السعودية تتجسس على الإمارات
بقلم: حجاج البطاط…
أفادت مصادر مقربة من صحيفة الوطن السعودية، عن تسريب رسالة من جهاز كمبيوتر التابع لأحد المسؤولين في الصحيفة، ويعتبر من المقربين جداً من عائلة آل سعود الحاكمة.
هذا الرسالة تؤكد إن السفارة السعودية قامت في الآونة الأخيرة بتوظيف عناصر من جهاز الموساد الصهيوني، لكي يقوموا بالتجسس وتتبع تحركات وسياسات دولة الإمارات في المنطقة.
كما ظهرت الرسالة مخطط الكيان الصهيوني للسيطرة على الجهاز المالي، والتجاري الإماراتي، من خلال شركات مراقبة مالية إسرائيلية، والتي تقوم بوضع برامج وأجهزة حماية للمصارف والبنوك الإماراتية، ومن خلال هذا الإجراء، يتم تمرير كل مخططات السعودية والصهيونية للسيطرة على كافة أمور الإماراتيين والإطلاع على حيثياتهم.
وتعتبر مشاركة الكيان الصهيوني في إكسبو 2020 دبي، مجرد غطاء تجاري في العلن، والحقيقة ما ورد في الرسالة من معلومات بغاية الخطورة، وهي بأن السفير السعودي "تركي الدخيل" أرسل خطابا سريا يفيد بأنه تم استلام قائمة من العناصر الاستخبارتية الصهيونية، والتي تحوي هذه القائمة على أسماء وهويات ١٣ عنصرا امنيا منهم.
وكما يقول المثل العربي الدارج "وجنت على نفسها براقش" كذلك هي الإمارات فقد جنت على نفسها أيضاً، عندما أتت بالإسرائيليين ووضعتهم في عقر دارها، وفتحت لهم أبواب بيوتها، وفروج نسائها، ودخلت معهم في حلف عقيم، لعلها تحصل على قسما من المضادات الجوية والبرامج التجسسية مثل برامج "بيغاسوس" ومكافحة السيبرانية التي تصنعها دويلة إسرائيل.
وهذا المضادات هي القبة الحديدية، ومقلاع داوود، التي تطمع بشرائهما دولة الإمارات، لكي تحمي بهما أبراجها الزجاجية من صواريخ اليمنيين -الحوثيين- ومسيراتهم الخارقة.
ولكن الإماراتيين تغافلوا عن فشل وكيفية هذه المضادات، عندما اشتبك الصهاينة مع الفلسطينيين في معركة (سيف القدس)، التي دارت بين الفلسطينيين والصهاينة في 6 مايو 2021، وعلى مدار 11 يوميا، فقد فشلتا تلك المضادات فشلا ذريعاً، ولم تؤديا الغرض المطلوب منهما، عندما انهمرت آلاف الصواريخ من قطاع غزة على بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، الواقعة تحت سلطة الاحتلال الإسرائيلي، وكذلك فشلتا عند تصديهما للطائرات المسيرة الفلسطينية واللبنانية معا، وآخرها طائرة حزب الله (حسان) التي جابت الأراضي المحتلة وبقيت تصول وتجول لمدة 40 دقيقة، ولم تسقطها تلك المضادات ولم تكتشفها.
وأما صد ومكافحة الهجمات السيبرانية الالكترونية، التي تتمناها دولة الإمارات، وأبناء +، وتطمح بامتلاكها، من الصهاينة، فقد قامت مجموعة هكر فلسطينية باسم "عصا موسى"، أخيرا باختراق كافة كاميرات المراقبة، التي نصبتها سلطة الاحتلال في الشوارع، والمراكز الحيوية، ومنازل مسؤوليها الكبار، وحتى منزل وجهاز كمبيوتر وزير الحرب الإسرائيلي "بني غانتس" لم يسلم من هجمات تلك المجموعة، ولو كان الصهاينة علماء وفطاحل بهذا التقنية لما اخترقتهم مجموعة هكر فلسطينية صغيرة.
