الخليج يتجه إلى أزمة أكبر برعاية أمريكية (مترجم)
تنتاب حالة من الغضب ريكس تيلرسون، وزير الخارجية الأمريكي، لرفض السعودية والإمارات جهود تهدئة الأزمة مع قطر، فقد وصل انتقامه وتهديده لرغبته في اتخاذ إجراءات أكثر خطورة، بعد التأكد من أن الرياض وأبو ظبي اخترقتا المواقع الإلكترونية للحكومة القطرية؛ مما أثار اضطرابات إقليمية.
وقال أحد المسؤولين: الإمارات مسؤولة عن اختراق وكالة الأخبار الرسمية القطرية ومواقع التواصل الاجتماعي، وقد نشرت تصريحات كاذبة، نسبتها لأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، في نهاية شهر مايو الماضي، مما أثار اضطرابات بين قطر وجيرانها.
أكدت المعلومات التي جمعها وحللها المسؤولون الأمريكيون أنه في 23 مايو الماضي ناقش مسؤولون إماراتيون خطة الاختراق وتنفيذها، ولكن من غير الواضح حتى الآن ما إذا قامت الإمارات بهذه العملية بنفسها، أو استعانت بأحد.
رغم تورط السعوديين والإماراتيين في اختراق المواقع القطرية، خاصة أن دافعهما من الاختراق واضح، ولدى قطر أدلة محددة على مصادر القرصنة، إلا أن الكونجرس يرى أن روسيا كالعادة هي من ساعدت الدولتين في العملية.
رسالة تيلرسون الحقيقية ليست اتهامهما بالقرصنة واختراق مواقع الحكومة القطرية، فهي ليست من ضمن جهود وزير الخارجية، ولكن ما فعلته الإمارات والسعودية يعد بمثابة إشعار جديد بأن هناك تهديدات أخرى جديدة ومشكلات قد تخلقها الرياض وأبو ظبي.
تغير طريقة تفكير هؤلاء الحكام أمر مشكوك فيه، حيث يؤمنون بأنهم لا يقهرون، ولكن ما يفعلونه يدمر بلدانهم ودول الخليج بالفعل.
يعتقد الملوك والأمراء الذين ترعروا وسط الثروة والسلطة أن لديهم الحق لفعل أي شيء، وهم جيديون في حياكة المؤامرات داخل القصر وخارجه أيضًا.
وبغض النظر عن كيفية انتهاء الأزمة مع قطر، فإن وحدة دول الخليج العربي تتعرض للخطر، وحال تفكك مجلس التعاون الخليجي، سوف يكون من الصعب إعادته مرة أخرى.
تظهر القيادة السعودية بأنها تمارس دور البلطجة والوحشية وهي تقاوم الضغوطات التي تتعرض لها، حيث تفقد الرياض تحت قيادتها الجديدة المبالغ فيها تقدير المواقف، ويساعدها في ذلك الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، رغم أن الرياض ليس لديها القدرة اللازمة للقيام بأي حركة سياسية جادة في هذا العالم، وهي تعتمد فقط على أموالها منذ فترة طويلة.
هناك مناقشات داخلية بين كبار المسؤولين الأمريكيين والإماراتيين، وسط محاولات لحل الأزمة الداخلية، ورغم ذلك تحدد الحكومة الإماراتية مسبقًا متى تستجيب للمطالب الأمريكية.
أثناء سقوط الإمبراطورية العثمانية، تدخلت بريطانيا، وأنشأت ما يسمى بدولة السعودية، وبعد حربين عالميتين استُنفِذت قوة بريطانيا، وتولت الولايات المتحدة إدارة الإمبراطورية العالمية بما فيها دول الخليج، والآن تحتاج واشنطن إلى الرياض للحصول على النفط، وبالتالي فإن الاضطرابات في السعودية لن تصب في مصلحة الولايات المتحدة، ولكن هذا مجرد مقياس تكتيكي عديم الخبرة، ولا يكفي لنزع فتيل الصراع أو تخفيف عواقبه، لذا يبقى التساؤل: ما هي الاستراتيجيات التي ستطورها واشنطن لمواجهة عدم الاستقرار المتوقع في السعودية ودول الخليج الأخرى؟
ارسال التعليق