الديوان الملكي يحمي عبدالعزيز الخميس من تهم خطيرة
كشفت وثائق مسربة عن تدخل مباشر من الديوان الملكي بأوامر من محمد بن سلمان لحماية المسئول في المخابرات السعودية المقيم في لندن عبدالعزيز الخميس من تهم فساد خطيرة.
وبحسب الوثائق التي أطلع عليها “سعودي ليكس” وأكدها مصدر سعودي مطلع، فإن الهيئة العامة لمكافحة الفساد (نزاهة) رفعت منذ أشهر تقريرا سريا يطلب استدعاء الخميس بشكل عاجل إلى المملكة للتحقيق معه في التهم المنسوبة إليه بالفساد والاختلاس المالي.
وذكر المصدر أن السلطات الحكومية المختصة تجاوبت بتأييد كبير مع طلب هيئة نزاهة وعملت على التنسيق مع النيابة العامة من أجل إعداد مذكرة استدعاء للخميس في أقرب الآجال ومواجهته بالاتهامات الموجهة إليه.
وأظهرت الوثائق أن الخميس متهم باختلاس مبالغ مالية كبيرة من الميزانيات المقرة له لتمويل صحيفة العرب اللندنية، والخلايا الاستخبارية التابعة للديوان الملكي في الخارج إلى جانب أنشطة مراقبة وتجسس على المعارضين والنشطاء السعوديين في المنفى.
إلا أن المصدر كشف أن المساعي للتحقيق مع الخميس تم إحباطها بأوامر عليا قادمة من الديوان الملكي تضمن الطلب بإدراج أنشطة الخميس وملفه الشخصي في إطار السرية ووقف أي إجراءات متابعة بحقه.
وبحسب المصدر فإن الخميس يحظى بدعم لافت من الرجل القوي في الديوان الملكي سعود القحطاني الذراع الإجرامي لمحمد بن سلمان، كونه يضطلع بمهام سرية للتحريض والتجسس.
مهام قذرة متنوعة:
عبدالعزيز الخميس أو دعبس كما يشتهر، يقدم نفسه على أنه صحفي وباحث في شؤون الشرق الأوسط، لكنه في الواقع يضطلع بأقذر المهام الاستخباراتية والتحريضية على مدار سنوات طويلة.
وقد سبق له أن اعترف في مقابلة إعلامية في برنامج (في الصميم)، على قناة (روتانا خليجية)، أنه يعمل جاسوسا على المعارضين السعوديين في الخارج ويقوم بتشويه صورة النشطاء السعوديين والخليجيين بأوامر حكومية.
ويعرف الخميس بمواقفه العدائية جدا من ثورات الربيع العربي وحق الشعوب العربية في الديمقراطية والحريات العامة ويجاهر بمعارضته لأي انتقال ديمقراطي للسلطات في الدول العربية لاسيما بلاده السعودية.
كما أنه جاهر مرارا بدعوته إلى تحويل المملكة إلى دولة مدنية وعلمانية، وإلغاء “الولاء والبراء” من مناهجها الدراسية، وشطب أي تواجد للدين في الحياة العامة.
فضلا عن تأييده العلني التطبيع مع إسرائيل ودعوته إلى تحالف عربي مع إسرائيل وتجاهل الحقوق الفلسطينية.
صحيفة العرب.. بوق للتحريض:
تعد صحيفة العرب تحت إشراف عبدالعزيز الخميس بوقا للتحريض والصحافة الصفراء وتم استغلالها في تشويه صورة خصوم السعودية ودولة الإمارات التي تقدم دعما ماليا ضخما للصحيفة.
ومن أشهر فضائح صحيفة العرب إصدار وزارة الخارجية الكويتية قبل عام بيانا غاضبا يؤكد على رفضها واستيائها الشديدين لعبارات مسيئة بحق الدولة ورموزها وردت في صحيفة العرب.
وجاء في بيان وزارة الخارجية: “أعربت الكويت عن استيائها ورفضها الشديدين للعبارات التي وردت في مقال نشر بصحيفة العرب” معتبرةً أن ما ورد في الصحيفة “إساءة لدولة الكويت ورموزها”.
وأشار بيان الخارجية إلى تقديمها مذكرة رسمية لدولة الإمارات توضح موقف الكويت في هذا الخصوص.
وأكمل البيان أن “المسؤولين في وزارة الخارجية والتعاون الدولي الإماراتية أعربوا عن رفضهم القاطع لأي إساءة لرموز الكويت الذين يحظون بأعلى درجات التقدير والاحترام”.
