التطبيع السعودي.. منفعة اقتصادية وأمنية قصوى للصهاينة
بقلم: السيد ابو ايمان…
توالت الاعلانات والانباء والاخبار في الصحف والمجلات والمواقع الاجنبية ومنها الاسرائيلية "وكأنها في سباق محموم مع الزمن"، للاستفراد في حقيقة مفادها "كشف اللثام عن تطبيع سعودي مع الاحتلال يتم حاليا ويمر بمراحله الاخيرة".
التطبيع السعودي الاسرائيلي ليس وليد اللحظة، ففي 22 مارس/آذار 2021، تحدث وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان آل سعود، خلال مؤتمر صحفي في الرياض عن تطبيع محتمل مع كيان "اسرائيل"، وان التطبيع هذا سيعود بـ"فائدة هائلة" على المنطقة.
تصريح الوزير السعودي ان "تطبيع وضعية إسرائيل في المنطقة سيحقق فائدة هائلة للمنطقة ككل" جاء بعد موافقة أربع دول عربية (الإمارات البحرين المغرب السودان)، على تطبيع العلاقات مع الكيان الاسرائيلي برعاية إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، موضحا ان تطبيع (السعودية) المحتمل سيكون مفيدا للغاية اقتصاديا ولكن أيضا اجتماعيا ومن منظور أمني..
اليوم.. كشف موقع “المونيتور” الأمريكي في تقرير له، ان محمد بن سلمان دشن رسميا التطبيع الاقتصادي مع الصهاينة بعد أن سمح مؤخرا لعشرات رجال الأعمال الإسرائيليين بإبرام صفقات ضخمة في المملكة، ذلك بعد تغيير شروط دخول المملكة، حيث وصل العشرات من رجال الأعمال الصهاينة مؤخرا إلى الرياض وأبرموا الصفقات هناك، ما يشير الى ان التطبيع الاقتصادي بين السعودية والصهاينة قد تم بدء العمل به فبل الاعلان النهائي لتطبيع العلاقات الذي قد يستغرق بعض الوقت.
صحيفة “يسرائيل هيوم”، قالت من جانبها ان محمد بن سلمان وافق على فتح الأجواء السعودية بشكل "جارف" أمام طيران الكيان المحتل في مسعى لدفع التطبيع مع تل أبيب قدما.
فتح اجواء السعودية على مصاريعها:
الصحيفة اوضحت ان السعودية على وشك فتح مجالها الجوي أمام الرحلات الإسرائيلية، كجزء من مخطط التطبيع التدريجي بينها وبين الكيان المصطنع، وذلك مقابل موافقة "إسرائيل" على شروط السعودية بشأن الترتيبات الأمنية في جزيرتي تيران وصنافير المصريتين اللتين حولت مصر سيادتهما خلال فترة حكم عبد الفتاح السيسي إلى السعودية في (2017).
وان صحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية استخدامت عبارة "فتح الأجواء بشكل جارف" للإشارة إلى أنه لن تكون هناك أي قيود سعودية على مرور الرحلات الجوية الإسرائيلية من الأجواء السعودية، الأمر الذي يعتبر بشرى فورية للإسرائيليين الراغبين في السفر إلى دول شرق آسيا.
مع ذلك، لفتت “يسرائيل هيوم”، إلى أن هذا “جزء يسير من عملية تطبيع سياسية أوسع من ذلك بكثير، يفترض أن تحصل قريباً وتحدث تغييراً حاداً في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط”.
الجزء الاوسع من التطبيع:
أذا كان فعلا هذا جزء يسير من التطبيع حسب تصريح "يسرائيل هيوم" فما هو إذن الجزء الأوسع في تطبيع العلاقات؟
ذلك ما كشفت عنه وسائل إعلام عبرية ومنها صحيفة (Jerusalem Post) الإسرائيلية، التي كشفت عن اتفاق "أمني سري" بين السعودية والكيان الاسرائيلي لتعزيز العلاقات بينهما بغرض دفع مساعي إعلان التطبيع قدما، حيث توصلت "وفقا للصحيفة المذكورة"، كل من السعودية وحكومة الاحتلال الاسرائيلي إلى اتفاق أمني يسمح للطيران الإسرائيلي بالتحليق في سماء المملكة، مقابل انسحاب القوات الدولية من جزيرتي "تيران وصنافير" وتسليمهما للرياض، ما يعني تسليمهما للكيان الاسرائيلي (بالاستعاضة).
قال وزير الخارجية الصهيونية "يائير لابيد"، إنه "وحسب (Jerusalem Post)"، متفائل بشأن احتمالية التطبيع مع السعودية، والمؤشرات تبدو إيجابية، وان خطوات التحرك نحو إقامة علاقات رسمية بيننا والسعودية ستكون بخطوات صغيرة لكنها تمضي قدما إلى الأمام.
بشرى كبيرة للمحتلين:
من الثمار التي حصدتها حكومة الاحتلال وعموم الاسرائيليين المحتلين غير الشرعيين لارض فلسطين، انهم كانوا يضطرون للسفر بداية إلى عمّان، ومن هناك يستقلون طائرة إلى الشرق الأقصى، أو أخذ رحلات “ترانزيت” إلى الإمارات، ومنها إلى دول مثل تايلاند وفيتنام.
أو الاتجاه إلى قبرص وتركيا، ومن هناك على متن رحلات لشركات هذه الدول إلى الشرق الأقصى، غير ان السعودية (العربية المسلمة) وفرت لهم اجواء أكثر امنا واختصارا ما اعتبرته الصحيفة المذكورة "أنه بشرى كبيرة لشركات الطيران الإسرائيلية وللمسافرين الاسرائيليين"، وهي كلها تأتي ضمن صفقة تجري بلورتها بين السعودية وإسرائيل بوساطة أميركية.
بايدن يسعى لجولة نصر دبلوماسي:
وحول زيارة الرئيس الاميركي جو بايدن الى السعودية، فقد توقعت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أن يعلن الاخير، خلال جولته الشرق أوسطية المقبلة “ترتيبات أمنية جديدة تسمح لمصر بنقل السيطرة على جزيرتي تيران وصنافير في مضيق تيران إلى السعودية" الامر الذي يعني سيطرة وزارة الحرب الاسرائيلية على منافذ ومداخل البحرين الاحمر والابيض والسيطرة التامة على التجارة العالمية المارة عبر قناة السويس المصري.
الإعلام الإسرائيلي ومنه صحيفة “إسرائيل هيوم” يرى أنّ “تأجيل زيارة الرئيس بايدن الى المنطقة، من الموعد الأصلي نهاية هذه الشهر إلى الشهر المقبل، تتعلق بالرغبة الأميركية في تحقيق اتفاق شامل وبعيد المدى بين الدول الثلاث، والانطلاق بجولة نصر دبلوماسية للرئيس”، لافتة الى أنّ محمد بن سلمان هو الذي يدفع بشكل أساس نحو عملية التطبيع.
ارسال التعليق