لقد تبدد حلم أبناء + وتبدل إلى أوهام وكوابيس، من هذا التطبيع المخزي، الذي قاموا به مع الصهاينة، لأنهم لم يحصلوا من الإسرائيليين على شيء يذكر، ولم يحصدوا ثمار ما زرعوه في تطبيعهم هذا، فقد حولوا دولة الإمارات إلى مأوى للقتلة والمجرمين الصهاينة، عندما فضحتهم قناة "12" الإسرائيلية، لقد تحدث عن ظاهرة جديدة، بدأت بين أوساط الصهاينة، وهي هروب وهجرت كبار المجرمين الإسرائيليين مؤخراً، من "إسرائيل" إلى دبي، بعد أن اتهموا بالتورط بسلسلة من الجرائم الخطيرة، من بينها أعمال قتل ومحاولات قتل، وابتزاز تحت التهديد، والمتاجرة بالمخدرات (الكوكايين)، والقمار، والدعارة والشذوذ الجنسي، وتبييض الأموال، والخداع والاحتيال بعشرات ملايين الشواكل.
وقالت القناة إن قسماً من المجرمين هربوا إلى دبي قبل وقت قصير من إصدار الشرطة أوامر اعتقال بحقهم، بعد حصولهم على معلومات مسبقاً بوجود نيّة لاعتقالهم ومنعهم من السفر.
فقد امتطى الإسرائيليين دولة الإماراتي وحولوا أبناء + الى مطايا يمتطونهم، وعربات يجرونهم حيث ما يريدون، ومنصة لمراقبة المناويين والمعارضين لوجودهم، من الدول العربية والإسلامية، وكافة الحركات من أحرار العالم.
وأما الشقيقة الكبرى "السعودية" فهذه الشقيقة متداخلة بتنافس وصراع مرير مع دولة الإمارات، وحتى التطبيع مع الصهاينة كان أحد أسبابه هو الخوف والقلق من سطوة السعودية، لأن حكام السعودية مثلهم كمثل "كلب البدو يعض الأهل والجيران"، ولكن هذا التطبيع هو بمثابة الهروب من الرمضاء إلى النار، فالسعودية نافست وقلدت شقيقتها الإمارات في كل شيء، وحتى رؤية محمد بن سلمان 2030 منبثقة من خطط إماراتية، وسبق وأن دخلت دولة الإمارات مع السعودية بصراعات عديدة مثل التفوّق الاقتصادي، والمنافسات الإقليمية، لأن الإمارات تعتبر المعقل الرئيسي لجميع الشركات العالمية الكبرى، وتسيطر على التجارة الإقليمية، إضافة إلى مكانة دبي في منطقة الشرق الأوسط وجبل علي.
فقد أقدمت الإمارات في عام 2009، على أوّل تحد لها ضد السعودية، بعدما وافق مجلس التعاون الخليجي على مشروع توحيد العملة، وإنشاء بنك مركزي مشترك، بين أعضاء المجلس، ويكون مقرّه الرياض، انسحبت منه الإمارات فجأة، راغبةً بذلك أن يكون مقرّ البنك في عاصمتها أبو ظبي.
في منتصف فبراير، أعلنت السعودية نيتها إيقاف التعاقد مع أي شركة أو مؤسسة تجارية أجنبية لها مقر إقليمي في المنطقة، بدءا من مطلع العام 2024، وكانت السعودية تقصد بهذا القرار هو سحب البساط من دولة الإمارات.
ولكن الخوف من سطوة الشقيقة الكبرى، لا يستوجب الإتيان بعدو الأمة التاريخي -الكيان الصهيوني- ووضعه داخل بيوتات العرب الخليجيين، وسبق وأن حاصرت الشقيقة الكبرى بمعية مصر والإمارات والبحرين، دولة قطر، ولكن دولة قطر تعالت عن الإتيان بالصهاينة لكي تحمي نفسها من سطوة هؤلاء الأربعة المشاغبين، ولم تخرج عن طورها العربي والإسلامي، وقاومت الحصار بكل صلابة وصمود، حتى خضعوا لها وصالحوها صلح الند للند.
فمثل تطبيع دولة الإمارات مع الصهاينة، أضحى كمثل ذاك الأحمق الذي أتى بأفعى كبيرة، وأدخلها في بيته، بين زوجته وأطفاله، ظنا منه بأنهم سوف يتسلون بها، وهي كذلك تأنس بهم، ولكن هذه الأفعى قامت ببلعهم واحدا تلو الآخر، فالصهاينة إذا دخلوا قرية دمروها وجعلوا أعزت أهلها أذلة، وعاليها سافلها، مثلما فعلوا بالسودان وجنوب السودان، وشاه إيران.
ارسال التعليق