السعودية تجلب الارهابيين بالتنسيق مع تركيا للانتقام من اليمنيين بسبب خيبتها
قبل اسابيع من الان أعلن لواء ومسؤول استخباراتي في صنعاء ان السعودية قامت بارسال مئة وسبعة وخمسين ارهابيا مأجورا من سوريا الى اليمن ، وان هؤلاء وصلوا مطار عدن على متن طائرة تركية موضحا ان الارهابيين هم من داعش وجبهة النصرة وهم فارون من حلب.
وهناك سيناريوهات محتملة تقف وراء هذه العملية التي تأتي في اعقاب الهزائم السعودية في الخارج والداخل والتي تأتي بالتنسيق بين الرياض وأنقرة وترمي الى نقل الارهابيين المهزومين في سوريا الى الأماكن المتوترة الأخرى مثل ليبيا واليمن ولبنان وسيناء المصرية وفي المرحلة الاولى تم نشر قسم من هؤلاء الارهابيين في عدة محافظات يمنية فيما نجح تنظيم القاعدة ايضا في السيطرة على زنجبار عاصمة محافظة أبين وهذا يفسح المجال امام تحرك اكبر للارهابيين.
أسباب نقل الإرهابيين الى أماكن أخرى
يواجه الارهابيون عدة خيارات بعد هزائمهم في اماكن انتشارهم فإما العودة الى بلدانهم الأصلية وإما الإنتشار في المناطق النائية او تسليم انفسهم واما الانشقاق وتشكيل جماعات مسلحة تحت مسميات أخرى أو الذهاب الى الدول المضطربة الأخرى كما فعل تنظيم القاعدة بعد الهزيمة في افغانستان ونظرا للظروف السائدة الان يبدو ان الارهابيين اختاروا الذهاب الى البلدان الأخرى ومنها اليمن الذي يشكل بيئة مناسبة لانتشارهم فهذا البلد يشهد حربا وعدوانا خارجيا ايضا وليست فيه حكومة قوية ويسهل الحصول فيه على السلاح ويسود فيه الانقسام ويتفشى فيه الفقر الاقتصادي والثقافي ويعاني من فراغ أمني وسياسي وهذا يسهل عملية نقل الارهابيين من سوريا والعراق الى اليمن.
تداعيات نقل الارهابيين الى اليمن
تحاول السعودية زيادة عدد الارهابيين في اليمن بالتنسيق مع تركيا لاستخدامهم في وجه انصارالله والقوى الثورية اليمنية لكن الرياض تريد ان تكون هذه العملية تحت السيطرة ولاينقلب هؤلاء الارهابيون عليها مستقبلا.
ان ادخال هؤلاء الارهابيين الى اليمن مهما تكن أسبابه فإنه سيزيد من تفاقم الاوضاع الأمنية والفوضى وسيعقد الأزمة اليمنية وهكذا تريد السعودية الانتقام من اليمنيين بسبب خيبتها هناك ومن جهة أخرى يمكن ان يؤدي ادخال الارهابيين الى اليمن الى عرقلة عمل المؤسسات السياسية اليمنية مثل حكومة الانقاذ الوطني والمجلس السياسي الاعلى ويوجد خلافات بين أنصارالله وعلي عبدالله صالح حول كيفية مواجهة الارهابيين وهذا سيضر بالحكومة اليمنية في صنعاء.
ان السعودية قد غيرت وجهة المعارك في اليمن نحو المناطق الشمالية ومناطق انتشار انصار الله ليكون الارهابيين أداة ضغط على الشعب اليمني وانصارالله ان السعودية العاجزة عن الدخول الى شمال اليمن خلال 22 شهرا من العدوان تسعى اليوم الى تقوية الارهابيين وتجهيزهم لتحقيق انجاز ما في شمالي اليمن بعد عجزها عن تحقيق انجازات في باقي المناطق كما ان الرياض التي تشعر بخطر صواريخ انصارالله تريد اسقاط هذه الورقة من يد انصارالله عبر نشر الارهابيين على حدودها الجنوبية.
لقد استخدمت السعودية عدة جماعات واتبعت عدة اساليب لتأمين حدودها الجنوبية لكن من دون جدوى فهي تارة لجأت الى ارهابيي القاعدة وتارة زادت قواتها هناك والان تظن الرياض بانها تستطيع القيام بخطوة ما اذا نشرت هؤلاء الارهابيين المستقدمين في شمال اليمن وجنوب السعودية ومن ثم احداث تغيير في ساحة المعارك في اليمن.
