المدمّرة.
وقالت الصحيفة في افتتاحيتها، أمس، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب، وكبار مساعديه، يقولون إنهم يحاولون الوصول إلى قاع قضية مقتل الصحفي جمال خاشقجي، في مبنى قنصلية بلاده بإسطنبول، ومحاسبة جميع المسؤولين عنها.
وقالت الصحيفة الأمريكية إنه على الرغم من مساعيهم هذه فإنهم كانوا دائماً يؤكّدون أن أي عمل يجب أن يكون متّسقاً مع فكرة الحفاظ على العلاقة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، كما عبّرت عن ذلك وزارة الخارجية الأمريكية، السبت الماضي.
وأكدت واشنطن بوست أن هذه الرسالة كانت واضحة، فلا شيء يمكن أن يعكّر صفو العلاقة بين البيت الأبيض وابن سلمان، الشخصية الأكثر نفوذاً في السعودية، وهو ما دفع ترامب إلى مقاومة التقييم النهائي لوكالة المخابرات الأمريكية، الذي أشارت فيه بشكل لا لبس فيه إلى أن ولي العهد مسؤول عن إصدار أمر القتل بحقّ خاشقجي.
وقالت الصحيفة إنه حتى الآن مُنعت وزارة الخارجية من إعلان النتائج التي توصّلت إليها الولايات المتحدة بشأن القضية، رغم أن ترامب تحدّث بشكل غامض عن تقرير يصل إليه، هذا الأسبوع.
وأضافت “واشنطن بوست” إن إدارة ترامب على حقّ في القول إن العلاقة مع السعودية تعود إلى عهد الرئيس فرانكلين دي روزفلت، ومن ثم فإنها تستحقّ الحفاظ عليها، لكن ترامب يبالغ بأهمية هذا البلد الذي يحصل على الكثير من الولايات المتحدة أكثر مما يقدّم.
وترى الصحيفة الأمريكية في افتتاحيتها أن إدارة ترامب تخلط -عن طريق الخطأ- بين النظام السعودي وبين ابن سلمان، الذي امتلك خلال سنوات قليلة سجلاً سيئاً من الاستهتار. وتتابع: “كما قلنا سابقاً؛ يبدو أن ترامب يبالغ في تقدير السعودية كمشترٍ للأسلحة، ومنتج للنفط، وحليف ضد إيران، علماً أن النظام السعودي لا يفي بالتزاماته في ملفات مختلفة؛ فهو لم يكمل سوى جزء صغير من مشتريات الأسلحة البالغة قيمتها 110 مليارات دولار، وهو ما يؤكّده ترامب نفسه”.
وفيما يتعلّق بالشراكة بين الولايات المتحدة والسعودية، قالت “واشنطن بوست”، إن الرياض كانت عديمة الجدوى، بل هي أسوأ من ذلك؛ فهي لا تملك وجوداً كبيراً في سوريا، كما أن التدخّل العسكري الذي قاده ابن سلمان في اليمن أدّى إلى أسوأ كارثة إنسانية، وأسهم في تعزيز موقف إيران هناك.
وبالنسبة إلى الغربيّين، تتابع الصحيفة، كان ابن سلمان جيداً، وسحرهم بالحديث عن الإصلاح الديني والتحديث الاقتصادي، لكنه في الواقع تسبّب بأكبر ضرر للإصلاح الديني والاقتصادي، واحتجز عشرات السعوديين الليبراليين الذين يدعون للإصلاح، ومن ضمن ذلك النساء اللواتي طالبن بحق المرأة في قيادة السيارة، ومؤخراً أسكت صوت صحفي مؤثّر (خاشقجي) أيّد أهدافه ولكنه انتقد أساليبه.
واختمت الصحيفة افتتاحيّتها بالقول إن الولايات المتحدة لا يمكنها إجبار ابن سلمان على التنحّي من السلطة، لكن من الممكن أن تعاقبه، خاصة أن الأسرة السعودية الحاكمة لا يمكنها هي الأخرى أن تتحمّل أن تؤدّي تصرّفاته إلى تدمير العلاقة القائمة مع الولايات المُتحدة.
ارسال التعليق