وجاء استياء الكويت بعد نشر صحيفة “العرب” الممولة من أبوظبي والتي تصدر من لندن، خبر يحمل عنوان “أزمة داخلية تفاجئ أمير الكويت المنتشي بنجاح وساطته بين قطر والسعودية“.
وأفادت الصحيفة في مقالها بأن “أعضاء من مجلس الأمة الكويتي (البرلمان) قدموا استجوابا ضد رئيس مجلس الوزراء صباح الخالد، لارتكاب مخالفات دستورية ومماطلة الحكومة في تقديم برنامج عملها، ما يعكس نشوب خلافات حادة بين البرلمان والحكومة”.
من جهتها حاولت الإمارات التهرب من المسئولية عن حملة التحريض في صحيفة العرب ضد دول الخليج.
وصرحت هند مانع العتيبة مديرة الاتصال الاستراتيجي في وزارة الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات بنفي تبعية صحيفة العرب للدولة.
إعادة الفتنة مع قطر:
على مدار الأشهر الأخيرة، سخر عبدالعزيز الخميس نفسه للتحريض على دولة قطر وبث سموم الفتنة في مسار المصالحة الخليجية.
وأبرز مراقبون أن الخميس المعروف بمواقفه الشيطانية والتحريضية، لا تعجبه أجواء الترحيب والتلاحم بين القطريين والسعوديين خلال استضافة الدوحة مونديال كأس العالم مؤخرا.
لذلك لجأ الخميس في تغريداته ومواده الإعلامية إلى بث سموم الفتنة في مسار التقارب القطري السعودي والتحريض على الدوحة بما في ذلك تعمد تهويل وتضخيم الاتهامات الموجهة إليه في خضم أزمة الفساد داخل البرلمان الأوروبي.
ويعد الخميس المسؤول في محطة المخابرات السعودية في لندن، أبرز أعضاء لوبي المملكة والإمارات في أوروبا منذ سنوات.
ولدى الخميس سمعة ملطخة لدى المنظمات الحقوقية الناشطة في جنيف والعواصم الاوروبية في ظل محاولته مرارا تقديم رشاوي مالية من أجل استقطاب المواقف المؤيدة للسعودية.
وقد انخرط على مدار أعوام في تنظيم فعاليات وأنشطة مختلفة لتبييض سمعة السعودية في الأوساط الأوروبية ومحاولة استمالة مسئولين أوروبيين للدفاع عن المملكة واتخاذ مواقف مناهضة لخصوهما الإقليميين.
تاريخ ملطخ بالفضائح:
مارس الخميس الصحافة لعدة سنوات فعمل في (الشرق الأوسط)، ثم عمل رئيساً لمجلة المجلة، أبعد بعد ذلك عن رئاسة تحريرها لمخالفات مالية ارتكبها حسب مالكي الجريدة فكان نصيبه الإبعاد عنها.
ولأن مجلة المجلة محسوبة على السعودية فقد انقلب الخميس لبعض الوقت على دولته فأصبح ما بين عشية وضحاها يوجه بعض الانتقادات ويطالب بالإصلاح لمحاولة ركوب الموجة مجددا واستقطاب الأنظار إليه.
لاحقا عاد الخميس إلى الواجهة مرة أخرى عبر رئاسة تحرير صحيفة “العرب اللندنية” الممولة إماراتياً، فقد عرف الرجل وبحسب منتقديه أنه يعمل لمَن يُعطيه المال وينفق عليه وعلى عمله.
ومنذ تولي الخميس رئاسة تحرير صحيفة العرب تحولت الصحيفة إلى مصدر مفضوح من الأكاذيب جعلت منها محطة للسخرية والانتقاد لكثير من القراء والمتابعين.
ومن تلك الأكاذيب أن السلطات السعودية أوقفت خلية تجسسية تعمل لصالح قطر وتركيا، إلا أن الرد السعودي الرسمي حينها جاء على لسان المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية بنفي الخبر جملة وتفصيلا، ومطالبة صحيفة العرب باحترام مبادئ ومواثيق العمل الإعلامي والابتعاد عن الأخبار الملفقة.
وقد سبق أن وصف الكاتب التونسي شمس الدين النقاز، الخميس بالأحمق الذي لا يميّز بين الحق والباطل وبين الظالم والمظلوم، وأنه باع ضميره ومهنيّته بالارتماء في أحضان الإمارات الدافئ، حتى أنه أصبح ناطقا رسميا باسمهم.
ارسال التعليق