تدخلت السعودية في مارس عام 2015 في اليمن وقادت تحالف شنت من خلاله ضربات جوية مكثفة ونشرت عدد محدودا من الجنود على الأرض وتحاول إعادة الحكومة اليمنية التي تقبع في فنادق الرياض بعد هروبها من البلد.
وبالفعل لتلك السياسة ثمن باهض عندما تفرض المملكة تقشفا على مواطنيها من أجل إجراء توازن في الاعتماد على الطاقة من أجل الاقتصاد عقب تدهور أسعار النفط بيد ان لم تكشف الحكومة عن فاتورة حربها في اليمن أو عن مدى دعمها للمقاتلين في سوريا لكن يضل الصراع عبئا متناميا في الوقت الذي انحسرت فيه عائدات النفط إلى 200 مليار دولار من الأصول الخارجية للسعودية في العامين الماضيين وهو الموضوع الذي لم ترد الخارجية السعودية على طلب للتعليق عليه.
ويقول جيمس دورسي وهو مختص في شئون السعودية وزميل كبير في الدراسات الدولية في جامعة نانيانج التقنية في سنغافورة “تكلفهم الحرب نقدا كبيرا في الوقت الذي يحتاجون فيه التركيز على إعادة هيكلة اقتصادهم وتنويعه.”
ويقول السفير الأمريكي السابق لليمن ستيفن سيتش وهو نائب رئيس تنفيذي لمعهد دول الخليج العربي في واشنطن:” من الصعب أن نصف هذا التدخل السعودي بالناجح.” حيث لم تحقق حملة القصف السعودية هدفها في إركاع الشع اليمني بل سببت دمارا هائلا على البنى التحتية في اليمن ومعاناة كبيرة على الشعب.
وقتل وجرح أكثر من 10،000 يمني حسب الأمم المتحدة وقالت اليونسيف الشهر الماضي أن 2.2 مليون طفل يمني يعانون نقص حاد في التغذية.
لا تقاتل السعودية الأعداء الحوثيين فقط في اليمن بل وايضا فصائل من الجيش اليمني التي تتلقى أوامرها من الرئيس السابق علي عبدالله صالح الذي شكل تحالفا مع الحوثيين وليس من خلفه المدعوم سعوديا ويقول القحطاني بعض هؤلاء الجنود تلقوا تدريبات على أيادي أمريكيين من أجل قتال القاعدة ويستخدموا الان في عمليات خاصة ضد السعوديين.
الحوثيون هم خصوم أقوياء أيضا حيث ينظر إليهم على أنهم مدربون على قتال الجبال ينشطون للدفاع عن مناطقهم وبلدهم أما في الأجزاء التي يسيطر عليها عملاء السعودية تشكل داعش والقاعدة خطرا متزايدا حيث قتل انتحاري ينتمي لداعش أكثر من 50 جنديا في المدينة الجنوبية عدن.
يعبر حلفاء السعودية عن امتعاضهم من سير الحرب وعن قلق من قتل المدنيين وعقب عرض محامون بريطانيون عن تجارة الأسلحة مع السعوديين أعلنت المملكة الشهر الماضي أنها ستوقف استخدام القنابل العنقودية المصنوعة في بريطانيا وفي شهر ديسمبر الماضي أوقفت الولايات المتحدة بعض صفقات الأسلحة وبدلا من تصدير صواريخ تعمل بأنظمة الريثيون سيدرب الأمريكيون على تطوير مهارات الاستهداف السعودية. وفي كندا يخضع رئيس الوزراء جاستينتروديو لضغوط من أجل إلغاء صفقة بقيمة 11 مليار لبيع عربات مقاتلات للمملكة.
قال وزير الخارجية الأمريكية جون كيري الشهر الماضي في السعودية من الضرورة أيقاف الحرب اليمنية ولهذا هناك جهود دولية نسبية من أجل هذا المنحى على غرار محاولات السلام المتعددة والفاشلة من أجل سوريا. وهذا يجعل السعودية عرضة للمساءلة.
ويقول سوليفان وهو استاذ أمن في جامعة جورجتاون في واشنطن:” أنا متأكد من أن القيادة السعودية لا تنام بعض الليالي بسبب اليمن.” ويضيف:” والأمور الأكثر سوءا هي تلك القادمة والتي لها أثمان باهظة وليس لها حل واضحا أو نهاية فالحرب هي نار واليمن هي الجحيم.”
ارسال التعليق