“الإيكونوميست”: “التحالف” يتصرف بجنون ويرسل المزيد من القوات .. وسحق “الحوثيين” شبه مستحيل
رأت مجلة الإيكونوميست البريطانية، أن الحرب التي تشنها السعودية بالتحالف مع دول عربية في اليمن خرجت عن السيطرة وتسير من سيء إلى أسوأ، ناقلة عن رئيس وفد منظمة أطباء بلا حدود في اليمن قوله إن السعودية والتحالف الذي تقوده بات يتصرف بجنون مؤخراً.
وقالت المجلة في تقرير نشرته الأحد الماضي بعنوان حرب اليمن تدخل في دوامة، “إن السعودية وحلفاءها يعلمون أن سحق الحوثيين (جماعة أنصارالله) مستحيل”.
وأوضحت “إن عدد الضحايا المدنيين يجعل التحالف يخسر تأييد حلفائه المقاتلين على الأرض، الذين يتألفون من رجال قبائل ووحدات منشقة عن الجيش اليمني ومقاتلين إسلاميين”.
وأكد التقرير أن جهود التوصل إلى حل تفاوضي في عُمان بين المتحاربين في اليمن فشلت، في ظل غياب للضغط الدولي لإيجاد تسوية، فأمريكا مستاءة جدا من الطريقة التي شن فيها حلفاؤها الخليجيون الحرب، لكنها حريصة على إصلاح علاقاتها معهم، بعد الصفقة مع إيران، التي عارضتها دول الخليج.
ولفتت إلى وجود جيل شاب جديد وطموح في العائلات المالكة ليس مستعدا للتوقف عن خوض مغامراته العسكرية الحديثة الاكتشاف، في إشارة على ما يبدو إلى ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي محمد بن سلمان.
وذكرت المجلة أنه بعد مقتل 60 جنديا إماراتيا وسعوديا وبحرينيا بعد قصف قاعدتهم في مدينة مأرب اليمنية مطلع الشهر الجاري “تم إدخال المزيد من الجنود إلى اليمن، فأرسلت السعودية المزيد من قوات النخبة للانضمام إلى ثلاثة آلاف جندي تابعين للتحالف. كما أن قطر، التي لم تشارك حتى ذلك الوقت سوى بالعمليات الجوية، أرسلت ألف جندي. أما مصر، التي لطالما حذرت من إرسال قوات برية بناء على تجربتها المأساوية في ستينيات القرن الماضي في اليمن، فأرسلت 800 جندي، والجنود السودانيون ينتظرون في الخرطوم لينقلوا إلى اليمن”.
ولاحظت الإيكونوميست أن في الوقت الذي تم دفع المزيد من القوات إلى اليمن “شن طيران التحالف بقيادة السعودية غارات جوية لم يسبق لها مثيل على صعدة في شمال اليمن، معقل الحوثيين، وعلى العاصمة صنعاء. ويقول السكان إن الإصابات المدنية توازي الإصابات العسكرية، بما في ذلك البيوت والمطاعم والشوارع الرئيسة”.
وينقل التقرير عن حسن بوسنينة، الذي يرأس مكتب أطباء بلا حدود في اليمن، قوله: “منذ الهجوم أصبح التحالف يتصرف بجنون”.
واعتبرت المجلة في التصعيد هذا إشارة إلى محاولة انتقامية من جماعة أنصارالله بعد خسائر التحالف، وتقول: “لا شك أن العمل فيه شيء من الانتقام، ويتساءل المراقبون: ماذا يأمل التحالف بتحقيقه من هذه الحملة التي دخلت شهرها السادس.
ويشير التقرير إلى أن “سحق الحوثيين أمر شبه مستحيل. ويتحدث المسؤولون الخليجيون عن تحضيرهم لاسترجاع صنعاء، وإعادة عبد ربه منصور هادي رئيسا، ولكن اليمن كانت دائما أرضا صعبة على الغزاة الأجانب، والجيوش الخليجية كلها تنقصها الخبرة”.
وتطرق إلى الأزمة الإنسانية مؤكداً “أن ما يزعج عمال الإغاثة هو أن لا أحد يستمع إلى تحذيراتهم من المأساة المحدقة. فبسبب الحصار المفروض من التحالف، نفدت المواد الطبية تماماً”.
ارسال التعليق